عاش كل من المغرب واليمن، في الجمعة الـ65 على التوالي من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، على إيقاع عدد من الوقفات التضامنية، المُطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية التي تُمارس على الغزّيين، أمام مرأى العالم، وفي ضرب صارخ لكافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.

رصدت "عربي21" عدد من المقاطع والصور، التي جابت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من الوقفات التضامنية، اليوم الجمعة.

البداية من آلاف المغاربة، ممّن استنكروا المحرقة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى كمال عدوان، شمال القطاع، منذ أسبوع.


الوقفات التضامنية في المغرب، نظمت مباشرة عقب صلاة الجمعة، بعدّة مدن، بينها: تطوان وطنجة، والدار البيضاء، وتازة، وإنزكان وأكادير، وذلك استجابة لدعوة الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية).

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة - برشيد‎‏ (@‏‎nosra.berrechid‎‏)‎‏
وندّد المحتجين، استهداف الاحتلال الإسرائيلي لكل من المستشفيات والأطقم الطبية، محذّرين في الوقت نفسه من استمرار هذه الحرب الهوجاء، التي طالت وتسبّبت في وضع إنساني جد كارثي، خلّف أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

كذلك، ردّد المغاربة المحتجّين، عدّة شعارات تدعو للاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، بينها: "يا طبيب لك منا تحية، روحي يا روح على العهد وفية"، و"الشهيد خلى (ترك) وصية، لا تنازل على القضية"؛ مع رفعهم لعدد من الصور التي توثٍّق جرائم الحرب التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي اقترافها بقلب القطاع المحاصر.

هتفوا للطبيب حسام أبو صفية.. مظاهرات حاشدة في #مراكش بالمغرب دعماً لفلسطين وللمطالبة بإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع #غزة وللمطالبة بإنقاذ مدير مستشفى كمال عدوان أبو صفية pic.twitter.com/KnsSBHNgth — TRT عربي (@TRTArabi) January 2, 2025
وفي اليمن، أعلنت جماعة "الحوثي" خروج نحو 700 مظاهرة بـ14 محافظة واقعة تحت سيطرتها، اليوم الجمعة، تضامنا مع قطاع غزة، تحت شعار: "ثابتون مع غزة، بهويتنا الإيمانية ومسيرتنا القرآنية".

المظاهرات التي خرجت في الجمعة الأولى من رجب، استجابة لدعوة من "الهيئة الشعبية لنصرة قضايا فلسطين" (غير حكومية)، شارك فيها عشرات آلاف المواطنين، مرددين هتافات من بينها: "بهويتنا الإيمانية، نتصدى للصهيونية"، و"يمن الحكمة والإيمان، متحدي للأمريكان"، و"لا تراجع لا انكسار، نتحدى كل الأشرار"، و"يا غزة يا فلسطين، معكم كل اليمنيين".

كذلك، رفع المحتجّين، عدد من اللافتات للتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي على الشعب الفلسطيني، معبرين في الوقت نفسه عن رفضهم لما وصفوه بـ"ثلاثي الشر العالمي" المتمثل في الولايات المتحدة وبريطانيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وفق البيان الموحد للتظاهرات.

وأكد البيان نفسه، "مواصلة المعركة المقدسة نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم بكل إيمان وثبات؛ والاستمرارية في العمليات العسكرية، والمسيرات المليونية، والفعاليات والأنشطة، والإنفاق في سبيل الله، والمقاطعة الاقتصادية للأعداء" وذلك تضامنا مع غزة.

الحمد لله الذي جعلك تشهد لنا بأننا لا نجبر احدا على شي، وهذا يعني أن الملايين التي تخرج في جميع المحافطات المحررة في فعاليتنا وفي مظاهرات دعم غزة وطوفان الاقصى تخرج برغبتها وقناعتها ولا يجبرها احد كما كنتم تكذبون pic.twitter.com/9D4YbtuaPV — ابراهيم العفيف (@abrahimafif1979) January 3, 2025
وباشرت جماعة الحوثي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2023، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، وذلك "تضامنا مع غزة" بمواجهة حرب الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي عليها، للعام الثاني على التوالي.

وردا على هذه الهجمات، بدأت كل من واشنطن ولندن منذ مطلع عام 2024، شنّ غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلان أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصله أسلحتها.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
كذلك، تشن "الحوثي" بين الحين والآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعضها استهدف "تل أبيب"، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة على غزة.

ومنذ بدء الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على كامل قطاع غزة، وهو يستهدف بشكل يوصف بـ"المُمنهج"، القطاع الصحي، ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها، ويمنع كذلك دخول أيّ من المستلزمات الطبية، خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجددا في 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.


وبتاريخ 27 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، حيث أضرم النار فيه وأخرجه عن الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصا كانوا بداخله، بينهم الكادر الطبي وجرحى ومرضى، والمدير حسام أبو صفية.

تجدر الإشارة إلى أنه بدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023، إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي مجازره، متجاهلا مذكّرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات المغرب غزة اليمن المغرب غزة اليمن المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی حرب الإبادة

إقرأ أيضاً:

تطبيع الظلال .. موقف النظام السعودي من حرب الإبادة في غزة ومسارات الدعم المباشر للعدو الإسرائيلي

في خضم واحدة من أكثر الفصول دموية في تاريخ العدوان الإسرائيلي على غزة، وبينما كانت الأنقاض تُنذر بانهيار ما تبقى من حلم فلسطيني بالحياة، ساد صمت عربي ثقيل على غير العادة، إلا أن ذلك الصمت في حالة المملكة العربية السعودية لم يكن مجرد غياب للخطاب، بل في نظر مراقبين حمل دلالات سياسية عميقة، تُعبّر عن تحوُّل جذري في موقع المملكة من الصراع العربي الإسرائيلي.

يمانيون / تقرير

 

لقد بات من المؤكد حسب التصريحات الرسمية، والتقارير الإعلامية، والممارسات الداخلية، أن السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان تمضي فعليًا، وإن كان بحذر، نحو نقطة اللاعودة في علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، لتفتح أبواب التطبيع العلني بعد سنوات من التنسيق غير المُعلن.

 

 صمت رسمي أمام مجازر غزة .. وإخماد أي صوت شعبي متضامن

رغم شراسة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتفاع أعداد الشهداء المدنيين بينهم نساء وأطفال، لم يصدر عن المملكة السعودية إلا مواقف مقتضبة، دبلوماسية، خالية من أي لهجة تصعيدية أو اتهامية مباشرة للعدو الإسرائيلي، مقارنة بمواقف عربية أقل تأثيرًا إقليميًا، لكنها أكثر وضوحًا في موقفها من الاحتلال.

المثير للجدل هو أن هذا الصمت السياسي توازى مع قمع داخلي لأي تعبير شعبي عن التضامن مع الفلسطينيين، تقارير متعددة بينها شهادات من زوار الحرم المكي والمدني، أكدت أن السلطات السعودية اعتقلت عددًا من الأشخاص لمجرد ارتدائهم الكوفية الفلسطينية، أو دعائهم لغزة، في مشهد يعكس انتقالًا من الحياد إلى التضييق المنهجي على كل ما يعارض العدو الإسرائيلي أو يدعم المقاومة.

وقد أفادت تقارير حقوقية عن اعتقالات طالت مقيمين فلسطينيين وناشطين عرب في السعودية، دون تهم واضحة، بينما يشير بعض المطلعين إلى أن السبب الحقيقي، هو مواقفهم المعارضة للتطبيع، أو مجرد ارتباطهم الرمزي بالقضية الفلسطينية.

 

تصريحات محمد بن سلمان ..  كل يوم نقترب من التطبيع

من أكثر التصريحات إثارة للانتباه في هذا السياق، ما جاء على لسان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، حيث قال حرفيًا: كل يوم نقترب أكثر من التطبيع مع إسرائيل، ونعمل على ذلك .

هذه التصريحات لم تكن مجرد رأي شخصي، بل تعكس تحولًا جوهريًا في السياسة السعودية، وتؤكد وجود مفاوضات حثيثة تُدار خلف الكواليس مع كل من الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.

ما يثير التساؤلات هو أن هذا “الاقتراب” المعلن جاء في وقت كان فيه الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجازر موثقة في غزة، ما يعني أن السعودية على الأقل على المستوى الرسمي، تفصل تمامًا بين العدوان على الفلسطينيين وبين علاقاتها مع العدو الإسرئيلي

كما ألمح ابن سلمان إلى أن، المشكلة الفلسطينية يجب أن تُحل،، لكنه لم يضعها كشرط مطلق، بل كأحد عوامل التقدم نحو الاتفاق، بل كان مجرد تلميع للموقف للهروب من أي إثارة إعلامية لموقفه المعلن ،  في تناقض صارخ مع المواقف السابقة للمملكة التي كانت تدعم على أقل تقدير قيام دولة فلسطينية مستقلة، والتي اتضح أنها لم تكن سوى شعارات تخفي خلفها صهيونية الهوى والهوية للنظام السعودي.

 

حملة قمع وتضييق على التحركات الشعبية المناصرة لفلسطين

في الداخل السعودي، كشفت المرحلة الأخيرة عن تحولات أمنية خطيرة في التعاطي مع النشطاء والرموز الذين يعبرون عن مواقف داعمة للمقاومة الفلسطينية.
فقد منع النظام السعودي أي وقفات أو تجمعات تضامنية مع غزة، حتى في الأماكن الخاصة، وسط تحذيرات أمنية من مغبة استغلال القضية سياسيًا، كما قيل رسميًا.

وأفادت تقارير  باعتقال أئمة وعلماء، سعوديين ومن جنسيات عربية، بعد دعائهم لغزة وأبناء غزة في المساجد، خاصة في مكة والمدينة، ومنهم أئمة من الجزائر وتركيا وسوريا، اعتُقلوا بسبب ما وُصف بالتجاوز في الخطب

وعلى مدار سنوات اعتقل النظام السعودي العديد من قيادات وكوادر حماس ولا يزال غالبيتهم في المعتقلات إلى هذه اللحظة

كما جرى تحييد الإعلام الرسمي بالكامل عن أي تغطية إنسانية معمقة لمآسي غزة، وبرزت نبرة إعلامية تتبنى الرواية  الصهيونية الغربية حول الإرهاب والتطرف الفلسطيني، في تشويه واضح لصورة المقاومة الفلسطينية .

 

 الإعلام السعودي من التضامن إلى التشويه

شهد الخطاب الإعلامي في السعودية تحولًا لافتًا في السنوات الأخيرة، وتحديدًا بعد صعود محمد بن سلمان، حيث باتت وسائل الإعلام الكبرى تتناول القضية الفلسطينية من زاوية الاعتدال والتسامح وحل الدولتين، لكنها تبتعد عن مصطلحات مثل المقاومة، الاحتلال، أو الكفاح المسلح.

كما لوحظ أن بعض المنصات الإعلامية المرتبطة بالحكومة بدأت في تشويه صورة المقاومة الفلسطينية، خصوصًا حركة حماس، وربطها بالإخوان المسلمين والإرهاب والولاء لإيران، في سياق سردي يخدم خطاب  العدو الإسرائيلي أكثر مما يخدم الموقف العربي التقليدي.

هذا التحول يعكس بحسب محللين تهيئة الرأي العام الداخلي لتقبُّل فكرة التطبيع العلني مع العدو الإسرائيلي، وتحويل القضية الفلسطينية إلى مجرد ملف إنساني يحتاج حلًا تفاوضيًا، بدلًا من أن تكون معركة تحرر وطني.

 

تطبيع مقابل النفوذ .. صفقة كبرى تتبلور

في خلفية المشهد، تدور مفاوضات متعددة الأطراف بين السعودية، الولايات المتحدة، وكيان الاحتلال الإسرائيلي، حول تطبيع شامل يتضمن شروطًا استراتيجية، منها ضمانات أمنية أمريكية للسعودية، على غرار حلف الناتو، وبرنامج نووي مدني سعودي بإشراف دولي، ومكاسب اقتصادية وتكنولوجية من التعاون مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، مع أن كل تلك الطموحات والآمال السعودية في حكم المستحيلة ،

 

التواطؤ السعودي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ، لا يتطلب إعلانًا رسميًا أو توقيع اتفاق، بل يكفي أن تتقاطع السياسات والمواقف بشكل يدعم طرفًا على حساب آخر.

وبهذا المعنى، فإن الموقف السعودي من العدوان على غزة، بالتزامن مع التصريحات التطبيعية الواضحة ، والقمع الداخلي، والتحولات الإعلامية، يشكل تواطؤًا فعليًا معلنًا مع العدو الإسرائيلي،

قد لا يكون النظام السعودي قد وقع اتفاقية تطبيع رسمية، لكن خطواتها العملية، والتصريحات الرسمية، وسياساتها الداخلية، كلها تشير إلى أن القرار قد اتُخذ ولم يتبقَ إلا الإعلان.

وفي ضوء ذلك، تبقى فلسطين وشعبها في قلب معركة لا تُخاض فقط مع المحتل المباشر، بل أيضًا مع أنظمة عربية قررت أن مصالحها الإقليمية تمر من بوابة استرضاء العدو الإسرائيلي .

مقالات مشابهة

  • استشهاد 10 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي من منذ فجر اليوم
  • تقرير يُوثق خطابات التحريض الإسرائيلي ودورها في تكريس الإبادة بغزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رصده قذيفة أطلقت من غزة
  • مظاهرات حاشدة أمام منزل نتنياهو ووزراء اليمين المتطرف
  • تطبيع الظلال .. موقف النظام السعودي من حرب الإبادة في غزة ومسارات الدعم المباشر للعدو الإسرائيلي
  • أبرز الإنجازات العالمية التي تحققت للقضية الفلسطينية بعد عامين من الإبادة
  • مظاهرات حاشدة في وارسو تندد بالحرب الإسرائيلية على غزة
  • غزة: تحذير للنازحين من التوجه إلى مناطق تواجد الاحتلال الإسرائيلي
  • مظاهرات حاشدة ورسائل من المغاربة في ذكرى طوفان الأقصى
  • إحصائيات صادمة بعد عامين من الإبادة.. 200 ألف طن متفجرات