بي بي سي: هكذا يروج إيلون ماسك معلومات مضللة عن بريطانيا (فيديو)
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
مع تصاعد الاتهامات لرحل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك بالتدخل في السياسة الداخلية لبريطانيا ودول أوروبية أخرى عبر دعمه اليمين المتطرف، رصدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حجم المعلومات غير الصحيحة عن بريطانيا التي يروجها ماسك خلال أسبوع واحد فقط.
وأشار تقرير لخدمة التحقق في "بي بي سي" اطلعلت عليه "عربي21"، إلى ما نشره ماسك الأسبوع الممتد من 1 إلى 7 كانون الثاني/ يناير الجاري، حيث نشر حسابه على منصة إكس خلال الفترة نحو 120 منشورا عن بريطانيا وفضيحة عصابات الاستغلال الجنسي للفتيات، حيث ارتفع عدد منشوراته بشكل حاد في الأسابيع الماضية.
وفي 6 كانون الثاني/ يناير هاجم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر؛ ماسك دون أن يسميه، وقال: "أولئك الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة لا يهتمون بالضحايا، بل هم مهتمون بأنفسهم فقط"، مشددا على أن مثل هذه الممارسات تُستخدم لأغراض شخصية ولا تأخذ بعين الاعتبار معاناة المتضررين. وأضاف ستارمر: "لن أتسامح مع هذه الاتهامات الكاذبة"، مؤكدا أن الادعاءات الموجهة إليه "مبنية على أكاذيب".
ويشير ستارمر إلى هجوم ماسك عبر منصة "إكس" عليه، حيث دعاه إلى الاستقالة والمثول أمام المحكمة، متهما إياه بأنه "شريك في جرائم جنسية ارتكبت ضد قاصرات في شمال إنجلترا منذ عقود".
وكتب ماسك: "خلال فترة رئاسته للنيابة العامة الملكية لمدة ست سنوات، كان ستارمر متواطئا في اغتصاب قاصرات.. يجب إقالته ومحاكمته بتهمة التواطؤ في واحدة من أبشع الجرائم الجماعية في تاريخ بريطانيا".
يذكر أن كير ستارمر، الذي تولى رئاسة الحكومة البريطانية في تموز/ يوليو 2024، شغل منصب رئيس مكتب الادعاء العام بين عامي 2008 و2013.
وخلص تحقيق في عام 2014 إلى أن 1400 فتاة على الأقل تعرضن للاستغلال الجنسي في روشديل وروذرهان وأولدهام، بشمال إنجلترا، بين عامي 1997 و2013. ويزعم ماسك أن وزارة الداخلية في حكومة جوردن براون عرقلت التحقيقات التي اتهم فيها رجال من أصول باكستانية.
وحللت بي بي سي منشورات ماسك في 6 كانون الثاني/ يناير (على مدى 24 ساعة)، فكان هناك 153 منشورا على حساب ماسك، بينها كُتب من قبل ماسك نفسه أو ما أعاد نشره لآخرين. 33 في المئة عن السياسة الأمريكية، و48 في المئة منها عن بريطانيا، تقريبا كلها حول قضية عصابات الاستغلال الجنسي. وهذه المنشورات تتضمن سلسلة من المعلومات غير الصحيحة.
وأورد تقرير بي بي سي أربعة أمثلة على مزاعم ماسك غير الصحيحة، بينما يستمر ماسك بالنشر حول بريطانيا.
ففي صباح الاثنين زعم ماسك أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق (العمالي) "جوردن براون باع الفتيات الصغيرات مقابل الأصوات الانتخابية"، ولاحقا كتب: "ستارمر متورط بشدة في الاغتصاب الجماعي مقابل الأصوات الانتخابية.. هذا ما يمكن أن يظهره التحقيق"، في إشارة إلى الفترة التي كان يرأس فيها ستارمر مكتب الادعاء العام.
وتعلق بي بي سي بأنه لا دليل على أن "جوردن براون أو ستارمر عمدا إلى عرقلة العدالة من أجل مكاسب سياسية أو لأي سبب سياسي آخر".
وفي ذات اليوم أعاد ماسك نشر صورة لمنشور يتضمن ما يُزعم أنها قائمة بالنواب البريطانيين الذين صوتوا ضد ترحيل المتهمين بالاغتصاب، حيث يصفهم المنشور بأنهم "شياطين" ودعا لاعتقالهم، مضيفا: "إننا نتعرض للغزو". وقد علق ماسك على المنشور بعبارة "غير مبرر".
لكن بي بي سي توضح أن الأمر لا يتعلق بتصويت في البرلمان، بل الأمر يرتبط رسالة تم توقيعها من مجموعة من النواب عام 2020 حول خطة لترحيل نحو 50 شخصا من جامايكا صدرت بحقهم أحكام قضائية في جرائم مختلفة، بينها الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي. فقد أراد النواب تأجيل حتى صدور التقرير المتعلق بفضيحة ويندراش (محاولة ترحيل مئات الأشخاص من أصول مهاجرة وصلوا إلى بريطانيا قبل عقود)، حيث كانت هناك مخاوف لدى النواب الموقعين من ترحيل مرتكبي الجرائم من المولودين في الخارج ممن جاؤوا إلى بريطانيا عندما كانوا أطفالا.
وبعد ظهر الاثنين أيضا، أشار ماسك إلى وصف ستارمر في وقت سابق؛ ترامب بأنه عنصري وأنه على الحكومة البريطانية أن تفعل كل شيء لوقفه، أو "عندما أرسل ستارمر إلى أعضاء حزب العمال البريطاني للقيام حملة في الولايات المتحدة ضد الرئيس ترامب هذا العام"، بحسب ماسك.
وتقول بي بي سي إنها لم تعثر على أي دليل يؤكد المزاعم عن وصف ستارمر لترامب بأنه عنصري.
والاثنين الماضي أصدر قاض بريطاني حكما بالسجن لسبع سنوات على أندرو ماكنتاير لاتهامه بنشر معلومات مضللة أدت لتفجر أحداث عنف دامية قادها اليمين المتطرف واستهدفت المسلمين وغير البيض في بريطانيا في تموز/ حزيران وآب/ أغسطس 2024.
وعلق ماسك على الحكم قائلا: "سبع سنوات بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. من أصدر الحكم يستحق هو نفسه السجن".
وتعلق بي بي سي: "هذا مضلل.. منشورات ماكنتاير تضمنت تحريضا لمهاجمة المسلمين واليهود وغير البيض. وأنشأ على تيلغرام مجموعة استخدمت لتنسيق أحداث الشغب في ساوثبورت وشارك عدة أهداف (لمهاجمتها) من المخربين. وعدما اعتقل كان يحمل سكينا، وبعد تفتيش منزله عثر على أسلحة ونسخة من كتاب هتلر؛ كفاحي. إنها ليست سبع سنوات من أجل من منشورات على التوصل الاجتماعي، إنها سبع سنوات بسبب التحريض على العنف والفوضى والتخريب الجنائي وحيازة سكين في مكان عام".
وقُتل طفلان وأصيب 11 شخصا بينهم ستة أطفال بجروح في هجوم بسكين في ساوثبورت في شمال إنجلترا، في 29 تموز/ يوليو الماضي. بعدها بدأت أعمال عنف من أنصار اليمين المتطرف، إثر انتشار العديد من المنشورات الكاذبة على الإنترنت التي تزعم أن المعتدي هو مهاجر مسلم، لكن تبين أنه مولود في بريطاني لأبوين غير مسلمين مهاجرين من رواندا.
والاثنين أيضا، وتعليقا على فضيحة عصابات الاستغلال الجنسي، كتب ماسك: "غير مقبول مطلقا".
وتقول بي بي سي: "لا أحد يختلف مع ذلك، لكن ماسك يعزز تصاعد المعلومات المضللة وغير الصحيحة. مخاوفه حول الموضوع لا تصل به إلى ليكون صادقا عندما يشير إليها.
— Ashok Swain (@ashoswai) January 11, 2025
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إيلون ماسك المعلومات بريطانيا ستارمر المضللة بريطانيا معلومات إيلون ماسك ستارمر اكس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غیر الصحیحة عن بریطانیا بی بی سی
إقرأ أيضاً:
ترمب ينفي مناقشة اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية
صراحة نيوز- نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الثلاثاء، أن يكون قد ناقش مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خطة بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل، ما لم تقدم إسرائيل على خطوات لتحسين أوضاع الفلسطينيين.
وكان ستارمر قد أعلن في وقت سابق من اليوم ذاته أن بلاده مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، وذلك في ظل تنامي الغضب الشعبي إزاء مشاهد الأطفال الجائعين في غزة.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من اسكتلندا إلى الولايات المتحدة، أكد ترمب: “لم نناقش هذا الأمر مطلقاً”، مضيفاً أن “الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون بمثابة مكافأة لحركة حماس”. وتابع قائلاً: “إذا قمتم بذلك، فأنتم تكافئون حماس. لا أعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح”.
وحول الأوضاع الإنسانية في غزة، أشار ترمب إلى أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات مالية لدعم الغذاء في القطاع، مؤكداً حرصه على ضمان إنفاق تلك الأموال بشكل مسؤول. وقال: “أريد التأكد من أن الأموال تُصرف بحكمة، وأن الطعام يُوزع بشكل عادل وسليم”.
وفي خطوة تعكس تحوّلاً كبيراً في السياسة البريطانية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أوضح ستارمر أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ما لم تلتزم إسرائيل بشروط خطة سلام بريطانية مكونة من ثماني نقاط.
وتتضمن الخطة البريطانية دعوة إسرائيل إلى اتخاذ “خطوات عملية” لإنهاء الأزمة في غزة، ووقف إطلاق النار، والامتناع عن ضم أراضٍ في الضفة الغربية، إلى جانب الانخراط في عملية سلام شاملة وطويلة الأمد.
وأفادت صحيفة الغارديان بأن ستارمر أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل إعلان خطته، مؤكداً في الوقت ذاته أن لا تكافؤ بين إسرائيل وحماس. وشدد على ضرورة أن تقوم الأخيرة بإطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاحها، والتوقيع على وقف إطلاق النار، والقبول بعدم المشاركة في أي حكومة مستقبلية في غزة.
وقال ستارمر: “سنقوم بتقييم مدى التزام الأطراف بهذه الخطوات في سبتمبر. لا ينبغي لأحد أن يعتبر نفسه قادراً على تعطيل قرارنا”.
وتتعرض حكومة حزب العمال لضغوط متزايدة من الداخل لاتخاذ خطوات أكثر حزماً، في ظل تزايد السخط الشعبي البريطاني نتيجة الأوضاع المأساوية في غزة. وأوضح ستارمر أن تدهور الوضع الإنساني، والذي “يتفاقم يوماً بعد يوم”، هو أحد الأسباب التي دفعت الحكومة لتحديد موعد محتمل للاعتراف بفلسطين، خاصة مع تراجع فرص تحقيق حل الدولتين.
وأضاف: “لقد طالبنا منذ مدة بزيادة حجم وسرعة إيصال المساعدات إلى غزة. الوضع الآن مأساوي تماماً، ولهذا السبب اتخذت هذا القرار بشأن الاعتراف بفلسطين وحل الدولتين”.
وأشار إلى أن بريطانيا تعمل مع الأردن لإيصال المساعدات الإنسانية جواً، في ظل صعوبة دخولها عبر المعابر البرية.
وكانت صحيفة الغارديان قد كشفت الأسبوع الماضي أن ستارمر واجه ضغوطاً من وزراء في حكومته لاتخاذ خطوة فورية تجاه الاعتراف بدولة فلسطين، وسط تصاعد الاستنكار الدولي للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تطال المدنيين في غزة.
ورغم أن الاعتراف البريطاني سيكون رمزياً إلى حد كبير – على غرار الموقف الفرنسي – فإنه قد يسهم في زيادة الضغط الدبلوماسي لإيجاد حل للنزاع، خاصة في ظل ما وصفته وكالة أسوشيتد برس بـ”الموافقة الضمنية” من قبل ترمب، رغم نفيه مناقشة المسألة.