موقع 24:
2025-05-30@12:44:52 GMT

أخطاء سياسة واشنطن تعرقل تحقيق أمن الطاقة في أوروبا

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

أخطاء سياسة واشنطن تعرقل تحقيق أمن الطاقة في أوروبا

قبل أسابيع قليلة من عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، عرقل سفير أمريكي مشروع خط أنابيب غاز استراتيجي يمكن أن يزيد صادرات الغاز الطبيعي الأمريكي إلى أوروبا، ويقلل اعتمادها على الغاز الروسي.

وبتصرفه هذا ألحق السفير الأمريكي ضرراً  بالسيادة الوطنية لإحدى الدول وزاد حدة عدم الاستقرار في منطقة البلقان، تحت شعار "سياسة الهوية" الذي ترفعه وزارة الخارجية الأمريكية، في التعامل مع الدول الخارجة من الحروب أو الصراعات.

Identity Politics Is Holding Up A Balkan Energy Development https://t.co/nDYV36UpnF via @TheNatlInterest

— Nino Brodin (@Orgetorix) December 29, 2024 إنهاء الاعتماد على روسيا

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية تناول ماكس بريموراك الباحث الزميل في برناج مركز مارجريت تاتشر للحرية التابع لمؤسسة هيرتديج الأمريكية أزمة خط أنابيب الربط الجنوبي للغاز الطبيعي الذي تنفذه كرواتيا وتستهدف مده إلى جمهورية البوسنة والهرسك المجاورة لنقل الغاز الطبيعي الأمريكي إليها وإنهاء اعتمادها على استيراد الطاقة من روسيا.

ففي عام 2019 تحدت حكومة كرواتيا ضغوط جماعات الدفاع عن المناخ وأقامت محطة عائمة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال لتقليل اعتماد أوروبا الشرقية على الطاقة الروسية. وهذه الأهمية الاستراتيجية للمشروع يمكن أن تساعد في جعل الولايات المتحدة أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. كما تريد كرواتيا تمديد خط أنابيب نقل الغاز إلى دول أخرى في المنطقة.

ويقول بريموراك إن وزارة الخارجية الأمريكية تعرقل خطة تمديد خط أنابيب الربط الجنوبي إلى البوسنة والهرسك بسبب ما تعتبره مشروع بناء الدولة البوسنية الذي يستهدف إجبار الأقليتين الكاثوليكية الكرواتية والأرثودوكسية الصربية في جمهورية البوسنة والهرسك على التخلي عن هويتيهما الكرواتية والصربية وتبني الهوية البوسنية التي تتبانها فقط القيادة المسلمة لهذه الجمهورية ذات الأغلبية المسلمة.

والحقيقة أن كثيرين من البوسنيين المسلمين أنفسهم حصلوا على الجنسية الكرواتية وهو ما يعني أنهم لا يؤمنون فعلياً بوجود هوية بوسنية، على حد قول ماكس بريموراك القائم بعمل مدير العمليات في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سابقاً.

والمعروف أن جمهورية البوسنة والهرسك التي كانت إحدى جمهوريات دولة يوغوسلافيا السابقة لم تخرج من إطار اتفاقيات دايتون للسلام عام 1995 التي أنهت الحرب في منطقة البلقان.

Milanović v Zamorac je nezanimljiva trka s aspekta interesa BiH. Dvije verzije ekstremnog nacionalizma, kolonijalizma i teritorijalnog ekspanzionizma.

Hrv je odlaskom Mesica prema Bosni postala kopija Srbije. Jedino oko cega vazne pol figure imaju koncenzus je mrznja prema BiH

— Reuf Bajrović (@ReufBajrovic) December 30, 2024 أجندة أيديولوجية

ومنذ ذلك الوقت تعيش هذه الدولة أسيرة إطار دستوري غير عملي، حيث سعى الدبلوماسيون الدوليون إلى فرض أجندة أيديولوجية "مناهضة للقومية" في حين يتمتعون بالسلطة القانونية النهائية على البلاد. ويحكم الصرب نصف البلاد، ويحكم الكروات وعدد أكبر من المسلمين البوسنيين النصف الآخر بشكل مشترك. ولا يتمتع أي من الكيانين بالسيادة، وهو ما جعل جمهورية البوسنة والهرسك "دولة فاشلة" حتى الآن.

وقدم قانون جديد لتفويض تمديد خط الأنابيب، للسفير الأمريكي المنتهية ولايته مايكل مورفي فرصة أخيرة لفرض ما تعرف بسياسة الهوية التي تنتهجها وزارة الخارجية على الدولة البلقانية من خلال إجبار البرلمانيين الكرواتيين على تسليم السيطرة على خط الأنابيب إلى شركة الغاز الحكومية الفاسدة والمثقلة بالديون في سراييفو في بلد يصنف مستوى الفساد فيه على أنه أسوأ من مستوى الفساد في أوكرانيا.

يتألف فريق إدارة شركة بي.إتش غاز بالكامل من البوسنيين، مما يعكس التمييز المنهجي في التوظيف الذي أدى إلى تقليص عدد السكان الكرواتيين في الدولة إلى النصف. ويسعى القادة الكرواتيون إلى إنشاء كيان جديد لإدارة المشروع. ومع ذلك، تم تمرير القانون دون أصوات كرواتية، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين الطائفتين.

وقد انتقد نائب رئيس البرلمان الوسني ملادن بوسكوفيتش وهو من الكروات القانون قائلا إنه "تمت صياغة هذا القانون بطريقة تم بها استبعاد الكروات من المشاركة في عملية تصميم وتوجيه خط أنابيب الغاز. وهو ما يجعل جميع قرارات الشركة تحت السيطرة الكاملة للطرف البوسني".

ووجه الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش، أحد مؤيدي خط الأنابيب توبيخاً حاداً للسفير الأمريكي متهماً "جهات أجنبية بإذلال البوسنة والهرسك وتفكيكها بشكل منهجي كدولة". 

Kosovo PM Kurti confirms Vucic swore in Serbian during Brussels meetings, trying to provoke him:

He started as a football hooligan; that's his culture. pic.twitter.com/AT2iOtl8VG

— Admirim (@admirim) December 29, 2024 التواطؤ مع روسيا

وكان تدخل مورفي الصريح لإقرار قانون الغاز البوسني غير مسبوق. فقد اتهم النواب من أصل الكروات علناً بالتواطؤ مع روسيا لمعارضتهم للقانون، واتهم زعيمهم المنتخب بالسعي إلى "المنافع السياسية والاقتصادية الشخصية". ، في حين  كان المدير السابق لشركة بي.إتش جاز قد استقال في وقت سابق حتى لا يصبح "شريكا في الأفعال الإجرامية  التي ترتكبها الشركة".

وقد لاحق حوالي 12 موظفاً في السفارة الأمريكية البرلمانيين الكروات في مكاتبهم أثناء إجراءات التصويت على القانون، مما دفع بعض هؤلاء النواب إلى مغادرة المبنى  احتجاجا على الضغوط الأمريكية.  ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، فقد مورفي هؤلاء النواب بفرض عقوبات عليهم.

كما هدد الدبلوماسيون الأمريكيين البرلمانيين المسلمين، الذين شعروا بعدم الارتياح إزاء كسر تقليد قاعدة إقرار التشريعات الرئيسية بإجماع النواب المسلمين والكروات، بالفصل من البرلمان إذا صوتوا ضد مشروع القانون.

وتعتبر منطقة خط الأنابيب المنتظر مألوفة لملايين الكاثوليك الأمريكيين، حيث يمر الخط عبر قرية مديوغوريه، التي يزورها 40 مليون حاج مسيحي يعتقدون أنها استضافت ظهورات العذراء مريم.

في الوقت نفسه يشكل الجمع بين الحماسة المسيحية والمنافع الاقتصادية التي تجنيها هذه المنطقة عقبة أمام الحملة العالمية لإدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن من أجل السماح بالإجهاض ودعم المثلية الجنسية، وهي الحملة التي قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنها تصب "بشكل عميق في مصلحتنا الوطنية".

ويقول ماكس بريموراك إن روسيا هي المستفيد الأكبر من هذا القانون الذي ضغط السفير الأمريكي من أجل تمريره، لآنه من غير المرجح مضي كرواتيا قدماً في مشروع خط الأنابيب، مادام تم استبعاد الأقلية الكرواتية من المشروع.

كما تستفيد الصين من التوترات المتنامية داخل أوروبا، وكذلك تركيا، نظراً لعلاقاتها القوية مع القيادة المسلمة في سراييفو وطموحها العالمي للترويج للإسلام السياسي.

في المقابل تضم قائمة الخاسرين الكروات البوسنيين الذين لا يرون أن لهم مصلحة كبيرة في دولة تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية.  كما  أن قانون مورفي يقوض احتمالات تأمين الهيمنة الأمريكية على سوق الطاقة في أوروبا.

والآن ينتقل قانون الغاز إلى مجلس الشعوب وهو الغرفة العليا للبرلمان البوسني حيث يحتاج إلى موافقة أغلبية الأعضاء المسلمين والصرب والكروات، حيث تتمتع كل كتلة من الثلاث كتلات بحق النقض (الفيتو). ومن المتوقع أن يخسر الكروات هذه الحماية الدستورية أيضاً، فضلاً عن الممثل الأعلى للبلاد، وهو دبلوماسي أوروبي منحته اتفاقية دايتون حق القول الفصل في كل قوانين البوسنة والهرسك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية وزارة الخارجية الوكالة الأمريكية المستفيد الأكبر عودة ترامب الاتحاد الأوروبي أمريكا روسيا كرواتيا جمهوریة البوسنة والهرسک خط الأنابیب خط أنابیب

إقرأ أيضاً:

عثمان غازي: مسار تركيا نحو الاكتفاء الذاتي في الطاقة

أعلنت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية في تركيا أن منصة الإنتاج العائمة “عثمان غازي”، أول منشأة من نوعها في البلاد، تستعد لبدء مهامها في البحر الأسود بهدف مضاعفة إنتاج الغاز الطبيعي، في خطوة وُصفت بأنها تمثل “بداية عصر جديد في استقلال الطاقة”.

اقرأ أيضا

أمينة أردوغان تعيد الزبادي إلى أصوله!

الأربعاء 28 مايو 2025

المنصة، التي كشف الرئيس رجب طيب أردوغان عن اسمها، ستعبر مضيق البوسفور في 29 مايو الجاري، تزامنًا مع الذكرى الـ572 لفتح إسطنبول، في مسيرة بحرية تنطلق من قصر دولما بهجه، بحضور أردوغان ووزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار. ومن المتوقع أن يستغرق عبورها نحو 11 ساعة، بمرافقة قاطرات تابعة للمديرية العامة للسلامة الساحلية.

وقالت الوزارة، في منشور عبر منصة “X”:
“اسم العصر الجديد: عثمان غازي، المسار: البحر الأسود، الهدف: تركيا المستقلة تمامًا! المنصة العائمة الأولى في البلاد ستضاعف إنتاج الغاز الطبيعي في البحر الأسود”.

وتُعد “عثمان غازي” واحدة من أكبر المنشآت العائمة في المنطقة، إذ يبلغ طولها 298.5 مترًا، وعرضها 56 مترًا، وعمقها 29.5 مترًا، فيما تصل سعتها الاستيعابية إلى 140 فردًا. وتتمتع المنصة بقدرة معالجة قصوى تبلغ 10.5 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا، وبطاقة نقل تصل إلى 10 ملايين متر مكعب.

وسيمتد خط أنابيب بطول 161 كيلومترًا من المنصة إلى الساحل، حيث سيتم نقل الغاز المعالج مباشرة إلى الشبكة الوطنية، مما يرفع مستوى الاعتماد المحلي على الموارد الوطنية.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي يشارك في تدريبات عسكرية مع القوات الأمريكية في سنغافورة.. فيديو
  • الصين لـ واشنطن : نرفض وبشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان
  • السفارة الأمريكية: لا تغيير في سياسة التأشيرات وإجراءات التدقيق الأمني مستمرة
  • رفع العلم الأمريكي في مقر إقامة سفير واشنطن بدمشق
  • المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك: هذه اللحظات لا تتكرر دائماً وكل جهود الإدارة الأمريكية تصب في مصلحة الحكومة السورية الجديدة
  • البوسنة والهرسك.. هل تكون موطن الحرب القادمة في أوروبا؟
  • "عمانتل" تواصل تحقيق الإنجازات البيئية لتحقيق "الحياد الصفري" بحلول 2050
  • باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدولي
  • عثمان غازي: مسار تركيا نحو الاكتفاء الذاتي في الطاقة
  • واشنطن تعلن دعمها لعقود النفط الأمريكية مع أربيل: تنفع جميع العراقيين