“ممر داوود”.. مشروعُ “إسرائيل الكبرى” من الجولان إلى العراق
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
يمانيون../
يعتبر الكيان العبري الإسرائيلي المؤقت مُجَـرّد دولة مسكونة بالخرافات الدينية، تؤمن بدولة الشريعة المتخيَّلة ونصوص التوراة المحرّفة وتعاليم التلمود، ولا ترى أن هناك من يستطيع أن يحد من طموحاتها ومشاريعها الكبرى، ما دام العالم أجمع منحها صك العربدة.
“إسرائيل الكبرى” من البحر إلى النهر؛ ليست خيالًا، بل مشروعٌ يشق طريقه نحو النجاح، وخططها ليست مُجَـرّد تهديدات وعمليات عسكرية عابرة، بل هو رسم جغرافي وجزء من مخطّط طويل الأمد لتغيير خريطة الشرق الأوسط من خلال تحالفاتها الدولية والإقليمية كما أعلنها “نتنياهو وسيموترتش” في المحافل الدولية منذ مارس 2023م، وهذا ما تم ترجمته حرفيًّا في مسارها التكتيكي العسكري على كُـلّ جغرافية المنطقة، واستطاعت أن تُحدِث تغييرًا جذريًّا في معادلة “توازن الكلفة” لتحقيق كُـلّ مشاريعها وحفظ أمنها.
وفي جديد نهم الكيان الصهيوني التوسعي الكشف عن عزمه تنفيذ مشروع “ممر داوود” والذي يعزز نفوذه الإقليمي ويدعم رؤيته التوراتية لإقامة حلم “إسرائيل الكبرى” المزعومة، ويعكس هذا المخطّط وجود قواعد أمريكية في هذه المناطق دعمًا دوليًّا ضمنيًّا لهذه المخطّطات وتستهدف مواجهة خصومها الإقليميين.
ويرى خبراء دوليون أن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية والتطهير العرقي لن تقف عند غزة أَو لبنان أَو سوريا؛ بل سيطال المنطقة ككل، ما دام مسرح اللعب داخل الشرق الأوسط سهلًا وممهدًا لها، فقد أصبح لـ “إسرائيل” حُلم تسعى لتحقيقه وهو؛ الوصول إلى نهر الفرات عبر مشروعها الكبير “ممر داوود”، وسقوط نظام الأسد كان فرصة ذهبية لها لفرض واقع جغرافي جديد يحقّق كُـلّ مشاريعها الكبرى.
ويلفت الخبراء إلى أنها وبعد سقوط النظام في سوريا لم تستطع “إسرائيل” الانتظار بل قامت فورًا بتوجيه ضربات مكثّـفة استهدفت تجريد الدولة السورية ومؤسّساتها وجيشها من مقدرات الأمن القومي، واستباحت الأرض السورية ودمّـرت أكثر من 80 % من مقدرات الشعب السوري؛ كما توسعت في احتلالها لمزيد من الأراضي السورية بالسيطرة كاملًا على سفوح “جبل الشيخ والجولان”، بل ظهر وزير الحرب الصهيوني “يسرائيل كاتس”، بالتصريح والاعتراف بأنهم من أسقطوا نظام الأسد.
وهُنا بدأت حكومة الكيان تتحدث صراحةً عن مشروعها التوسعي الكبير والذي يسمى “ممر داوود” الذي يمر عبر الأراضي السورية للوصول إلى حدود العراق وإلى نهر الفرات تحديدًا تحقيقًا للنبوءة التوراتية بـ “مملكة داوود”، وأطلقت على توغلها داخل الأراضي السورية اسم عملية “سهم باشان”، الذي يرمز -على حَــدّ معتقداتهم- إلى مملكة يهودية كانت قديمًا في منطقة جنوب سوريا، وهي “منطقة زراعية خصبة بالمياه العذبة تمتد من جنوب دمشق وحتى حوض نهر اليرموك وسهل حوران، ومن جبل الشيخ غربًا إلى جبل الدروز شرقًا”.
مشروع “ممر داوود” الذي تتحدث عنه الأدبيات الصهيونية والغربية السياسية، يربط “إسرائيل” بالفرات، ويطوّق الحدود العراقية؛ إذ “يبدأ من شواطئ البحر المتوسط مُرورًا بالجولان ودرعا والسويداء، والرقة ودير الزور، والتنف” -مكان تواجد القواعد العسكرية الأمريكية حاليًا- وُصُـولًا إلى نهر الفرات؛ ما يعني أن جزءًا كَبيرًا من تلك القواعد العسكرية الأمريكية موجودة بالأصل على طول هذا الممر.
ويرجِّحُ مراقبون أن الممر ربما سيكون تحت إشراف أمريكا وقواعدها في المنطقة، وَإذَا ما تحقّق سيؤمِّنُ لـ “إسرائيل” السيطرة الكاملة على مناطقَ واسعةٍ تصل إلى الحدود العراقية السورية؛ وسيُساعد على قيام دولة “درزية” في جنوب سوريا، ودولة “كردية” في شمال سوريا، بعد موافقة تركيا، وسيلتحم التمدد الكردي المدعوم أمريكيًّا بالتمدد الإسرائيلي ليصنع محورًا تتمكّن فيه “إسرائيل” من الوصول إلى نهر الفرات وسيلتقيان في منطقة التّنف.
وبحسب المراقبين، فإن هذا المشروع يمنح الكيان الصهيوني سيطرة مباشرة على مناطق غنية بالموارد وذات أهميّة جغرافية حيوية، وعبر هذا الممر؛ إذ يسعى الكيان إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط بما يخدم مصالحه سواء عبر القوة أَو عبر شراء الأراضي أَو الاستحواذ التدريجي.
وفيما يستغل الكيان الخطاب الديني والتوراتي لتبرير توسعه زاعمًا بأن هذا التوسع جزء من مخطّط إلهي ليضفي شرعية على سياساته العدوانية، يؤكّـد الخبراء أن لهذا المشروع تداعيات إقليمية كارثية؛ إذ يشكل تهديدًا لوحدة سوريا ويدفع نحو تقسيمها إلى كيانات عرقية وطائفية ويزيد من الصراعات الداخلية، كما يهدّد بتأجيج مواجهات عسكرية جديدة بين القوى الإقليمية الكبرى وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلى نهر الفرات
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يبحث مع مختصين مشروع توثيق الأزياء التقليدية السورية
دمشق-سانا
بحث وزير الثقافة الأستاذ محمد ياسين الصالح، خلال لقائه الباحثة عائدة الدالاتي، المتخصصة في توثيق الأزياء التراثية السورية، والدكتورة هلا قصقص، الأستاذة في قسم تاريخ الفن بجامعة فكتوريا بكندا، مشاريع التوثيق والعرض المتحفي والرقمي.
وتناول اللقاء إمكانية تنفيذ برامج توثيقية مشتركة، وإعداد معارض رقمية تفاعلية تبرز تنوّع الأزياء السورية عبر العصور، إضافة إلى بحث سبل الاستفادة من الخبرات الأكاديمية في تقديم محتوى ثقافي يُعزز من حضور الهوية البصرية السورية في الفضاءين المحلي والعالمي.
وأكد الوزير الصالح أهمية التوثيق العلمي الدقيق للأزياء السورية، باعتباره مساراً بحثياً يعزز العلاقة بين الهوية والذاكرة الاجتماعية، ويُسهم في نقل هذا التراث للأجيال القادمة عبر العرض المتحفي والمنصات الرقمية.
وقدّمت الدالاتي عرضاً حول البعد الثقافي والاجتماعي للأزياء السورية، التي تعود جذورها إلى عصور قديمة، وتطورت عبر الحقب الآرامية والبيزنطية والإسلامية، وصولًا إلى تنوّعها في البيئات الريفية والحضرية.
بدورها أشارت الدكتورة قصقص إلى أهمية توظيف التكنولوجيا الرقمية في توثيق هذا الإرث، وإتاحته عبر منصات تفاعلية.
ويأتي هذا اللقاء ضمن رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى تعزيز الشراكات مع المختصين في مجالات التراث والهوية الثقافية، بما يعزز من دور الثقافة في مشروع التعافي الوطني وصون الموروث السوري بوصفه ركيزة للتنوع والوحدة في آنٍ معاً.
الباحثة عائدة الدالاتي وزير الثقافة الأستاذ محمد ياسين الصالح 2025-07-27BOUTHINA BOUTHINAسابق هيئة التخطيط تناقش تطوير منهجيات الإحصاء والتدريب مع الوزاراتآخر الأخبار 2025-07-27منطقة وادي بردى بريف دمشق تستعيد نبض الحياة والرونق السياحي 2025-07-27التربية: تأجيل امتحانات المواد المتبقية لطلاب الشهادة الثانوية في السويداء إلى موعد يحدد لاحقاً 2025-07-27مراسلة سانا: وزارة السياحة توقع مع شركة “لوبارك كونكورد” السعودية للاستثمار السياحي، اتفاقية مبدئية لإعادة تأهيل وتطوير واستثمار عدد من المنشآت السياحية، وذلك في مبنى الوزارة بدمشق 2025-07-27تركيا…إخلاء عدة أحياء بمدينة بورصة جراء اندلاع حرائق غابات 2025-07-27مراسل سانا: بحضور وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى ومحافظ حلب عزام الغريب ومدير مديرية الإعلام، جلسة مفتوحة في مدينة حلب لمناقشة التطورات الإعلامية الراهنة والتحديات المستقبلية، بمشاركة فاعلة من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الإعلامي المحلي 2025-07-27اختتام امتحانات النقل البحري باللاذقية بتنظيم مثالي وكفاءة عالية 2025-07-27حملة تبرع بالدم في حمص… عطاء أسبوعي ينقذ الأرواح ويزرع الأمل 2025-07-27انطلاق امتحانات جامعة حماة في 12 كلية وسط إجراءات تنظيمية متقنة 2025-07-27منتخب سوريا لكرة السلة للناشئات يواجه نظيره اللبناني غداً ببطولة غرب آسيا 2025-07-27ورشة عمل حول الحوكمة بين وزارتي الطاقة السورية والسعودية في الرياض
صور من سورية منوعات اختفاء غامض لعشرات الطواويس من فندق تاريخي في كاليفورنيا 2025-07-27 أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |