عُمان.. 5 سنوات من النهضة والسلام
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
فايزة بنت سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
"إننا ماضون بعون الله وتوفيقه، على طريق البناء والتقدم والنماء، مسترشدين برؤية واضحة وأهداف مُحددة تسعى لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للوطن والمواطن".
بهذه الكلمات السامية، رسم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ملامح العهد الجديد، واضعًا نهجًا يُوازن بين التمسك بالمبادئ الراسخة والتطلع إلى آفاق المستقبل؛ ففي الحادي عشر من يناير 2020، بدأ فصل جديد في تاريخ سلطنة عُمان، حاملًا شعلة النهضة المتجددة التي استمرت على مدى خمس سنوات من العمل الدؤوب والإنجازات التي عززت مكانة السلطنة على مختلف الأصعدة.
في الحادي عشر من يناير من عام 2020، انطلقت سلطنة عُمان نحو عهد جديد مع تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم. كانت تلك اللحظة بداية لمسيرة متجددة تعكس إرث النهضة العُمانية الحديثة وتفتح الآفاق لرؤية مستقبلية تقوم على التطوير والبناء في مختلف المجالات، استنادًا إلى أسس راسخة من الحكمة والتخطيط المدروس.
وخلال السنوات الخمس الماضية، خطت السلطنة خطوات واثقة نحو تحقيق رؤيتها المستقبلية "عُمان 2040"، التي تُجسد تطلعات الشعب العُماني نحو التنمية المستدامة والازدهار. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية التي أفرزتها تقلبات الأسواق والتغيرات الدولية، تمكنت السلطنة من تحقيق إنجازات بارزة في مجالات متنوعة، عزَّزت مكانتها كدولة رائدة تسعى لمواكبة العصر بروح من الابتكار والتجديد.
لقد شهدت عُمان تقدمًا ملموسًا في تنويع اقتصادها الوطني وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. وكانت مشروعات كبرى، مثل منطقة الدقم الاقتصادية، خير شاهد على هذا التوجه، إذ أصبحت مركزًا حيويًا للاستثمار الدولي ورافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني. إلى جانب ذلك، شهدت القطاعات الأخرى، مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، نموًا ملحوظًا يساهم في بناء قاعدة اقتصادية متنوعة ومستدامة.
ومنذ تولي جلالة السلطان المفدّى- أيده الله- مقاليد الحكم في البلاد، عزَّزت عُمان من حضورها السياسي كدولة داعية للسلام والاستقرار الإقليمي. ومن أبرز المواقف السامية لجلالته- نصره الله- دعمه المتواصل للجهود الدولية لإنهاء الصراع في اليمن؛ حيث استضافت عُمان جولات حوار بين الأطراف المتنازعة، مؤكدة دورها كوسيط موثوق.
كما شهد العهد الميمون لجلالته، تعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية عبر توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة، وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. إضافة إلى ذلك، أدّت السلطنة دورًا محوريًا في التهدئة خلال التوترات بين إيران والغرب، مُستثمرة علاقاتها القوية مع جميع الأطراف لإيجاد حلول سلمية.
وعلى الصعيد الدولي، أكدت عُمان بقيادة جلالة السلطان التزامها بمبادئ التعايش والتعاون من خلال المشاركة في القمم الدولية وتعزيز علاقاتها الثنائية مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين، مما يعكس رؤية جلالته لتعزيز موقع السلطنة كجسر للتواصل والتفاهم بين الشعوب والدول.
هذا ولم تقتصر مُنجزات النهضة المتجددة على الجانب الاقتصادي فقط؛ بل امتدت لتشمل التنمية الاجتماعية والاهتمام بالمواطن العُماني كونه محور العملية التنموية. حظيت قطاعات الصحة والتعليم باهتمام خاص من قبل الحكومة؛ حيث تم العمل على تحسين جودة الخدمات الصحية وتوسيع نطاقها، مما يضمن توفير رعاية صحية شاملة ومتطورة. وفي التعليم، أُطلقت مبادرات وبرامج تهدف إلى تطوير المناهج الدراسية وتعزيز استخدام التكنولوجيا، لتأهيل الأجيال الجديدة للمشاركة الفاعلة في سوق العمل المتغير، إلى جانب الإعلان عن تأسيس مدارس جديدة بمختلف المحافظات حسب الضرورة، واستيعاب أكبر قدر ممكن من الخرجين التربويين وتوظيفهم.
كما كان تمكين الشباب والمرأة أحد أبرز ملامح العهد الجديد، إذ أتيحت للشباب فرص أكبر للتأهيل والتوظيف ودعم ريادة الأعمال، ليصبحوا شركاء حقيقيين في بناء الوطن. أما المرأة العُمانية، فقد واصلت دورها الريادي كشريك متكامل في مختلف المجالات، مساهمة في صياغة مسيرة التنمية وبناء المستقبل.
وعلى صعيد الحوكمة والإدارة، شهدت السلطنة تحديثًا للقوانين وإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية، مما يعكس التزامها بتعزيز الكفاءة والشفافية. ولعب التحول الرقمي دورًا محوريًا في تسهيل الخدمات الحكومية وتقريبها من المواطن، وهو ما ساهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز ثقة المجتمع في الأداء المؤسسي.
ومع اكتمال خمس سنوات من العهد الجديد، تواصل سلطنة عُمان مسيرتها بخطى ثابتة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات. ويمكن القول إنَّ التحديات التي واجهتها البلاد كانت دافعًا للتطور والابتكار، وروح التعاون التي يتحلى بها الشعب العُماني كانت وستظل أساس النجاح.
وفي هذه المناسبة المجيدة، نقفُ جميعًا لنرفع أسمى آيات الولاء والعرفان لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- أعزه الله- مُجددين العهد بالعمل المُخلِص من أجل رفعة الوطن. وستظل عُمان شامخة بفضل حكمة قائدها وإخلاص شعبها، لتكون دائمًا رمزًا للسلام والتنمية والازدهار.
***********
همسة وطنية
في هذه المُناسبة الوطنية الغالية، نستحضر الحكمة السلطانية الخالدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- عندما قال: "إنَّ بناء الوطن مسؤولية مشتركة يتشارك فيها الجميع، كل في موقعه ومجاله". إنَّها كلمات تُلهِمُنا لمواصلة العطاء والعمل بإخلاص، لتظل عُمان شامخة بعزم أبنائها وحكمة قائدها، نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حُكم بالسجن على نجم مسلسل حريم السلطان
أصدرت محكمة تركية حكما بالسجن على النجم المعروف خالد أرغنتش، بطل مسلسل “حريم السلطان”.
وتمت إدانة النجم، بالإدلاء ببيان كاذب خلال شهادته في القضية المتعلقة بمديرة شركة العلاقات العامة الشهيرة، عائشة باريم، المتهمة بالتخطيط لاحتجاجات حديقة غيزي عام 2013.
وتعود القضية إلى جانفي 2025، حين ألقي القبض على باريم، والتي تُعرف إعلاميا بلقب مديرة المشاهير، بتهمة تنظيم مظاهرات حديقة غيزي. التي شكلت حينها أحد أبرز الاحتجاجات السياسية في تاريخ تركيا الحديث.
وبموجب التحقيقات، تم استدعاء عدد من الفنانين الذين وردت أسماؤهم في سياق القضية، من بينهم خالد أرغنتش، رضا كوجا أوغلو، دولوناي سويسرت، ومحمد غونسور، للإدلاء بشهاداتهم.
وبشكل غير متوقع، تحولت شهادة أرغنتش وكوجا أوغلو إلى تهم ضدهما.
فقد اتهمتهما النيابة العامة بتقديم معلومات كاذبة، رغم تأكيدهما في الإفادات أنهما شاركا في الاحتجاجات بمحض إرادتهما. دون أي توجيه من باريم أو صلة مباشرة بالممثل محمد علي ألابورا، المتهم أيضا بالتخطيط لتلك المظاهرات.
الحكم على خالد أرغنتش بالسجن لمدة عام و10 أشهر و15 يوماوفي الجلسة الأخيرة للمحكمة، أدين خالد أرغنتش وحكم عليه بالسجن لمدة عام و10 أشهر و15 يوما.فيما صدر حكم بالسجن لعام و8 أشهر ضد رضا كوجا أوغلو.
وعلى الرغم من صدور الأحكام، إلا أن المحكمة قررت تأجيل إعلان تنفيذها، مما يتيح المجال للاستئناف.
ودافع أرغنتش عن نفسه خلال الجلسة قائلا: “أخذت إفادتي كشاهد ولم أكذب. الصدق مسألة نسبية، فالتعامل في الوسط الفني متشابك، وقد نكون ودودين مع كثيرين دون معرفة تفاصيل حياتهم أو نواياهم”.
وأضاف: “أتمنى لو كنت قد رفعت دعوى مضادة حينها ضد الاتهامات الغامضة التي رافقت نشر صوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وبعد صدور الحكم، وجه أرغنتش سؤالا مباشرا إلى القاضي: “هل يعني هذا أنني كذبت؟”. فأجابه القاضي بإمكانية تقديم استئناف، وهو ما أكده أرغنتش بقوله: “سنستأنف”.
وأثار الحكم على خالد أرغنتش، المعروف بجماهيريته الكبيرة داخل تركيا وخارجها، موجة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودافع كثيرون عن الفنان، معتبرين أن القضية ذات طابع سياسي، بينما رأى آخرون أن الفن والفنانين يجب أن يظلوا بمنأى عن التدخلات السياسية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور