حكى لي والعهدة على الراوي.....

طاولة وثلاثة مقاعد خشبية .

ديسمبر، الضيف الخفيف المعلن انقضاء الأزمنة، والمبشر بلملمة أيام العام ،برودة تتسلل من تحت المعطف ،البخار الصاعد من كوب الشاي ،أنا ويجاورني هو ...متأملا قبة ضريح الولي الذي يتوسط جغرافيا مدينتنا ،ويضحي  هو سببا  في ارتزاق محلات تجاور مقامه ،بمنطق السببية أو بمفهوم أقرب لفلسفة المادية الجدلية ،إذ أن لكل ظاهرة سبب ومسبب ،ومن يدير السبب والمسبب والأسباب والسببية هو رب الأكوان متفرد في مقام ربوبيته وواحد في ألوهيته .

جل جلاله وتعالى شأنه .

تنوعت ألقاب ولي مدينتنا الهادئة ،فهو شيخ العرب وهو ابو فراج وهو منجد العيان وهو السيد أحمد البدوي ،صاحبي يجاورني متأملا قبة الولي وأنا أراقب البخار المتصاعد من كوب الشاي وسط برد وليل ديسمبر ...يقطع صاحبي تأمله وقد استدار لي قائلا:"دولة أولياء الله ...دولة عظيمة أوي وجميلة " ..أنتبه لوقع الكلمات ،ثم أجدني بدافع الاكتشاف محاولا التعمق لفهم ما سمعته أذني ...أقول له :"ولكن لماذا استخدمت مصطلح دولة ؟" فيقول لي :"هل سألت نفسك عن بعض الالقاب التي تشاع بين أهل الطريق والمتصوفة ،مثلا رئيسة الديوان ،الإمام ،طبيب المبالي ،شيخ العرب،نفيسة العلوم ...أليست هذه المسميات تحمل معنى الدولة للمنكسرة قلوبهم ؟ .

حكي لي والعهدة على الراوي ...

ذات مساء نام بطل قصتنا ،كان فؤاده متعلق بضريح هذا الولي الذي نجلس أمامه الآن ،هو لا يعرف غيره في عالم الأولياء ،شب طفلا بداخله رغبة ملحة أن يتسلل خيفة ويذهب لمقام سيدي أحمد البدوي ،ذلك الطفل لم يكن يعلم سر ارتياحه لهذا المكان وداخل غرفة المقصورة التي تتشرف بضريح هذا الولي ،هل كانت المراوح والجو البارد هروبا من حرارة الصيف؟ ،هو لا يعلم ..هل كان يجد متعة في مشاهدة الزوار تأتي فلا ينقطع الضجيج أو الرجاء ؟،لا يعلم ..هو فقط يعلم ويتيقن أن ثمة سكينة من نوع أليف كانت تتسرب إلى روحه ،وحين يسأله أبوه أين كان؟ ..يخبره أنه كان في المسجد ويكتفي ...ولم يخبر أحدا بجنته الخاصة على الأرض ،ربما كان يجد في تواجده أنسا لم يألفه في مكان آخر ،ومع الوقت أستشعر أن الولي الصالح كان يكافئه على حفاظه على زيارته له ،فتمثلت المكافأة ب"قرصة بسمسم" يجدها ملقاة بين يديه من سيدة توزع "القرص " أو قطعا من الحلوى تدور بها الست "عزيزة " رحمها الله على الأطفال المتواجدين بالضريح ،ثم مرة أخرى بكيس لحم وجده بين قدميه فلما نظر إلى صاحب العطاء كانت سيدة ذات ملابس راقية ،قالت له :"اعطها لوالدتك تطهيها لك وأخبرها أن السيد أحمد البدوي يهديها هذا اللحم " فلما ذهب الطفل إلى أمه محملا بكيس اللحم ،نهرته أمه قالت له :"نحن مستورون وابوك من إغنياء المدينة كيف تقبل بهذا؟ "ثم أخذت اللحم واعطته للخادمة في المنزل تطهيه لأولادها ،ومرت ساعات النهار ،ثم خلد الجميع إلى النوم ،حتى إذا مرت سويعات قلال فتصحو الأم مفزوعة جارية نحو فراش ابنها فتجد الجسد يرتجف فتتحسسه فتستشعر بيدها نارا تسرى في جسد الصغيرا فتحمله مهرولة إلى مستشفى الحميات ،ومع فحص الطبيب المتكرر لا يجد سببا للحرارة ،فالحلق غير ملتهب وربما كان منبت الحرارة هي المعدة أو جوف الغلام ،فوضع يده يتحسس بطنه فيجدها باردة رغم أن مؤشر قياس الحرارة يتجاوز ال39 ونصف ،فعادت الأم بمجموعة اقراص تحاول تخفيض حرارة جسد الصغير ،كان الفجر قد انتهى ،وبداية تسلل ضوء نهار يوم جديد ،وإذ بالأم تلتقي الجارة المسنة ،فتمسكها من يدها ،تهمس في أذنها بكلمات لا يعيها الصغير ،لكنه وجد أمه تصرخ "كيس اللحمة "...وتنتظر بصبر الخادمة لترجوها أن ترد إليها كيس اللحم وستعوضها غيره ،فجاءت باللحم وطهته الأم وأطعمت الفتى ...فتبددت حرارة الجسد .

حكي لي والعهدة على الراوي ....

هل سمعت يوما عن السلطان ؟....أقول لمحدثي مجيبا "تقصد سلطان من سلاطين التاريخ ؟" فيقول لي لا ،سلاطين التاريخ ربما يحمل التاريخ من أثرهم ورقة أو وريقات ،لكن السلطان الذي أقصده له مقام مشهود وذكرى طيبة بين رعيته ،أقول له:" ماذا تقصد ؟ فيقول: "سلطان الصعيد " السلطان الفرغل ..ملجأ الفقراء والأمراء "...استمع بشغف الى صاحبي ..

تخيل معي رجل من أهل الله ولد بأرض مصر ومات ودفن بأرضها ،واختار في بلدة بصعيد الوطن أن يكون مسكنه وترحاله ثم مرقده ومقامه "أبو تيج ..أسيوط".ورغم أن لقبه السلطان إلا أنه كان يحيا زاهدا متواضعا بين خلق الله ،حيث ولد في قرية اسمها بني سميع تتبع أبو تيج .وتذكر كتب التاريخ أن مولده كان في عام 809هجرية وينتسب لأبوين شريفين حيث ينتهي نسبه إلى الإمام جعفر الصادق ومنه إلى الإمام الحسين ثم إلى حضرة رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم من جهة الأم بينما ينتهي نسبه من ناحية الأب إلى الإمام الحسن رضي الله عنه.

إلى هنا تتوقف حكاية صاحبي ويتوقف حديثه ،مجتهدا أنا بما أثاره الصاحب من فضول أن أقتفي أثر هذا الولي الصالح ،ووجدتني متوجها إلى محافظة اسيوط غير مؤمن بمعلومة معلبة يمكن الإتيان بها عبر صفحة أو منشور مثبت داخل الشبكة العنكبوتية ،حاولت اقتفاء الأثر وتتبع الخيط لإكمال نسج الحكاية ،حكاية السلطان الفرغل ...

داخل مقام السلطان .

مقصورة نحاسية بلون ذهبي ،يتواجد بها ضريح الولي ،لا فتة باعلى الضريح مكتوب عليها "هذا مقام الحمى مقام الجناب ،والكهف الأظل ،الجليل المعظم ،ملجأ الفقراء والأمراء ومحط رجال الفضلاء والكبراء،مجمع الاحباب حضرة مولانا السلطان الفرغل "...

ألحظ منذ دخولي المسجد رجلا في العقد السادس من عمره ،يرتدي معطفا ثقيلا ،كان الوقت بين الظهيرة والعصر ،يخلو المسجد من رواده ،على ظهري حقيبة سفر خفيفة تكفي للحاسب الشخصي واغراض بسيطة ،يبتسم لي الرجل ،فابستم له ،يقوم من جلسته ويأتي فأقف تأدبا لتوقير سنه ،يقول لي وقد مد يده :"حمدا لله على سلامتك ...أنتظرك هنا منذ الظهيرة قطارك فات على موعد قدومه ساعة "..أندهش من كلام الرجل الذي يبدو أنه كان يعرف بموعد وصولي ،أو ربما يعرف بموعد القطار الذي ركبته من مدينتي ،يخالجني شك أن يكون صاحب المقهي قد هاتفه وأخبره بقدومي ،لكن لم أخبر صاحبي بموعد القطار أو موعد تحركي ..يربت الرجل على كتفي محاولا طمأنتي ،أنت ضيفي فلا تقلق ،ولنا عند شيخ العرب عزومة ،يتبدد ثباتي الانفعالي في هذه اللحظة ،أقول للرجل ،:"هو حضرتك تعرفني أو التقتني من قبل أو أنك من طنطا ووتعرفني وتعرف أسرتي "يبتسم الرجل ويقول :"يا ولدي أنا رجل صعيدي على باب الله "بصمجي " ولا أعرف شيئا".يمضي بي نحو الضريح ويتركني .

هنا في حضرة السلطان الفرغل ،محاولا استجماع بعضا من تاريخ هذا الولي الصالح ،اللوحة الورقية المعلقة تخبرني أن السلطان من أب أسمه السيد أحمد شفيق السيد مخيمر "جد الأشراف بابو تيج " وأمه هي السيدة فاطمة شقيقة الشيخ علي الشهير بالشيخ "علي الفيل "وينتهي نسبها إلى الولي الصالح " أبي الحجاج الأقصري".

عمل سلطاننا في بداية حياته بحرفة الرعي ،وقد اشتهر بين أبناء الصعيد بأمانته وأن قطيعه الذي يرعاه لا يقرب أكل العشب الحرام من أراضي الفلاحين ،وروي عنه أن من كراماته صغيرا أن أغنام الفرغل لم تكن لتقربها ذئاب صحراء الصعيد ،ثم عقب حرفة الرعي تولى مهمة حراسة صوامع الغلال في الوقت الذي كانت فيه قد انتشرت سرقات المحصول فتبدت الكرامة الأشهر والتي بينت سر الولي وولايته ،حيث تقول المصادر التاريخية أن يوما في الليل جمع السلطان الفرغل بقايا محصول من القمح وبعض شوائب السنابل ثم وضعها على اجران القمح وقام باشعال النيران فيها ،فخرج اهل القرية مسرعين متطلعين لمحصولهم الذي هلك بفعل النيران ،فوجدوا الولي الصالح واقفا يخاطب النار ان تتوقف عن الحرق وتكتفي بحرق زوائد السنابل فقط وتنقضي بلهيبها بإذن الله ،وهو الأمر الذي أدركه ولم يصدقه الحاضرون ،فلما علموا بأمر سره تجمع حوله الناس ليتباركوا به ،فأخذ يبتعد ويكثر المشي والترحال مخافة أن تتعاظم نفسه ،حتى أن نعاله كانت تبلى من كثرة السياحة في أرض الله . ولذلك أطلق عليه لقب الكرار ،وقد قيل ان "زربونه "أي حذائه" كان ممزقا ويحوي بداخله الرمال والحصى نتيجة كثرة تجواله وسيره في أرض الله ".

السلطان حصل على لقب السلطان داخل قلوب مريديه كونه لم يخش في الحق لومة لائم وفي ذلك قصته مع حاكم مصر إبان الدولة المملوكية وكان اسم الحاكم "جقمق" وهي قصة أوردتها المصادر التاريخية مفادها أن ولي الله السلطان الفرغل ،التقى بأمير البلاد بناء على اتهام قد وجه له أنه متهم بأن الحمام الذي يملكه أكل من محصول البلدة فأرسل أمير البلاد ليستدعيه كونه قد ذاع صيته ومخافة أن يؤلب الناس على حاكمهم ،وأتى ولي الله إلى بلاط سلطان الدنيا ،ولما ذبحوا الحمام المملوك للفرغل رضي الله عنه وجدوا أن حويصلة الحمام بها بقايا ثمار الفلفل الأخضر فتم تبرأة ولي الله مما نسب إليه ،فلما هم بالرحيل قال ولي الله لأمير البلاد :"انت وليت على البلاد فاعدل بين العباد" فكان رد سلطان البلاد على ولي الله:"سمعا وطاعة يا سلطان الأولياء "وقد روت بعض المصادر أن السلطان "جقمق" كان له ابن مريض فمسح ولي الله الفرغل على جبهته فتعافى بإذن الله .

مرة أخرى إلى حياة السلطان الفرغل الذي تزوج من ابنة صديقه "ابي بكرالشاذلي " ولهذا الأمر قصة تثبت كراماته وولايته وسره وتعففه وتشرعه ،فالقصة التاريخية تقول :"أن السلطان الفرغل بسبب كثرة تجواله وتمزق نعاله ،أشفقت أم صديقه "ابي بكر الشاذلي "عليه فطلبت من الفرغل أن تأتي بحفيدتها  لكي تمسد قدم الولي فرد عليها الولي بأنه لا يقبل هذا فلا يقربه غير حرمته فطلبت الأم  من ابنها أن تزوج حفيدتها للفرغل ،وكان الرجل راعيا فقيرا،فطلب الفرغل من نسيبه أن يلتقيه صبيحة اليوم الثاني عند ساقية الماء ويمسك  "مخلاة الفر س " ما يشبه المقطف ،فلما التقيا ،ركب ولي الله على ظهر الدابة التي تدير الساقية ،وقال بصوت مرتفع يا ساقية هاتي مهر صفية ابنة ابي بكر لكي أتزوجها بشرع الله ،فكان القادوس الأول يفيض بالذهب ثم القادوس الثاني يفيض بدل الماء فضة . كان للشيخ زاويتان، واحدة بأبو تيج والأخرى بدُوينة، وهى قرية تابعة لمركز أبو تيج أيضا.توفى – رضى الله عنه – بأبوتيج ودُفن بها سنة 850 هـ ، وروي عنه أنه كان يقول:" أنا من المتصرِّفين فى قبورهم، فمن كانت له حاجة فليأت مقابل وجهى ويذكرها فإنها تُقضى إن شاء الله تعالى".

 

 

السلطان الفرغل عظيم بلاد الصعيد 22222222 - 1K JPEG ٢٠٢٠٠١٢٢_١٢٣٤٤٣ - 1K JPEG ٢٠٢٠٠١٢٢_١٢٣٦١٩ - 1K JPEG ٢٠٢٠٠١٢٢_١٢٣٧٠٥ - 1K JPEG ٢٠٢٠٠١٢٢_١٢٣٧١٧ - 1K JPEG ٢٠٢٠٠١٢٢_١٢٤٠١٣ - 1K JPEG

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أسيوط هذا الولی ولی الله أنه کان

إقرأ أيضاً:

السبت.. انطلاق حملة بيطرية لتحصين الماشية من الحمى القلاعية

أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن خطة شاملة تتضمن حملة قوافل بيطرية تتحرك بدءً من يوم السبت القادم للتحصين ضد العترة SAT1 من فيروس الحمى القلاعية، والتي تم رصدها مؤخرًا في عدد من دول الجوار، في استجابة سريعة ومحكمة لتحدي وبائي جديد قد يهدد الثروة الحيوانية في مصر.

وتأتي هذه الحملة تتويجًا لجهود متكاملة بين مختلف هيئات وقطاعات الوزارة، بدءًا من الإنذار المبكر وصولًا إلى توفير اللقاحات في وقت قياسي.

بدأت قصة النجاح من خلال المتابعة الدقيقة للموقف الوبائي الإقليمي والدولي من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية، عندما رصدت الهيئة، انتشارًا متسارعًا للعترة SAT1 في عدة دول مجاورة، وهو ما أكدته التقارير الدولية الصادرة عن المعامل المرجعية العالمية.

أكد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن حماية الثروة الحيوانية والأمن الغذائي مسؤولية وطنية «لا يقبل التأخير»، مشددًا على أن الجهود التي بذلتها فرق العمل المختلفة كانت على أعلى مستوى من الكفاءة والسرعة، مما سمح لنا بالتحرك الاستباقي قبل تفاقم الوضع، وبدء حملة التحصين الشاملة يوم السبت المقبل لحماية رؤوس الماشية في جميع المحافظات، خاصة في المناطق الحدودية الأكثر عرضة للخطر.

وقال «فاروق»: إن الوزارة كانت تتبنى منهج لإعادة الهيكلة بهدف الوصول إلى هذا التناغم في العمل من أجل أن تتمكن الوزارة من مجابهة أي طارئ وتعمل على تلبية احتياجات المزارعين والمربيين بأقصى سرعة ممكنة.

وأضاف وزير الزراعة أن هذه الإجراءات السريعة تتوجب الشكر لكافة العاملين والمختصين سواءً بالهيئة العامة للخدمات البيطرية التي قامت بالمتابعة الفعالة لرصد المتحورات الجديدة أو وحدة الرصد والخط الساخن التابعة لوحدة التحول الرقمي.

وأشاد «فاروق» بدور الهيئة العامة للخدمات البيطرية والتي قامت بجهود كبيرة لرصد ومتابعة الموقف الوبائي وكذلك المعاهد البحثية التابعة، والتي نجحت في عزل العترة الجديدة وإستكمال ذلك بتجهيزها للبدء في إنتاج وتوفير اللقاحات ومعايرتها في وقت قياسي للبدء في حملة فورية لحماية ثروتنا الحيوانية، مشيدا بجهود الخدمات البيطرية والبحوث الزراعية في التصدي للأمراض الوبائية والعابرة للحدود.

كما أشاد وزير الزراعة، بدور وحدة التحول الرقمي في فتح قنوات للتواصل مع المربين والمنتجين الزراعيين ساهمت في تسريع عملية الرصد، حيث لعب الخط الساخن الموحد 19561 دورًا محوريًا في تلقي بلاغات المواطنين والمربين، مما مكن فرق الترصد الوبائي من تحديد أي حالات اشتباه محتملة في وقت قياسي.

واكد «فاروق»، أن الوزارة ستقوم بتنفيذ خطة للتعامل الفوري مع مستجدات الموقف الوبائي العالمي تتضمن القيام بحملة متكاملة لتقديم اللقاحات اللازمة لحماية ثروتنا الحيوانية من خلال قوافل بيطرية تجوب كافة قري الجمهورية، وكذلك تنفيذ حملة لطرق الأبواب للمزارعين والمربيين بداية من السبت القادم الموافق 16 أغسطس، مؤكدا على ضرورة تكثيف كافة الجهود من مختلف الأطراف المعنية بالوزارة والتعاون مع كبار العائلات والعمد والمشايخ وكافة الأطراف الفاعلة في المجتمع الريفي، لضمان نجاح حملة التحصين التي ستقوم بها الهيئة في الفترة المقبلة.

وأضاف «علاء فاروق»: تضافر الجهود والتعاون والتنسيق المستمر بين هيئة الخدمات البيطرية و مركز البحوث الزراعية في أعمال الرصد والمتابعة وما تم من تطوير وهيكلة للجهاز الإداري بالوزارة وكذلك رفع كفاءة الاطباء البيطريين وفرق البحث العلمي وتوفير التجهيزات اللازمة للمعامل التابعة لمركز البحوث الزراعية، ورفع كفاءة العنصر البشري، والتركيز على البحوث التطبيقة التي تعود بالنفع المباشر على الكفاءة الإنتاجية، انعكست بشكل واضح في كفاءة العمل واتخاذ إجراءات استباقية يمكنها حماية ثروتنا الحيوانيّة وحماية وتعظيم الإنتاج.

شدد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي على ضرورة استمرار المتابعة وتفعيل خطوط التواصل مع المواطنين والمربين من خلال الخط الساخن، وذلك لضمان بيئة صحية وآمنة لثروتنا الحيوانية وقدراتنا الإنتاجية والحفاظ على الأمن الغذائي المصري مؤكدا على أن الجهود التي بذلتها فرق العمل المختلفة كانت على أعلى مستوى من الكفاءة والسرعة، مما سمح بالتحرك الاستباقي للحد من انتشار الإصابات والسيطرة على الوضع.

وفي ذات السياق أشار المهندس مصطفي الصياد نائب وزير الزراعة إلى أن الوزارة قامت بتنفيذ حصر للثروة الحيوانيّة المملوكة للمربين وكذلك تنفيذ وتطوير مشروع البتلو والذي ساهم في تمويل المربين لما يقرب من 500 الف رأس ماشية ساهمت في تحسين دخول أكثر من 45 ألف أسره من الأسر الريفية بتمويل يتجاوز الـ 9 مليار جنيه، وكل الجهود التي قامت بها الوزارة في تعظيم القدرات الإنتاجية للثروة الحيوانية المصرية انعكست في تحقيق نسب أعلى من الأمن الغذائي والتي ارتفعت من 40٪ قبل 2014 ووصلت إلى أكثر من 60٪ في عام 2025، وهذا على الرغم من الزيادة السكانية التي شهدتها مصر في الفترة.

ومن جانبه قال الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية: «تلقينا توجيهات فورية من معالي وزير الزراعة برفع درجة الاستعداد القصوى في كافة مديريات الطب البيطري، كان التحرك الاستباقي ضروريًا، للحفاظ على ثروتنا الحيوانية في ظل الجهود التي قامت بها الدولة من أجل زيادة أعداد الرؤوس».

وأضاف «الأقنص»، أن هذه الجهود هي نموذج للعمل الجماعي المؤسسي الذي تسعى إليه الوزارة، والتكامل بين الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومعاهد مركز البحوث الزراعية، والتفاعل الإيجابي من المربين، هو ما مكننا من تجاوز هذا التحدي الذي تم رصده في دور الحوار بنجاح.

واشار «الأقنص»، إلي الدور الحيوي و الهام الذي قامت به اللجان الاستشارية التابعة للهيئة والتي ضمت العديد من اصحاب الخبرات و القامات العلمية و العملية، والتي قامت بدورها في تقديم المعلومات والتوصيات العلمية اللازمة للتعامل مع هذا الموقف بمنهج علمي منظم ومنضبط بما يعود بالنفع على ثروتنا الحيوانية.

وأكد «الأقنص»، أن المتابعة المستمرة التي يقوم بها وزير الزراعة وبشكل لحظي ساهمت بشكل كبير في تحفيز العاملين بالهيئة وبكافة الجهات المعنية لبذل مزيد من الجهد، وفي هذا السياق أكد الأقنص أنه كان يقدم تقريرا بشكل شبه لحظي للوزير لمتابعة الموقف والإفادة بكافة المستجدات.

لقاح فيروس الحمى القلاعية

ومن جانبه قال الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية: إن المركز يضم خبرات علمية وبحثية على أعلى مستوى، وتم توجيهها للتعامل الفوري مع الأزمة المحتملة، من خلال فرق متخصصة من معهد بحوث الصحة الحيوانيّة، بقيادة الدكتورة سماح عيد، مدير المعهد، حيث شاركت في المأموريات الحقلية لجمع العينات ونقلها إلى المعامل المختصه والتابعة للمعهد بهدف التشخيص المبكر والدقيق باستخدام التقنيات الحديثة، ثم عزل العترة الجديدة وتأكيدها، وكانت هذه الخطوة حاسمة لتحديد خصائص الفيروس بدقة من خلال إجراء التحليل الجيني، وتجهيزها لتكون مناسبة لإنتاج اللقاح.

وأوضح رئيس البحوث الزراعية أيضاً إنه بناءً على هذه النتائج، بدأ معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية وبشكل فوري من خلال خبراء ومتخصصين وفرق الباحثين تحت إشراف الدكتور محمد سعد، مدير المعهد، في إعداد اللقاح المناسب، وعملت فرق المعهد في فترة قياسية، وعلى مدار الساعة، لتوفير الكميات المطلوبة من اللقاحات بأعلى معايير الجودة في ظل تراكم الخبرات الكبيرة للباحثين بالمعهد، وكذلك في ظل توافر خطوط انتاج على تراعي افضل مستويات الجودة الانتاجية كما ونوعاً.

وأشار «عبد العظيم»، إلى إن الجودة مكون أساسي من مكونات العمل في المركز ومعاهده عبر جهود متواصلة من تطبيقات البحوث التي لم تتوقف عند إنتاج اللقاحات فحسب، بل امتدت لتشمل ضمان جودتها وفعاليتها.

وأشاد رئيس مركز البحوث الزراعية، بدور المعمل المركزي للرقابة على المستحضرات البيطرية والبيولوجية، حيث قامت فرق العمل والمختصين باشراف الدكتور سمير عبد المعز مدير المعمل في وقت قياسي بمراجعة شاملة لجميع دفعات اللقاحات المنتجة، للتأكد من مطابقتها لأعلى معايير الجودة الدولية.

اقرأ أيضاً«الزراعة»: إجراء التلقيح الاصطناعي لأكثر من 47 ألف رأس ماشية

«الزراعة» تشارك في مؤتمر توعوي بمحافظة كفر الشيخ لمواجهة السحابة السوداء

وزارة الزراعة تعلن التشغيل التجريبي للمتحف الزراعي مجانا للجمهور

مقالات مشابهة

  • الزراعة تبدأ السبت حملة تحصين ضد العترة الجديدة للحمى القلاعية
  • السبت.. انطلاق حملة بيطرية لتحصين الماشية من الحمى القلاعية
  • تفشي الحمى القلاعية بجنوب أفريقيا وسط مخاوف المزارعين
  • نُحي كل المقاتلين في فاشر السلطان على هذا الثبات الأسطوري
  • العراق يغلي تحت شمس آب… والحرّ يطرق أبواب الفقراء
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: بر الوالدين يثمر سعادةً في الدنيا، وأجرًا عظيمًا في الآخرة
  • الندوة العالمية توزع السلال الغذائية على المحتاجين بالنيجر
  • الصهاينة والكرة
  • عُمان.. حين يكون الحب أمانة والمواطنة مسؤولية
  • بنك رواد الأعمال.. من الفكرة إلى التمكين الاقتصادي