لماذا يشكل الاصطدام بطائر خطرًا على الطائرات؟
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – يلفت الانتباه التزايد في معدلات تحطم الطائرات بعد تصادمها بالطيور خلال الآونة الأخيرة.
وعقب حادثة سقوط طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان نهاية الأسبوع الماضي، استقبل العالم هذا الأسبوع حادث صادم مماثل في كوريا الجنوبية، حيث تحطمت طائرة تابعة لشركة جيجو اير بعد هبوطها في مطار موان وارتطامها بالجدار مما أسفر عن مصرع 179 راكبا من بين 181 راكبا كانوا على متن الطائرة.
وأعلنت وزارة النقل الكورية أن الطائرة بعثت إنذارا قبيل هبوطها يفيد باصطدامها بطائر.
من المعروف أن حوادث الاصطدام بالطيور تحدث في الغالب بالقرب من المطارات بعد الإقلاع أو قبل الهبوط. وتتسبب اصطدامات الطيور في حوادث كبيرة وثانوية.
وهناك العديد من الحالات التي تنجذب فيها الطيور إلى محركات الطائرات متسببة بهذا في كوارث كبيرة.
تُظهر تقارير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) أن اصطدام الطيور بالطائرات المدنية يتسبب في أضرار مالية بمليارات الدولارات كل عام في قطاع صناعة الطيران وتشكل مخاطر جسيمة على سلامة الطيران.
ويمكن أن تسبب الاصطدامات مع أسراب الطيور أثناء الإقلاع والهبوط أضرارًا لا رجعة فيها لمحركات الطائرات، مما يؤدي إلى اضطرابات تشغيلية وحتى خسائر في الأرواح.
أبرز حوادث الاصطدام بالطيورفي 15 يوليو/ تموز من عام 2009، تحطمت رحلة طيران قزوين 7908 في مطار الإمام الخميني الدولي في طهران إيران، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الـ 168 الذين كانوا على متنها، بمن فيهم 15 من أفراد الطاقم.
واندلع حريق عندما دخل طائر إلى محرك الطائرة التي أقلعت من المطار، وتحطمت الطائرة في حقل يبعد حوالي 120 كيلومتراً عن المطار بعد حوالي 16 دقيقة من الإقلاع.
في الخامس عشر من يناير/ كانون الثاني من عام 2009، اصطدمت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية 1549، التي أقلعت من مطار لاغوارديا في نيويورك بقطيع من الطيور بعد دقيقتين من الإقلاع، مما تسبب في فشل كلا المحركين.
وبفضل رد فعل الطيار الهادئ، هبطت الطائرة بسلام في نهر هدسون في مانهاتن، ونجا جميع الأشخاص الـ 155 الذين كانوا على متنها. وتحول هذا الحادث لاحقًا إلى فيلم هوليوودي بعنوان Sully: The Hudson Miracle صدر في عام 2016.
في 15 أغسطس من عام 2019، اصطدمت رحلة طيران أورال 178، التي أقلعت من مطار جوكوفسكي الدولي في روسيا بقطيع من طيور النورس، مما تسبب في تعطل المحرك وهبوط اضطراري في حقل ذرة بالقرب من المطار. ونجا 233 شخصًا كانوا على متنها.
وفي عام 2022، عادت رحلة الخطوط الجوية الكورية KE683، التي كانت في طريقها من مطار إنتشون الكوري إلى مدينة هوشي منه الفيتنامية، أدراجها إلى مطار إنتشون الدولي بعد ساعة من الإقلاع بسبب اصطدامها بطيور. ولم يسفر الحادث عن أية خسائر في الأرواح.
وفقًا لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، تحدث 90 في المئة من حوادث الاصطدام بالطيور في جميع أنحاء العالم بالقرب من المطارات.
وتحدث أغلب هذه الحوادث في الصباح الباكر وعند غروب الشمس، عندما تكون الطيور أكثر نشاطًا.
وخلال عام 2022، شهدت الولايات المتحدة ما يقرب من 17200 حادث اصطدام بالطيور بما يعادل 47 واقعة باليوم.
وصرحت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) أن الأضرار العالمية الناجمة عن ضربات الطيور تقترب من 1.2 مليار دولار (1.77 تريليون وون كوري جنوبي) سنويا.
Tags: اسباب تحطم الطائراتحوادث الطائراتطائرة الخطوط الجوية الأذربيجانيةطائرة كوريا الجنوبية
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: حوادث الطائرات طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية طائرة كوريا الجنوبية الخطوط الجویة کانوا على
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: محاكمة نتنياهو تكشف عن قائد يشكل خطرا على الإسرائيليين
في مقال نقدي لاذع ترسم الكاتبة الإسرائيلية ميراف باتيتو في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت صورة نرجسية لشخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء جلسة المحاكمة التي أجريت له أمس الثلاثاء في القدس، متحدثة عن مجموعة من السمات والسلوكيات التي ترسم ملامح قائد يشكل خطرا على الإسرائيليين ونظام الحكم.
واستدعت باتيتو كل مخزونات النقد والإدانة لوصف الكيفية التي تصرف بها نتنياهو في قاعة المحكمة، والتي يفترض أن تشكل مرحلة جديدة من الاستجواب المباشر الشخصي (الاستجواب المضاد) الذي يستخدم لدفع المتهم إلى الانهيار والاعتراف بالتهم الموجهة إليه في المحكمة.
وتقول الكاتبة الإسرائيلية "لم يكن نتنياهو رجل دولة يواجه تهما جنائية تتعلق بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة، بل بدا كما لو أنه استدعى من مخزون مهاراته السياسية أسوأ أدوات التلاعب بالوعي: من التهكم والسخرية إلى الإنكار والمظلومية، وصولا إلى الترويج لواقع بديل يتنكر للحقائق".
ويثير المقال تساؤلات حقيقية بشأن مدى انفصال نتنياهو عن الواقع الوطني الإسرائيلي الذي يشهد منذ 606 أيام حربا دامية في غزة واحتجاجات داخلية متصاعدة وتراجعات إستراتيجية.
وبحسب باتيتو، فإن جلسة الاستجواب بدت كعرض افتتاحي لسيرك سياسي يقوده نتنياهو نفسه، حيث لجأ إلى ما يشبه "ألعاب الخفة" الكلامية بدلا من مواجهة دخان الحرب الكثيف في غزة، وفي وقت تنشغل فيه إسرائيل بجنازات قتلاها وبصفقات تبادل رهائن متعثرة لم يتردد نتنياهو في استخدام الفكاهة الرخيصة، بل ذهب إلى حد السخرية من دمية سارة زوجته، وسط ضحك في القاعة بدا منبتًّا عن الحداد الشعبي في الخارج.
إعلانواستعرضت الكاتبة 10 علامات قالت إنها تكشف عن جوهر القائد الذي يتحول إلى تهديد لإسرائيل والإسرائيليين مستندة إلى أداء نتنياهو خلال جلسة المحكمة:
تصفية الحسابات من منصة الاستجواب:استخدم نتنياهو المنبر القضائي للرد على منتقديه، فهاجم المحققين والصحفيين وحتى معلقين سياسيين مثل أمنون أبراموفيتش، لأنه قال في تعليق له على نتنياهو إنه لن يكون حتى على الهامش في تاريخ إسرائيل. التلاعب بالألفاظ والتهرب من الإجابات الواضحة:
حين سئل إن كان يقول الحقيقة أجاب "قلت الحقيقة، هذا لا يعني أنني لم أكن مخطئا أحيانا"، ثم تهرّب من اتهامات الكذب بالقول "قلت ما أتذكره"، مما يوحي برغبة متعمدة في خلط الأوراق، وحتى عندما نظر المدعي العام في إمكانية وجود مشاكل في الذاكرة طمس نتنياهو ذلك "كل شخص لديه مشاكل من وقت إلى آخر". ادعاء المظلومية:
لم يتردد في اتهام المحكمة بالاضطهاد قائلا "هذا اضطهاد، لم أعطِ أحدا شيئا"، وعاد لاحقا إلى مهاجمة الإعلام واعتبار التهم "سخيفة" و"مصنوعة من لا شيء". الإنكار التام:
أصر على براءته قائلا "لم أكن خائفا من شيء، لم أرتكب أي جريمة"، منكرا صلته بالقرارات التي تخضع للمساءلة القضائية. التقليل من القضايا الخطيرة:
سخر من قضية التورط المحتمل له في صفقة الغواصات مع ألمانيا التي شابها فساد ورشاوى، قائلا "ما هي غواصة بيبي؟"، ووصف استدعاءه للتحقيق بأنه "مزحة"، وأشار إلى أنه اضطر لتأجيل مكالمة مع وزير الخارجية الأميركي لأجل الاستعداد للمحكمة، وعندما سئل عن معاملة الشرطة له خلال التحقيقات قارن نتنياهو نفسه مازحا بالرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، وقال "ليست لدي قدرات الأسد الأب، 7 ساعات بدون أي شيء، 7 ساعات دون الذهاب إلى الحمّام"، وذلك في تلميح إلى استخدام الأسد "دبلوماسية المثانة" مع محاوريه السياسيين عندما كان في الحكم. فرض واقع مطلق:
تمسك نتنياهو برؤيته الفردية للحقيقة قائلا للمدعي العام "ما تقوله غير صحيح، وما أقوله هو حقيقة خالصة"، نافيا وجود أي احتمال للخطأ أو الالتباس. تمجيد الذات:
دافع عن سياساته الاقتصادية قائلا "رغم أنني طورت الاقتصاد وجعلت الناس أثرياء لم أساعد الأغنياء ولا كنت على اتصال بهم، هذا سخيف". اللجوء للسخرية لصرف الأنظار:
حين سئل عن علاقته مع أرنون ميلتشان (رجل الأعمال الذي اتهم نتنياهو بأنه تلقى رشاوى منه) أجاب "لأنني أحببته، لم يكن سياسيا، أحيانا تلتقي بأناس لأنك تحبهم، وليس لأسباب سياسية". تناقض المزاج الشخصي مع الواقع الوطني:
لم يظهر أي توافق مع الحزن العام في إسرائيل، بل بدا مستمتعا بالعرض، وسط ضحكات حول موضوعات شخصية، في وقت كانت فيه 3 جنازات لجنود إسرائيليين قتلوا في معارك غزة تشيّع. غياب الإحساس بالمسؤولية الجماعية:
تمكن نتنياهو عبر التهرب الطويل من المساءلة عن حرب غزة وهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول من ترسيخ شعور زائف بانتصار على "الدولة العميقة" كما يصفها، دون أن يتحمل المسؤولية السياسية أو الأخلاقية. أزمة أخلاقية
وتستنتج الكاتبة الإسرائيلية من هذه الصفات أن نتنياهو لم يعد يخاطب الشعب باعتباره مسؤولا سياسيا، بل كمُدّعٍ يعيد تشكيل الرواية، فبعد أكثر من عام ونصف على الحرب وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي لا يزال يروّج لنفسه كـ"منقذ" و"ضحية"، متجاهلا تماما الأصوات التي تطالب بإقالته وتشكيل لجنة تحقيق رسمية.
إعلانوتضيف باتيتو أن التأجيل المستمر للمساءلة والمظلة السياسية التي تفرضها أحزاب اليمين الحليف قد وفرا لنتنياهو شعورا بالحصانة، كما أن الانقسامات الداخلية والخطاب التحريضي غذيا خياله القائل إن "الشعب معه".
ووفق ما ترى الكاتبة، ففي جوهر هذه العلامات تكمن أزمة سياسية وأخلاقية تتجاوز شخص نتنياهو، فهي لا تشير فقط إلى خطورة فرد على النظام، بل إلى قابلية المجتمع الإسرائيلي لتقبّل زعيم يرفض الاعتراف بالحقائق، ويصوغ واقعا بديلا ويستثمر في الانقسام.