تناولنا فى المقالات السابقة أن عودة ترامب تعلن عن تبعثر أوراق الاقتصاد العالمى خاصة فى الدول العربية، بسبب السياسات الخاصة المرتبطة مع الولايات المتحدة الأمريكية. والتى انخرطت فى صراعات مدتها 231 عامًا من أصل 248 عامًا من وجودها، واستنادًا على شعار ترامب"أمريكا أولًا"، فإن توجهاته تعكس هذا الشعار. وفى هذا السلسلة من المقالات سوف نتناول تأثير ذلك على الدول العربية بصورة منفردة، وفى هذا المقال سوف نتناول الأثر الاقتصادى على الجانب الليبى، خاصة وأن إعادة فوز ترامب يفتح التكهنات حول دور الولايات المتحدة فى ليبيا، فى ظل السياسات المتغيرة، التى أن يتبناها الرئيس الجمهورى فى تعاطيه مع الأزمات العالمية والإقليمية، خاصة أن ليبيا تمثل نقطة اشتباك رئيسية بين القوى الدولية والإقليمية، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، فضلًا عن التدخلات الإقليمية مثل تركيا، وتزداد أهمية هذه القضية فى ظل التحولات الداخلية فى ليبيا والصراع المستمر بين الأطراف المختلفة، بعد استهداف ليبيا زيادة إنتاجها من النفط الخام لتصل إلى 1.

3 مليون برميل يوميًا، بزيادة 96 ألف برميل، وامتلاكها احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، ولديها بالتالى واحد من أعلى مستويات نصيب الفرد من إجمالى الناتج المحلى فى إفريقيا. وهو ما عجل إعلان الخطوط الجوية الإيطالية (إيتا) استئناف رحلاتها المباشرة إلى العاصمة الليبية، هذا الأسبوع لتصبح أول شركة طيران من دولة كبرى فى غرب أوروبا تتخذ هذه الخطوة بعد انقطاع دام 10 سنوات بسبب الحرب فى ليبيا، ولكن ما يجب التخوف منه هو احتمال اقتراب ليبيا من خطر الانزلاق تجاه "نفق فنزويلا"، التى دخلت فى أزمة اقتصادية منذ 2013 أدت إلى انهيار العملة المحلية وارتفاع الدين العام وازدياد البطالة بسبب عدم تنوع مصادرها واعتمادها على النفط فقط، خاصة أن البلدين يعتمدان على النفط كمصدر اقتصادى. ويزيد من هذا الهاجس انخفاض إيرادات النفط فى ليبيا فى عام 2024 بنحو 23%، مسجلة 15.50 مليار دولار بعدما كانت فى حدود 20.45 مليار فى 2023، كما أدى تراجع عائدات النفط إلى تراجع صافى العجز فى النقد الأجنبى إلى 5.2 مليار دولار. ولكن الملفت للنظر أنه منذ بداية الأزمة الليبية، اتبعت الولايات المتحدة عدة إستراتيجيات تنوعت بين الدبلوماسية والضغط العسكرى، والضغط الدولى عبر الأمم المتحدة، والواضح، أن إدارة ترامب لن تتخلى عن دورها فى ليبيا بسهولة، حيث كان الوجود الأمريكى فى صلب المفاوضات بين الأطراف المحلية حاضرًا، وما يدعم ذلك هو التوسع الصينى فى مشاريع إعادة الإعمار فى شرق ليبيا، لذا فإن عودة الشركات الصينية للمشاركة فى إعادة إعمار البنية التحتية الليبية قد تشكل تحديًا إستراتيجيًا للولايات المتحدة، خاصة فى ظل منافستها الاقتصادية مع الصين، وفى هذا السياق، ستسعى إدارة ترامب إلى ضمان عدم تحول ليبيا إلى ساحة للتنافس الاقتصادى الدولى، حيث يمكن أن يشهد الوضع الليبى تحولًا نحو صراعات بالوكالة بين القوى الكبرى، فقد تركز الولايات المتحدة على ضمان أن أى مشاريع إعمار فى ليبيا تتم تحت إشراف دولي، وهو ما يؤكده معظم خبراء الاقتصاد، بما فى ذلك فى صندوق النقد الدولى ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية والمفوضية الأوروبية، بتوقع نمو أقوى فى الولايات المتحدة مقارنة بأوروبا فى عام 2025. وما نود أن نشير إليه أن هناك شكوكًا فى إمكانية تحقيق تحول كبير، فى السياسات الأمريكية، وأن الشرق الأوسط يمر بمرحلة حرجة، تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتهدئة الأوضاع وضمان عدم توسع الصراعات، خاصة فى ليبيا. وللحديث بقية إن شاء الله.

 

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لعل وعسى المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب ٧ ١٠ د علاء رزق المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية الولایات المتحدة فى لیبیا

إقرأ أيضاً:

بدء تنفيذ قرار ترامب بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة

واشطن

شرعت الولايات المتحدة، صباح الاثنين، في تطبيق قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع دخول مواطني 12 دولة، وذلك في إطار سياسات الهجرة المشددة التي تنتهجها الإدارة الأميركية لحماية الأمن القومي.

ويشمل الحظر الكامل مواطني كل من: إيران، ليبيا، الصومال، السودان، اليمن، أفغانستان، ميانمار، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، وهايتي.

إلى جانب ذلك، فُرضت قيود محدودة على مواطني سبع دول أخرى، هي: بوروندي، كوبا، لاوس، سيراليون، توغو، تركمانستان، وفنزويلا، وتتمثل في تشديد إجراءات منح التأشيرات أو تقييد بعض أنواعها.

وأوضح ترامب أن هذه الخطوة تأتي بسبب ما وصفه بـ”التهديدات الأمنية” التي تمثلها تلك الدول، مشيرًا إلى انتشار جماعات إرهابية داخلها، وعدم تعاون حكوماتها مع واشنطن في مجال تبادل المعلومات الأمنية. كما أشار إلى أن مواطني هذه الدول يُظهرون معدلات مرتفعة للبقاء في الأراضي الأميركية بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم، إضافة إلى ضعف في إجراءات التحقق من الهوية والملفات الجنائية.

وأكدت الإدارة الأميركية أن هذا القرار يستند إلى تقارير أمنية وإدارية، وهدفه ضمان أن يكون دخول الأفراد إلى البلاد خاضعًا لأعلى معايير السلامة والتدقيق.

مقالات مشابهة

  • صعود أسعار النفط لأعلى مستوى في أكثر من شهر
  • عضوة الحزب الجمهوري الأمريكي: الفوضى في كاليفورنيا قد تمتد لباقي الولايات الأمريكية
  • أهم الولايات الأمريكية تغرق في حرب الشوارع .. مظاهرات لوس أنجلوس تتسع إشتعالا وترامب يهدد بإرسال المارينز وحاكم كاليفورنيا يهدد بمقضاته
  • محادثات تجارية في لندن بين الولايات المتحدة والصين
  • بدء تنفيذ قرار ترامب بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة
  • الصين توافق على تصدير بعض المعادن النادرة قبل المحادثات مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس
  • الولايات المتحدة تلغي “الإعفاء من التأشيرة” لزوار ليبيا
  • أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب مع استئناف المحادثات الصينية الأمريكية
  • عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة تحت نيران ترامب