بعد انحسار المواجهات العسكرية.. هدوء نسبي يسود مدينة الأبيض غربي السودان
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
كانت قوات الدعم السريع قد هاجمت المدينة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بإطلاق طائرات مسيّرة استهدفت مقر قيادة الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش السوداني.
التغيير: الأبيض
تشهد حاضرة ولاية شمال كردفان مدينة الأبيض اليوم السبت، هدوءاً نسبياً عقب انحسار المواجهات العسكرية بين القوات المسلحة، التي لا تزال متمركزة في مواقعها، وقوات الدعم السريع، التي أوقفت هجماتها باستخدام الطائرات المسيّرة.
وكانت قوات الدعم السريع قد هاجمت المدينة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بإطلاق طائرات مسيّرة استهدفت مقر قيادة الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش السوداني، الذي تصدى لها بالمضادات الأرضية.
وأكد شاهد عيان بالمدينة لـ (التغيير) أنها لا تزال تعاني من انقطاع خدمات الإنترنت، مع عودة جزئية لشبكات الاتصالات “زين” و”إم تي إن”، التي تتيح المكالمات فقط، بينما لا تزال شبكة “سوداني” خارج الخدمة. إلى جانب ذلك، تواجه المدينة استمرار انقطاع خدمات المياه والكهرباء، مما يزيد من معاناة المواطنين.
وأشار إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ، مع استمرار شح السيولة النقدية، مما أدى إلى وجود فروق في أسعار السلع بين الدفع النقدي والتحويل الإلكتروني عبر خدمة “بنكك”.
وبحسب ما ذكر، بلغ سعر جوال السكر نقداً 160 ألف جنيه، بينما يرتفع السعر إلى 170 ألف جنيه عبر التحويل الإلكتروني، وسط صعوبات في إجراء التحويلات المالية.
وأوضح الشاهد أن امتحانات الشهادة السودانية اختُتمت بسلام داخل المدينة دون أن تتأثر بالأوضاع الأمنية أو الهجوم الأخير، الذي لم يؤثر على حركة الامتحانات.
وتعيش المدينة ظروفاً صعبة في ظل الحصار وتدهور الأوضاع المعيشية، في وقت يطالب فيه المواطنون بتدخل عاجل لرفع المعاناة وتوفير الاحتياجات الأساسية.
ومع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت حاضرة ولاية شمال كردفان، الأبيض، مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل.
ومنذ 15 أبريل الماضي، تحاول قوات الدعم السريع دخول المدينة والسيطرة عليها، فيما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.
وتتمتع مدينة الأبيض بموقع استراتيجي في غرب البلاد، حيث تضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم، وأسواقاً أخرى للمحاصيل والماشية، إلى جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات غرب السودان المختلفة.
الوسومحرب الجيش والدعم السريع مدينة الأبيض ولاية شمال كردفانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع مدينة الأبيض ولاية شمال كردفان مدینة الأبیض الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان.. اتهامات لـ«الدعم السريع» بقصف مستشفيات ومستودعات غذاء وقتلى بين المدنيين
اتهمت وزارة الخارجية السودانية، اليوم السبت، قوات “الدعم السريع” بشن هجمات عنيفة استهدفت مستودعات برنامج الغذاء العالمي في مدينة الفاشر، بالإضافة إلى قصف مستشفى الضمان بمدينة الأبيض، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المرضى والعاملين في المنشأة الطبية.
وأفاد بيان رسمي صادر عن الوزارة بأن الهجوم أدى إلى مقتل 16 مريضًا كانوا يتلقون العلاج داخل مستشفى الأبيض، إضافة إلى إصابة عدد آخر من المرضى وطاقم المستشفى الطبي.
ووصف البيان تلك الهجمات بأنها “جرائم كبرى” تمثل استهدافًا ممنهجًا للمدنيين والمؤسسات الإنسانية والمرافق الحيوية بهدف إيقاع أكبر خسائر في الأرواح وعرقلة تقديم الخدمات الأساسية مثل الغذاء والمياه والعلاج والكهرباء.
وأكد البيان أن قوات الدعم السريع نفذت، يوم الأربعاء الماضي، هجومًا عبر الطائرات المسيرة على سوق شعبي بمدينة الخوي أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين، بالإضافة إلى قصف حي سكني في مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان راح ضحيته مواطنان وأصيب عدد آخر، إلى جانب استهداف موقع عسكري في المدينة أدى إلى سقوط قتلى وتدمير مركبات.
وشددت وزارة الخارجية على أن هذه الاعتداءات تأتي في سياق تصعيد عسكري مستمر من قبل قوات الدعم السريع، التي استهدفت معظم المستشفيات العاملة في الفاشر وأخرجتها من الخدمة، وقصفت معسكر زمزم للنازحين على مدار عام كامل، ثم شنت هجومًا بريًا دمويًا أسفر عن مئات القتلى وأخذ رهائن من النازحين.
وأفادت تقارير إعلامية محلية بسقوط عشرات القتلى والجرحى المدنيين جراء الهجمات الجوية التي شنتها قوات الدعم السريع في ولايتي غرب وجنوب كردفان، وسط مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني الذي يحرز تقدمًا ملحوظًا في عدد من المدن في الإقليم.
وكان الجيش السوداني أعلن مؤخرًا تطهير كامل ولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع، متعهدًا بمواصلة العمليات حتى استعادة السيطرة على جميع مناطق البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب اندلعت في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفة مئات القتلى والجرحى المدنيين، وسط محاولات وساطات دولية وعربية لوقف إطلاق النار التي لم تُثمر حتى الآن، هذا التصعيد العسكري الأخير يفاقم معاناة المدنيين في السودان، ويزيد من الأزمات الإنسانية التي تعاني منها البلاد، ويهدد استقرار المنطقة بأسرها.