قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن أوروبا تدخل العام الجديد وسط تهديدات عدة، من غضب ناخبيها إلى تفكك أحزابها السياسية التقليدية، فركود اقتصاداتها الرئيسية أو تباطؤها، مع انخفاض معدلات المواليد، وغرق جناحها الشرقي في حرب كارثية.

وأوضحت الصحيفة -في عمود للكاتب لي هوكستادر- أن الديمقراطيات الليبرالية في القارة تتعرض لضغوط شديدة من الحركات اليمينية الشعبوية، إذ تحكم أحزاب "متطرفة" الآن 7 دول من بين أعضاء الاتحاد الأوروبي بشكل كامل أو جزئي، مع ما يتبع ذلك من الإحباط بسبب فشل الحكومات في الحد من الهجرة، وتعزيز فرص العمل والإسكان وتحسين مستويات المعيشة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: مهما دمرنا ستطلق الصواريخ وسيعود سكان شمال غزةlist 2 of 2موقع أميركي: هكذا تحلم كاتبة فلسطينية وعائلتها بالعام الجديدend of list

وقالت الباحثة ألكسندرا دي هوب شيفر نائبة رئيس صندوق مارشال الألماني- الأميركي إن "هناك خيبة أمل وأزمة ثقة في هذا الجيل الشاب الذي يعتقد أنه ليس من المهم العيش في نظام ديمقراطي ما لم تقدم الحكومة الخدمات العامة والاقتصاد الجيد وأسعار الطاقة المنخفضة".

غير قابلتين للحكم

وأشار الكاتب إلى أن ألمانيا وفرنسا -اللتين اعتمدت القارة على قوتهما لفترة طويلة- غير قابلتين للحكم تقريبا الآن، وكمثال على ذلك عُيّن في فرنسا رابع رئيس وزراء في عام 2024 قبل بضعة أسابيع، ويعتقد كثيرون أنه لن يستمر طويلا كسلفه نظرا للبرلمان المنقسم في البلاد.

إعلان

أما في ألمانيا فمعدل الخصوبة لعام 2023 انخفض إلى أقل من 1.4 طفل لكل امرأة، وهو الحد الذي تعتبره الأمم المتحدة "منخفضا للغاية"، ولكنه أقل صدمة من معدلات المواليد المتهاوية في إسبانيا وإيطاليا.

فجوة متزايدة الاتساع

وبذلك، تقترب أوروبا أكثر فأكثر من حافة الهاوية، إذ تتلاشى بسرعة افتراضات الماضي المريحة بشأن الاستقرار الاجتماعي وفوائد الرعاية الاجتماعية السخية والازدهار الواسع النطاق، مما يعمق الشعور بالقلق، خاصة مع زيادة التهديد الروسي للإنفاق الدفاعي، والضغط على المالية العامة، وفرض خيارات صعبة.

ولتحديث الجيوش الضامرة وإرضاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأن تتحمل القارة المزيد من عبء ردع روسيا سيحتاج القادة الأوروبيون -كما يقول الكاتب- إلى الاعتماد على نمو غير موجود، أو ضرائب أعلى في بلدانهم المثقلة بالضرائب أصلا، أو التهام البرامج الاجتماعية، مما قد يعني بالنسبة لهم الانتحار السياسي.

أجراس الإنذار في كل مكان

ونبه هوكستادر إلى أن أوروبا لم تواجه منذ الحرب الباردة مثل هذه البيئة الأمنية المهددة، حيث تدق أجراس الإنذار في كل مكان تقريبا، لا بسبب تكثيف موسكو حربها الهجينة وتدخّلها في الانتخابات بمختلف أنحاء القارة فقط، بل أيضا لأن وعد واشنطن بالحماية بعد الحرب العالمية الثانية يبدو في أضعف أوقاته، خاصة مع استعداد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض.

ولهذه الأسباب أصدرت حكومة السويد -التي دفعها الخوف من روسيا إلى التخلي عن قرنين من الحياد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي– كتيبا بعنوان "في حالة الأزمة أو الحرب" يهدف إلى مساعدة السويديين على الاستعداد للأسوأ، وأصدرت النرويج وفنلندا تعليمات مماثلة تدعو إلى اتحاد المواطنين.

وخلص الكاتب إلى أن منطقة اليورو -التي تعاني من القيود التنظيمية المفرطة وشيخوخة السكان ونقص العمالة- تفقد أرضيتها لصالح الولايات المتحدة، وسط فجوة متزايدة الاتساع عكست التفاوت بين الاقتصاد الأميركي المزدهر -الذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 2.8% في عام 2024- والاقتصاد الهزيل في منطقة اليورو، والذي من المتوقع أن يتوسع بنسبة 0.8% فقط.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

واشنطن تفرض عقوبات على أربعة قضاة بالمحكمة الجنائية الدولية

فرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية على خلفية قضايا مرتبطة بواشنطن وإسرائيل، منها إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية الحرب في غزة.

وسيحظر على القضاة، وهنّ أربع نساء، دخول الولايات المتحدة كما سيتم تجميد أي أصول يملكنها في البلاد، وهي تدابير غالبا ما تتّخذ ضد صانعي سياسات دول مناهضة للولايات المتحدة وليس ضد مسؤولين قضائيين.

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو في بيان "ستتخذ الولايات المتحدة كل الإجراءات التي تعدها ضرورية لحماية سيادتنا، وسيادة إسرائيل، وأي حليف آخر للولايات المتحدة، من الخطوات غير المشروعة للمحكمة الجنائية الدولية".

وتابع "أدعو الدول التي لا تزال تدعم المحكمة الجنائية الدولية، والتي كلفت الحرية في الكثير منها تضحيات أميركية كبيرة، إلى التصدي لهذا الهجوم المخزي على بلدنا وعلى إسرائيل".

وردا على القرار الأميركي، اعتبرت الجنائية الدولية، ومقرها في لاهاي، أن العقوبات تعد "محاولة جلية" لتقويض استقلالية الهيئة القضائية.

وقالت المحكمة في بيان إن "هذه الإجراءات هي محاولة جلية لتقويض استقلالية مؤسسة دولية قضائية تعمل بتفويض 125 من الدول الأطراف من كل أنحاء الأرض".

وشاركت اثنتان من القضاة هما بيتي هولر من سلوفينيا ورين ألابيني غانسو من بنين، في إجراءات أفضت إلى إصدار مذكرة اعتقال في نوفمبر بحق نتنياهو.

وخلصت المحكمة إلى وجود "أسباب معقولة" لتحميل نتنياهو وزير الدفاع السابق يوآف غالانت المسؤولية عن أفعال تشمل جريمة الحرب المتمثلة في التجويع كوسيلة حرب في الحرب على غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل.

والقاضيتان الأخريان البيروفية لوث ديل كارمن إيبانيث كارانثا والأوغندية وسولومي بالونغي بوسا، شاركتا في إجراءات قضائية أدت إلى إصدار تفويض بفتح تحقيق في مزاعم بأن القوات الأميركية ارتكبت جرائم حرب خلال الحرب في أفغانستان.

والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل هما من الدول غير الموقعة على نظام روما الأساسي الذي أنشأ الجنائية الدولية.

لكن الحلفاء الغربيين للولايات المتحدة بغالبيتهم الساحقة وكذلك اليابان وكوريا الجنوبية، والغالبية العظمى من أميركا اللاتينية ومعظم إفريقيا، موقعون على النظام الأساسي وبالتالي يطلب منهم من الناحية النظرية اعتقال المشتبه بهم عندما يصلون إلى أراضيهم.

مقالات مشابهة

  • برلين تتجهز تحت الأرض لمواجهة قد تندلع في 4 سنوات.. هل اقتربت الحرب من أوروبا؟
  • "واشنطن بوست" تكشف سر إصابة ماسك بعد شجار ناري مع وزير الخزانة الأمريكي
  • استراتيجية واشنطن في لبنان.. الحرب الكبرى انتهت
  • واشنطن بوست: الخلاف بين ماسك ومساعدي ترامب كان يتصاعد منذ أشهر
  • أوربان يحذر الأوروبيين: أوكرانيا ليست "درعا" لأوروبا وصب الزيت على النار لن يطفئها
  • واشنطن بوست: حرب أوكرانيا القذرة بدأت للتو
  • الاتحاد السرياني العالمي: الوضع في لبنان على حافة التأزم
  • الحرب القادمة.. هل تهاجم روسيا أوروبا انطلاقا من إستونيا؟
  • واشنطن تفرض عقوبات على أربعة قضاة بالمحكمة الجنائية الدولية
  • لماذا تتحرك واشنطن نحو السودان عبر مجموعة الرباعية؟