أحمد عاطف 

أخبار ذات صلة الشعر.. بين جاذبية «المنصات» وأصالة الكتاب المطبوع «الشعر يجمعنا».. لوحة غنائية تحتفي بالوطن والشعر

«أتحدث باسمك ككمان»، عنوان كتابه الشعري الجديد للشاعر أحمد الشهاوي، الصادر حديثاً، يجسد فيه رحلة شعرية، يمزج فيها بين الحب كحالة روحية والعالم المحيط به، مؤنثاً اللغة والمجاز ليخرج بتجربة شعرية فريدة.

يضم الديوان نصوصاً عذبة تتوحد فيها الكلمة مع الإحساس المتدفق شاعرية، واستخدم آلة الكمان كجزء أساس في عنوان ديوانه، إدراكاً منه لأهمية هذه الآلة الوترية التي تعكس في تناغمها عمق المشاعر الإنسانية.
تتذيل كل قصيدة بمكان كتابتها بين القاهرة، المنصورة والهند، فالشهاوي يؤمن بأن المكان والزمان عنصران أساسيان في كتابة القصيدة ودونهما تصبح عارية لا تعبر عن هوية الكاتب أو روحه، يقول لـ «الاتحاد»: «المكان واضح في تشكيل النص الذي أكتب، وهذا يتأتى من دون قصد أو تعمد، فالعفوية والتلقائية هاجسي وأسلوبي، والمكان لدي ليس مجرد سكن أو جغرافيا على الخريطة، بل مرتبط بالروح التي تحملني وأحملها».
ويضيف أن كل مكان يحمل صورته في النص، ليس مجرد خلفية في المشهد، بل أساس في المتن والآخر الذي يقرأه مترجماً يشعر بالمكان ومن ثم يدرك الخصوصية، وأنه من الذين يألفون الأمكنة بسهولة ويتمثلها روحياً، ويستطيع أن يكتب في أي مكان يتاح له أو يحل فيه، «المكان عندي تشكيل رؤيوي ليس وصفياً أو شكلياً، بل داخل في نسيج الكتابة، لأنه خرج من معناه الجغرافي إلى معناه الروحي، وقد ورث الشاعر العربي من أسلافه الشعراء القدامى أهمية المكان وقداسته». 
ويرى الشهاوي أن الأمكنة أساساً تقيم داخلنا من فرط القراءة عنها، ومطالعة شوارعها وبيوتها، وقد انتقلت إلى أمكنة كثيرة، بدءاً من قريتي في شمال الدلتا، ومروراً بمدينة سوهاج التي سكنتها أربع سنوات دارساً الصحافة، وبين هذين المكانين طفت مئات البلدان والمدن، وكتبت في مقاهيها وفنادقها ومطاراتها والطائرات المؤدية إليها. 
ويعد الشهاوي أن الديوان ليس تجميعاً لشتات قصائد بين غلافين، بل هو كتاب شعري تتعدد أشكاله وطرائق الكتابة فيه، ورموزه وأبنيته، لكنه يظل عملاً واحداً متماسكاً، و«منذ العام 1988 تاريخ صدور مجموعتي الشعرية الأولى لا أصدر مجموعات بل أصدر كتباً شعرية انطلاقاً من أننا أهل الكتب ولسنا أهل الجمع، حتى الأسلاف عندما كانوا يجمعون كان يتم ذلك في إطار موضوع أو سياق واحد».
ويوضح الشهاوي أسلوبه: «لم أقرر يوماً شكلاً أو أسلوباً مسبقاً قبل بدء عملية الكتابة، لأني شخص لا يحب التعمد أو الافتعال أو التكلف في أي فعل أقوم به، لأن كل مصنوع مكشوفة لعبته»
ويستطرد: «لا أقرر فكرة مسبقة أو موضوعاً بعينه، لكن الروح من عاداتها أن تخزن الكثير مما يمر به الشاعر في حياته، ومن ثم عندما يحين حين الكتابة يتدفق المخزون، لكن على الشاعر أن يوفر المناخ الصحي لعملية الكتابة مثل العزلة والصمت والتأمل والمحفزات والمثيرات التي تؤدي إلى استجابات النفس الملهمة، حتى لا يقع في تكرار نفسه، ومنح الذهن فرصة الكتابة بعيداً عن الروح التي أراها الفعل الحقيقي للمعرفة القلبية والشعر أول هذه المعارف».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أحمد الشهاوي الشعر الكتابة الكتابة الإبداعية الكتابة الأدبية

إقرأ أيضاً:

أبوظبي للغة العربية يصدر كتاب حلب: تراث وحضارة

أصدر مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ضمن مشروع "كلمة" للترجمة، كتاب "حلب: تراث وحضارة" للمفكر والباحث الفرنسي جان كلود دافيد، الذي نقلته إلى العربية الدكتورة هلا أحمد أصلان، وراجع ترجمته  كاظم جهاد.

 

يتناول الكتاب مدينة حلب بوصفها واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، إذ يقدم المؤلف قراءة معمقة في نشأتها وتطورها ضمن نسيجها الجغرافي والحضاري.

 

ويطرح دافيد تساؤلات حول ما إذا كانت المدينة لا تزال تحتفظ بشواهد حية من تاريخها البيزنطي والروماني والهلنستي والآرامي والحيثي والأكادي، أو أن ما تبقى مجرد جدران وقطع أثرية صامتة، لا تنطق إلا بما تبقى من تاريخها. 

 

أخبار ذات صلة «الكونغرس» يقرر إزالة سوريا من لائحة «الدول المارقة» رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري تبادلا خلاله التهاني بعيد الأضحى

يتناول الكتاب جدلية الذاكرة والهوية في السياق الحلبي، ويقترح قراءة متعددة الأبعاد للمدينة ويبرز خصوصية المجتمع الحلبي ليظهر كيف تتجلى هذه المدينة بتراثها الغني ومهاراتها الحرفية التي تكونت بعيداً عن أنماط العولمة السائدة.

 

ويظهر المؤلف وعياً نقدياً بخلفيته الاستشراقية، ويسعى من خلال قراءة موضوعية، إلى تجاوز هذه النظرة النمطية وإنصاف مدينة حلب وتراثها، بعيداً عن الأحكام الجاهزة.

 

يعد المؤلف جان كلود دافيد من أبرز المتخصصين في الجغرافيا العمرانية والتراث الثقافي للمدن التاريخية، وبدأ شغفه بمدينة حلب من أطروحة الدكتوراة التي تناول فيها "المناظر الطبيعية الحضرية في حلب"، ليعمل لاحقاً متدرباً وخبيراً في بلديتها، ويشارك في إعداد مخططها العمراني وحماية مدينتها القديمة.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أبوظبي للغة العربية يصدر كتاب حلب: تراث وحضارة
  • الحجاج الجزائريون يطلقون مبادرة “أترك المكان أحسن مما كان”
  • أغلب المشاكل التي تعانى منها بسبب هذا المرض.. تعب وسرحان وتساقط الشعر
  • عصام كاظم جري… اللغة الناعمة بعطرها الممسوس بتقانات الاثراء وتجويف الاساطير التراثية الميسانية عمقا ودلالة ومعنى
  • والي ولاية القضارف يشيد بالمنظمات التي ساهمت في توفير الأضحية لفئات مجتمع الولاية
  • "من ريستارت إلى الانبساط.. أيمن بهجت قمر الشاعر والمؤلف الذي لا يعرف المستحيل
  • نهى نبيل تستعرض مهارات ابنتها دانة في تصفيف الشعر.. فيديو
  • كتاب فرنسي جديد يكشف: غزة تحت الاحتلال.. مأساة إنسانية وتواطؤ دولي
  • كتاب: سلاڤا أوكراييني
  • أحمد حسن راؤول يكشف لـ "الفجر الفني" عن تعاون جديد يجمعه بنوال الزغبي في أغنيتين من ألبومها المقبل