اطلعت على سرد تاريخى للمجازر التى تمت مع شعب «البوسنة»، بواسطة الغرب كما يتم الآن مع شعب غزة، وهى قصة مروعة عن إنسانية الغرب. وقد تم سردها فى إحدى منصات التواصل الاجتماعى فى ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤.
البوسنة هى منطقة تقع فى الجزء الغربى من البوسنة والهرسك، وتغطى الجزء الأوسط والشمال الغربى من البلاد. تحدها كرواتيا من الغرب والشمال، وصربيا من الشرق، والجبل الأسود من الجنوب الشرقى.
وتاريخ المجازر التى تمت مع شعب البوسنة بواسطة الغرب كالتالي:
حرب الإبادة التى شنها الصرب على مسلمى البوسنة، واستُشهد فيها ٣٠٠ ألفَ مسلم،.واُغتُصِبت فيها ٦٠ ألفَ امرأة وطفلة، وهُجِّر منها مليون ونصف المليون مسلم.
مذيع «سى إن إن» يتحدث عن ذكرى المجازر البوسنية، ويسأل (كريستيانا أمانبور) المراسلة الشهيرة: هل التاريخ يعيد نفسه؟، كريستيانا أمانبور من «سى إن إن» تعلق على ذكرى البوسنة: كانت حربًا قروسطية، قتلٌ وحصارٌ وتجويعٌ للمسلمين، وأوروبا رفضت التدخل، وقالت: إنها حرب أهلية، وكان ذلك خرافة!. استمر الهولوكوست نحو ٤ سنوات، هدم الصرب فيها أكثر من ٨٠٠ مسجد، بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر الميلادى، وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية. تدخلت الأمم المتحدة فوَضَعت، بوابات على مداخل المدن الإسلامية مثل غوراجدة، وسربرنيتسا، وزيبا، ولكنها كانت تحت الحصار والنار، فلم تغنِ الحماية شيئًا.
وضع الصرب آلاف المسلمين فى معسكرات اعتقال، وعذبوهم، وجوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية.
نشرت جريدة «الغارديان» أيام المجازر البوسنية خريطةً على صفحةٍ كاملة، تُظهر مواقع معسكرات اغتصاب النساء المسلمات، ١٧ معسكرًا ضخمًا، بعضها داخل صربيا نفسها. اغتصب الصرب الأطفال، طفلة عمرها ٤ سنوات، ونشرت جريدة «الغارديان» تقريرا عنها بعنوان:»الطفلة التى كان ذنبها أنها مسلمة». الجزار ملاديتش دعا قائد المسلمين فى زيبا إلى اجتماع، وأهداه سيجارة، وضحك معه قليلًا، ثم انقض عليه وذبحه. وفعلوا الأفاعيل فى زيبا وأهلها. لكن الجريمة الأشهر كانت حصار سربرنيتسا، كان الجنود الدوليون «الصليبيون» يسهرون مع الصرب، ويرقصون، وكان بعضهم يساوم المسلمة على شرفها، مقابل لقمة طعام. حاصر الصرب سربرنيتسا سنتين، لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءا كبيرا من المساعدات التى تصل إلى البلدة، ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التى تحمى سربرنيتسا تآمرت مع الصرب، وضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل الأمان.
رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب، وبعد أن اطمأن الصرب، انقضوا على سربرنيتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، وجمعوا ١٢ ألفًا من الذكور (صبيانا ورجالا) وذبحوهم جميعًا ومثَّلوا بهم. كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربى أن يُجهز عليه من شدة ما يلقى من الألم. كانت الأم تمسك بيد الصربى، ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها، فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها. كانت المذبحة تجرى، وكنا نرى ونسمع ونأكل ونلهو ونلعب. وبعد ذبح سربرنيتسا، دخل الجزار رادوفان كاراديتش المدينة فاتحا وأعلن: سربرنيتسا كانت دائمًا صربية، وعادت الآن إلى أحضان الصرب. كان الصرب يغتصبون المسلمة، ويحبسونها ٩ أشهر حتى تضع حملها، لماذا؟ قال صربى لصحيفة غربية: نريد أن تلد المسلمات أطفالًا صربيين. ونحن نتذكر البوسنة وسراييفو وبانيا لوكا وسربرنيتسا، نقولها ونعيدها: لن ننسى البلقان، لن ننسى غرناطة، لن ننسى فلسطين. لكننا بعد ٣٠ عامًا لم نتعلم الدرس، إضافة لابد منها: كان الصرب يتخيرون للقتل علماء الدين وأئمة المساجد والمثقفين ورجال الأعمال، وكانوا يقيدونهم، ثم يذبحونهم، ويرمونهم فى النهر.
قصص التاريخ لا تُحكى للأطفال لكى يناموا؟، بل تُحكى للرجال لكى يستيقظوا».
البوسنة تتكرر فى غزة، نفس الإبادة الجماعية والتهجير القسرى وقتل وحرق النساء والشيوخ والأطفال، وتشريد السكان وهدم المبانى السكنية والمستشفيات ودور العبادة والمدارس، التى يقوم بها المحتل الإسرائيلى الغاصب الوحشى فى غزة.
وأخيرا نوجه نداء إلى العالم الإسلامى والعربى ليقوم بتشكيل قوة عسكرية ودبلوماسية واقتصادية للقيام بالمفاوضات مع الكيان الإسرائيلى من منطلق القوة والمصالح، للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية وهو «حل الدولتين»، وهو ما صرح به الرئيس عبدالفتاح السيسى للعالم أجمع.
محافظ المنوفية الأسبق
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي شعب غزة منصات التواصل الاجتماعي غزة العاصمة الإدارية
إقرأ أيضاً:
نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم
We (Sudanese) matter!
نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم
بكري الجاك
فى كثير من اللقاءات التى تجمعني مع العديد من بنات و أبناء بلادنا اتضح لي اننا كسودانيين فى اغلب الاحوال لا نتفق فى تعريف طبيعة حرب ١٥ أبريل كما و ايضا لا نتفق فى تحديد المسؤولية لما حاق ببلادنا من جراء هذه الحرب بحكم التباين فى تعربف طبيعة و جذور الحرب، و مع الاخذ فى الاعتبار حجم التضليل و آلة الدعاية المستخدمة فى الحرب وفى توظيف ما تفعله الحرب من تفعيل لغريزة الخوف و البقاء و من ثم إرجاع الناس الى انتماءاتهم الأولية من قبيلة و عقيدة، و مع الاخذ فى الاعتبار حقيقة ان الناس فى بلاد السودان ظلوا يتموضعون فى الموقف من الحرب و أطرافها وفق عدة عوامل اهمها ١) الموقع الاجتماعي( الاثنية و الجغرافية و الطبقة) و ٢) المصلحة المباشرة و ٣) تصورات من المتسبب فى الاذي و اخيرا الفكر و التجارب الحياتية بالاضافة الى عوامل اخري يصعب حصرها.
الا ان الحقيقة التى نتفق حولها جلنا كسودانيين فى ظنى ان العالم بكل تنوعه (الافريقي و العربي و الاسيوي و الأوروبي و الأمريكي) لا يبدو انه يكترث البتة لنا و لما حل بنا و لكارثتنا الإنسانية الأكبر فى العالم و للحرب الضروس التى قبل ان تدمر كل ماهو مادي فقد دمرت فكرة الوطن و الانتماء و المواطنة و الشعور بالفخر بأن يكون الفرد منا جزءا من كل و ها قد تفرق هذا الكل الي جماعات كعقد السكسك الذي انفرط و اصبح الاتفاق على بديهيات أمر عسير و يتطلب ورشة و مؤتمر.
الحقيقة الموضوعية بعيدا عن ما هو مادي من جغرافيا ان السودان بلد يربط شرق القارة بوسطها و غربها و شمالها بجنوبها و بعيدا عن قيمة المادي من ثروات من ذهب و يورانيوم و ثروة حيوانية و اراضي و موارد مائية و شواطي و غيرها من فرص للتبادل بين الشعوب، فعلي المستوي المعنوي، و فى ظني ان لا قيمة لما هو مادي ما لم يجد صيغة للتعبير عنه في صيغة ما هو معنوي، و للترجمة لا قيمة للثروات و المال ما لم يتم اعطاء معني للثروة و قيمة لها فى المخيلة الاجتماعية للمجموع البشري السائد فى ظرف ما فى مكان ما، و افضل مثال هو الذهب ذلك الشيء الأصفر القبيح شكلا فما هي قيمة الذهب سوي تصورات البشر التاريخية عن انه مخزون مادي للقيمة و الذي حلت محله النقود لاحقا و الأصول القابلة للتسييل من عقارات و اراضي و اسهم لاحقا. و هل سيكون للذهب قيمة اذا كان الانسان يواجه العطش فى الصحراء و لا يوجد مشتري او سوق بعرض و طلب او ان كان الانسان فى جب بئر و يبحث عن النجاة؟
نحن لنا قيمة معنوية فوق ارثنا المادي كشعوب فنحن وحدنا من يستطيع ان يمشي فى شرق أفريقيا و لا نشعر بأننا غرباء و نحن وحدنا ( وربما غيرنا) من نستطيع ان نذهب الي شمال أفريقيا و لا نشعر بأننا غرباء و نحن وحدنا من يتجول فى منطقة السهل و لا احد يسألنا عن من نكون و نحن من يستطيع ان نطبخ اللحوم بكافة انواعها من سلات فى شرقنا الحبيب الى كمونية دارفور ( ناس الوسط كمونية دارفور دي ما الكمونية البتعرفوها) بأكثر من ٤٠ طريقة كل له مذاق و شكل و لون و طعم.
و بخلاف قيمتنا و تقديرنا لذواتنا و هنا اعني ourself esteem و هى اقل درجات تقدير الانسان لذاته نحن صرة هذه القارة و حبلها السري، بلا ادني شك، اذا ما تدبرنا حالنا و رأينا انفسنا فى مراة الوجود، و لعل ما نجده من تعاطف و نظرة انكسار و حسرة للتعبير عن الاسي و الاسف من جل شعوب القارة حينما نمر بمطاراتهم و حينما نلتقي مثقفيهم و صناع الراي عندهم لما حل بنا لهو محل تقدير لنا و لتصورات هذه الشعوب عن من نكون و كيف يمكن ان نتصور مستقبلنا كأمة و كشعوب.
و لكن نظل نحن السودانيين و السودان كموطن و أرض و كثقافات و كجعرافيا و كمعبر و رابط لهذه القارة أناس لنا ما نقدمه للبشرية اكثر من الكوارث و الخراب و كل ما نرجوه من العالم (قريبه و بعيده) ان يقف معنا فى محنتنا التى من صنع ايدينا، و للأمانة هي من صنع اقلية منا قد لا تتجاوز اصابع الايدي و الارجل و لكنها طبيعة البشر و صيرورة الاشياء ان يمضي الحمقي فى تصوير جنونهم على انه محفل وطني و بكل اسف تتبعهم مالات الشعوب، و بكل تأكيد سوف لن يعدم الحمقي لفيفا من حارقي البخور و صانعي الاهازيج لتصوير ان خيارات الحمقي هى من لب مصالح الشعوب و عقيدتها و كينونتها و كهذا تعيد دوامة الجهل و العنف اعادة إنتاج تاريخ البشرية و نحن لسنا استثناء يا رفاق..
هذه مجرد ملاحظات من مئات اللقاءات و التقاطعات حول طريقة تعامل فاعلين سياسيين و اجتماعيبن و صناع رأي و اناس عاديين حين يسمعون عن ما يحدث فى بلاد السودان من خراب و موت جلهم لا يجد تقسير منطقي له فى جوهره و لمالاته و لصيرورته و انعكاس ذاك على أهلنا و ناسنا من غمار الناس الذين لا حيلة لهم و لا مأوي..
بكري الجاك
من مكان ما فوق الاطلنطي
١٢ الي ١٣ يونيو ٢٠٣٥
الوسومالسودانيين تحديد المسؤولية حرب 15 أبريل د. بكري الجاك قيمة و فائدة لهذا العالم