رابطة طبية ترفض فصل عشرات الأطباء في السودان وتدعو للضغط على السلطة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
دعت رابطة الأطباء الاشتراكيين في السودان، لجان المقاومة والأجسام النقابية للالتفاف حول الأطباء ومطالبهم والضغط على السلطة للقيام بما عليها.
الخرطوم: التغيير
أعلنت رابطة الأطباء الاشتراكيين «راش»، رفضها لقرار السلطة الانقلابية في السودان بفصل 47 طبيباً وطبيبة بمستشفى الأبيض التعليمي في ولاية شمال كردفان- وسط البلاد، على خلفية إضراب مطلبي.
وأكدت الرابطة مقاومة القرار، وقالت إن الوحدة وترتيب صفوف الأطباء هي المخرج الحقيقي، وأن التفاف جماهير الشعب حول الأطباء ومطالبهم واجب الساعة.
وتعرض القطاع الطبي والصحي لهزة كبيرة بعد اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع منتصف ابريل الماضي بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، إذ تضررت المؤسسات والكوادر العاملة من القصف والعدوان، فضلاً عن عدم صرف الرواتب وسوء بيئة العمل.
واستنكرت الرابطة، في بيان صحفي، قرار مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية شمال كردفان بفصل 47 طبيباً وطبيبةً من أصل 60 طبيباً عمومياً بمستشفى الأبيض التعليمي، وإلغاء التعاقدات الموقعة بينهم والوزارة على خلفية إضراب أطباء الأبيض المعلن من 4 أغسطس الحالي.
وأشارت إلى أنه رفعت بموجب الإضراب مذكرة مطالبة بتحسين بيئة العمل ومعالجة مستعجلة للاستراحات وتوفير الترحيل وصيانة ميزات سكن الأطباء والمتأخرات المالية خلال الأربعة أشهر الماضية.
قرارات الهيئة النقابيةوذكرت أن قرار الصحة رفض تسمية ما حدث إضرابا واكتفى بعبارة تجرم الأطباء وهي (الامتناع عن تقديم الخدمة).
وقالت إنه لا يتسق مع الإضراب الذي تم إخطارهم به بعد اجتماعات وبمذكرات ومكاتبات منشورة قبل وقت كافٍ.
ووصفت «راش» تعامل السلطة الانقلابية مع قضايا الصحة والعاملين بها بأنه استهتار مخل يعكس عدم رغبتها في القيام بواجبها في تقديم الخدمة الصحية.
وأكدت أن قرار الفصل التعسفي مرفوض في كل الظروف ليصبح جريمة لا تغتفر في ظروف الحرب.
وقالت إنه لا سبيل أمام جماهير الأطباء غير الوحدة وترتيب الصفوف لخوض المعارك النقابية بأدوات النضال اليومي المجربة دون رهبة أو خوف.
ودعت الجماهير والقوى الحية من لجان مقاومة وأجسام نقابية لممارسة واجبها في الالتفاف حول الأطباء ومطالبهم والضغط على السلطة من أجل القيام بما عليها حتى تصون صحة وحياة الشعب.
الوسومالخرطوم السلطة الانقلابية السودان رابطة الأطباء الاشتراكيين راش شمال كردفان مستشفى الأبيضالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الخرطوم السودان شمال كردفان مستشفى الأبيض
إقرأ أيضاً:
صدام علني بين الحلفاء.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان
شهدت الساعات الأخيرة داخل معسكر بورتسودان تصاعدًا لافتًا في التوتر بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقيادات الحركة الإسلامية المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، بعد تفجر خلاف علني على خلفية تصريحات البرهان التي نفى فيها وجود عناصر من الإخوان المسلمين أو كوادر الحركة ضمن قواته المنخرطة في الحرب منذ أبريل 2023.
غير أن النفي لم يمرّ مرور الكرام؛ إذ ردّت قيادات الحركة الإسلامية بسلسلة تسجيلات ومقاطع فيديو تثبت—وفق روايتهم—مشاركتهم المباشرة في العمليات الجارية، بل وتظهر أنهم "العصب الرئيسي" للقتال، بينما اعتبر بعضهم أن الجيش السوداني لا يمكنه الاستمرار دون دعمهم.
وفي أحدث ردٍّ على تصريحات البرهان، قال أحمد عباس، والي سنار الأسبق في عهد نظام البشير، إن "من يديرون الحرب الآن هم الحركة الإسلامية، وإن 75% من المقاتلين الذين يقاتلون مع البرهان هم من أفراد الحركة". وأضاف بتحدٍّ: "هل ما زال هناك من ينكر أن الحرب في السودان هي حرب الحركة الإسلامية؟"
وأكد عباس أن الحركة الإسلامية لا تعمل في الظل، بل تمارس دورها بشكل مباشر، قائلاً: "نحن من نسند الحكومة، ونحن من يجلب لها الدعم… وحتى علاقاتها الخارجية تُحلّ عبرنا". كما شدد على أن التنظيم لا يزال يسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، رغم حلّ لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو.
من جانبه، يواجه البرهان انتقادات متزايدة بعد إنكاره أي وجود للإخوان داخل السلطة التي يديرها حاليًا، رغم أن الواقع الميداني—وفق مراقبين—يشير إلى هيمنة واسعة لعناصر التنظيم على مفاصل الدولة العسكرية والمدنية. وهو ما أكده القيادي الإسلامي عبدالحي يوسف خلال ندوة في إسطنبول حين قال: "البرهان أعجز من أن يقضي على الإسلاميين لأنهم موجودون حتى في مكتبه".
تصريحات يوسف وعباس فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلات حول حجم الشرخ بين المؤسسة العسكرية وقيادات الحركة الإسلامية التي تُعد الشريك الأبرز للجيش في الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع.
وفي تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، قال الطيب عثمان يوسف، الأمين العام للجنة تفكيك التمكين، إن حديث البرهان عن عدم سيطرة الإخوان على السلطة "يكذبه الواقع"، مقدّرًا نفوذهم بما يفوق 95% من أجهزة الدولة ومؤسساتها. وأضاف أن اللجنة تمتلك من الأدلة ما يكشف حجم الجرائم والفساد الذي مارسه التنظيم وكيفية تمكين كوادره داخل قطاعات الأمن والقضاء والاقتصاد.
ويرى محللون أن هذا الجدل العلني غير المسبوق بين طرفي التحالف الحكومي–الإسلامي لا يُعد مجرد سجال إعلامي، بل يعكس أزمة بنيوية عميقة داخل المعسكر الذي يقود الحرب. فبينما يسعى البرهان لإظهار الجيش كقوة وطنية مستقلة بلا هوية أيديولوجية، يتمسك الإسلاميون بإبراز دورهم المركزي كقوة قتالية وتنظيم سياسي يريد فرض نفسه لاعبًا رئيسيًا في مرحلة ما بعد الحرب.
ويحذر خبراء من أن هذا التوتر المتصاعد قد يكون مقدمة لتحولات أكبر في بنية التحالف القائم، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة، وتراجع الوضع الميداني في عدة جبهات.
ومع استمرار الحرب وتعقّد المشهد، تبدو العلاقة بين الجيش السوداني وحلفائه الإسلاميين مرشحة لمزيد من الانفجار، وسط مؤشرات على صراع نفوذ داخل السلطة المؤقتة. ففي وقت يسعى البرهان إلى تقديم نفسه للمجتمع الدولي كلاعب مستقل، يصر الإخوان على تذكيره بأنهم جزء أساسي من قوته على الأرض.
وبين الاتهامات المتبادلة والظهور العلني للتنظيم، يبدو أن الحرب في السودان لم تعد فقط مواجهة عسكرية، بل صراعًا داخليًا على السلطة والشرعية ومسار الدولة خلال المرحلة المقبلة.