مطار المستقبل.. حلم «آل مكتوم»
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
كان عام 2024 قياسياً لمطار دبي الدولي، مع تحقيق نجاحات استثنائية في حركة المسافرين، حيث سجل المطار قرابة 92 مليون مسافر، وهو أعلى رقم في تاريخ المطار الذي يعد أحد أهم مراكز الربط الجوي في العالم، ب264 وجهة عالمية، عبر شبكة واسعة تضم الناقلات الجوية الوطنية والدولية.
من المتوقع أن يستمر هذا الزخم الإيجابي في السنوات القادمة ليصل عدد المسافرين في 2025 إلى 94 مليون مسافر، و97 مليوناً ثم 100 مليون في 2026 و2027 على التوالي.
ولدعم مكانة دبي في مجال الطيران، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال عام 2024، تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي، الأكبر في العالم بتكلفة 128 مليار درهم وبطاقة استيعابية نهائية تصل إلى 260 مليون مسافر.
وأمر صاحب السمو بالبدء الفوري بتشييد المبنى ضمن استراتيجية مؤسسة الطيران بدبي، مؤكداً سموه أن مطار آل مكتوم الدولي سيكون الأكبر في العالم وسيكون خمسة أضعاف مطار دبي الدولي الحالي، وسيتم نقل كافة عمليات مطار دبي الدولي إليه خلال السنوات القادمة.
وسيضم المطار 400 بوابة للطائرات وخمسة مدارج متوازية، ويستخدم تقنيات جديدة لأول مرة في قطاع الطيران.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن دبي تستعد لمرحلة جديدة من نمو قطاع الطيران العالمي، وقال: «نستعد لمرحلة تتصدر فيها دبي قطاع الطيران الدولي للأربعين عاماً القادمة... كما نبني مدينة كاملة للمطار في دبي الجنوب ستولد الطلب على السكن لمليون نسمة.. وستضم أهم شركات العالم في القطاع اللوجستي والنقل الجوي».
وأضاف سموه: «نحن نبني مشروعاً جديداً للأجيال.. نضمن فيه تنمية مستمرة ومستقرة لأبنائنا وأبنائهم.. ولتكون دبي مطار العالم.. وميناءه.. وحاضرته العمرانية.. ومركزه الحضاري الجديد.. والله الموفق أولاً وأخيراً».
70 كيلومتراً مربعاً
مشروع المطار يأتي ضمن أجندة دبي الاقتصادية D33 التي تضم 100 مشروع تحولي، وسيصبح بعد تطويره الكامل أكبر مطار في العالم، حيث يغطي مساحة 70 كيلومتراً مربعاً، وبطاقة استيعابية نهائية تتجاوز 260 مليون مسافر، و12 مليون طن من البضائع سنوياً.
وسيمهد مطار آل مكتوم الجديد الطريق للنمو المتوقع في مجال قطاع الطيران في دبي للأربعين عاماً القادمة، وسوف يستجيب للخطط الطموحة لشركات الطيران فيما يتعلق بنمو حجم أسطول الطائرات التي تم شراؤها، وأيضاً النمو المطّرد في أعداد المسافرين الدوليين. كما سيوفر المطار أحدث المرافق للركاب من خلال مواكبة الحداثة والابتكار والتطور التكنولوجي، وتوظيف أدوات استشراف المستقبل، وبمستوى خدمة تفوق التوقعات.
قفزة نوعية
ويعد مطار آل مكتوم قفزة نوعية نحو المستقبل، ويتكون المطار من خمسة مدارج متوازية بأعلى المواصفات التشغيلية، أربعة منها تعمل بصورة مستقلة تماماً، وسيكون للمطار مبنيان للمسافرين في الجهتين الغربية والشرقية للمطار، و5 مبان لصالات المسافرين تضم أكثر من 400 بوابة للطائرات، وقطار داخلي لسهولة نقل المسافرين يعمل على مدار الساعة، ومحطة نقل مركزية تشمل جميع أنواع النقل من المدينة وإليها.
كما أن تبني معايير الاستدامة في مشروع مطار آل مكتوم الدولي سيسهم بقوة في التخفيف من الانبعاثات البيئية بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات لبيئة مستدامة، حيث يستهدف المشروع الاستفادة المثلى من الموارد المحلية والظروف المناخية لتحقيق أهداف الاستدامة بكفاءة.
وتولي الرؤية الاستراتيجية لتنفيذ المشروع أهمية كبيرة لسهولة الوصول إلى المطار الجديد، لضمان كفاءة استخدام وسائل النقل العام وتقليل الاعتماد على وسائل النقل الخاصة، ما يدعم تقليل البصمة الكربونية للمشروع.
ترسيخ ريادة دبي
ويدعم مطار آل مكتوم الدولي جهود تحقيق النمو المستهدف في قطاع الطيران في دبي خلال الأربعين عاماً القادمة، ويرسخ ريادتها في هذا القطاع الحيوي الواعد، فيما ستكتمل المرحلة الأولى من المشروع، حسب الخطة الاستراتيجية لتنفيذه خلال عشر سنوات.
تعزيز النمو الاقتصادي
وسيسهم المطار الجديد، الذي يتميز بموقع استراتيجي قريب من مركز مدينة دبي، وشارع الشيخ محمد بن زايد، ومدينة إكسبو دبي، بدور كبير ومحوري في تنمية اقتصاد الإمارة، كما سيسهم في مضاعفة فرص العمل في مختلف الوظائف والتخصصات ذات الصلة بقطاع الطيران، وما يرتبط بها من خدمات.
ويعتمد مطار آل مكتوم الدولي أحدث المعايير العالمية فيما يتعلق بإقامة وتشغيل وإدارة المطارات الدولية، ويستند إلى رؤية استراتيجية استشرافية، وخبرات مرموقة، وكوادر وكفاءات وطنية وعالمية تساهم في الاستفادة من أرقى الإمكانيات التكنولوجية، وأكثرها تطوراً، وتوفير أحدث المرافق للركاب من خلال مواكبة الحداثة والابتكار والتطور التكنولوجي، وتوظيف أدوات استشراف المستقبل لإتاحة مستوى استثنائي متفرد في الخدمة، كما يستند إلى سمعة وخبرة إمارة دبي العريقة والممتدة في قطاع الطيران، بما يعزز تنافسيتها عالمياً في هذا المجال.
ويمثل مطار آل مكتوم الدولي نهجاً جديداً للمطارات على الصعيد العالمي، حيث سيتيح الاستثمار الأمثل والالتزام بتطوير التقنيات والتكنولوجيا، والتوظيف الأمثل لأدوات الابتكار واستشراف المستقبل خلق تجربة سفر فريدة وغير مسبوقة للمسافرين.
وخلال زيارة قام بها سموه في 13 يوليو/ تموز 2024، لمبنى المسافرين رقم 3 بمطار دبي الدولي، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دبي ماضية في تحقيق الريادة في مختلف القطاعات بما في ذلك قطاع السفر والنقل الجوي، بما تتمتع به دبي من إمكانيات تؤكد مكانتها كنقطة التقاء محورية لحركة السفر حول العالم وتعكس دورها المحوري في ربط أقطار العالم وبلدانه، وتسهيل حركة الأفراد والبضائع على حد سواء، بما يجعلها شريكاً فاعلاً في تعزيز قدرات السفر والطيران حول العالم.
وأشار سموه إلى أهمية مواصلة العمل على تعزيز وتطوير الجاهزية التقنية للبنية التحتية لمطارات دبي، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للمتعاملين والمسافرين عبر المنافذ الجوية كافة للإمارة، بما يسهم في ترسيخ ريادة دبي عالمياً في مجال النقل الجوي، ومواكبة النمو المستقبلي المتوقع في الطلب على السفر.
ووجه صاحب السمو بمواصلة العمل على الحفاظ على أرقى معايير التميز، لتكون دبي دائماً في الصدارة، وتقدم كل ما هو ملهم في سبيل راحة الناس، ولتكون دبي دائماً أفضل مدينة للعيش والعمل على مستوى العالم.
وقد أبدى سموه تقديره للتطور الذي يشهده مبنى المطار رقم 3 بمرافقه وأقسامه وأجهزته كافة بما يؤكد مكانة دبي نقطة التقاء محورية لحركة السفر حول العالم، ويرسخ سمعتها في مجال خدمة المسافرين الدوليين، بما تقدمه من خدمات نوعية تسهم من خلالها في رفع سقف جودة الخدمات المقدمة للمسافرين على المستوى العالمي، وبما يعكس المكانة العالمية الرائدة التي وصل إليها مطار دبي الدولي، وتصدره مطارات العالم من ناحية أعداد المسافرين الدوليين لسنوات عدة على التوالي.
137 مليار درهم
يؤدي قطاع الطيران دوراً محورياً كأحد الركائز الأساسية لاقتصاد دبي، وبحسب دراسة أعدتها «أكسفورد إيكونوميكس»، يقدّر دعم قطاع الطيران في دبي، والذي يتألف من مجموعة الإمارات ومطارات دبي وغيرها من الكيانات، في اقتصاد دبي خلال 2023، بما قيمته 137 مليار درهم (27% من الناتج المحلي).
وتضمّن ذلك الأثر الاقتصادي الأساسي البالغ 94 مليار درهم، والأثر التحفيزي للسياحة الذي يساهم فيه قطاع الطيران البالغ 43 مليار درهم.
ومن المتوقع أن تساهم أنشطة الطيران بمبلغ 196 مليار درهم، بحلول 2030.
كما ساهمت الأنشطة المرتبطة بقطاع الطيران في توفير 631 ألف وظيفة في دبي 2023، ترتفع إلى 816 ألفاً في 2030.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات محمد بن راشد الإمارات مطار آل مکتوم الدولی مطار دبی الدولی قطاع الطیران فی الشیخ محمد بن ملیون مسافر صاحب السمو ملیار درهم فی العالم فی مجال فی دبی
إقرأ أيضاً:
العدوان الإسرائيلي على إيران يربك حركة الطيران الدولي.. إلغاء رحلات وتحويل مسار
في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على أهداف داخل إيران فجر الجمعة، شهدت حركة الطيران الدولي اضطراباً كبيراً، إذ أظهرت بيانات موقع "فلايت رادار 24" لتتبع الرحلات الجوية أن العديد من شركات الطيران بدأت بالابتعاد عن الأجواء فوق الاحتلال الإسرائيلي وإيران والعراق، فيما اتخذت بعض الدول إجراءات احترازية بإغلاق مجالاتها الجوية مؤقتاً تحسباً لأي تصعيد أمني.
وفق ما نقلته وكالة رويترز، سارعت شركات الطيران العالمية إلى تحويل أو إلغاء عدد من الرحلات الجوية حفاظاً على سلامة الركاب وأطقم الطائرات.
وتُعد المناطق المتوترة، مثل الشرق الأوسط، تحدياً كبيراً أمام شركات الطيران من حيث السلامة التشغيلية والربحية.
وأعلنت شركة الطيران الإسرائيلية "العال" عن تعليق جميع رحلاتها من وإلى الاحتلال الإسرائيلي، بينما أفادت وسائل إعلام رسمية بأن مطار بن غوريون في تل أبيب أُغلق حتى إشعار آخر، في ظل حالة تأهب قصوى لوحدات الدفاع الجوي الإسرائيلية تحسباً لضربات إيرانية انتقامية محتملة.
وقالت شركات الطيران الإسرائيلية العال ويسرائير وأركياع إنها تنقل طائراتها إلى خارج البلاد، وذلك بعد ساعات من شن إسرائيل ضربات واسعة النطاق ضد إيران.
وقال متحدث باسم مطار بن غوريون في تل أبيب، الذي أُغلق اليوم الجمعة حتى إشعار آخر، إن الطائرات جرى نقلها دون ركاب.
وذكرت شركة يسرائير للطيران أنها تستكمل حاليا عملية إخلاء ونقل طائراتها من مطار بن جوريون في تل أبيب، مضيفة أن هذا جزء من خطة طوارئ وضعت خلال الأيام القليلة الماضية.
وأوضحت شركة العال أنها تنقل طائراتها من إسرائيل "إلى وجهاتنا"، وأحجمت شركة أركياع عن الإفصاح عن وجهتها.
وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية مغادرة عدد من الطائرات من تل أبيب صباح اليوم بالتوقيت المحلي.
وأظهرت بيانات فلايت رادار24 أن عددا من رحلات شركة يسرائير اتجهت إلى قبرص، كما اتجهت عدة طائرات تابعة لشركة العال إلى مطارات في أوروبا.
9-second video of the clearing of Iranian and Iraqi airspace. pic.twitter.com/VZLWbmk9sC — Flightradar24 (@flightradar24) June 13, 2025
إغلاق متزامن لعدة مجالات جوية
في المقابل، أغلقت إيران مجالها الجوي أيضاً في خطوة مماثلة، وأعلنت العراق عن إغلاق مجاله الجوي فجراً، إلى جانب إيقاف جميع الرحلات الجوية في مطاراته، بحسب الإعلام الرسمي.
ويمثل شرق العراق، المحاذي لإيران، أحد أكثر الممرات الجوية ازدحاماً، حيث تمر منه رحلات بين أوروبا والخليج وآسيا.
كما قررت الأردن إغلاق مجاله الجوي مؤقتاً اعتباراً من صباح الجمعة، في ظل التصعيد العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران. وأكدت هيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية في بيان رسمي أن الخطوة جاءت "تحسباً لأية مخاطر محتملة قد تنجم عن تطورات التصعيد الإقليمي".
As has been the case during previous hostilities between Iran and Israel, Jordan has also closed its airspace to flights.
NOTAM read JORDAN AIRSPACE CLSD DUE TO OPS REASONS pic.twitter.com/JIWDUVhJjk — Flightradar24 (@flightradar24) June 13, 2025
تحويلات في مسارات الرحلات الجوية
أظهرت بيانات تتبع الطيران أن طائرات تجارية لشركات كبرى مثل طيران الإمارات، لوفتهانزا، والخطوط الجوية الهندية، كانت تحلق بالفعل في الأجواء الإيرانية عندما بدأت التقارير عن الضربات الإسرائيلية بالظهور.
وتم لاحقاً تحويل مسار العديد من الرحلات إلى أجواء آسيا الوسطى والسعودية.
على سبيل المثال، تم تحويل رحلة لطيران الإمارات كانت متجهة من مانشستر إلى دبي٬ إلى إسطنبول، في حين جرى تغيير مسار رحلة فلاي دبي القادمة من بلغراد إلى يريفان في أرمينيا.
كما أعلنت شركة فلاي دبي للطيران الاقتصادي تعليق رحلاتها إلى عمان، بيروت، دمشق، إضافة إلى إيران والاحتلال الإسرائيلي، مع إلغاء وتحويل العديد من الرحلات الأخرى.
وأعلنت مطارات دبي عن تأخير وإلغاء عدد من الرحلات الجوية في مطاري دبي الدولي وآل مكتوم الدولي بسبب إغلاق المجال الجوي لكل من إيران والعراق وسوريا.
من جانبه، قال موقع "سيف إير سبيس"، المختص في رصد المخاطر الجوية وتقديم الاستشارات لشركات الطيران، إن "الوضع لا يزال يتكشف" في الشرق الأوسط، داعياً شركات الطيران إلى "توخي أقصى درجات الحذر" في المنطقة خلال الفترة الحالية.
مخاوف السلامة تتصاعد بفعل الحروب
تأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت فيه المخاطر الجوية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث وردت تقارير عن رصد طائرات مسيرة وصواريخ في الأجواء المدنية، مما شكل تهديداً مباشراً للملاحة الجوية.
وسبق أن شهد العالم حوادث مشابهة، منها إسقاط طائرة الركاب الماليزية "MH17" فوق أوكرانيا عام 2014، والطائرة التابعة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية التي أُسقطت قرب طهران في كانون الثاني/يناير 2020، وكذلك حوادث مسلحة العام الماضي في كازاخستان والسودان، ما يعزز الحاجة إلى مراجعة مسارات الطيران فوق مناطق النزاع.