أجلت السلطات الإسبانية مزيدًا من السكان من منازلهم في جزيرة تينيريفي، صباح اليوم السبت، إذ ظلت حرائق الغابات المستعرة إلى الشمال من الجزيرة خارج السيطرة، لكن النيران، حتى الآن، لم تطل مناطق سياحية رئيسة.

وتصاعدت ألسنة اللهب إلى السماء منذ مساء الجمعة إلى السبت.

واندلع الحريق، يوم الأربعاء، في متنزه وطني جبلي بجوار بركان تيده، أعلى جبل في إسبانيا، وسط أجواء حارة وجافة.

وقال فرناندو كلافيخو حاكم المنطقة، في وقت متأخر الجمعة، إن نحو 12 ألف فدان تضررت في منطقة محيطها 50 كيلومترًا، وإن 7 آلاف شخص أُجلوا أو حُوصروا في منازلهم.

ووصف كلافيخو الحريق قبل أيام بأنه الأكثر تعقيدًا الذي تواجهه جزر الكناري منذ 40 عامًا بسبب الأجواء الحارة والجافة والعاصفة، بالإضافة إلى وعورة التضاريس.

وصدرت أوامر بإجلاء المزيد من الأشخاص، صباح السبت، بسبب تفاقم الأحوال الجوية خلال الليل.

وقال مانويل ميراندا عضو مجلس السياسة الإقليمية والتماسك الإقليمي وإدارة الموارد المائية للصحفيين، السبت، "تغير الطقس، وتعيّن علينا إخلاء بلدات في شمال تينيريفي، وتحديدًا 5 مناطق".

وأضاف ميراندا أن درجات الحرارة ارتفعت خلال الليل، بينما قلت الرطوبة، واشتدت الرياح.

وأوضح أنه كان من الضروري إجلاء مزيد من الأشخاص بسبب "خطر الحريق ومدى قربه"، مضيفًا أن السلطات حتى الآن "تفادت أي خسائر بشرية... وذلك هو هدفنا الرئيس".

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

حرية الصحافة بين التدجين والفوضى

مايو 31, 2025آخر تحديث: مايو 31, 2025

أسماء محمد مصطفى

إذا سأل سائل: هل توجد حرية صحافة في العراق؟ يمكن القول إنّ ما تشهده الصحافة العراقية ــ في الجانب المعوَّل عليه منها ــ هو ومضات ومحاولات للحرية يقوم بها صحافيون مغامرون قلّة، في ظل واقع باهت ومتقلب للصحافة التي تحوّلت إلى صدى بدلاً من أن تكون صوتاً هادراً، بسبب أمزجة القوى المتناحرة على السلطات. فإذا كان الصحافي التابع يكتب ما تمليه عليه تلك السلطات والأحزاب ويُلمّع صورتها، متحوّلاً إلى وسيلة دعائية لها، فإن الصحافي غير التابع يتنفس تحت الماء، ويتحرّك في مساحة ضيّقة من الحرية المتذبذبة بين الخوف والرقابة والتهديد المباشر أو غير المباشر، حريصاً على اختيار القضايا التي، وإن كانت تنطوي على جرأة، إلا أنها تُبقيه في وضع آمن؛ أي إنه لا يقترب مما هو فوق الخطوط الحمر التي قد يتعرّض بسببها إلى تهديدات تؤدي إلى طرده من العمل أو تهدّد حياته. وهذا بسبب غياب الحماية القانونية له، مما دجّن الصحافة، وحرَمها من الاستقلال، وحوّلها إلى وظيفة روتينية مرهونة بالسلطات الأعلى منها، بدلاً من أن تكون مهنة البحث عن الحقائق لا عن المشاكل فحسب.

وإذا كانت هناك منصات وصحافيون ينتقدون أداء المسؤولين والمؤسسات، إلا أن المشهد ما زال غير مكتمل لنتفاءل ونقول إن صحافتنا حرّة، لا سيما أن أولئك الصحافيين غالباً ما يكونون خارج نطاق وصول السلطات والجهات المسلحة إليهم، وليسوا داخل العراق بالضرورة.

وحين نتحدث عن حرية الصحافة، فإننا نؤكد أنها لا تعني الصحافة الفوضوية التي تعتاش على التضليل، وكيل الشتائم للمسؤولين، والتشهير بحياتهم الشخصية، ونشر الإشاعات حولهم، وإثارة الفضائح لمجرد الإساءة، بل تعني الحرية المسؤولة التي تُشخّص مواضع الخلل في أداء المسؤولين والمؤسسات، وتبحث في قضايا الفساد الإداري والمالي، وتعمل على إيصال قضايا الناس الحرجة والملحّة إلى أصحاب الشأن، وتقوم على التحقّق من المعلومات بدقة، وأمانة نقلها، واحترام كرامة الأفراد، وفصل الرأي عن الخبر، والتوازن والحياد في التغطية، والعمل وفق أخلاقيات المهنة، لا وفق أجندات خفية.

إن السلطة الرابعة ليس لها وجود فعلي في العراق وسط اختلال العلاقة بين السلطات الثلاث التي تأتي بها المحاصصة، وهي: السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة العاجزة عن مواجهة الفساد بسبب التوازنات الحزبية والضغوط الخارجية، والسلطة التشريعية (البرلمان) التي تعمل من أجل مصالح كتلها السياسية التي جاءت بها، لا من أجل الشعب، والسلطة القضائية التي يتحدث البعض عن شكوك حول استقلاليتها في إصدار القرارات، لا سيما المتعلقة بالأحزاب السياسية أو أصحاب النفوذ.

إذن، الصحافة الحرة المسؤولة تحتاج إلى مناخ تنمو فيه، وسط حماية قانونية، وميثاق مهني يتضمن ضوابط العمل الصحافي الحرّ الحقيقي، ويحفظ حقوق جميع الأطراف، فتزدهر الحرية في ظله، وتتمكن من بناء وعي جماهيري بعيداً عن الفوضى والتضليل.

مقالات مشابهة

  • حرائق الغابات تواصل الخروج عن السيطرة في كندا
  • حرية الصحافة بين التدجين والفوضى
  • بسبب التغير المناخي .. نصف سكان العالم فى أزمة| ما القصة؟
  • مناورة جزائرية-تونسية لمكافحة حرائق الغابات
  • دراسة: نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب تغير المناخ
  • حرائق الغابات في كندا تمتد لـ 174 موقعا.. والخطر يهدد الولايات المتحدة
  • أكبر عملية إجلاء.. حرائق الغابات تفرض الطوارئ في هذه المنطقة| ما القصة؟
  • إقليم كندي يعلن حالة الطوارئ بسبب حرائق الغابات
  • أكبر عملية إجلاء.. حرائق كندا تجبر 17 ألف شخص على النزوح
  • إجلاء 17 ألف شخص من جرّاء حرائق الغابات في كندا