عثمان جلال: وتحررت عروس المدائن
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
(1) عندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قال الصحابي الجليل انس بن مالك ( لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، ولما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ) . هكذا كان حال السودان عندما سقطت عروس المدائن مدني وحواضر وقرى ولاية الجزيرة على يد تتار العصر مليشيا آل دقلو الارهابية فقد أظلم كل شيء في السودان بل وارتج كل بيت سوداني حزنا ولوعة كيف لا ؟ فأي بيت سوداني له صدى ذكريات وحنين في هذه الولاية الودود الولود ففيها رفاعة مهد تعليم المرأة السودانية وفيها المشروع الزراعي الأول في إفريقيا وفيها حنتوب الجميلة للنيل بادية شامة والهدهد علامة ، وفيها الشباب العامل لوطنه وما داير ثواب، وهاهنا الحب والورد وهاهنا الأمل الغض ، وهاهنا الاحلام سكرى وهاهنا تشكلت ثقافة انسان الوسط بسماحته وكرمه وبشاشته ومروءته ونبله وحزمه ووقاره وكبرياءه
وفي الضيفان يهوش سكينو دايما حمرة وبي كأس ما عبر لبنو بجيك بالعمرة
(2)
لذلك عندما اقتحم لصوص آل دقلو أحياء العاصمة الخرطوم زحف سكانها إلى مدن وقرى الجزيرة واستقبلهم انسان الجزيرة بالترحاب فهناك يعز غريب الدار ، يحب الضيف بعشا الاطفال، ببليل البشر والايناس إذا ما رق الحال.
جزى الله عنا جعفرا حين أزلفت بنا نعلنا في الواطئين فزلت
أبوا أن يملونا ولو ان أمنا
تلاقي الذي الذي لاقوه منا لملت
هم خالطونا بالنفوس وألجاوا
إلى حجرات أدفات وأظلت.
(3)
كأني بالتاريخ يعيد نفسه فقد تحررت بعزم الرجال الابطال عروس المدائن مدني من دنس المليشيا الارهابية وأضاء كل شيء في السودان ، وعم الفرح والتهليل والتكبير كل بيت سوداني.
هذه الفرحة الجمعية تشكل البدايات الواثقة لبناء اللحمة والهوية القومية السودانوية والتي ستكون نسيج وحدها في التاريخ.
واذا أراد الله أمرا هيا له الاسباب فقد خطط تحالف الشر ، محمد بن زايد وحميدتي وسواقط تقدم دمج الجيش السوداني في مليشيا أسرة آل دقلو ولكن اندمج الشعب السوداني مع جيشه الباسل في معركة الكرامة والتي ستنتهي بتحرير كل شبر وذرة تراب سوداني دنسته المليشيا المجرمة، وهكذا يكون الخير مطويا في الشر ، فالحرب كره ولكن الأمم العظيمة والحضارات الكبرى شيدت نهضتها من لظى الحروب أمريكا واليابان والمانيا وهكذا نحن في السودان من انحنت هاماتنا من حمل أثقال الرزايا وسنخرج من هذه الحرب بجيش مهني قوي عددا وعتادا ومن رحم الشعب السوداني وسنخرج منها بتلاحم إرادة الشعب مع الجيش والتي ستعيد الاعمار وصناعة مشروع النهضة الوطنية المستدامة، وعندها سيحلق السودان شامة بين الدول والامم وهكذا نحن ففاخر بنا.
عثمان جلال
الأحد: 2025/1/12
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: کل شیء
إقرأ أيضاً:
السيد القائد عبدالملك: جيل الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى الرُشد الذي مصدره الله سبحانه وتعالى
قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: الرشد، هو العنوان للدور الذي قام به نبي الله إبراهيم عليه السلام في قومه، يلفت نظرنا نحن هذه الأمة، بل وهذا الجيل من هذه الأمة، الذين نحن في أمسِّ الحاجة إلى الرشد.. حينما يتخبَّط النَّاس في الكثير من مواقفهم، حينما نلحظ في واقع أمتنا الإسلامية غياب الرشد في المواقف، في السياسات، في التوجهات.. فهذه حالة كارثية تعاني منها الأمة، وتدل بشكلٍ قاطع على الحاجة إلى الرشد.
وأضاف السيد القائد خلال محاضرته استكمالا لمحاضرات القصص القرآني، مساء اليوم الأربعاء 1 ذو الحجة 1446هـ الموافق 28 مايو 2025م: الإنسان بحاجة إلى الرشد، والرشد مصدره الله سبحانه وتعالى، كلما ابتعد الناس عن هدى الله سبحانه وتعالى، واعتمدوا على اتِّجاهات أخرى، كما هو سائد في واقع المجتمع البشري.. في مراحل كثيرة من التاريخ، وفي هذا العصر، يعتمدون على جهات ومصادر أخرى: فلاسفة، عباقرة منهم، يتصورونهم عباقرة، ومفكِّرين… وغير ذلك، ثم يحاولون أن يعتمدوا على ما يقدمونه هم من رؤى، من فلسفة، من تصورات، من أفكار.
وقال السيد القائد: في هذا العصر، في المجتمعات الغربية وفي غيرها، المعتمد عندهم رؤى، وأفكار، وتصورات، مصدرها أناسٌ جهلة، ليسوا متصلين بهدى الله سبحانه وتعالى، وبمصادر وقنوات الهداية الإلهية، على قطيعةٍ تامة مع رسل الله وأنبيائه، على قطيعةٍ تامة مع القرآن الكريم.. القرآن الكريم الذي هو الإرث لكل محتوى الرسالة الإلهية على مرِّ التاريخ. وخلاصة تجمع كل الهدى الذي يحتاج إليه البشر، فيما بقي من مسيرة حياتهم، من كل ما قد قدَّمه الله لعباده من الهدى على مرِّ التاريخ، وبما هو أكثر من ذلك بحسب المتطلبات التي يعلمها الله سبحانه وتعالى لعباده، في ما بقي من مسيرة حياة البشر إلى نهاية التاريخ، وقيام القيامة.. فالحاجة إلى الرشد في كل شيء: في الاستقامة السلوكية، والأخلاقية، والعملية، في التدبير في مختلف شؤون الحياة على نحوٍ صحيح، في المعتقدات، فيما يتعلق بالجانب الإيماني والفكري والمعتقدات، يحتاج الإنسان إلى الرشد؛ لأن البديل عن الرشد هو الغواية.