فى الوقت الذى احتفلت فيه مصر بعيد الميلاد المجيد، وبينما تتهادى إلى الكاتدرئيات والكنائس أصوات خطوات الرئيس السيسى وكبار القادة والمسئولين عسكريين ومدنيين ورجال دين مسلمين وأقباطا؛ للاحتفال بيوم تتجسد فيه أسمى معانى الوحدة الوطنية بين جناحى الوطن وضفتى نهر النيل العظيم، ينتظر الشعب اللبنانى نتيجة أصعب ولادة متعثرة لرئيسه، ينهى بها سنوات من الصراع السياسى بين ما يعرف لدى الشعب اللبنانى الشقيق بـ«الموالاة والممانعة».
إذ يستقبل مجلس النواب اللبنانى اليوم اعضاءه، فى جلسة لا أظنها هادئة أو تمر مرور الكرام على كل من يشكلون النسيج الداخلى لبلاد «الأرز»، ولا على القوى الإقليمية والدولية ذات المصالح الإستراتيجية فى تلك البقعة الخطيرة من شرق المتوسط، وفى مقدمتها إيران وإسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى مصر والسعودية وقطر.
وكعادته سيقوم نبيه برى رئيس مجلس النواب ( تيار شيعى ) بدور الساحر الذى ينتزع التصفيق من أيدي المتفرجين، وهو يحرك فريقه ومساعديه وكافة الكتل السياسية، برشاقة وحنكة ودهاء الخبير المتمرس فى تحديد بوصلة اختيار الرئيس، من بين مجموعة مرشحين أعلنت أسماؤهم وفى مقدمتهم قائد الجيش جوزيف عون والوزير السابق جهاد أزعورو المدير العام للأمن العام بالإنابة إلياس البيسرى (المدعوم من قطر)، وجبران باسيل رئيس التيار الوطنى الحر وسليمان فرنجية والمصرفى سمير عساف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وغيرهم ممن يتمتعون بثقة بعض الشخصيات الدينية والسياسية مثل وليد جنبلاط الذى عاد إلى المشهد بقوة.
ولا يتردد هذا الداهية «برى» في أن يحتفظ باسم آخر جديد «على الزيرو» يلقيه فى اللحظة الحاسمة على النواب، فيحرق به كل الأوراق ويفسد كل السيناريوهات، فتتعثر كل الخطوات حتى يحسم حزب الله هذا الاستحقاق مثل كل الاستحقاقات السابقة؛ رغم أنف تل أبيب، وتعود الحرب مجددا ولا تنسحب إسرائيل.
ويتوقع المراقبون أن تكون هذه الورقة وزير الاتصالات السابق «جان قرداحى» صاحب أشهر المعارك السياسية مع رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريرى فى عهد الرئيس إميل لحود.
ورغم أن نبيه برى يدرك جيدا أن الضغوط الدولية والإقليمية تتجه لصنع رئيس توافقى يخدم مصالحهم ولا يغضب حكومة تل أبيب أو على الأقل يمنحها رسالة طمأنينة تحفزها على الانسحاب من الجنوب، إلا أنه يراهن على عدم فوز أى مرشح بالضربة القاضية وخاصة أن عون الذى يحظى بتأييد أمريكى إسرائيلى سعودى يحتاج إلى 86 صوتا لتعديل مادة بالدستور تسمح بانتخابه كونه شخصية عسكرية وقيادة رسمية.
ربما تنقلب المائدة لصالح من يحظى بدعم عربى، سعوديا كان أو قطريا، فكلتا الدولتين حفظت مقعدها فى سوريا مبكرا، وتسعي لأن يكون لها دور سياسي فاعل فى لبنان وفقا لمرجعية اتفاق الطائف واللجنة الخماسية؛ مقابل تقديم المساعدات المالية والعينية عسكرية ومدنية بإعادة الإعمار وبناء الجيش من جديد مع تغيير عقيدته ليكون جيش كل الوطن وليس طائفة بعينها، ولا يرفض برى التدخل السعودى القطرى؛ طالما كانت هناك وعود بضمان مجيئه مرة أخرى رئيسا لمجلس نواب، يحتوى كتل الشيعة والسنة والمسيحيين والتيار الوطنى الحر والمستقلين والتغييرين.
ومن كل هذه المعطيات، تبقى الولادة متعثرة، إذا ما فقدت الجلسة النصاب وفسدت السيناريوهات واندلعت المواجهة مع المعارضة؛ إذا شعرت باتجاه التصويت لإعادة استنساخ جمهورية حزب الله بـ«نيولك» جديد، وستكون هناك جلسة أخرى حاسمة تعيد للبنان الجريح رايته خفاقة فوق قصر بعبدا، الذى ظل أكثر من عامين بدون رئيس.. وللحديث بقية إن شاء الله.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خطوات الرئيس مصر ب
إقرأ أيضاً:
برلماني: جولة وزير الصناعة بالعاشر من رمضان تعكس تعزيز مكانة مصر كقوة صناعية إقليمية
قال النائب سامي نصر الله عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن زيارة الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، لعدد من المصانع المتخصصة بمدينة العاشر من رمضان الصناعية بمحافظة الشرقية، تعكس حرص الدولة على تطوير الصناعة المحلية وتعزيز التكامل بين مختلف مراحل الإنتاج.
وأضاف نصر الله، في تصريح صحفي له اليوم، أن تدشين خط إنتاج ألواح الألومنيوم والحديد المستخدمة في تغطية واجهات المباني الصناعية ومحطات المترو والقطارات يعد نقلة نوعية في الصناعة المصرية، ويساهم في دعم توجه مصر نحو تصنيع منتجات عالية الجودة تلبي متطلبات السوق المحلي والأسواق التصديرية.
وأشار عضو صناعة البرلمان، إلى أهمية التكامل بين مصانع الدرفلة والجلفنة وطلاء ألواح الصلب المسطح وإنتاج النسيج، موضحًا أن صناعة تشكيل المعادن تعد من الركائز الأساسية للصناعة الوطنية، خصوصًا مع توفر المواد الخام والتقنيات الحديثة والكفاءات الفنية المدربة، ما يعزز من تقليل الاعتماد على الاستيراد ويزيد من قيمة المكون المحلي.
وأكد سامي نصر الله، أن دراسة إنشاء رصيف شحن على خط سكة حديد العاشر/ بلبيس لتسهيل نقل البضائع خطوة استراتيجية مهمة تدعم لوجستيات التصدير وتيسير حركة التجارة، مما ينعكس إيجابًا على الصناعة والاقتصاد الوطني بشكل عام.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن استخدام التكنولوجيا المتقدمة في مصانع مثل شركة كاما للمعادن، والتي تسهم في تقليل استهلاك الطاقة وإعادة تدوير المخلفات الصناعية، يعكس التزام الصناعة المصرية بالتنمية المستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية، ويؤكد قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية.
واختتم النائب سامي نصر الله تصريحه، بالتأكيد على أن الجولة تؤكد الدعم الحكومي المستمر لصناعة وطنية قوية ومتطورة، تسهم في توفير فرص العمل وزيادة الصادرات، وتعزز مكانة مصر كقوة صناعية إقليمية رائدة.