تايمز: رصد مسيّرات فوق قواعد جوية ألمانية يثير مخاوف من روسيا
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن ما يصل إلى 10 مسيرات رُصدت في المجال الجوي المحظور فوق موقع اختبار للقوات الجوية الألمانية في بافاريا يوم الأحد، وسط مخاوف متزايدة من التجسس الروسي على المنشآت العسكرية في أوروبا.
واستبعدت الشرطة الألمانية، التي فشلت مروحيتها في العثور على المسيرات، إمكانية أن تكون هذه المسيرات المرصودة فوق مطار مانشينغ مدنية، لأنها بدت مختلفة عن الطائرات المتاحة تجاريا، كما أن مداها أطول.
وقال متحدث باسم مكتب شرطة ولاية بافاريا الجنائية "مع وجود 10 مسيرات، لا يمكن أن نفترض أن ذلك مجرد شخص يجرب إرسال هدية عيد الميلاد. فإذا كانت مسيرات عسكرية حقا، فقد تم إطلاقها من خارج ألمانيا. ومعلوم أن 10 مسيرات يمكن التحكم فيها بواسطة طيار واحد".
وتحقق الشرطة أيضا في مشاهدات لطائرات مسيرة فوق مطار في نيوبورغ آن دير دوناو، على بعد حوالي 19 كيلومترا من النقطة التي يراقب منها الجناح التكتيكي الجوي الـ74 التابع للقوات الجوية الألمانية المجال الجوي في جنوب ألمانيا بطائرات يوروفايتر.
فرضية التجسسوقالت الشرطة إنها لا تستطيع استبعاد أن المواقع كانت تخضع للتجسس "في سياق حرب روسيا مع أوكرانيا"، وطالبت الجمهور بالإبلاغ عن أي مشاهدات "لأشخاص أو مركبات مشبوهة" قرب الموقعين.
إعلانوذكرت الصحيفة أن طائرة يوروفايتر تايفون تضررت بعد اصطدامها بمسيرة أثناء هبوطها في مانشينغ قبل أشهر، كما تم رصد مسيرات قرب القاعدة الجوية الأميركية في رامشتاين، وكذلك فوق موقع صناعي في برونسبوتيل، حيث محطة للغاز الطبيعي والعديد من المصانع الكيميائية.
ووجهت ألمانيا اتهامات لرجلين اعتقلا في أبريل/نيسان -حسب الصحيفة- بالتجسس لصالح روسيا والتخطيط لأعمال تخريب لتقويض الدعم العسكري لأوكرانيا، وهما متهمان باستكشاف أهداف محتملة للهجمات، بما في ذلك منشآت للقوات المسلحة الأميركية المتمركزة في ألمانيا.
تعديل القانونوألقي القبض على امرأة صينية في أكتوبر/تشرين الأول بتهمة التجسس على منشآت صناعة الدفاع، كما أطلقت الشرطة تحقيقا ضد رجل صيني اتهم بالتقاط صور في قاعدة بحرية على ساحل بحر البلطيق في ألمانيا.
وتخطط الحكومة الألمانية -حسب مجلة دير شبيغل- للرد على ارتفاع حالات التجسس الروسي المشتبه فيها بتعديل قانون أمن الطيران للسماح لقواتها المسلحة بإسقاطها، بعد أن كانت تستخدم أجهزة إرسال تشويش لتعطيل الطائرات المسيرة، لكن النماذج الحديثة مقاومة لهذه التكنولوجيا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب يطلق ممر القوقاز وسط مخاوف من تداعياته الجيوسياسية
كشفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشروع ممر تجاري جديد في جنوب القوقاز، يحمل اسم "طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي" (TRIPP)، في إطار اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا، لكن محللين أشاروا إلى أن المكاسب المعلنة قد تبقى محدودة في ظل تعقيدات المنطقة وصراع الممرات التجارية العالمية.
وبحسب ما أوردته وكالة بلومبيرغ، يربط الممر عبر الأراضي الأرمنية بين أذربيجان وأحد جيوبها المتاخمة لتركيا غربا، وهو ما كانت يريفان ترفضه سابقا باعتباره "خرقا لسيادتها". غير أن الدعم الأميركي للمشروع وتوقيعه في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذري إلهام علييف، سهّل تمريره.
ووصفت بلومبيرغ الاتفاق بأنه "انتكاسة لروسيا وإيران"، مشيرة إلى أن واشنطن تراهن على "عائدات سلام كبيرة" في منطقة شهدت حروبا متكررة، آخرها خلال السنوات القليلة الماضية. لكن التقرير لفت إلى أن تحقيق تلك العوائد يتطلب "انخراطا أميركيا مستمرا يتجاوز مراسم التوقيع".
تركيا الرابح الأكبرووفق تقديرات بلومبيرغ إيكونوميكس، قد تجني تركيا نحو 4 مليارات دولار سنويا من المشروع، منها 3 مليارات من التجارة المباشرة مع أرمينيا، ومليار إضافي من الممر ذاته.
وأشار محللون إلى أن أنقرة، التي أغلقت حدودها مع يريفان منذ تسعينيات القرن الماضي، ستستعيد قناة تجارية جديدة تعزز نفوذها الإقليمي.
لكن بلومبيرغ شددت على أن الممر، المعروف أيضا باسم "ممر زانغيزور"، لا يتجاوز طوله 30 ميلا، وسيكون جزءا صغيرا من شبكة أوسع من الممرات البرية بين آسيا الوسطى وأوروبا.
ومن بين هذه الشبكات "الممر الأوسط" البالغ طوله 4 آلاف ميل بين الصين وأوروبا، و"الممر الشمالي" الذي يمر عبر روسيا الخاضعة لعقوبات، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تدفع بها موسكو وطهران وأنقرة وبغداد.
سباق الممرات ومأزق واشنطنورأت بلومبيرغ أن إطلاق المشروع يأتي في سياق "سباق عالمي على الممرات" بفعل إعادة رسم خريطة التجارة الدولية تحت تأثير الحروب التجارية وصراع القوى الكبرى. وذكّرت بأن الصين استثمرت أكثر من تريليون دولار في مبادرة "الحزام والطريق"، فيما عجزت واشنطن عن تقديم بديل اقتصادي مغرٍ، رغم طرحها قبل عامين ممر "الهند-الشرق الأوسط-أوروبا" (IMEC) الذي لم يتجاوز حتى الآن مرحلة التخطيط.
إعلانوأضاف التقرير أن موقع إسرائيل كطرف في مشروع "الهند-الشرق الأوسط-أوروبا"، إلى جانب الحرب في غزة والهجمات على لبنان وإيران وسوريا، فضلا عن فرض ترامب رسوما جمركية على الهند، كلها عوامل أضعفت جدوى المشروع الأميركي السابق.
تحديات الكلفة والقدرة التنافسيةوحذّرت بلومبيرغ من أن الممرات البرية مثل "طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي" تواجه معضلة الكلفة مقارنة بالنقل البحري الأرخص، فضلا عن مشاكل البنية التحتية والتنسيق، مستشهدة بتقرير للبنك الدولي عام 2023 أكد أن حركة الشحن في "الممر الأوسط" يمكن أن تتضاعف 3 مرات بحلول 2030 لكنها ستبقى "جزءا صغيرا" من تجارة الصين وأوروبا.
كما أشارت الوكالة إلى أن "الرهانات الكبيرة" على الممر الجديد قد تصطدم بواقع سياسي واقتصادي معقد، إذ لا تزال مناطق العبور عرضة للتوترات، والمشاريع البديلة تتقدم على الأرض بينما يظل الكثير من الخطط الأميركية "حبرا على ورق".