#احترقت_الطبخة
#هبة_عمران_محمود
لقد نفد الوقود، وانفجرت النيران في كل مكان، متجاوزة الحدود وداعيةً للانتباه. نارٌ هَجمت الأرض بسرعة، وانتشرت كشرارة في كل ركن. في هذه اللحظة، جاءت حاملة الحمم، تلك الكائنات التي تدعي حماية الشعب وتقديس كرامة الإنسان، ولكنها كانت تتنكر في ثوب البراءة، بينما في الخفاء، كانت تمارس أفعال الشيطان.
لكن الشعب، الذي أصبح يحمل في قلبه وعقله شعلة الوعي، لم ينخدع. اكتشف سريعًا أن نار الموقد الذي أُشعل لن تكون إلا ساعقة تلتهمهم. كان الشعب يدرك الآن أن التهديد الذي يواجهونه أكبر من نيران الموقد؛ كان يواجهون شرًا مستترًا يتخذ كل شكلٍ للحماية بينما يغذي الأحقاد ويغرقهم في الفوضى.
مقالات ذات صلةبدأت الفوضى تتحرك، واحتدمت نار الثورة في قلب الشعب، الذي أدرك أن ساعة الحساب قد حانت. كانت الوجوه التي كانت تحترق داخلهم تتعالى، تتحول إلى نيران مضيئة في مسيرتهم نحو الحرية. صرخاتهم لم تكن سوى أصداء في مكان مغلق، ولكنها سرعان ما وصلت إلى أبعد الآفاق. ما كان يبدو مستحيلاً أصبح الآن قريبًا جدًا، تمامًا كألسنة اللهب التي أحرقت الخوف وحرّكت الأرض تحت أقدامهم.
لكن السؤال بقي: هل سيظل الشعب صامدًا في وجه النار؟ أم ستكون النيران هي التي تسيطر عليهم؟
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
تركيا تشتعل لليوم الخامس.. نيران الغابات تخرج عن السيطرة وتشرد الآلاف
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات:
تواصل فرق الإطفاء التركية، لليوم الخامس على التوالي، معركتها الشرسة ضد حرائق غابات واسعة اجتاحت مناطق عدة من البلاد، في ظل موجة حر قياسية ضربت تركيا هذا الصيف.
وتتركز أسوأ الحرائق في محافظة بورصة الصناعية شمال غربي البلاد، ومحافظة كارابوك شمالاً، بينما سُجلت حرائق أقل حدّة في ولايات مرسين وأنطاليا وأوشاك.
وأعلن وزير الزراعة والغابات، إبراهيم يومكلي، عن إجلاء أكثر من 3500 شخص من محيط بورصة، ونحو 1800 شخص من قرى كارابوك، مع استمرار توسّع النيران بشكل مقلق. ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 2300 عنصر إطفاء وإغاثة، مدعومين بـ850 مركبة وست طائرات وأربع مروحيات، إلا أن الرياح العاتية والتضاريس الوعرة تُصعّب من جهود السيطرة.
الحرائق أسفرت حتى الآن عن وفاة أربعة أشخاص، بينهم رجل إطفاء فارق الحياة إثر أزمة قلبية، وثلاثة آخرين لقوا حتفهم في حادث انقلاب شاحنة صهريج أثناء مشاركتها في إخماد الحرائق. كما اضطرت السلطات إلى إغلاق جزء من الطريق السريع الرابط بين إسطنبول وإزمير لساعات، وسط مشاهد مرعبة أظهرت النيران تقترب من المنازل وسحب الدخان الكثيف تغطي سماء بورصة.
وتأتي هذه الكارثة البيئية في ظل موجة حر غير مسبوقة، تجاوزت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية في معظم المناطق، وسجلت 50 درجة في الجنوب الشرقي للمرة الأولى في تاريخ تركيا المناخي.
وأطلقت هيئة الأرصاد تحذيرات من استمرار الوضع الحرج حتى شهر أكتوبر بسبب الجفاف والحرارة المستمرة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن البلاد شهدت أكثر من 3000 حريق منذ بداية الصيف، متعهداً بإعادة تشجير المناطق المتضررة. فيما وصف وزير الزراعة حرائق الغابات بأنها “جريمة بحق الوطن”، مؤكدًا التزام الحكومة بإعادة تأهيل كل شبر تضرر بأسرع ما يمكن.