أكد الإعلامي إبراهيم عيسى أن التغييرات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، تفرض على مصر العمل على تعزيز استقرارها وتحصين واقعها الداخلي.

 وأوضح عيسى، خلال تقديمه برنامج "حديث القاهرة" على شاشة "القاهرة والناس"، أن مصر بحاجة إلى حالة من التأكيد على استقرارها ومناعتها ضد أي تهديدات داخلية أو خارجية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة.


وأشار إلى أن استقرار المجتمع المصري يعتمد على بناء الصلابة الداخلية، من خلال تعزيز المؤسسات الوطنية وتقوية الروابط الاجتماعية، لتكون مصر قادرة على مواجهة أي اضطرابات محتملة.

التربص الإخواني والتحديات الأمنية

تطرق إبراهيم عيسى إلى التحدي المستمر الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين، مشددًا على أن محاولاتهم للنيل من أمن واستقرار مصر لم تتوقف. وقال: "الإخوان دائمًا في حالة تربص مستمر ومستعدون لاستغلال أي فرصة لإحداث الفوضى وزعزعة الأمن".

 وأكد أن هذه الجماعة تسعى إلى استجلاب الإرهابيين واستغلال اللحظات الحرجة لضرب مقومات الدولة المصرية.

الوعي المجتمعي في مواجهة الفوضى

وأوضح عيسى أن هناك تصورًا خاطئًا لدى البعض بأن الحرية تعني الفوضى والانفلات، مشيرًا إلى أن هذا التصور يسعى إلى تفكيك المؤسسات بدلاً من تعزيزها. 

وأضاف: "ليس هناك أي دولة في العالم، خاصة تلك ذات الطابع شبه الديني، قادرة على تحقيق الحرية والديمقراطية الحقيقية، لأن الحرية تستلزم نظامًا مستقرًا ومؤسسات قوية".

الحفاظ على استقرار مصر مسؤولية الجميع

اختتم عيسى حديثه بالتأكيد على أن تحصين المجتمع المصري مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع. ودعا إلى توحيد الجهود للحفاظ على استقرار مصر في مواجهة التحديات الإقليمية ومحاولات الفوضى الداخلية، مشددًا على أهمية تعزيز المؤسسات الوطنية وترسيخ قيم الوحدة والوعي الوطني.


وأكد أن مصر، بتاريخها وشعبها، قادرة على تجاوز أي تحدٍ إذا ما تم تعزيز الصلابة الداخلية والاستقرار السياسي والاجتماعي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط المستويات السياسية الوعي المجتمعي المزيد

إقرأ أيضاً:

محمد بن عيسى دبلوماسي ومثقف مغربي حوّل مدينته إلى قبلة ثقافية

سياسي ودبلوماسي ورجل ثقافة مغربي، ارتبط اسمه بمسقط رأسه شمال المملكة بمدينة أصيلة، التي حوّلها إلى قبلة ثقافية وفنية ظلت منذ عام 1978 تجذب سنويا أبرز الوجوه السياسية والفكرية والإعلامية من مختلف أنحاء العالم إلى موسمها الصيفي للحوار والنقاش حول شؤون الساعة.
درس بن عيسي في المغرب ومصر والولايات المتحدة واشتغل في هيئات عدة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، قبل أن يعود إلى المغرب لينخرط في العمل السياسي بانتخابه عضوا في البرلمان ولرئاسة بلدية أصيلة.

تولى بن عيسى منصب وزير الثقافة مطلع تسعينيات القرن الـ20 قبل أن يُعيَّن سفيرا للمملكة المغربية لدى الولايات المتحدة. وفي 1999، أسندت إليه وزارة الخارجية التي قادها نحو 8 أعوام، وتفرغ بعدها بالكامل لشؤون مدينة أصيلة والإشراف على موسمها الثقافي السنوي، حتى وفاته عام 2025.

المولد والنشأة

وُلد محمد بن عيسى في الثالث من يناير/كانون الثاني 1937 بمدينة أصيلة شمال المغرب، حيث نشأ في كنف أسرة يغلب عليها الطابع الديني والصوفي. وبدأ تعليمه في المدرسة القرآنية التي تعرف في المغرب بالمسيد (الكتّاب).

فقد والده في سن مبكرة، فتعلّق بجدته التي لعبت دورا محوريا في تنشئته. وينحدر بن عيسى من سلالة الشيخ الكامل، أحد رموز التصوف، الذين وفدوا إلى أصيلة من مدينة مكناس في عهد السلطان إسماعيل بن الشريف الذي حكم المغرب بين عامي (1672–1727). وقد أسس أحفاده فرعا محليا لزاوية عيساوة الصوفية في المدينة، ولهم مقبرة جماعية خاصة.

تزوج بن عيسى من سيدة أميركية وأنجبا بنتا وانتهت تلك العلاقة بالطلاق، وتزوج لاحقا من سيدة مغربية ورُزق منها بأربعة أبناء.

وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط (يمين) مع محمد بن عيسى بجامعة الدول العربية بالقاهرة عام 2007 (رويترز) الدراسة والتكوين

تابع بن عيسى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدينة أصيلة، قبل أن ينتقل عام 1952 إلى مدينة فاس لمتابعة دراسته الثانوية، ثم إلى العرائش ومنها إلى تطوان شمال المغرب. وفي تلك المرحلة، برز شغفه بالمسرح، وشارك في عروض فرق الهواة في كل من العرائش وطنجة.

إعلان

وفي 1954 سافر إلى الإسكندرية بمصر لاستكمال دراسته الثانوية، لكن مع تعرض مصر للعدوان الثلاثي عام 1956 اضطر للعودة إلى المغرب، وبدأ مسيرته المهنية بالعمل مذيعا في إذاعة "أفريقيا المغرب" بمدينة طنجة التي كانت تصنف آنذاك مدينة دولية. أمضى بن عيسى سنة كاملة في ذلك العمل قبل أن يعود إلى مصر ويتم دراسته الثانوية. بعد ذلك عاد للمغرب واستأنف العمل بالإذاعة نفسها.

في 1960 حصل بن عيسى على منحة لدراسة التمثيل بإيطاليا، لكن ظروفا طارئة حالت دون سفره، فاتجه إلى القاهرة لدراسة الصحافة وأمضى هناك عاما دراسيا واحدا.

لاحقا انتقل إلى الولايات المتحدة بعد حصوله على منحة دراسية، ونال شهادة البكالوريوس في علوم الاتصال من جامعة مينيسوتا عام 1963 ثم حصل على دبلوم الاتصال السمعي البصري من جامعة كولومبيا عام 1964 وذلك بدعم من منحة قدمتها مؤسسة روكفلر.

الرئيس الأميركي جورج بوش الابن (يمين) مع محمد بن عيسى في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض عام 2001 (رويترز) المسار المهني

بعد تخرجه من جامعة مينيسوتا، عمل بن عيسى في مستهل مشواره المهني ملحقا إعلاميا بالبعثة المغربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين عامي 1963 و1965، ثم عمل في دائرة الإعلام بالأمم المتحدة واللجنة الاقتصادية لأفريقيا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

كما التحق بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وتولى منصب مستشار إقليمي في الإعلام بأفريقيا وتحديدا في العاصمة الغانية أكرا، قبل أن يشغل منصب رئيس قسم الاتصال في مقر المنظمة الرئيسي بالعاصمة الإيطالية روما، ثم أصبح مدير دائرة الإعلام بالمنظمة نفسها، وبقي في ذلك المنصب حتى عام 1976 الذي شهد نهاية تجربته المهنية في هياكل الأمم المتحدة.

المسار السياسي

عاد بن عيسى إلى المغرب عام 1976 وانخرط في العمل السياسي وانتُخب مستشارا في المجلس البلدي لمدينة أصيلة، ثم نائبا برلمانيا عام 1977، وانتخب عام 1983 رئيسا لبلدية أصيلة وظل في ذلك المنصب المحلي حتى وفاته يوم 28 فبراير/شباط 2025.

كان بن عيسى من أوائل أعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار، المقرب من السلطة، ومع نشأة الحزب ترأس إدارة الجريدتين الناطقتين باسم الحزب، "الميثاق الوطني" (بالعربية) و"المغرب" (بالفرنسية).

فاز بن عيسى في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بعضوية مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان المغربي) عن حزب الأصالة والمعاصرة المشارك في الائتلاف الحكومي.

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد (يسار) يستقبل محمد بن عيسى في طهران منتصف عام 2006 (رويترز) مناصب حكومية ودبلوماسية تولى بن عيسى منصب وزير الثقافة بين عامي 1985 و1992. وفي عام 1993، تمّ تعيين بن عيسى سفيرا للمملكة المغربية لدى الولايات المتحدة الأميركيّة وظل في ذلك المنصب إلى غاية أبريل/نيسان 1999. أسندت إلى بن عيسى وزارة الشؤون الخارجية في أبريل/نيسان 1999 بانضمامه إلى حكومة التناوب التي كان يقودها عبد الرحمن اليوسفي، وذلك قبل أشهر قليلة من وفاة الملك الحسن الثاني في 23 يوليو/تموز 1999. بقي بن عيسى على رأس الدبلوماسية المغربية في عهد الملك الجديد محمد السادس إلى غاية أكتوبر/تشرين الأول 2007. إعلان بن عيسى وأصيلة

ارتبط اسم محمد بن عيسى بمدينة أصيلة التي ولد وترعرع فيها، فبعد أن أصبح في مجلسها البلدي عام 1977 أسس في العام الموالي "جمعية المحيط الثقافية" وإطلاق موسم أصيلة الثقافي التي تحول إلى مناسبة ثقافية صيفية تستقطب الكتاب والساسة وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.

ورغم مسؤولياته الوزارية والدبلوماسية، كان بن عيسى حريصا على إنجاح المهرجان بحضوره شخصيا كل الدورات وإشرافه المباشر واللصيق على كل الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية.

وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى مع نظيرته النمساوية أورسولا بلاسنيك في مكتبها بفيينا عام 2006 (رويترز)

وطوّر بن عيسى هيكلية المهرجان لضمان استمراريته ونجاعته بإنشاء "منتدى أصيلة عام 1997، ليحل محل "جمعية المحيط الثقافية" وتولى موقع الأمين العام للمنتدى الذي زاد إشعاعه في احتضان النقاشات العميقة والجريئة حول مختلف شؤون الساعة إقليميا ودوليا.

وأثبت بن عيسى طيلة أكثر من 4 عقود، أن للثقافة دورا في تحقيق التنمية المحلية وفي تعزيز العلاقات الدولية وتعميق الحوار، ووظف إشعاع المهرجان في خدمة المدينة وسكانها وفي خدمة المغرب وصورته الثقافية.

وظل بن عيسى مهتما بشؤون موسم أصيلة الثقافي حتى اللحظات الأخيرة من عمره إذ أسهم في وضع برنامج مفصل للدورة الـ46 لعام 2025 .

الأوسمة والتكريمات

حصل بن عيسى على جوائز عدة تكريما لدوره الثقافي والدبلوماسي، منها:

 جائزة الآغا خان للهندسة المعمارية لمشروع التنمية الحضرية لمدينة أصيلة عام 1989. ميدالية بيرو البلدية عام 2003. جائزة رجل السنة الثقافية من مؤسسة الفكر العربي عام 2003. جائزة الشيخ زايد (شخصية العام الثقافية) عام 2008. جائزة الإنجاز في دبلوماسية حل الصراعات وحقوق الإنسان من مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام في مصر عام 2022. كان عضوا في العديد من المؤسسات الفكرية مثل منتدى الفكر العربي (الأردن)، ومجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، ومركز البحرين للدراسات الإستراتيجية. وسام العرش (المغرب) من درجة ضابط كبير عام 2008. دكتوراه فخرية في القانون من جامعة مينيسوتا عام 2007، تقديرا لإسهاماته في مجالات الثقافة والدبلوماسية. درع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلو (ألكسو) عام 2019، تكريما وتقديرا لدوره التنظيمي في موسم أصيلة السنوي. "جائزة مسيرة العطاء" عن مؤسسة الفكر العربي عام 2014. جائزة "الإنجاز الثقافي والعلمي" عام 2021 عن مؤسسة "سلطان بن علي العويس الثقافية". الوفاة

توفي بن عيسى في 28 فبراير/شباط 2025 عن عمر ناهز 88 عاما، في المستشفى العسكري بالعاصمة المغربية الرباط.

مقالات مشابهة

  • الجلاد: إيران قادرة على مواجهة أمريكا وإسرائيل دون الدخول في انتحار سياسي
  • وزير الداخلية الألماني يدعو إلى تعزيز الحماية المدنية في ظل تغير التهديدات
  • ورشة عمل إقليمية لتعزيز مواجهة التحديات البيئية وتحقيق التنمية الزراعية
  • سلاح حزب الله على الطاولة الداخلية: حوار أم مواجهة؟
  • مواجهة التحديات وتحقيق النجاحات المهنية.. توقعات برج الجدي في يوليو 2025 «خاص»
  • مصطفى بكري: «مصر صامدة بشعبها وقيادتها وقادرة على مواجهة التحديات والأزمات»
  • البنك المركزي المصري يثبت أسعار الفائدة ويؤكد التزامه بخفض التضخم تدريجياً
  • «مش قادرة أواجه الواقع».. ريهام حجاج بعد وفاة سامح عبد العزيز
  • محمد بن عيسى دبلوماسي ومثقف مغربي حوّل مدينته إلى قبلة ثقافية
  • وزير الري: نعمل على تعزيز قدرة السواحل الشمالية على مواجهة مخاطر التغيرات المناخية