قال مرصد الأزهر في تقرير له نشرته الوحدة الإعلامية بالمرصد ، إن عالم اليوم بما يسيطر عليه من آفاق مفتوحة أمام الجميع وتخطي للحدود الجغرافية بفضل شبكة الإنترنت والثورة الرقمية التي أنتجت جيلًا متنوعًا من الشبكات الاجتماعية التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى بديلًا عن العلاقات الاجتماعية الحقيقية، حتى بات من الصعب فصل هؤلاء الشباب والأطفال عن الثقافات المغايرة لثقافتهم وهويتهم سواء الدينية أو الوطنية.


وأشار التقرير إلى أن منصة "تيك توك"، التي أثارت جدلًا واسعًا في السنوات الأخيرة، أصبحت تمثل جزءًا كبيرًا من حياة المراهقين والأطفال في العصر الحديث، وعلى الرغم من الفوائد التي يمكن أن تقدمها هذه المنصات في مجالات التعليم والتواصل والتعبير عن الذات، إلا أن آثارها السلبية تبرز بشكل واضح، خاصة في ظل الانعكاسات الخطيرة على الصحة النفسية والعقلية للمستخدمين خصوصًا الفئات الأصغر سنًّا. 


وحذر المرصد من الطبيعة المختلفة لتطبيق تيك توك مقارنةً بباقي المنصات الاجتماعية نظرًا لاختلاف طبيعته عن باقي المنصات الاجتماعية، فبينما اعتاد المستخدمون على تعرف منصات فيسبوك وانستغرام عليهم بناء على عمليات البحث والمتابعة، تفرد تطبيق تيك توك بمعيار "وقت مشاهدة الفيديو"، وهو ما قد يقود المستخدمين إلى ما يسمى بـ "جحور الأرانب" لمشاهدة المزيد من المحتويات المشابهة لأول فيديو تم مشاهدته مما قد يؤدي إلى الإدمان الرقمي.


وللحد من التأثيرات السلبية لتطبيق تيك توك، شدد مرصد الأزهر على أهمية اتخاذ خطوات فعالة تبدأ بتعزيز الحوار المفتوح والمستمر بين أفراد الأسرة، خاصة مع المراهقين، لفهم اهتماماتهم ومخاوفهم بشكل أفضل. وأكد المرصد ضرورة مراقبة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مباشر، مع تجنب التدخل بأسلوب قد يدفعهم إلى إخفاء نشاطاتهم.


كما دعا إلى وضع قيود زمنية واضحة على استخدام هذه التطبيقات، بما يضمن تنظيم الوقت وتجنب الإدمان الرقمي. وفي إطار التوعية، أوصى المرصد بإدراج برامج تعليمية ضمن المناهج الدراسية، تهدف إلى توضيح مخاطر إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وآثارها السلبية على الصحة النفسية.


إلى جانب ذلك، أكد المرصد على أهمية تنظيم ورش عمل موجهة للمراهقين وأولياء الأمور لتسليط الضوء على الاستخدام المسؤول للمنصات الرقمية، وسن تشريعات وقوانين تُلزم شركات التكنولوجيا بحماية خصوصية المستخدمين، لا سيما المراهقين، مع منع التلاعب بالخوارزميات التي تدفعهم نحو محتويات ضارة.


وأشار المرصد إلى أهمية وضع قيود على الإعلانات الموجهة للأطفال والشباب، والتي تعتمد على استغلال بياناتهم لتعزيز استخدامهم لتطبيقات محددة. كما حث على إطلاق مبادرات مجتمعية تُقدم بدائل إيجابية للشباب، مثل الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز استشارية مجانية للصحة النفسية، تقدم الدعم اللازم للمراهقين وأسرهم لمواجهة أية مشكلات ناتجة عن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي.


وفيما يتعلق بالمحتوى، أوصى المرصد بتحسين آليات الإشراف على المنصات الرقمية لضمان إزالة المقاطع الضارة أو التي تروج للأفكار السلبية والانتحار بشكل سريع وفعال، مع تطوير أدوات تحكم ذكية تمنح الآباء القدرة على مراقبة المحتوى الذي يتعرض له أطفالهم.


وختامًا، أكد المرصد أن الاستخدام المفرط وغير المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي يمثل تحديًا عالميًّا يتطلب تضافر جهود الأسرة والمجتمع والمؤسسات التربوية والحكومية. إن تحقيق التوازن بين الاستفادة من فوائد هذه المنصات وتقليل تأثيراتها السلبية أصبح ضرورة ملحة لحماية الجيل القادم من الوقوع في فخ "جحور الأرانب"، التي قد تقودهم إلى العزلة أو الاكتئاب، وصولًا إلى العواقب الأخطر، مثل الانتحار.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مرصد الأزهر شبكة الإنترنت منصة تيك توك الوحدة الإعلامية المزيد التواصل الاجتماعی تیک توک

إقرأ أيضاً:

أخطاء التي يقع فيها الحجاج.. تصرفات شائعة احذر منها

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية،عن الأخطاء التي يقع فيها الحجاج والتي ينبغي الحذر منها أثناء المناسك، موضحا كيفية تدارك هذه الأخطاء الشائعة.

أمور يجب فعلها قبل الذهاب للحج .. عضو الأزهر للفتوى يجيبحج السياحة 2025 .. تكريم البعثات المصرية من إمام الحرم المكي ..ومفاجآت سارة للحجاجأخطاء يقع فيها الحجاج

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في كشفه عن الأخطاء التي يقع فيها الحجاج، إنه إذا جاوز الحاجّ الميقاتَ قاصدًا بيتَ الله الحرام دون أن يُحرِم، وقبل التَّلبُّس بالنسك رجع إلى الميقات وأحرم، ما دام في استطاعته ذلك، فإن جاوز الميقات وتلبّس ببعض النسك وجب عليه دمٌ.

وأضاف مركز الأزهر، أنه إذا فَعَل الحاجّ محظورًا من محظورات الإحرام متعمّدًا فعليه الفدية، وهي ذبح شاة؛ أو التصدّق بثلاثة آصُعٍ من طعام على ستة مساكين (ومقدار الصاع 2كيلو و40 جرامًا تقريبًا)، أو صوم ثلاثة أيام لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: ١٩٦]؛ وإذا كان على سبيل السهو أو الجهل بالحكم، كمن غطّى رأسه بغطاء ثم تذكّر أو علم بالحكم فأزاله؛ فلا شيءَ عليه على الراجح.

وتابع مركز الأزهر: وإذا صَادَ المُحرِمُ صيدًا متعمّدًا ذاكرًا لإحرامه، يُخيَّر بين ذبْحِ مِثل صيده، والتصدُّقِ به على المساكينِ، وبينَ أن يُقوَّمَ الصَّيدُ، ويَشتري بقيمَتِه طعامًا لهم، وهو الجزاء المذكور في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ} [المائدة :95]؛ فإن كان ناسيًا أو وقع منه على سبيل الخطأ فلا شيء عليه.

وأوضح مركز الأزهر، أنه إذا جامع المُحرمُ زوجتَه قبل الوقوف بعرفة، فَسَدَ حجُّه؛ وعليه كفارة؛ ذبحُ شاةٍ وقيل بدنة، ولا يتحلّل حتى يتمّ حجّه، ثم يقضي من العام القادم؛ يستوي في ذلك العامد والجاهل والسَّاهي والنَّاسي والمكره قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}. [البقرة: 197]

وذكر المركز، أنه إذا وقع الجماعُ بعد رمي جمرة العقبة، صحَّ الحجّ، وعلى الحاجّ أن يُكفّر على خلاف بين البدنة والشاة، ويرجع ذلك إلى قدرته واستطاعته.

وقال مركز الأزهر، إن  تكسيرُ الحاجّ الحصى من الجبال، أو اختياره للحصى الكبيرة وغسلها لا شيء فيه، لكن المشروع في حجم الحصاة أن تكون بقدر حبة الحمص أو البندق.

وأكد مركز الأزهر، أن الأصلُ أن الرمي من شعائر الحجّ التي ينبغي على المسلم أن يحرص على أدائها بنفسه، ولا يوكّل فيها غيره ؛ قال تعالى: { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}. [الحج: 32]

وأوضح أن اعتقاد بعض الحجيج أن ذكر الله والوقوفَ بالمزدلفة لا بد أن يكون في مسجد المشعر الحرام فقط، غيرُ صحيحٍ، والصحيح أن عرفة ومزدلفة كلها موقفٌ.

اعتقادُ بعض الناس عدم قطع الطواف أو السعي عند إقامة الصلاة غيرُ صحيح، والأصل أن ذلك واجبٌ لأداء الصلاة في جماعة؛ ولعدم المرور أمام المصلين ومزاحمتهم.

محظورات الحج

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن كفارات الحج، تعني الأمور التي وضعها الشارع للتكفير عن فعل محظور من محظورات الحج؛ لجبر الخلل الذي وقع الحاج فيه.

وأضافت دار الإفتاء أن محظورات الحج، على عدة أقسام، فمنها كفارة ترك واجب من واجبات الحج: فمن ترك واجبًا لزمه الإتيان به إن كان وقته باقيًا؛ وإن مضى وقته أو عجز عن أدائه دون عذر وكان متعمدًا؛ فعليه فدية وهي ذبح شاة، فإن لم يجد صام 10 أيام: 3 في الحج و7 إذا رجع إلى وطنه.

أما كفارة الإحصار: وهو المنع من بلوغ المناسك بسبب مرض أو تعطل إجراءات أو نحو ذلك؛ فعليه ذَبْح شاة أو ما يقوم مقامها.

هناك كفارة قتل الصيد: كفارته أن يُهدي مثله من النعم، وكفارة فعل محظور من محظورات الإحرام: مثل حلق الرأس، واستعمال الطيب، ولبس المخيط، وتقليم الأظفار، ونحو ذلك بعد الإحرام؛ فالواجب فيه على التخيير ذَبْحُ شاة، أو إطعام 6 مساكين، أو صومُ 3 أيام.

وأشارت إلى أن كفارة الجماع: فإذا جامع الرجل زوجته قبل التحلل الثاني؛ فسد حجه، ويجب عليه ترتيبًا: ذبح بدنة، فإن لم يجد فبقرة، فإن لم يجد فسَبْعٌ من الغنم، فإن لم يجد قَوَّم البدنة واشترى بقيمتها طعامًا، فإن لم يجد صام عن كل مُدٍّ يومًا، وعليه إتمام أعمال الحج والقضاء من العام التالي.

طباعة شارك أخطاء يقع فيها الحجاج الأخطاء التي يقع فيها الحجاج الحج كفارة الجماع كفارة قتل الصيد

مقالات مشابهة

  • أخطاء التي يقع فيها الحجاج.. تصرفات شائعة احذر منها
  • «الطفولة والأمومة» يتدخل لحماية طفلة المهندسين ضحية عنف والدها
  • بإطلالة ملفتة.. صبا مبارك تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد
  • فتاة تتضرر من نشر شاب فيديوهاتها الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • الدكتور المصطفى: كل المنصات الإعلامية التي تلتزم بالعمل الوطني مرحب بها
  • فرنسا تحظر التدخين في الأماكن العامة لحماية الأطفال
  • الأسئلة الشائعة عن تأثير العمالة المنزلية على الأهلية في الضمان الاجتماعي
  • روبرت آلي للمرور يثير تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي
  • مرصد الأزهر يحذر من تصاعد الإسلاموفوبيا في إيطاليا ويدعو إلى دعم مبادرات الاندماج الثقافي
  • غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحرب