تفضّل الكتل النيابية التريث قبل أن تحسم موقفها في اختيار مرشحها لرئاسة الجمهورية، رغم أنها تقف على مسافة أسبوع من انعقاد الجلسة المخصصة لانتخابه في التاسع من الشهر الحالي، وترى أن هناك ضرورة تفرض عليها الاحتفاظ بما لديها من خيارات رئاسية ريثما تنضج الظروف المحلية والدولية مع الاستعداد لاستقبال زحمة من الموفدين الخارجيين الذين ينتمون إلى الدول الأعضاء في اللجنة «الخماسية» التي أخذت على عاتقها تقديم الدعم والمساندة للنواب لتسهيل انتخاب الرئيس.


وكتبت" الشرق الاوسط": وحده رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان قال كلمته بأن جلسة الانتخاب ستبقى مفتوحة لدورات متتالية لن تُقفل ما لم تنته إلى تصاعد الدخان الأبيض من قاعة الجلسة بالتوصل إلى توافق على اسم الرئيس العتيد. ومع أن مصادر نيابية متعددة الاتجاهات تؤكد بأن الجلسة قائمة في موعدها وأن لا مجال لتأجيلها، لكنها تستبعد، في ظل الانقسامات التي تتخبط بها الكتل النيابية، إمكانية انتخاب الرئيس بغياب التواصل بين قوى المعارضة والثنائي الشيعي ممثلاً برئيس المجلس. وتسأل: هل من مانع يحُول دون لقاء يُعقَد بين بري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، خصوصاً وأن لقاءات بري بقوى المعارضة الأخرى لم تنقطع وإن كانت لم تؤدّ إلى التقاطع على مرشح أو اثنين أو ثلاثة يعود للنواب انتخاب أحدهم رئيساً.
وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن المعارضة ستعقد اجتماعاً موسعاً في الساعات المقبلة بالتزامن مع تداعي عدد آخر من النواب السنّة من الوسطيين لعقد اجتماع يشارك فيه عدد من النواب المسيحيين، إضافة إلى النائبين العلويين في البرلمان. وقالت إن الجامع الوحيد بين الذين يشاركون في الاجتماعين يكمن في أنهم يبقون تحت سقف التشاور ويرتأون بأن لا مصلحة لحسم خياراتهم الرئاسية ترشحاً أو اقتراعاً باعتبار أن المجتمعين يفضلون التروي وعدم حرق المراحل قبل أوانها ريثما يكون في وسعهم مواكبة ما ستؤول إليه جهود الموفدين باتجاه الكتل النيابية.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن اجتماع المعارضة يأتي في سياق التداول في مقاربتها لانتخاب الرئيس، من دون أن تحسم أمرها، وتفضل التفاهم على إعداد لائحة بأسماء أكثر من مرشح شرط أن يحظى جميع هؤلاء بتأييد مسيحي وازن ويرضي الثنائي الشيعي ولا يدور في فلك «حزب الله» الذي يُفترض أن يبادر إلى التكيُّف مع التحوُّلات التي شهدتها المنطقة والتعاطي بانفتاح وواقعية في مقاربته لانتخاب الرئيس، مع استعداد الجنوب للدخول في مرحلة سياسية جديدة بتثبيت وقف النار تمهيداً لتطبيق الـ1701 تتويجاً للاتفاق الذي توصل إليه بري مع هوكستين وأوكل إلى هيئة مراقبة دولية برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز الإشراف على تنفيذه.
وأكدت المصادر بأن المعارضة ستتشاور باحتمال ترشح جعجع لرئاسة الجمهورية وصولاً إلى حسم إمكانية التوافق على أسماء عدد من المرشحين يفتح الباب أمام التداول بأسمائهم مع بري للوقوف منه على مدى استعداده للتوافق الذي يؤدي حتماً إلى غربلة الأسماء وحصرها بالذين يشكلون نقطة التقاء مع الثنائي الشيعي ويسمح بانتخابه في الجلسة، من دون أن يغيب عن بالها رفض بري تعديل الدستور، وإن كان يرى بأن مجرد انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً بأكثرية ثلثي أعضاء المجلس، أي 86 نائباً يُسقط تلقائياً الحاجة تعديل الدستور، أسوة بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية من دون تعديل الدستور بحصوله على تأييد نيابي يفوق ثلثي عدد النواب. ورأت المصادر أن المعارضة تتجنب، على الأقل راهناً، الدخول في لعبة أسماء المرشحين رغبة منها في التشاور مع الكتل النيابية الوسطية والنواب المستقلين، إضافة إلى الثنائي الشيعي، لتعبيد الطريق أمام إيصال مرشح يحظى بتأييد الغالبية الساحقة من النواب ويتمتع بدعم مسيحي لا غبار عليه، ولا يشكل تحدياً لمحور الممانعة سابقاً وعلى رأسه الثنائي الشيعي، ويكون في وسعها تظهير اسمه إلى العلن في اللحظات الأخيرة التي تسبق انعقاد الجلسة. أما على صعيد الاجتماع الذي يجمع الغالبية من النواب السنّة المنتمين إلى الوسط والمطعّم بعدد من النواب المسيحيين المستقلين والنائبين العلويين، فإن المشاورات تبقى تحت سقف استعراض الأسماء من دون أن تتبنى أي مرشح ريثما يكتمل المشهد السياسي النيابي في ضوء ما سيؤدي إليه التحرك السعودي - الأميركي الذي يشكّل رافعة لإخراج انتخاب الرئيس من الحلقة المفرغة التي يدور فيها.
في هذا السياق، أكد عدد من النواب السنّة المدعوين للاجتماع أنه من المبكر الخوض في تصفية أسماء المرشحين، وقالوا لـ«الشرق الأوسط» بأن الحضور، وإن كانوا بغالبيتهم من السنّة، فإنهم يتطلعون إلى تشكيل قوة نيابية ضاغطة من شأنها أن تشكل قوة ترجح كفة التوافق الرئاسي، ولا يمكن تجاهل دورها أو القفز فوقها طالما أن كلمة الفصل ستبقى للنواب الوسطيين في ظل عدم قدرة أي فريق، أكان في المعارضة أم في عداد منافسيها، على إيصال مرشحه.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الثنائی الشیعی الکتل النیابیة انتخاب الرئیس من النواب السن ة عدد من من دون

إقرأ أيضاً:

برلماني: توجيهات الرئيس تعزّز ثقة المستثمرين وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع أمريكا

قال النائب مدحت الكمار، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز مناخ الاستثمار وتوطين الصناعة تمثل ركيزة رئيسية لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، مشيرًا إلى أن منتدى الأعمال المصري–الأمريكي الذي يُعقد في القاهرة يعكس اهتمامًا دوليًا متزايدًا بالاقتصاد المصري.

ثقة مجتمع الأعمال الأمريكي بالإصلاحات الاقتصادية

وأكد الكمار، في تصريح صحفي له اليوم، أن مشاركة وفد يضم أكثر من 78 مسؤولًا يمثلون 51 من كبرى الشركات الأمريكية في المنتدى، تُعد رسالة واضحة على ثقة مجتمع الأعمال الأمريكي في الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي، لا سيما في مجالات البنية التحتية، والتصنيع، والطاقة.

وأوضح عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن الدولة قطعت شوطًا كبيرًا في تهيئة بيئة الاستثمار، وهو ما ظهر جليًا في توجه الشركات العالمية لاستكشاف فرص الشراكة والعمل داخل السوق المصري، معتبرًا أن رؤية الرئيس السيسي للوصول إلى 100 مليار دولار صادرات خلال ثلاث سنوات تُعد هدفًا طموحًا وقابلًا للتحقيق في ظل الجهود المتواصلة لتوطين الصناعات وزيادة التصدير.

خلق فرص استثمارية مشتركة في قطاعات حيوية

وأشار نائب القليوبية إلى أن المنتدى يُشكل منصة استراتيجية لفتح قنوات جديدة للتعاون مع الجانب الأمريكي، وتعزيز تبادل الخبرات، وخلق فرص استثمارية مشتركة في قطاعات حيوية مثل الصناعة، والتكنولوجيا، والطاقة المتجددة، مؤكدًا أن مجلس النواب يدعم كافة الجهود الرئاسية والتنفيذية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030.

واختتم النائب مدحت الكمار بأن مصر تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا للتصنيع والتصدير في أفريقيا والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المنتدى يمثل نقطة انطلاق حقيقية نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

طباعة شارك النواب مجلس النواب البرلمان اخبار البرلمان اخبار مجلس النواب

مقالات مشابهة

  • الغزواني يفتح القصر للمعارضة.. ملفات الإلحاد والمخدرات على الطاولة
  • تحذير نيابي عاجل..  جفاف دجلة والفرات على الأبواب
  • المعركة على النواب الشيعة؟
  • جلالة السُّلطان وفخامة الرئيس الإيراني يؤكّدان على الدور الإيجابي والمُثمر الذي يقوم به القطاع الخاص في البلدين
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة عضو مجلس النواب الشيخ علي الخبال
  • محلية النواب: قانون الإيجار القديم لن يصدر إلا بعد مراعاة توجيهات الرئيس السيسي
  • حراك نيابي لتعديل قانون الإعفاء من الأموال العامة بما يعزز العدالة المالية ويحفز الاقتصاد
  • السلطات المصرية تفرج عن المرشح الرئاسي السابق الطنطاوي
  • برلماني: توجيهات الرئيس تعزّز ثقة المستثمرين وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع أمريكا
  • برلماني: ما أنجزه الرئيس السيسي في 10 سنوات لم يتحقق خلال 100 عام