قد يستخدمه المجرمون.. تحذير من خبير أمن معلومات بشأن الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
تحدث الدكتور أحمد بانافع، خبير أمن المعلومات، عن الحادثة الأخيرة التي كشفت فيها السلطات الأمريكية عن استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” في تفجير سيارة أمام برج ترامب في ولاية نيفادا الأمريكية.
وأكد بانافع أن الذكاء الاصطناعي يعد أداة ذات حدين، حيث يمكن أن يُستخدم في أشياء مفيدة، لكن في الوقت نفسه قد يستغله المجرمون للحصول على معلومات وارتكاب جرائم.
وأضاف بانافع، خلال مداخلة ببرنامج “صباح جديد” على قناة القاهرة الإخبارية، أن الشركات المطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي تتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة لمنع استخدامها في الأنشطة الضارة، على الرغم من أن هذه المسؤولية ليست قانونية.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أصدرت طلبًا رئاسيًا لمراقبة هذه التقنيات بشكل تطوعي.
وأوضح خبير أمن المعلومات أن مراقبة الشركات لمنتجاتها قد تتعارض مع مصالحها الاقتصادية، حيث يؤدي ذلك إلى تقليل الأرباح.
كما لفت إلى أن بعض الولايات الأمريكية حاولت تقييد تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تحميل الشركات مسؤولية العواقب السلبية لاستخدام هذه التكنولوجيا، لكنها فشلت في إصدار قرارات بهذا الشأن.
ومع ذلك، أشار بانافع إلى أن حادث نيفادا قد يكون دافعًا للمزيد من الجهود لتقييد استخدام الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
تطبيقات تجسس على هاتفك .. خبير يوضح كيفية كشفها وحماية بياناتكمع التقدم السريع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، شهدنا مؤخرا زيادة ملحوظة في استخدام هذه الأدوات في مجموعة متنوعة من المجالات، بدءا من تسهيل الأعمال التجارية إلى تحسين التجارب الشخصية للمستخدمين، لكن، كما هو الحال مع أي تكنولوجيا جديدة، تأتي تلك الفوائد مع تحديات جديدة، أبرزها انتشار تطبيقات تجسس تم تطويرها لمراقبة المستخدمين.
وباستخدام هذه التطبيقات، يمكن للأشخاص سيئي النية مراقبة مستخدمي الهواتف الذكية، وتتبع أنشطتهم وجمع البيانات الخاصة بهم بطرق سرية قد لا يكون المستخدمون على دراية بها، ما يثير مخاوف جدية بشأن الخصوصية والأمن.
كيف تكتشف تطبيقات التجسس المخفية على هاتفك؟في هذ الصدد، قال الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، في تصريح خاص لـ موقع “صدي البلد”، إنه في ظل الاستخدام الواسع والمتزايد للهواتف الذكية، أصبحت هذه الأجهزة الهدف الأول للهجمات السيبرانية، ومنها تطبيقات التجسس التي يتم إخفاؤها بمهارة على الأجهزة المحمولة، وتعمل في خلفية النظام دون علم المستخدم.
وأضاف أن تطبيقات التجسس غالبا ما يتم تنزيلها بشكل سري إلى هواتف المستخدمين، سواء من خلال روابط مشبوهة أو عن طريق تثبيت برامج تابعة لأطراف ثالثة.
وأوضح رمضان، أن المخاطر التي تسببها تطبيقات التجسس تتمثل في قدرتها على الوصول إلى البيانات الشخصية الحساسة لمستخدمي الهواتف الذكية، إلى جانب المحادثات النصية، الصور، المواقع الجغرافية، والتطبيقات الأخرى، بل قد تصل إلى مراقبة المكالمات الهاتفية والأنشطة عبر الإنترنت، ما قد يؤدي إلى سرقة الهوية، والتلاعب بالحسابات البنكية، وحتى التجسس ومراقبة كل ما يقوم به المستخدم من الأنشطة اليومية.
طرق اكتشاف تطبيقات التجسس والحماية منهالتجنب هذه المخاطر، كشف الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، عدة خطوات يمكن اتباعها لاكتشاف تطبيقات التجسس والحماية منها، وهي:
أولا: يجب على مستخدمي الهواتف الذكية تجنب تحميل التطبيقات من خارج المتاجر الرسمية مثل "Google Play" أو "App Store"، والابتعاد عن تنزيل التطبيقات من مصادر غير موثوقة.
ثانيا: ينبغي على المستخدمين قبل تنزيل أي تطبيق فحص الأذونات الخاصة به وتقييد الوصول إلى الكاميرا، الميكروفون، والموقع الجغرافي.
ثالثا: للحماية من تطبيقات التجسس، يفضل استخدام برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة، التي تقوم بفحص الهاتف بشكل دوري وتكشف التطبيقات المشبوهة.
رابعا: يجب أيضا على مستخدمي الهواتف الذكية متابعة استهلاك بيانات الجوال، حيث يمكن أن تشير الأنشطة غير المعتادة في استهلاك البيانات إلى وجود تطبيقات تجسس تعمل في الخلفية.
خامسا: حث مستشار الأمن السيبراني مستخدمي الهواتف الذكية على ضرورة تحديث أنظمة التشغيل والتطبيقات بشكل منتظم لتصحيح الثغرات الأمنية التي قد تستغلها تطبيقات التجسس، وتطبيق هذه الخطوات بشكل دوري يساهم في الحفاظ على أمان الهواتف الذكية وضمان حماية المعلومات الشخصية للمستخدمين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بايدن خبير أمن معلومات الذكاء الاصطناعي تجسس هاتفك المجرمون الولايات الأمريكية المزيد الذکاء الاصطناعی تطبیقات التجسس خبیر أمن
إقرأ أيضاً:
هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
أمل بنت سيف الحميدية **
يشهد التعليم العالمي تحوّلًا مُتسارعًا بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد تقنية مساعدة؛ بل أصبح محركًا رئيسًا يُعيد تشكيل العملية التعليمية؛ ففي العقود الماضية كان التعليم يعتمد على التلقين والمناهج الثابتة، أما اليوم فقد دخلت أدوات التحليل الذكي والتعلم التكيفي والفصول الافتراضية إلى المدارس والجامعات، لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة والمعلمين.
هذا التحول ليس خيارًا ترفيهيًا؛ بل ضرورة تفرضها متغيرات العصر ومتطلبات بناء رأس مال بشري قادر على المنافسة، وهو ما أكدته رؤية "عُمان 2040" التي وضعت التعليم أولوية وطنية للتنمية.
وتكمُن أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم في قدرته على جعل العملية التعليمية أكثر عدلًا وتخصيصًا ومرونة. فقد أوضحت منظمة اليونسكو في تقرير "الذكاء الاصطناعي في التعليم" الصادر عام 2023، أنَّ النماذج التعليمية الذكية تتيح مُتابعة تقدم الطلبة بشكل فردي، وتقديم محتوى يتناسب مع مستوياتهم وسرعتهم في الاستيعاب. كما إن الاستثمار في هذه الأدوات يدعم المعلمين في أدوارهم التربوية والإبداعية، ويحررهم من المهام الروتينية مثل إعداد الاختبارات أو متابعة الحضور. وفي السياق العُماني، يعدّ هذا التحول مُتسقًا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تستهدف بناء نظام تعليمي متطور قادر على استيعاب الثورة الرقمية.
ويُؤكد تقرير الثورة الرقمية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في التعليم العالي، عبر أدوات تحليل البيانات التعليمية والتنبؤ بمعدلات النجاح وتخصيص المناهج. كما يشير تقرير المسارات الرقمية للتعليم "تمكين أثر أكبر للجميع" الصادر عن البنك الدولي عام 2023، إلى أنَّ بناء بيئة تعليمية رقمية متكاملة يتطلب خططًا استراتيجية طويلة المدى تشمل البنية التحتية والتشريعات والتدريب المستمر للكوادر.
وبحسب الدليل الصادر عن منظمة اليونسكو بعنوان الذكاء الاصطناعي والتعليم: دليل لصانعي السياسات (صدر عام 2021)، فإنه يوضح كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم بصورة أخلاقية تكفل العدالة وتكافؤ الفرص. ويشير إلى ما ينطوي عليه الذكاء الاصطناعي من مخاطر وفوائد، داعيًا إلى استخدامه بما يضمن المساواة والشمولية. كما يتناول قضايا التحيُّز في الخوارزميات وضرورة معالجتها عند تصميم النظم التعليمية، ويؤكد على خضوع السياسات ذات الصلة لمبادئ أخلاقية تراعي الأبعاد المجتمعية، ويربط ذلك بحق التعليم العادل وإتاحة فرص متكافئة لجميع المتعلمين.
ومن الأمثلة التطبيقية، استعرضت دراسة كمالوف وزملاؤه عام 2023 المنشورة على منصة (arXiv) نماذج عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية، مثل أنظمة التدريس التكيفي، التي تقوم على تخصيص عملية التعليم وفق احتياجات كل طالب، إضافة إلى الاختبارات الذكية التي تكيّف أسئلتها وفق مستوى المُتعلِّم؛ وهي نماذج يمكن أن تجد طريقها إلى المدارس في سلطنة عُمان.
إنَّ التحولات الرقمية تطرح تحديات موازية، من أبرزها الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، واحتمال انحياز الخوارزميات، وضعف جاهزية المعلمين للتعامل مع الأدوات الجديدة. وقد شددت منظمة اليونسكو في تقريرها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، على أهمية تطوير سياسات واضحة لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، مع التركيز على مبادئ الأخلاق والشفافية وإتاحة الوصول للجميع. وتؤكد رؤية "عُمان 2040" ضرورة بناء قدرات وطنية في البحث العلمي والتعلم الرقمي، وهو ما يعزز مكانة المعلم كشريك أساسي في التحول، وليس مجرد منفّذ للتقنية.
وبناءً عليه، يمكن صياغة خارطة طريق محلية لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم في سلطنة عُمان. تبدأ هذه الخارطة بتقوية البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، ثم تدريب المعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، يلي ذلك إطلاق برامج تجريبية في عدد من المؤسسات التعليمية لتقييم جدوى النماذج المختلفة، وأخيرًا توسيع التطبيق على نطاق وطني مع مراجعة دورية للنتائج. وهذا التدرج يتوافق مع ما أوصى به تقرير التقنيات المتقدمة من أجل التعليم الصادر عن البنك الدولي عام 2023، الذي أكد أن نجاح دمج التقنيات الحديثة يتطلب التوازن بين الابتكار والبُعد الإنساني.
إنَّ مستقبل التعليم في سلطنة عُمان يسير نحو نموذج ذكي ومستدام يجمع بين التقنية والقيم الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي لا يُراد له أن يكون بديلًا عن المُعلِّم؛ بل شريكًا يسهّل مهمته ويعزز دوره في بناء القيم وتوجيه التفكير. ويبقى الهدف الأسمى إعداد جيل قادر على التكيّف مع متغيرات العالم الرقمي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وهكذا، فإن الذكاء الاصطناعي يصنع الأدوات، أمَّا التعليم فهو الذي يصنع الإنسان القادر على توظيفها لخدمة التنمية والمجتمع.
** كاتبة وباحثة تربوية
رابط مختصر