أكد مجمع البحوث الإسلامية عبر موقعه الرسمي أهمية التسامح والعفو بين المسلمين، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» (متفق عليه).

قيم الإسلام في التسامح والعفو

أوضح المجمع أن هذا الحديث الشريف يسلط الضوء على ضرورة تجاوز الخلافات بين المسلمين، وعدم السماح للقطيعة أن تتجاوز ثلاثة أيام.

كما أشار إلى أن المبادرة بإلقاء السلام تعتبر مفتاحًا لإنهاء النزاعات وإعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح، وهو ما يعكس روح الإسلام الذي يدعو دائمًا إلى التسامح ونبذ الأحقاد.

وأشار المجمع إلى أن الإسلام ينظر إلى القطيعة بين المسلمين على أنها خطر يهدد استقرار المجتمع وترابطه. لذا جاءت هذه التوجيهات النبوية لتضع حدًا زمنيًا لهذه القطيعة، مما يدل على أهمية إصلاح ذات البين والمبادرة بإلقاء السلام كوسيلة لاستعادة العلاقات الطيبة.

السلام: مفتاح القلوب والمغفرة

أكد مجمع البحوث الإسلامية أن المبادرة بالسلام ليست مجرد فعل عابر، بل هي عبادة وموقف أخلاقي يعكس قوة الإيمان وحسن الظن بالله. فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الأفضلية لمن يبدأ بالسلام، مما يشجع المسلمين على كسر حاجز الغضب والكبر، والعمل على استعادة العلاقات الطيبة.

وأضاف المجمع أن السلام يحمل في طياته رسالة محبة وأمان، ويزيل العوائق النفسية بين الأفراد. وعندما يبادر المسلم بإلقاء السلام، فإنه يطبق أمر الله في قوله: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86]، ويثبت بذلك صدق إيمانه وحرصه على نشر المودة بين الناس.

التسامح: سبيل بناء مجتمع متماسك

وأشار المجمع إلى أن الإسلام يعتبر التسامح أساس بناء المجتمعات القوية، فالمجتمعات التي تسود فيها قيم العفو والتسامح هي مجتمعات مستقرة وآمنة، تسعى دائمًا إلى التعاون وتحقيق الصالح العام.

ودعا المجمع المسلمين إلى التمسك بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب، مبينًا أن القطيعة والخصام يفتحان بابًا للشيطان ويضعفان الروابط الأسرية والاجتماعية. كما حثّ على التوجه نحو المبادرات الإيجابية التي تقوي العلاقات بين الناس، وتخلق بيئة تعاونية تسودها المودة والرحمة.

دعوة للعمل بتعاليم الإسلام

في ختام البيان، أكد مجمع البحوث الإسلامية أن الالتزام بتعاليم الإسلام في هذا الصدد ليس خيارًا، بل هو واجب ديني يحقق رضا الله ويسهم في تحقيق السلام الاجتماعي. ودعا المسلمين إلى مراجعة أنفسهم باستمرار، وتطبيق قيم التسامح في حياتهم اليومية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجمع مجمع البحوث الإسلامية النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام التسامح السلام مفتاح القلوب مجمع البحوث الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

سبيل السعادة في الدنيا والآخرة .. خطيب المسجد النبوي: أعظم نعم الله

قال الشيخ عبدالمحسن القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن إرسال الرسل من أعظم نعم الله فهم سبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ولا يعرف الطيب من الخبيث إلا من جهتهم ولا ينال رضا الله إلا على أيديهم.

سبيل السعادة

وأوضح “ القاسم ” خلال خطبة الجمعة الأخيرة من المحرم اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن الضرورة إليهم أعظم من حاجة البدن إلى الروح، مشيرًا إلى بقاء أهل الأرض لا يكون إلا بآثار الرسالة الموجودة فيهم، منوهًا بأن الله تعالى أيد رسله بآيات وبراهين تدل على صدق رسالتهم.

واستشهد بما قال تعالى: (أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ)، مشيرًا إلى أن الآيات الدالة على نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثيرة ومتنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء.

ودلل بما قال عز من قائل:(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ)، موضحًا أنه بعد ظهور نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم- كثرت طلبات المشركين .

تنوعت اعتراضاتهم 

وتابع: وتنوعت اعتراضاتهم فاقترحوا عليه آياتٍ يأتيهم بها تكبرًا وعنادًا وقالوا لو أنزل علينا كتاب لأخلصنا العبادة لله قال تعالى:(وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ لَوۡ أَنَّ عِندَنَا ذِكۡرٗا مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ فَكَفَرُواْ بِهِۦۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ).

وأفاد بأن المشركين بعد نزول القرآن ورؤيتهم ما فيه من المعجزات قالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من أهل مكة والطائف قال تعالى:(وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنَ ٱلۡقَرۡيَتَيۡنِ عَظِيمٍ).

ونبه إلى أن المشركين لما عجزوا عن تحدي الله بأن يأتوا بمثل هذا القرآن أو ببعضه طلبوا من النبي- صلى الله عليه وسلم- استبدال القرآن بغيره قال تعالى:(وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ ).

لو أجاب المشركين

وأضاف أن الله تعالى لو أجاب المشركين بما طلبوا لطلبوا المزيد استكبارًا وعنادًا، مبينًا أنهم من عتوهم إذا تأخرت الاستجابة لمطلبهم في آيةٍ من الآيات استهزأوا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأن ينشأ آيةً من عنده.

وأردف: فقال تعالى:(وَإِذَا لَمۡ تَأۡتِهِم بِـَٔايَةٖ قَالُواْ لَوۡلَا ٱجۡتَبَيۡتَهَاۚ قُلۡ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ مِن رَّبِّيۚ)، مبينًا أن الله تعالى بيّن أنه القادر على إنزال الآيات ولا شأن لرسله ولا لأحد من خلقه فيها قال جل من قائل:(وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ).

ولفت إلى أنه لجهل المشركين بحكمة الله لم يحقق الله لهم ما يقترحونه ولأن ما طلبوه من الآيات لا يوجب إيمانًا فقد سألها الأولون وأُعْطُوْهَا ولم يؤمنوا فكان هلاكهم واستئصالهم .

واستند لما قال الله تعالى عنهم:(بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ مَآ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآۖ أَفَهُمۡ يُؤۡمِنُونَ)، مشيرًا إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يضيق صدره بما يقولون قال تعالى: (وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ).

ونوه بأن الله لم يجر العادة بإظهار الآيات إلا للأمة التي حتم بعذابها واستئصالها محذرًا من الاستهانة بجناب الربوبية أو الرسالة فمن لم يعظمهما هلك، لافتًا إلى أن الإسلام مبنيٌ على أصلين تحقيق شهادة أنّ لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فباتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- يكون توحيد الله وهو من خير البرية.

طباعة شارك خطيب المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم خطبة الجمعة من المسجد النبوي سبيل السعادة

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية يعلن أسماء الفائزين في مسابقة الإعجاز العِلمي لعام 2024/2025م
  • البحوث الإسلامية يُطلق قافلة دعويَّة وتوعويَّة إلى أنحاء القاهرة
  • البحوث الإسلامية يطلق حملة موسعة بعنوان: (صيانة عقل.. سلامة أمَّة)
  • قلق بين المسلمين بعد أعمال تخريب في مساجد بتكساس وكاليفورنيا
  • البحوث الإسلامية ردًا على سعاد صالح: الحشيش من المواد المخدرة المذهبة للعقل والمحرمة
  • البحوث الإسلامية: الحشيش من المواد المخدرة المذهبة للعقل والمحرمة بالإجماع
  • سرقة وانتحال صفة | المشدد 7 سنوات لتشكيل عصابي بالسلام
  • كاميرات المراقبة تكشف مشاجرة بالأسلحة النارية بسبب معاكسة سيدة بالسلام
  • سبيل السعادة في الدنيا والآخرة .. خطيب المسجد النبوي: أعظم نعم الله
  • معاكسة سيدة تنتهي بمشاجرة بالأسلحة النارية والبيضاء بالسلام