4 يناير، 2025

بغداد/المسلة: أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات النووية، فيما أشار إلى أن مستقبل المقاومة لا يزال مشرقا.

وقال عراقجي في تصريحات صحفية إن “طهران مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية بصيغة بناء الثقة حول برنامجنا النووي مقابل رفع العقوبات وجاهزون للانخراط في مفاوضات نووية بناءة من دون تأخير بهدف التوصل لاتفاق”.

وأضاف، أن “هناك أزمة في الشرق الأوسط لكن طريق الدبلوماسية لا يغلق والحل صعب لكنه غير مستحيل”، مبيناً أن “كيفية تعامل إيران مع سوريا يعتمد على سلوك الطرف الآخر”.

وأشار عراقجي إلى أن “مستقبل المقاومة لا يزال مشرقا وحزب الله اللبناني يعيد بناء نفسه بانتظام وأي وقف لإطلاق النار تقبله حماس والفلسطينيون بأنفسهم سيكون مدعوما من قبل إيران”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مخطط الإدارة المدنية.. صيغة ترامب الجديدة لتكريس الاحتلال في غزة

في الوقت الذي يترقب فيه العالم خارطة طريق لإحلال سلام مستدام في قطاع غزة، تبرز ملامح المرحلة الثانية من خطة الإدارة الأمريكية، بقيادة ترامب، كوثيقة مثيرة للجدل؛ هذه الخطة، التي تُسوَّق على أنها بوابة لإنهاء الحرب، لا تبدو في جوهرها سوى محاولة لفرض إعادة هندسة جيوسياسية للقطاع تخدم الأجندة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي بالكامل، مع تهميش منهجي للإرادة الوطنية والسيادة الفلسطينية، إنها رؤية تُفرّغ مفهوم السلام من أي محتوى عادل أو حقوقي، وتحوّله إلى غطاء لإرساء نموذج احتلال مُدار دوليا.

هندسة الحكم الخارجي

تُشير التسريبات الواردة حول المخطط إلى تركيز واشنطن على ترسيخ صيغة وصاية دولية جديدة، تتمحور حول إطلاق "مجلس سلام" يُفترض أن يرأسه ترامب شخصيا. يضع هذا الهيكل، بمشاركة شخصيات غربية قريبة من المشروع الصهيوني مثل توني بلير وجاريد كوشنر، زمام السيطرة على مستقبل غزة بشكل مباشر في يد صانعي القرار الأمريكيين والغربيين، بعيدا عن أي مرجعية فلسطينية ذات شرعية سياسية.

أما الإدارة المدنية المقترحة، فيُروَّج لها كحكومة تكنوقراط فلسطينية منزوعة الانتماء السياسي، يتم اختيارها بضوابط صارمة لضمان توافقها التام مع الإطار الأمني للاحتلال الإسرائيلي. هذا الترتيب لا يكرس سوى النموذج القديم للإدارة المدنية المُحسَّنة الذي لطالما فضّله الاحتلال الإسرائيلي؛ فصائل فلسطينية تدير الخدمات اليومية، بينما تظل السيادة والقرار الأمني الفعلي خارج حدود القطاع، وتحت إشراف خارجي كامل يضمن مصالح الاحتلال.

قوة دولية لخدمة الاحتلال

الشق الأمني في الخطة يحمل دلالات لا تقل خطورة، يدور الحديث عن تشكيل قوة استقرار دولية، تنتشر عناصرها في مناطق السيطرة الحالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، هذا التموضع يعني عمليا أن القوة الدولية قد تتحول وظيفيا إلى امتداد ميداني للوجود العسكري للاحتلال، وليس بديلا حقيقيا عنه.

التصريحات الأمريكية حول انسحاب إضافي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بفضل هذه القوة هي صياغة تفتح الباب أمام انسحاب جزئي انتقائي، وغير ملزم، بدلا من الانسحاب الكامل والدائم. يكمن الخطر الجوهري في تحوّل هذه القوة إلى درع حماية يقي الاحتلال الإسرائيلي من المساءلة الدولية، ويمنحها استراحة أمنية مؤقتة، بينما يبقى قطاع غزة تحت السيطرة الفعلية والرقابة الأمنية للاحتلال، الذي قد يعود متى شاء تحت أي ذريعة.

اشتراط نزع سلاح المقاومة لضمان أمن الاحتلال الإسرائيلي

يتبلور جوهر الخطة الأمريكية في هدفها الأبرز، فرض مفاوضات تؤدي إلى نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، هذا المطلب هو حرفيا استجابة كاملة وغير مشروطة لاحتياجات الاحتلال الإسرائيلي الأمنية، ويعني عمليا إنهاء القدرة العسكرية للمقاومة كقوة فعل قبل إرساء أي إطار سياسي عادل يضمن للفلسطينيين حقوقهم الوطنية كاملة.

المعادلة التي يسعى الوسطاء لفرضها هي انسحاب تكتيكي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مقابل تخلّي حركة "حماس" عن السلطة وتسليم سلاحها، هذه المعادلة تُصاغ وتُعرض على الطرف الفلسطيني كأمر واقع لا يُناقش، دون منح الفاعل المركزي فرصة حقيقية للمشاركة في صياغة المستقبل السياسي، والأهم، دون ضمانات دولية مُلزمة لإنهاء الحصار والاحتلال بشكل نهائي.

لحظة الحقيقة والسيادة المُنقوصة

إن "خطة المرحلة الثانية" لغزة هي في واقع الأمر خطة لإدارة الأزمة وتدويرها وتجميد الصراع، وليست حلا جذريا له، هي لا تعالج جذور الصراع المتمثلة في الاحتلال والحصار والاعتداء على الحقوق، بل تسعى لإعادة تدوير السيطرة الاحتلالية الأمنية الإسرائيلية تحت شعار وصاية دولية. إنها تمنح الاحتلال ما فشل في تحقيقه بالقوة العسكرية، تجريد المقاومة من سلاحها، وإعادة هندسة الحكم الفلسطيني بما يتناسب مع مصالحه الأمنية.

أي عملية سلام حقيقية ومستدامة يجب أن تُبنى على أساس السيادة الفلسطينية غير المنقوصة والمرجعية الوطنية المستقلة، أما هذا المخطط، فهو يُعد تكرارا فاشلا لسيناريوهات سابقة، حيث يُقدَّم أمن الاحتلال الإسرائيلي كهدف أسمى وحيد، بينما تقدَّم للفلسطينيين حلول إدارية مؤقتة وغير سيادية.

ستظل الإرادة الحرة للطرف الفلسطيني، بكافة مكوناته، هي لحظة الحقيقة التي ستحدد مصير هذه الخطة المعدة والمُفصّلة على مقاس الاحتلال، والتي لا يمكن لها أن تنجح دون اعتراف كامل بالحقوق الوطنية والسياسية للشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • إشاعات العقوبات مكشوفة: توازنات الحكومة الإقليمية تثمر عن رسائل أمريكية إيجابية
  • جهاز المخابرات يطيح بشبكة دولية للاحتيال الالكتروني وغسل الأموال
  • النائب محمد رزق: مصر تعيد بناء نفسها برؤية جديدة.. ودور رجال الأعمال يتجاوز المكسب إلى صناعة مستقبل الوطن
  • مدبولي: الجمهورية الجديدة تراهن على العلم كشريك أساسي في بناء مستقبل مصر
  • الأهلي يستعد للتفاوض مع الرجاء لحسم انتقال يوسف بلعمري
  • استحداث صيغة سكن خاصة بالجالية.. هكذا رد الوزير
  • وزير الخارجية اللبناني يعتذر عن عدم قبول دعوة عراقجي لزيارة طهران
  • يونيسف: سوء التغذية لا يزال يفتك بآلاف الأطفال
  • لماذا يجب أن يُبنى مستقبل الإعلام على القيم الأخلاقية والتعاطف والمسؤولية المشتركة؟
  • مخطط الإدارة المدنية.. صيغة ترامب الجديدة لتكريس الاحتلال في غزة