صحيفة البلاد:
2025-05-10@07:46:37 GMT

لعبة الكراسي الموسيقية 3/3

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

لعبة الكراسي الموسيقية 3/3

نجح المنظّمون بسبب حنكة كبيرهم وخبرته الطويلة في مثل هذه الظروف باستعادة نصف المقاعد التي احتلّها الآن مجموعة من الأشخاص الجدد الذين سيتخلّون عن مقاعدهم للضيوف من خارج المدينة عند وصول راعي الحفل. بقي الآن جولة أخرى لتحرير بقية المقاعد التي مازالت تحت سيطرة أولئك الذين يصرّون على أهمية شخصياتهم ونخبويتها.

كان هناك طبعاً مجموعة من الضحايا لهذه الجولة الذين يُفترض بحسب البروتوكول أن يتواجدوا في الصف الأول؛ لكن لا مكان هنا لأي بروتوكولات.

وجد مدير مصلحة المياه والصرف نفسه مرميّاً في الصف الثاني، بينما موظف الصادر والوارد في نفس المصلحة يحتل بكل زهو وخيلاء مقعداً أمامياً يضبط عقاله ذات اليمين وذات الشمال ويقلّب سبحته الصفراء التي اشتراها من سوق الحميدية قبل ثورات الشام دون أن يتنازل عن مقعده لمديره. المعايير هنا مختلفة.

في هذه اللحظة وصل بعض الضيوف من خارج المدينة مبكراً لمقر الحفل وتم اقتيادهم للمقاعد التي حرّروها والتي كان يحتلّها أشخاص تم إرسالهم لها في الجولة الأولى من اللعبة.
-“ماذا علينا أن نفعل الآن؟” قال لهم كبيرهم مرة أخرى. “الآن أمامنا نصف ساعة فقط، قبل أن يصل الضيف الحفل. كيف سنوّفر المزيد من المقاعد للضيوف؟”

– “سوف نستخدم استراتيجية مختلفة هذه المرة. سوف نغيّر من البرنامج الآن، ونطلب من الضيف التوجّه إلى الخيمة الشعبية والمعرض قبل أن يأتي إلى مقر الاحتفال هنا. سوف يترك هؤلاء مقاعدهم عندما يدركون أن الضيف الكبير ذهب إلى الخيمة وعندما يشاهدوننا نحن المسؤولون – طبعاً ما عدا الضيوف الذين سيبقون هنا في مقر الاحتفال- قد تحرّكنا إلى هناك. عليكم تحديد مجموعة من الشباب هنا لاحتلال المقاعد التي سيتركونها وبهذه الطريقة نكون قد حرّرنا المقاعد المتبقّية للضيوف.”

يبدو أن هذه الاستراتيجية فعّالة جداّ إذ بمجرد سماع دوي صفارات سيارات الشرطة التي تصاحب عادة الموكب الكبير، تحرّك الجميع نحو الخلف للاستقبال وصيحات خبير البروتوكولات تعلن للجميع أن الضيف الكبير سيتوجّه إلى الخيمة الشعبية. لا يبدو من خلال صوت هذا الخبير المصاحب لموكب السيارات السوداء الفارهة أن هناك لعبة أخرى. كان منظر أصحابنا وهم يغادرون مقاعدهم مثيراً للشفقة إذ كانوا يرمقونها شذراً وهم مدركون أنهم سيتركونها إلى الأبد. نجحت هذه الخدعة مرة أخرى ويبدو أن ضربتين في الرأس كانتا كافيتين في حلّ هذه المعضلة الكبيرة. رجع أصحابنا بعد جولة سريعة مع الضيف إلى مقاعدهم التي ذهبت إلى مجموعة من الشباب بحسب الخطة المرسومة من نفس الداهية فكان أن ضاعوا بين الجمهور الذي كان فسيفساء متنوعة تضم الكبار والأطفال والعمالة الأجنبية التي حضرت لمشاهدة الحفل الكبير. لا مجال هنا لإبداء أي نوع من الاعتراض إذ بدأت كاميرات التصوير الثابتة والمتحركة والفلاشات الخاطفة تتحرّك في كل اتجاه. لن يكون أحد هنا بمنأى عن التيك توك أو اليوتيوب أو تويتر أو الانستغرام أو السناب شات وليست السي إن إن أو البي بي سي منهم ببعيد. ما أجمل أن تكون إنساناً نكرة في مثل هذا العصر المجنون.

تم تحرير المقاعد تماماً. لم يتبقّ الآن إلا مشكلة الطقس وبعض التفاصيل التي قد ينتبه لها الشيطان، وما أكثرها. أخذ الجميع مكانه وبدا المكان هادئاً إلا من صوت خفقان علم السارية الضخم الذي انتبه له الناس فجأة.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: مجموعة من

إقرأ أيضاً:

لقطات منسوبة لإسقاط مقاتلات رافال هندية خلال التوتر مع باكستان.. ما صحتها؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتشرت لقطات مصورة عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي، بزعم أنها لإسقاط مقاتلات هندية من طراز رافال الفرنسية الصنع، على هامش التوترات الحالية بين الهند وباكستان.

كانت إسلام أباد أعلنت أنها أسقطت خمس طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي وطائرة مُسيّرة على الأقل، خلال غارات جوية قالت نيودلهي إنها استهدفت "بنية تحتية إرهابية" في باكستان والشطر الخاضع لإدارتها من كشمير، مساء الثلاثاء. لم الهند خسائرها من المقاتلات الحربية. ودفع التصعيد الكبير الجارتين المتنافستين إلى شفا حرب شاملة. 

في هذه الأثناء، كان هناك مقطع فيديو من بين المواد المُضللة المتداولة. وصاحبه وصف يقول: "الرد المناسب من القوات الجوية الباكستانية على الهند. أسقطت القوات الجوية الباكستانية فخر الهند، طائرة رافال".

لقطة شاشة لمنشور يحتوي فيديو لعبة Arma 3 المتداول مع سياق مٌضلل

بينما يكشف التدقيق في الفيديو أنه لا يرتبط بالنزاع الحالي، وأنه مأخوذ من لعبة ARMA 3، وهي لعبة فيديو شهيرة لمحاكاة الحروب العسكرية، وتعتمد على الواقع الافتراضي. وطوّرت اللعبة شركة Bohemia Interactive.

وتفيض موقع يوتيوب، بمقاطع محاكاة من اللعبة مُشابهة للفيديو المتداول، كما نرى المقطع أدناه.

وكانت هناك صورة أخرى متداولة بصورة مُضللة باعتبارها ترتبط بمقاتلة من طراز رافال، مع تعليق يقول: "صور الطائرة الهندية رافــال "فرنسية الصُنع" التي اسقطها الجيش الباكستاني".

لقطة شاشة لمنشور يحتوي الصورة المتداولة بسياق مٌضلل

بينما تعود الصورة المتداولة إلى حادثة سقوط طائرة للقوات الجوية الهندية من طراز ميغ – 21، في حقول مقاطعة موغا في إقليم البنجاب، بحسب تقرير منشور في صحيفة "تايمز أوف إنديا"، وردت بداخله الصورة بتاريخ 21 مايو/أيار 2021. 

لقطة شاشة لقصة صحيفة تايمز أوف إنديا عن حادثة الطائرة ميغ 21 في مايو/أيار 2021

آنذاك، كانت الطائرة في طريقها عودتها من تدريب روتيني وقت وقوع الحادث، الذي أسفر عن مقتل قائدها.

مقالات مشابهة

  • لعبة الساحات المفتوحة.. استدعاء 45 لاعبة لتدريبات المنتخب العراقي
  • الدوري الفرنسي.. صراع محتدم على المقاعد الأوروبية وتفادي الهبوط
  • منظمة طفل الحرب تطلق لعبة تعليمية مطورة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم
  • فتح باب الترشح لبعثة الحج الإعلامية لموسم 2025
  • عاجل - وزير العمل ومحافظ القاهرة يتفقدان أماكن انتظار لائقة لعمال التراحيل في باب الشعرية
  • إقفال باب الترشيحات عن المقاعد البلدية والإختيارية في البقاع الغربي.. وهذا عدد المرشحين
  • مسار الحرب في اليمن: لعبة المصالح واللحظة المتغيرة
  • يحضور منى الشاذلي.. سميح ساويرس يعزف البيانو على مسرح الأوبرا الكبير
  • لقطات منسوبة لإسقاط مقاتلات رافال هندية خلال التوتر مع باكستان.. ما صحتها؟
  • شوبير: من الصعب مشاهدة لعبة أمس في الدوري المصري