صورة ممزقة لـ حافظ الأسد في هذا الحي لأول مرة منذ 5 عقود
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
في حي المزة جبل 86 غرب العاصمة دمشق، لا تزال أسماء كثير من المحال التجارية وبقالياته وساحاته العامة تذكّر بحقبة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ووالده حافظ الأسد، حيث يدلك على ذلك: «مطعم الحافظ» أحد أبرز معالم هذا الحي، أما ساحات «العرين» و«الضباط» و«عروس الجبل»، فتذكّرك بأن هذه الأبنية المحيطة بها كانت مساكن لمسؤولين وضباط كبار، كانوا نافذين في أجهزة المخابرات والسلك الأمني، وأرهبوا السوريين على مدار خمسين سنة خلت، قبل فرارهم ليلة السقوط التاريخية.
في هذا الحي، بدت آثار القصف الإسرائيلي بارزة للعيان بعدما تعرض لعدة استهدافات، في حين أن شوارعه وأزقته الضيقة امتلأت بالبزات العسكرية ورتب لقيادات فرّت قبل وصول إدارة العمليات العسكرية وتحرير المنطقة من قبضتهم في 8 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
هنا... التناقضات الصارخة بدت واضحة أثناء جولة «الشرق الأوسط» في منطقة غالبية سكانها كانت لوقت قريب موالية للرئيس السابق. يروي معاذ (42 سنة)، وهو من سكان الحي، كيف خلع غالبية الضباط وعناصر الأمن بزاتهم العسكرية وألقوها في الطرقات ليلة هروب الأسد: «الكثير منهم ألقوا أسلحتهم ورتبهم العسكرية في الشوارع وفروا إلى مناطقهم الأصلية في الساحل السوري».
يتبع حي المزة 86 إدارياً لمدينة دمشق، وهو عبارة عن كتل أسمنتية بُنيت بشكل عشوائي تتوسّط منطقتَي مزة فيلات غربية وأوتوستراد المزة وحي الشيخ سعد التجاري المعروف. وتعود ملكيته إلى أهالي المنطقة الدمشقيين الذين كانوا يعيشون في المزّة، وكانت المنطقة عبارة عن أحراش زراعية وصخور جبلية، أمّا القمم الممتدّة نحو جبل قاسيون، فقد استولت عليها وزارة الدفاع سابقاً، وأوعزت لعناصر الأمن والجيش ببناء منازل من دون شرط تقديم أوراق ملكية.
سليمان (30 عاماً) الذي يمتلك محلاً للحوم البيضاء والفروج، ويتحدر من مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية الساحلية، قدم والده لهذا الحي في سبعينات القرن الماضي ليعمل مساعداً في الجيش.
يقول سليمان إنه يسمع أصوات إطلاق الرصاص كل مساء، أما دوريات الأمن العام فتجول الشوارع «بحثاً عن فلول النظام السابق والمطلوبين الذين يرفضون تسليم أسلحتهم. نخشى من الانتقامات ونريد العيش بأمان فقط».
وأخبر بأن الأسعار قبل 8 ديسمبر كانت فاحشة وخارج قدرة السوريين على الشراء، بعدما جاوز سعر كيلو الفروج 60 ألفاً، وطبق البيض 75 ألفاً، وأضاف سليمان: «بيعت البيضة الواحدة بمبلغ 2500 ليرة، وهي قدرة شرائية تفوق قدرة أي موظف في القطاع العام أو الخاص»، جراء تدني الرواتب وتدهور الوضع المعيشي في عموم البلاد.
على قارعة الطرق، مُزقت صور الرئيس الهارب ووالده حافظ الأسد، في حين ركنت السيارات العسكرية تنتظر تعليمات التسوية التي أعلنتها الإدارة السورية المؤقتة التي افتتحت مركزاً في المزة فيلات غربية. أما حديث الساعة بين غالبية سكان هذا الحي، فهو ضرورة الإسراع في إجراءات التسوية.
تقول مرام (46 سنة) التي كانت تعمل موظفة مدنية في وزارة الدفاع، إنها تنتظر تسوية شؤون العاملين في مؤسسات الجيش: «حتى اليوم لا توجد أي تعليمات بخصوص وضعنا. قوات الجيش وعناصر الأمن فتحوا باب التسوية لهم، أما نحن فلا حديث يخصنا».
يعود تاريخ الحي بصورته الحالية إلى ثمانينات القرن الماضي بعدما سُمح لرفعت الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس الأسبق حافظ الأسد، ببناء «سراي الدفاع» التي أُطلقَ عليها اسم «اللواء 86»، وكان مقره نفس المكان الذي يُطلق عليه اليوم مزة جبل 86.
تنقسم المنطقة إلى مزة مدرسة ومزة خزان، وقد أخذ الحي الأول اسمه نسبةً لأول مدرسة شُيدت وافتُتحت في المنطقة، أما الثاني فاسمه من خزان المياه الذي يروي ويغذي كامل مناطق المزة.
يسكن حسام (55 عاماً) هذا الحي منذ تسعينات القرن الماضي، ولم يغادره حتى عندما احتدمت المعارك بين النظام وقوات المعارضة، والأخيرة سيطرت على بلدات بارزة مثل داريا ودوما وحرستا، وكان هذا المكان منطلقاً لتجييش الشبيحة والميليشيات.
يمتلك هذا الرجل مكتباً عقارياً يعمل فيه حتى اليوم. يقول لنا: «قسم كبير من العقارات، بينها منازل ومحلات، استولى عليه ضباط الأمن وقادة أجهزة المخابرات. غيّروا ثبوتيات ساعة الكهرباء والمياه لسرقة ملكياتها»، منوهاً بوجود قسم كبير من العقارات بدأ أصحابها يطالبون بحقوقهم فيها بعد عودتهم.
لكن رياح الحرب لم تمر من حي المزة دون أن تترك عليه آثاراً عميقة قد تستغرق إزالتها سنوات، يضيف حسام: «هناك عقارات بيعت أكثر من مرة، وهذه إشكالية قانونية؛ لأن العقار يباع بوكالة مزورة وعقد لا صحة له. وهذا ينطبق على الكثير من الممتلكات».
ويقول مصدران من بلدية المزة وديوان المختار، إن عدد سكان الحي يقدر اليوم بنحو 200 ألف نسمة، بعد أن تجاوز 300 ألف قبل سقوط الأسد، غالبيتهم يتحدرون من مناطق الساحل السوري، يليهم سكان محافظات الداخل مثل حمص وحماة. وكان هناك قسم من الأكراد قدموا من منطقة الجزيرة شمال شرقي سوريا وسكنوه، لكن غالبيتهم عادوا إلى مناطقهم بسبب القبضة الأمنية، وبعد تفجير خلية الأزمة منتصف 2012.
على طول الشارع الرئيس الواصل بين ساحة «الهدى» وصيدلية «السهلة»، تطالع المارة صور الرئيس حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في هذه المنطقة منذ خمسة عقود، وعلى الشرفات والجدران لا تزال آثار صور بشار الأسد شاهدة على حقبته التي استمرت 24 عاماً.
سمير الذي يعمل سائقاً لـ«ميكروباص» (مزة جبل 86 خزان)، يقول: «سكان هذه المنطقة من عناصر الأمن والجيش تسببوا بجرائم ضد غالبية السوريين، ونحن نخشى من الانتقامات وتجدد النعرات الطائفية».
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: حافظ الأسد هذا الحی
إقرأ أيضاً:
لتسجيله في "اليونسكو".. أسرة عبد الحليم حافظ تعلن فتح زيارة منزله بهذا الموعد
كشفت أسرة العندليب عبد الحليم حافظ، عن تدشين موقع جديد لمشاهدة منزله ومقتنياته، حيث تسعى أسرته إلى توثيق المنزل في منظمة اليونسكو كأحد أبرز بيوت نجوم الفن، وذلك خلال منشور عبر الصفحة الرسمية لمنزل العندليب على موقع التواصل الإجتماعي الأشهر “فيس بوك”.
وزارة الصحة تعلن توفير ألبان الأطفال العلاجية مجانًا لهذه الفئات.. اعرف أماكن الصرف بحضور صبا مبارك.. العرض الأول لفيلم "غرق" كامل العدد بمهرجان البحر الأحمر السينمائي تفاصيل المسابقات الرسمية للدورة السابعة لمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير أصالة حمو بيكا.. مطرب المهرجانات يرزق بطفلة ويفاجيء الجميع باسمها (صورة) هاجر حليم تنضم إلى شبكة MBC مصر.. وتشارك في تقديم "صباحك مصري" "تأثير القوى الناعمة على العلاقات الدبلوماسية المصرية".. ندوة ثقافية بمكتبة القاهرة الكبرى (الأربعاء) الدكتور خالد عبد الغفار يتابع تطورات الاتفاقيات الدولية لإنشاء مصنع اللقاحات متعدد المراحل كيف اختلفت حياة أمينة خليل بعد الزواج؟.. سر نجاحها المهني بين الحظ والإدارة من يسرا إلى سرّ الطاقة… أمينة خليل تكشف أسباب بقائها حية فنيًا بتصريحات جريئة التصريح بدفن الفنان سعيد مختار بعد انتهاء إجراءات النيابة.. موعد ومكان تشييع جثمانه والعزاء فتح زيارة منزل عبد الحليم حافظ مجددًا بدءًا من 30 مارس المقبل في ذكرى وفاتهوكتبت أسرة عبد الحليم حافظ: "بعد غيبة طويلة رجعنالكم بأخبار حلوة، عارفين إننا وحشناكم، وإن فترة قفل "صفحة بيت العندليب" كانت صعبة على كل مُحبيه.. بنعتذرلكم عن الانتظار، وعن أي وقت كنتم عايزين تزوروا فيه البيت ومكانش متاح فيه الحجز، بس كان لازم نغيب شوية عشان نرجع لكم بحاجة تليق بقيمة عبد الحليم حافظ وتليق بيكم".
وأضافت": “كان صوت عبد الحليم حافظ أكثر من مجرد غناء، كان نبض بيت مصري، وذاكرة جيل كامل ومستقبل جيل قادم، صوته اتربّى معانا، وكلماته لسه بتزور قلوبنا كل يوم، ولأن تراثه أمانة، أسرة حليم اشتغلوا بحب وشغف عشان يحافظوا على بيته ويخلوه متاح لكل الناس”.
واستكملت: “النهاردة وبكل فخر بنقدّم لكم الصفحة الرسمية لمنزل حليم، الفترة اللي فاتت كانت الزيارات بتتحجز عن طريق التليفون أو رسايل الصفحة، وده كان متعب لكتير من الزوار وللأسرة أيضا، علشان كده قررنا نسهّلها عليكم”.
وأردفت: “دلوقتي تقدر تحجز زيارتك بضغطة واحدة من خلال الموقع، لكن الموقع مش بس للحجز، دي هديّة منّا ليكم عشان نعيش سوا إرث العندليب، بمجرد ما تدخل الموقع، فكأنك دخلت بيته الحقيقي؛ كل ركن فيه شايل ذكرى، وكل تفصيلة بتحكي حكاية، هتلاقي فيه رحلة كاملة لحياة عبدالحليم من طفولته، لصعوباته، لشغفه اللي ما انتهاش، ولكل محطة فنية صنعت مجده، وضفنالكم كمان معرض صور للعندليب وبيته، هيخليك تحس بروح المكان حتى قبل ما تزوره فعليًا”.
وواصلت: "مهمة خاصة جدًا مشروع اليونسكو، عشان نقدر نسجل بيت عبد الحليم حافظ في منظمة اليونسكو كأحد بيوت رموز الفن، محتاجين دعمكم بجد!، بعد زيارتكم، تقييمكم وتعليقكم على "Google Maps" (خرائط جوجل) هو السند الحقيقي لينا. كل "ريفيو" إيجابي بيقربنا خطوة إننا نخلّد اسم العندليب عالميًا.. ونحب نفكّركم إن البيت هيفتح أبوابه للزيارة يوم 30 مارس، في ذكرى وفاة العندليب، الحجز حصري من خلال الموقع فقط، الزيارة مجانية بالكامل، وهدفنا إن كل محبّ للفن يعيش التجربة دي بنفسه، قبل الحجز".
واختتمت أسرة العندليب المنشور بقولهم: “من فضلكم اقرأوا شروط وأحكام الزيارة علشان نحافظ مع بعض على المكان متاح وآمن للجميع، وفي ختام الكلام، بنهديكم رابط موقع بيت عبد الحليم حافظ.. الموقع اللي بيحفظ تراث أيقونة الزمن الجميل.. من دلوقتي الموقع مفتوح لاستقبال الزوّار، أما الزيارات الفعلية فهنبدأ نستقبلكم من يوم 30 مارس”.