النفط تباشر بالتشغيل التجريبي لمحطة الكهرباء الغازية في حقل الغراف
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
السبت, 19 أغسطس 2023 2:40 م
بغداد/ المركز الخبري الوطني
أعلنت وزارة النفط، اليوم السبت، المباشرة بالتشغيل التجريبي لمحطة الكهرباء الغازية في حقل الغراف النفطي.
وذكرت الوزارة في بيان تلقاه / المركز الخبري الوطني/،أنه”تنفيذاً لتوجيهات نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني، أنجزت شركة نفط ذي قار – إدارة حقل الغراف النفطي بمحافظة ذي قار عمليات التشغيل التجريبي لمحطة الكهرباء الغازية”.
وأشار البيان الى أن “هذا الإنجاز يأتي ضمن خطط الوزارة في استثمار الغاز المصاحب للإنتاج النفطي، وفي إطار خطة متكاملة للتشغيل الذاتي للحقول النفطية، من خلال نصب وتشغيل محطة كهرباء غازية بطاقة تتجاوز الـ 70 ميكاواط، التي ستؤمن الطاقة الكهربائية للحقل ومنشآته”، لافتاً الى أنه “سيتم تجهيز المحطة من الغاز المنتج أيضاً من العمليات النفطية في الحقل، وهي جزء من عمليات استثمار الغاز الذي تواصل شركة نفط ذي قار، بالتعاون مع المشغل العمل على استثماره بشكل كامل خلال المرحلة القريبة المقبلة” .
وتابع البيان أن “هذا الإنجاز يسهم بتوفير الطاقة الكهربائية ذاتياً للحقل دون الاعتماد على الشبكة الوطنية، التي بدورها سوف تستثمر كمية 70 ميكاواطاً إضافية في تغذية الشبكة لخدمة المواطنين”، مؤكداً أن “هذه المشاريع تأتي ضمن خطط وزارة النفط ضمن حزمة متكاملة لتنفيذ المزيد من المشاريع المماثلة في الحقول المنتجة”.
المصدر: المركز الخبري الوطني
إقرأ أيضاً:
الكهرباء المجانية في طريقها إلى الأردنيين
صراحة نيوز ـ زيدون الحديد
طرح فكرة «الكهرباء المجانية» في بلد يعاني من أعباء مالية مزمنة قد يبدو في ظاهره مغامرة، بل حتى ترفا يصعب تصوره في السياق المحلي، ولكن واقع الحال وتجارب العالم تؤكد أن الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتحديدا الشمسية والرياح، بات أرخص وأكثر استدامة من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، وما تنفقه الدولة اليوم على دعم الكهرباء وتكاليف استيراد الطاقة يمكن – برؤية استراتيجية– أن يعاد توجيهه نحو بناء بنية تحتية وطنية قادرة على إنتاج الطاقة محليا، وبكلفة تشغيلية شبه معدومة، وتوفيرها للمواطنين بشكل تدريجي وصولا إلى صفرية الكلفة في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم.
هذا الطموح لم يعد نظريا بعد أن طرقت الحكومة أبواب الواقع من أوسعها، بعقد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة في مدينة الطفيلة الصناعية، وإعلانها حزمة قرارات، أبرزها إعفاء المصانع والشركات التي تسجل أو تنشأ خلال عام من تاريخ القرار من أثمان الكهرباء لمدة ثلاث سنوات، فالخطوة قد يراها البعض موجهة فقط للقطاع الصناعي، لكنها تحمل في مضمونها دلالات استراتيجية، قد تكون بداية لتحول جذري في فلسفة العلاقة بين الدولة والطاقة والمواطن.
السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو: هل يمكن أن تصبح الكهرباء مجانية للأردنيين؟ في ظل التحديات الحالية، يبدو هذا السؤال استفزازيا، لكنه مشروع وجدير بالنقاش، فالأردن يمتلك واحدا من أعلى معدلات السطوع الشمسي في العالم، ولديه بيئة طبيعية مؤهلة لاستثمار ضخم في الطاقة الشمسية والرياح، إذا لماذا لا نمتلك الجرأة على إطلاق مشروع وطني للطاقة المجانية، أو على الأقل منخفضة التكلفة، كحق اجتماعي مستحق؟
فوجود حكومة جديدة برئاسة الدكتور جعفر حسان، المعروفة بميولها الإصلاحية ورؤيتها القائمة على الشراكة والنتائج، يعزز من جدية هذا الطرح، فالقرارات التي خرج بها مجلس الوزراء من الطفيلة – من تخفيض أسعار الأراضي الصناعية إلى 5 دنانير للمتر، والسماح باستيراد شاحنات بأسعار أقل، وتسديد مستحقات متأخرة للمقاولين – تشير إلى أن الحكومة لا تكتفي بالوعود، بل تسعى لترجمة رؤيتها إلى أفعال.
الطفيلة اليوم ليست مجرد محافظة جنوبية تسعى إلى جذب الاستثمار، بل قد تكون نواة لتجربة اقتصادية واجتماعية أوسع، فإذا نجحت تجربة الإعفاء من الكهرباء في تحفيز الصناعة، وخلق فرص العمل، ودفع عجلة النمو المحلي، فمن المنطقي أن يتم توسيع التجربة إلى الكرك، ومعان، والمفرق، وإربد، بل إلى كل شبر من هذا الوطن.
وفي النهاية، ليس المطلوب من الحكومة أن توزع الكهرباء بالمجان غدا، ولكن المطلوب هو أن تؤمن بأن الحلم مشروع، وأن التخطيط العلمي والاستثمار في الطاقة النظيفة قادران على تحويل هذا الحلم إلى واقع، لأن الدول التي تقود شعوبها نحو المستقبل، تبدأ دائما بخطوة جريئة واحدة وربما، كانت هذه الخطوة قد بدأت فعلا من الطفيلة