مجمع البحوث الإسلامية: التسامح والمبادرة بالسلام من أعظم قيم الإسلام
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
أكد مجمع البحوث الإسلامية عبر موقعه الرسمي أهمية التسامح والعفو بين المسلمين، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» (متفق عليه).
قيم الإسلام في التسامح والعفوأوضح المجمع أن هذا الحديث الشريف يسلط الضوء على ضرورة تجاوز الخلافات بين المسلمين، وعدم السماح للقطيعة أن تتجاوز ثلاثة أيام.
وأشار المجمع إلى أن الإسلام ينظر إلى القطيعة بين المسلمين على أنها خطر يهدد استقرار المجتمع وترابطه. لذا جاءت هذه التوجيهات النبوية لتضع حدًا زمنيًا لهذه القطيعة، مما يدل على أهمية إصلاح ذات البين والمبادرة بإلقاء السلام كوسيلة لاستعادة العلاقات الطيبة.
السلام: مفتاح القلوب والمغفرةأكد مجمع البحوث الإسلامية أن المبادرة بالسلام ليست مجرد فعل عابر، بل هي عبادة وموقف أخلاقي يعكس قوة الإيمان وحسن الظن بالله. فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الأفضلية لمن يبدأ بالسلام، مما يشجع المسلمين على كسر حاجز الغضب والكبر، والعمل على استعادة العلاقات الطيبة.
وأضاف المجمع أن السلام يحمل في طياته رسالة محبة وأمان، ويزيل العوائق النفسية بين الأفراد. وعندما يبادر المسلم بإلقاء السلام، فإنه يطبق أمر الله في قوله: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86]، ويثبت بذلك صدق إيمانه وحرصه على نشر المودة بين الناس.
التسامح: سبيل بناء مجتمع متماسكوأشار المجمع إلى أن الإسلام يعتبر التسامح أساس بناء المجتمعات القوية، فالمجتمعات التي تسود فيها قيم العفو والتسامح هي مجتمعات مستقرة وآمنة، تسعى دائمًا إلى التعاون وتحقيق الصالح العام.
ودعا المجمع المسلمين إلى التمسك بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب، مبينًا أن القطيعة والخصام يفتحان بابًا للشيطان ويضعفان الروابط الأسرية والاجتماعية. كما حثّ على التوجه نحو المبادرات الإيجابية التي تقوي العلاقات بين الناس، وتخلق بيئة تعاونية تسودها المودة والرحمة.
دعوة للعمل بتعاليم الإسلامفي ختام البيان، أكد مجمع البحوث الإسلامية أن الالتزام بتعاليم الإسلام في هذا الصدد ليس خيارًا، بل هو واجب ديني يحقق رضا الله ويسهم في تحقيق السلام الاجتماعي. ودعا المسلمين إلى مراجعة أنفسهم باستمرار، وتطبيق قيم التسامح في حياتهم اليومية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجمع مجمع البحوث الإسلامية النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام التسامح السلام مفتاح القلوب مجمع البحوث الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
أدعية يوم عرفة 2025.. لحظات روحانية في أعظم أيام العام
يوافق يوم عرفة لعام 1446 هـ / 2025 م يوم الخميس 5 يونيو 2025، وهو من أعظم الأيام عند الله، حيث يقف فيه حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة ملبين ومكبرين وداعين، فيما يستقبله المسلمون في سائر أنحاء العالم بالصيام والابتهال والدعاء، طمعًا في مغفرة الله ورضوانه.
في هذا اليوم العظيم، تفتح أبواب الرحمة، وتتنزل الرحمات، ويعتق الله فيه رقاب عباده من النار، وهو يوم استجابة الدعاء، ولذلك يتسابق المسلمون إلى رفع أكف الضراعة بالدعاء لأنفسهم وأهليهم وأمتهم، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة".
فضائل يوم عرفة
عتق من النار: قال النبي ﷺ: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة."
مغفرة الذنوب: قال ﷺ: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده."
اليوم الذي أكمل الله فيه الدين: قال تعالى في سورة المائدة: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}، وقد نزلت هذه الآية في يوم عرفة.
دعاء مستجاب: من أعظم ما يُعمل فيه هو الدعاء، فقد ورد عن النبي ﷺ: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير."
أدعية مأثورة ليوم عرفة
فيما يلي باقة من الأدعية التي يمكن ترديدها في هذا اليوم المبارك:
أدعية التوحيد والاستغفار"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير."
"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني."
"أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه."
"رب اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب."
أدعية عامة مستجابة
"اللهم لا تدع لي في يوم عرفة ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرّجته، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتًا إلا رحمته."
"اللهم اجعلني ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته."
"اللهم ثبتني على دينك، واحفظني من مضلات الفتن، واغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر."
"اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسوء ما عندي، واغفر لي برحمتك يا أرحم الراحمين."
أدعية للأهل والأمة
"اللهم احفظ أهلي وأحبتي، وبارك لي في أعمارهم وأعمالهم، وارزقهم من حيث لا يحتسبون."
"اللهم اصلح شباب المسلمين، واهدي نساء المسلمين، واجمع كلمة الأمة على طاعتك."
"اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعلِ بفضلك راية الحق والدين."
"اللهم ارحم شهداءنا، واشفِ جرحانا، واحفظ بلاد المسلمين من كل شر وفتنة."
نصائح لاستقبال يوم عرفة
1. الصيام: يُستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، فهو يكفّر سنتين.
2. كثرة الذكر: كالتهليل والتكبير والاستغفار.
3. قراءة القرآن: واستحضار معاني الرحمة والمغفرة.
4. الدعاء المتواصل: تخصيص فترات للدعاء صباحًا وعصرًا وقبيل المغرب.
5. التصدق: ولو بالقليل، ففيه بركة ومضاعفة للأجر.
في النهاية يوم عرفة فرصة نادرة لا تتكرر إلا مرة في العام، وهو يوم يليق به أن يستعد له المسلم بقلب خاشع ونية صادقة وعمل صالح، ومن لم يكن بين الحجيج واقفًا بعرفة، فليكن قلبه واقفًا بين يدي الله داعيًا تائبًا.
قال الإمام ابن رجب:
"من فاته في هذا العام القيام بعرفة، فلا يفوته القيام بين يدي الله بالدعاء والضراعة، ومن لم يقدر على ذبح الهدي بمنى، فلا يفوته ذبح الهوى في قلبه."