زنقة 20 | الرباط

يعتبر إدريس الفينة، جامعي رئيس‭ ‬المركز‭ ‬المستقل‭ ‬للدراسات‭ ‬الإستراتيجة، أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، من أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في المغرب ، بسبب أسلوبه المباشر وصراحته اللامتناهية ما أكسباه تأييدًا شعبيًا كبيرًا في فترات معينة، لكنه في الوقت نفسه جعل منه هدفًا للانتقاد اللاذع.

بنكيران بحسب الفينة، لا يُعرَف كرجل دين بالمعنى التقليدي، يعتمد على خلفية دينية في خطابه السياسي، مما يجعله يجمع بين التوجه الإصلاحي الديني والنشاط السياسي الحاد.

خطاب بنكيران الشعبي والبسيط الذي يخاطب الفئات العريضة من المجتمع، أتاح له بحسب الخبير المغربي، قاعدة جماهيرية واسعة، غير أن هذا الخطاب نفسه تحول أحيانًا إلى سيف ذي حدين، عندما استخدم لغة هجومية تجاه خصومه السياسيين وحتى زملائه السابقين.

و سجل الفينة ، أن هجمات بنكيران الأخيرة التي طالت رئيس الحكومة الحالي ووزراء بارزين، بمن فيهم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية. وزير الأوقاف رد على بنكيران برسالة مفتوحة تحمل عنوان “شكوى إلى الله”، تعبيرًا عن استيائه من تصريحات رأى أنها تفتقر إلى الحكمة واليقين.

بنكيران بحسب الخبير المغربي ، ليس رجل دين تقليديًا، لكنه يوظف الدين كجزء من هويته السياسية. هذا الأسلوب يتطلب فهمًا أعمق لجذور شخصيته، حيث يظهر كرجل يخلط بين الدعوة الدينية والممارسة السياسية. هذا التناقض يعكس صراعًا داخليًا بين شخصية ترى في نفسها حاميًا للقيم الدينية والمجتمعية، وشخصية سياسية براغماتية تسعى إلى فرض رأيها بأي وسيلة كانت.

على مستوى التحليل النفسي، يقول الفينة أنه يمكن اعتبار بنكيران شخصية نرجسية إلى حد ما، يرى في نفسه القائد المُلهم القادر على توجيه الناس نحو ما يراه الحق ، و  خطابه يعتمد بشكل كبير على إثارة المشاعر واستحضار الدين كأداة لتحفيز الجماهير.

في الوقت ذاته، يضيف الفينة، فإن بنكيران يعاني من شعور بالمظلومية، حيث يقدم نفسه كضحية لمؤامرات سياسية أو ظروف قاسية، وهو عنصر نفسي شائع لدى السياسيين الذين يعتمدون على الخطاب الشعبوي.

عند النظر في مرجعية بنكيران الفكرية، يمكن ملاحظة تأثر غير مباشر بفكر ابن تيمية. ابن تيمية كان يدعو إلى العودة إلى أصول الدين ومواجهة الانحرافات، وهو ما يتقاطع مع خطاب بنكيران الذي ينتقد بشدة ما يراه انحرافًا عن القيم الإسلامية أو الوطنية. ومع ذلك، فإن بنكيران لا يقدم خطابًا فكريًا عميقًا، بل يعتمد أكثر على العاطفة والرمزية الدينية في استمالة الجماهير، مما يجعله أقرب إلى الزعامة الشعبية منه إلى القيادة الفكرية بحسب الخبير المغربي.

و يخلص الفينة ، الى أن بنكيران ليس رجل دين قادمًا من السياسة، بل سياسي يوظف الدين كجزء من أدواته السياسية. شخصيته هي مزيج من الجرأة والشعبوية والتناقض الداخلي، مما يجعله شخصية معقدة يصعب تصنيفها بشكل تقليدي.وبينما يراه البعض قائدًا شجاعًا وصوتًا معارضًا، يراه آخرون شخصية صدامية مثيرة للجدل، لا تتردد في استخدام أساليب هجومية قد تتجاوز حدود اللباقة السياسية.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

رويترز: وزير الدفاع السعودي نصح الإيرانيين باغتنام فرصة المفاوضات مع ترمب أو مواجهة حرب إسرائيلية

يمن مونيتور/وكالات

وجه وزير الدفاع السعودي رسالة صريحة إلى المسؤولين الإيرانيين في طهران الشهر الماضي مفادها: خذوا عرض الرئيس دونالد ترامب للتفاوض بشأن اتفاق نووي على محمل الجد، لأنه يمثل وسيلة لتجنب خطر الحرب مع إسرائيل.

وقال مصدران خليجيين مقربان من دوائر الحكم ومسؤولان إيرانيان، إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، البالغ من العمر 89 عامًا، أوفد نجله الأمير خالد بن سلمان محمّلاً بالتحذير الموجّه إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، بعد أن أعربت المملكة عن قلقها من احتمال حدوث مزيد من الاضطرابات في المنطقة.

وحضر الاجتماع المغلق في طهران، الذي عُقد في 17 أبريل داخل المجمع الرئاسي، كل من الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان، ورئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري، ووزير الخارجية عباس عراقجي، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة.

ورغم أن وسائل الإعلام غطّت زيارة الأمير السعودي البالغ من العمر 37 عامًا، فإن مضمون الرسالة السرية من الملك سلمان لم يُكشف عنه سابقًا.

وقالت أربعة مصادر، ان الأمير خالد، الذي شغل منصب سفير السعودية في واشنطن خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، حذر المسؤولين الإيرانيين من أن الزعيم الأميركي لا يملك صبرًا طويلاً على المفاوضات المطولة.

وكان ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ قبل أكثر من أسبوع بقليل أن محادثات مباشرة تُجرى مع طهران تهدف إلى كبح برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات.

وجاء إعلانه ذلك بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان قد سافر إلى واشنطن على أمل الحصول على دعم لشن هجمات على مواقع نووية إيرانية.

وقال الأمير خالد لمجموعة المسؤولين الإيرانيين الكبار في طهران، إن فريق ترامب يسعى لإبرام اتفاق سريع، وإن نافذة الدبلوماسية ستُغلق قريبًا، بحسب المصادر الأربعة.

وأضاف الوزير السعودي أن من الأفضل التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بدلًا من مواجهة احتمال هجوم إسرائيلي إذا فشلت المفاوضات، بحسب مصدرين خليجيين.

وأوضح، بحسب المصدرين الخليجيين ودبلوماسي أجنبي كبير مطلع على المحادثات، أن المنطقة – التي تعاني أصلًا من الصراعات الأخيرة في غزة ولبنان – لا يمكنها تحمل مزيد من التصعيد في التوترات.

ولم ترد السلطات الإيرانية على طلب للتعليق قبل نشر التقرير، لكن بعد نشره نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي “نفياً قاطعًا” تقرير وكالة رويترز، بحسب ما نقلته وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، ولم ترد السلطات السعودية كذلك على طلب للتعليق.

وتُعد زيارة الأمير خالد – الشقيق الأصغر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان – أول زيارة يقوم بها عضو بارز من العائلة المالكة السعودية إلى إيران منذ أكثر من عقدين.

وكانت الرياض وطهران خصمين لدودين على مدى سنوات طويلة، غالبًا ما دعمتا أطرافًا متعارضة في حروب بالوكالة، حتى أدى التقارب الذي توسطت فيه الصين عام 2023 إلى تخفيف التوترات واستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وتراجعت مكانة إيران الإقليمية خلال العامين الماضيين، نتيجة الضربات العسكرية القاسية التي وجهتها إسرائيل لحلفائها، حماس في غزة وحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى الإطاحة بحليفها الوثيق، الديكتاتور السوري بشار الأسد.

كما ألحقت العقوبات الغربية أضرارًا جسيمة باقتصادها المعتمد على النفط.

وقال مهند حاج علي، الخبير في الشأن الإيراني بمركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، إن ضعف طهران منح السعودية فرصة لبسط نفوذها الدبلوماسي سعيًا لتجنب انفجار إقليمي.

وأضاف لرويترز: “السعوديون يريدون تجنب الحرب، لأن أي مواجهة مع إيران ستكون لها تبعات سلبية على المملكة ورؤيتها الاقتصادية وطموحاتها”.

إيران تريد اتفاقًا

لم تتمكن رويترز من تحديد تأثير رسالة الأمير على القيادة الإيرانية.

وخلال الاجتماع، ردّ پزشكيان بأن إيران ترغب في التوصل إلى اتفاق لتخفيف الضغوط الاقتصادية من خلال رفع العقوبات الغربية، بحسب ما أفادت به المصادر الأربعة.

لكن المسؤولين الإيرانيين، بحسب المصادر، أعربوا عن قلقهم من نهج إدارة ترامب “غير المتوقع” في المفاوضات — والذي تراوح بين السماح بتخصيب محدود لليورانيوم والمطالبة بالتفكيك الكامل لبرنامج التخصيب الإيراني.

وقد هدد ترامب أيضًا باستخدام القوة العسكرية إذا فشلت الدبلوماسية في كبح طموحات المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران النووية.

وقال أحد المصادر الإيرانية إن پزشكيان شدد على رغبة طهران القوية في التوصل إلى اتفاق، لكنه أوضح أن إيران ليست مستعدة للتخلي عن برنامج التخصيب لمجرد أن ترامب يريد صفقة.

وقد مرت المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران بخمسة جولات حتى الآن لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود، لكن لا تزال هناك العديد من العقبات، من بينها قضية التخصيب التي تُعد مسألة محورية.

وكانت رويترز قد أفادت يوم الأربعاء بأن إيران قد توقف مؤقتًا تخصيب اليورانيوم إذا قامت الولايات المتحدة بالإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة واعترافها بحق طهران في تخصيب اليورانيوم للاستخدامات المدنية، وذلك بموجب “اتفاق سياسي” قد يمهد الطريق لاتفاق نووي أشمل، وفقًا لمصدرين إيرانيين مطلعين على المحادثات، غير أن وكالة أنباء فارس شبه الرسمية نقلت عن متحدث باسم وزارة الخارجية نفيه للتقرير.

ولم يجب البيت الأبيض بشكل مباشر على أسئلة رويترز بشأن ما إذا كان على علم بالتحذير السعودي الموجّه إلى إيران.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان: “الرئيس ترامب كان واضحًا: أبرموا اتفاقًا أو واجهوا عواقب وخيمة، والعالم بأسره يأخذ ذلك على محمل الجد، كما ينبغي له”.

وقال ترامب يوم الأربعاء إنه حذّر نتنياهو الأسبوع الماضي من اتخاذ أي خطوات قد تُعطل المحادثات النووية مع إيران، وأضاف أن الجانبين “قريبان جدًا من التوصل إلى حل الآن”.

ولم ترد السلطات الإسرائيلية على طلب للتعليق.

رهانات عالية

وقد تم تنصيب المملكة العربية السعودية كأبرز عضو في محور جديد من الدول السنية في الشرق الأوسط، لملء الفراغ الذي خلّفه تحطُّم التحالف الإيراني وذلك خلال زيارة استمرت أربعة أيام قام بها الرئيس ترامب إلى الخليج هذا الشهر.

وخلال الرحلة، توسط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مصالحة بين ترامب وزعيم سوريا السني الجديد أحمد الشرع.

في المقابل، تراجعت الهيبة الإقليمية لطهران نتيجة نكسات عسكرية لحقت بها وبحلفائها ضمن ما يُعرف بمحور المقاومة الذي تهيمن عليه الطائفة الشيعية، ويشمل حركة حماس، وحزب الله، والحوثيين في اليمن، والميليشيات العراقية.

وحث الأمير خالد إيران خلال الاجتماع، على إعادة التفكير في سياساتها الإقليمية، مشيرًا إلى أن مثل هذا التحوّل سيكون موضع ترحيب، وخاصة من قبل الرياض، بحسب ما أفادت به المصادر.

ورغم أنه لم يوجه اللوم بشكل مباشر إلى إيران، أعرب الوزير السعودي عن قلقه من احتمال تكرار هجمات الطائرات المسيرة عام 2019 على منشآت شركة أرامكو النفطية الحكومية — وهي الهجمات التي حمّلت المملكة مسؤوليتها لإيران وحلفائها الحوثيين، رغم نفي طهران.

وأوضح المسؤولون الإيرانيون أن طهران وإن كانت تملك بعض النفوذ على الحوثيين، فإنها لا تسيطر بالكامل على أفعالهم، وفقًا للمصادر الإيرانية.

وقد ساهمت عقود من العداء بين إيران الشيعية والمملكة العربية السعودية في زعزعة استقرار الخليج وتأجيج الصراعات الإقليمية من اليمن إلى سوريا.

وكانت المصالحة في عام 2023 مدفوعة جزئيًا بطموحات ولي العهد السعودي الاقتصادية ورغبته في تحقيق الاستقرار، وقد أدت إلى زيادة الاتصالات بين الحكومتين.

ومع ذلك، لا ترى السعودية ولا القوى الإقليمية الأخرى أن إيران شريك موثوق به للسلام، ويخشون من أن تؤدي أفعالها إلى تقويض طموحاتهم في التنمية الاقتصادية، وفقًا لما يقوله دبلوماسيون وخبراء إقليميون.

وقد ناشد الأمير خالد الإيرانيين تجنب أي تصرفات من جانبهم أو من جانب حلفائهم قد تستفز واشنطن، مؤكدًا أن رد ترامب سيكون على الأرجح أكثر حدة من ردود أسلافه، الرئيسين جو بايدن وباراك أوباما.

وفي المقابل، طمأن الأمير خالد طهران بأن الرياض لن تسمح باستخدام أراضيها أو مجالها الجوي من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل لأي عمل عسكري محتمل ضد إيران، وفقًا لما أفادت به المصادر.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • "نرجسي ويعيش حياة مزودجة بأقنعة".. طبيب نفسي إسرائيلي يفضح المستور في شخصية نتنياهو
  • رويترز: وزير الدفاع السعودي نصح الإيرانيين باغتنام فرصة المفاوضات مع ترمب أو مواجهة حرب إسرائيلية
  • ايمان كريم: المرأة تعيش عصرها الذهبي منذ تولي الرئيس السيسي رئاسة البلاد
  • أثير الشرع: المثقف العراقي عاش اغترابا داخليا
  • درك عنابة يوقف أستاذ إستشفائي جامعي متلبس في قضية رشوة
  • الأمم المتحدة: العراق سيتحول إلى قوة مصرفية داخلياً وخارجياً
  • إسرائيل دولة تعيش على المعجزات.. روان أبو العينين تستعرض ما تنشره صحف الاحتلال عن مصر
  • لابيد: على إسرائيل قبول خطة ويتكوف الجديدة "علنا وفورا"
  • غداة اشتباك مسلح.. اجتماع قائدي الجيشين التايلاندي والكمبودي
  • تقرير فرنسي : الجزائر تعيش على وقع اضطرابات أمنية وسياسية متزايدة