فورين بوليسي: هزات طوفان الأقصى الارتدادية تتواصل بالعام الجديد
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
قال خبير إستراتيجي أميركي إن المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط قد تغير جراء توابع زلزال طوفان الأقصى الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف رافاييل كوهين، مدير برنامج الإستراتيجية والعقيدة في مشروع القوة الجوية التابع لمؤسسة راند، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أنه كان قد أجرى مقابلة في أوائل ديسمبر/كانون الأول 2023 مع مسؤول استخباراتي إسرائيلي رفيع المستوى متقاعد حول ذلك الهجوم.
وجاء رد المسؤول الإسرائيلي بأن ما حدث في ذلك اليوم "كان زلزالا، وستتعامل المنطقة بأكملها مع هزاته الارتدادية لبعض الوقت".
ومع أن الرجل لم يتنبأ بالمكان الذي ستحدث فيه الهزات الارتدادية، فإن توقعاته الشاملة لها أثبتها الزمن.
ومن المتوقع، وفق كوهين، أن تستمر الحرب بالتأثير على المنطقة في العام الجديد، وذلك رغم تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "بالتخلص من الحروب" بسرعة، خصوصا أن هناك مصالح أميركية على المحك.
الهزة الأولىويعتقد الكاتب أن "الهزة الأولى" هي التي تحدث الآن بالفعل في اليمن، حيث يستهدف الحوثيون الملاحة الدولية في البحر الأحمر وإسرائيل بكثافة.
إعلانورغم شن إسرائيل غارات جوية على الموانئ اليمنية وغيرها من المنشآت الحيوية، فإن الحوثيين يبدون -برأي الكاتب- جرأة وإصرارا، كما أن القادة الإسرائيليين يرفضون التراجع.
وإذا نجحت الهجمات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها، فقد تتقلص قدرات الحوثيين العسكرية حتى لو لم يتم القضاء عليها قضاء مبرما، كما يقول كوهين.
وفي الوقت نفسه، فإن الخبير الإستراتيجي الأميركي يتوقع أن يكون لتجدد العمل العسكري آثار مضاعفة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، مشيرا إلى أنه في عام 2020 قدرت الأمم المتحدة أن 70% من جميع واردات اليمن و80% من جميع المساعدات الإنسانية -بما في ذلك كثير من المواد الغذائية – كانت تمر عبر الموانئ نفسها التي تمر خلالها الأسلحة الإيرانية.
الهزة الثانيةوإذا كان الحوثيون يمثلون الهزة الارتدادية الأولى، فإن إيران هي الثانية وقد تكون الأشد تأثيرا، كما يقول كوهين الذي يضيف أن الحرب التي كانت تدور رحاها في الظل بين إسرائيل وإيران تحولت إلى العلن.
ووفق التقرير، عانت إيران وقواتها في الشرق الأوسط الهزائم الواحدة تلو الأخرى العام الماضي، وجرّدتها الغارات الجوية الإسرائيلية من بعض دفاعاتها الجوية الأكثر تطورا.
عواقب وتوقعاتومن الهزات الأخرى ما حدث في سوريا من إطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد، واشتباك الحكام الجدد مع فلول نظامه واشتداد المعارك بين الفصائل التي تدعمها تركيا والأكراد بعضها ضد الآخر في شمال البلاد، وهو الصراع الذي ينذر -في نظر كوهين- بتجاوز الحدود إلى العراق.
بيد أن التحدي الأساسي الذي يواجه الإدارة الأميركية المقبلة على غرار ما حدث لإدارتي بايدن وباراك أوباما -وفق التقرير- يتمثل في كيفية الخروج من الشرق الأوسط، وهو خروج "له ثمن".
إن "تجاهل" أميركا لمشكلة إيران يتيح لها امتلاك أسلحة نووية مما ينذر بانتشار نووي في الشرق الأوسط المضطرب، بحسب تقرير فورين بوليسي الذي يضيف كاتبه أن الانسحاب الكامل من سوريا ينطوي على مخاطرة بعودة تنظيم الدولة الإسلامية، وأما ترك الحوثيين ففيه مخاطرة بتهديد أحد أهم طرق الملاحة البحرية.
إعلانومن ثم، يرى الكاتب أنه بغض النظر عن قرارات الإدارة الأميركية القادمة، فلا شيء يمكنه أن يوقف آثار زلزال الطوفان التي ستستمر في العام المقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
الأردن من أفضل دول الشرق الأوسط بنمو عدد السياح الدوليين
صراحة نيوز ـ أظهرت بيانات حديثة صادرة عن منظمة السياحة العالمية، أن الأردن سجّل نموا ملحوظا في أعداد الوافدين من السياح الدوليين خلال الربع الأول من العام الحالي، بنسبة بلغت 9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ليكون بذلك من بين الدول الأفضل أداء في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب مصر +21% والبحرين +9%.
وفقا لتقرير المنظمة الذي اطلعت عليه “المملكة”، ارتفع أعداد السياح الدوليين عالميا بنسبة 5% في الربع الأول من 2025 مقارنة بـ2024، و3% فوق مستويات ما قبل جائحة كورونا (2019)، وهو ما يعكس زخما قويا في حركة السفر الدولي رغم التوترات الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية العالمية.
وبحسب التقرير، تصدرت مناطق مثل آسيا والمحيط الهادئ (+12%) وإفريقيا (+9%) قائمة المناطق الأسرع نموا، في حين سجّلت منطقة الشرق الأوسط نموا أكثر تواضعا بنسبة 1% فقط مقارنة بالعام الماضي.
وتشير بيانات منظمة السياحة العالمية إلى أن السياحة الأردنية تسير بخطى ثابتة نحو الانتعاش والتفوق على المعدلات الإقليمية، مدفوعة بعدة عوامل أبرزها الاستقرار الأمني والسياسي الذي يشكل عنصر جذب رئيسي للسياح الدوليين، والترويج النشط للسياحة الأردنية في الأسواق الإقليمية والعالمية، من خلال حملات موجهة ومدعومة من القطاعين العام والخاص، وتنوع المقاصد السياحية داخل المملكة، بدءا من السياحة الثقافية والدينية مرورا بالسياحة العلاجية وصولا إلى السياحة البيئية والمغامرات