تفاعل واسع مع آخر صورة للدكتور حسام ابو صفية
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
#سواليف
“وقفتَ وما في الموت شكٌّ لواقفٍ وقد خالطتْ شُمَّ الأنوف الصوارمُ
فكنت وما بين الحُسامين ضيّقٌ كأنك في جفن الردى وهو نائم”.
هذه الأبيات كتبها الشاعر السوري سليمان الصولة منذ أكثر من 100 عام ، وكأنه يصف فيها المشهد الأخير للدكتور #حسام_أبو_صفية مدير #مستشفى_كمال_عدوان في شمال #غزة قبل اعتقاله من #جنود_الاحتلال الإسرائيلي.
في قلب المعركة، حيث تتلاشى الحدود بين الحياة والموت، يظهر الدكتور #حسام_أبو_صفية كرمز عزة وثبات. وسط ركام المباني المدمرة، يحارب بصبر وإصرار لإنقاذ مرضاه، متحدياً جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أخذه اسيرا . يبقى الطبيب وفياً لقسمه، يقاوم حتى اللحظة الأخيرة، وقلبه يخفق بحب… pic.twitter.com/Wgl8Zm91Rz
— General Inspector (@GeneralInspect3) December 29, 2024الصورة الأخيرة للدكتور حسام أبو صفية التقطها المصور مهند المقيد، وهي تظهر الدكتور أبو صفية وهو يمشي بثوبه الأبيض وسط ركام مستشفى كمال عدوان الذي أحرقته آلة الحرب الإسرائيلية، وفي وجهه #دبابات_الاحتلال، وكتب عليها قائلا ” #رجل_واحد ضد جيش بأكمله، هذا هو د.حسام أبو صفية”.
المشهد الأخير للدكتور أبو صفية انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل، فقد شبه مغردون الصورة بالحالة التي يعيشها القطاع منذ أكثر من عام من حرب الإبادة الإسرائيلية، وعلق أحدهم عليها قائلا “وحيدا ..مثل غزة”.
وكتب الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة تعليقا على صورة الطبيب أبو صفية “بهذه الصورة، لخّص الدكتور حسام أبو صفية وضعنا بإيجاز: الطبيب الذي يقدم الخدمة الطبية الإنسانية لأبناء شعبه ولا يملك سوى معطفه الطبي، في مواجهة آلة القتل والتدمير والاحتلال”.
وتعليقا على مشهد الدكتور أبو صفية في مواجهة دبابات الاحتلال قال مغردون “هكذا هم رجال غزة، اغتالوا ابنه وأصابوه وقصفوا مستشفاه وأحرقوه فلم يبرح المستشفى وعاد لمزاولة عمله في إنقاذ المرضى والجرحى، وها هو في المشهد الأخير قبل اعتقاله يمضي متسلحا بمعطفه الأبيض نحو دبابة مصفحة ومدججة بأحدث أسلحة الفتك والقتل، إنه الدكتور حسام أبو صفية جبل صمود آخر في غزة.
وأشار آخرون إلى أن الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى الشهيد كمال عدوان، أدار معركة إعلامية وإنسانية ضد العدو الإسرائيلي باقتدار وكفاءة عالية، ولفترة طويلة من الزمن.
وعن شجاعة الدكتور أبو صفية كتب ناشطون “نودع العام بصورة رجل ما هزته دولة نووية، ولا أخافته دبابات فولاذية، يضطر للذهاب لمصيره بقدميه الحافيتين، وكل حبة تراب تحتها تقبل ملامسه”.
وطالب مدونون بإطلاق حملة على منصات التواصل تسلط الضوء على وضع الدكتور حسام أبو صفية وباقي طاقمه الطبي بالقول “إذا كان هناك من يهتم لحياة الدكتور حسام أبو صفية ينبغي عليه أن يقدم خطوات حقيقية لإسناده، من خلال تحرك قانوني وإعلامي ضاغط للإفراج عنه وضمان سلامته، مع العلم أنه يحمل الجنسية الروسية، واختتم أحدهم تغريدته كاتبا “حياة الدكتور حسام أبو صفية في خطر حقيقي”.
وقدم آخرون الشكر والتقدير للدكتور لأبو صفية على ما قدمه لمساعدة المرضى وقالوا تحية تقدير وإعجاب بموقف الطبيب د. #حسامأبوصفية مدير #مستشفىكمالعدوان الطبيب الشجاع صاحب القيم والمبادئ … كان آخر مستشفى عامل شمالي قطاع غزة قبل اقتحام قوات الاحتلال الفاشية وتدميره وإحراقه.
ومنذ هجوم جيش الاحتلال على محافظة الشمال في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى لعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث قال مسؤول صحي إن الجيش يعامله “كهدف عسكري”.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل، وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حسام أبو صفية مستشفى كمال عدوان غزة جنود الاحتلال حسام أبو صفية دبابات الاحتلال رجل واحد حسام مستشفى
إقرأ أيضاً:
تحقيق أممي يتهم الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة وتدمير منظم للهوية الفلسطينية بغزة
اتهمت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترقى إلى الإبادة الجماعية، في إطار حربها المستمرة ضد قطاع غزة، مشيرة إلى استهداف واسع النطاق للمؤسسات التعليمية والدينية والثقافية.
وقالت اللجنة، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان الأممي عام 2021 للتحقيق في الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر النظام التعليمي في غزة، كما دمّر أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في القطاع، ضمن "هجوم واسع لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني".
وأوضحت اللجنة، المؤلفة من ثلاثة أعضاء، أن جيش الاحتلال لم يكتف باستهداف المدارس، بل قام بقتل مدنيين احتموا بها، وهو ما يشكل جريمة حرب موثقة. وأضافت أن هذه الانتهاكات تشير إلى وجود نية منظمة لتدمير جماعة محمية، وهو ما قد يُفسر قانونياً على أنه سلوك يرتقي إلى الإبادة الجماعية.
وقالت رئيسة اللجنة، القاضية الجنوب أفريقية نافي بيلاي، في بيان رسمي: "نشهد مؤشرات متزايدة على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة".
وأكدت أن أطفال القطاع "فقدوا طفولتهم"، مضيفة أن "استهداف المؤسسات التعليمية بشكل ممنهج يمتدّ إلى ما هو أبعد من غزة".
وفي السياق ذاته، أبدى منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قلقه العميق إزاء تصاعد وتيرة العنف، محذرًا في خطاب له أمام مجلس الأمن في منتصف أيار/ مايو الماضي٬ من خطر وقوع إبادة جماعية في غزة، داعيًا قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
من جهته، صرح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في وقت سابق، إسماعيل الثوابتة، بأن المواقع الأثرية والتراثية في القطاع تعرضت لتدمير جزئي أو كلي بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل، مشيرًا إلى أن هذه المواقع تشمل مساجد وكنائس ومدارس ومبانٍ تاريخية ذات رمزية كبيرة.
وأشار الثوابتة إلى أن مدينة غزة القديمة، أو ما يعرف بـ"البلدة القديمة"، تعرضت لدمار واسع، لافتًا إلى أنها تعود إلى الحضارة الفينيقية التي ازدهرت نحو 1500 سنة قبل الميلاد، ما يجعل استهدافها بمثابة محاولة لطمس الذاكرة الحضارية الفلسطينية العريقة.
وتُعد غزة من أقدم مدن العالم، حيث تعاقبت عليها حضارات الفراعنة، الإغريق، الرومان، البيزنطيين، وصولاً إلى الحضارة الإسلامية، ما يمنحها قيمة ثقافية وتاريخية فريدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهوية الشعب الفلسطيني وتجذّره في أرضه.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تتهم تقارير أممية ومنظمات حقوقية الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أدت الهجمات إلى استشهاد وإصابة أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل دعم أمريكي متواصل.