الجزيرة:
2025-06-24@20:13:48 GMT

رجل مختلف فيلم الجنون والقبح والجمال

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

رجل مختلف فيلم الجنون والقبح والجمال

تحتاج بعض الأفلام إلى أكثر من مشاهدة واحدة لنتمكن من تكوين رأي أو رؤية خاصة بها. وهذه النوعية من الأعمال الفنية تحمل متعة استثنائية، حيث يكتشف المتفرج شيئا جديدا مع كل مشاهدة، ليس فقط فيما يتعلق بالفيلم نفسه، ولكن ربما بما يلامس أعماقه الشخصية ورغباته وحياته.

فيلم "رجل مختلف" (A Different Man) من إخراج آرون شيمبرغ وبطولة آدم بيرسون وسيباستيان ستان، ويعد من هذه الأعمال التي تثير تساؤلات عميقة لدى المشاهد حول الوحدة والعلاقات الاجتماعية والعزلة والجمال -بمعانيه المختلفة- سواء المتداول أو المثالي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو".. رحلة في مواجهة قسوة الحياةlist 2 of 2المخرج خالد منصور: "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" رؤية جديدة لسينما المهمشينend of list

وتتناول الأحداث هذه القضايا في سياق عالمنا الحديث، الذي يدفع الأفراد للبحث المستمر عن الكمال الشكلي، بعد أن فرضت الصور المثالية التي يقدمها الفنانون والمؤثرون ضغوطًا هائلة على الإنسان العادي. ولقد أدخلت هذه المعايير المتغيرة بشكل مستمر الناس في سباق لا ينتهي للوصول إلى جمال مثالي، مما حول وجوه البشر إلى ساحات تجارب لا تهدأ.

فيلم الجنون والتقلبات

يدور الفيلم حول إدوارد "ستان" الذي يلعب دور ممثل مغمور يعاني من مرض الورم العصبي الليفي، وتقتصر أدواره على مقاطع فيديو تعريفية بمرضه في مكان عمله. ويظهر ستان بوجه مليء بالأورام الليفية التي تؤثر على شكله بالإضافة إلى تأثيرها على طريقة نطقه التي تبدو متقطعة وغير طبيعية إلى حد كبير. ويعيش وحيدا بشقة صغيرة في نيويورك الصاخبة، بلا أصدقاء ولا علاقات اجتماعية.

"رجل مختلف" رحلة للبحث عن الذات في عالم يعشق الكمال (آي إم دي بي)

ويسلط المخرج الضوء على تفاصيل صغيرة تعزز عزلته ووحدته، مثل ثقب السقف الذي يسرب المياه إلى أرضية شقته، لكنه لا يكترث لأمره ولا يهتم لإصلاحه، ويضع طبقا صغيرا أسفل نقاط الماء، كأن الأمر لا يعنيه كما لو كانت حياته مجرد محطة مؤقتة لا تخصه ولا يقيم بها.

إعلان

ويفرض الوجه المشوه على إدوارد عزلة لا يستطيع تجاوزها، رغم أنه يعمل في تصوير فيديوهات تعريفية بمرضه تساعد على قبول ودمج الذين يعانون من تشوهات الوجه بالمجتمع، لكن واقعه أكثر تعقيدا وصعوبة من مقاطع الفيديو التي يؤديها. ويجد البطل فرصة طبية يتطوع فيها لتجريب علاج يخفي تشوهاته، ولا يتردد في المشاركة بها، وتنجح التجربة بالفعل ويظهر بوجه جميل وباسم جديد "جاي" ليعيش حياة جديدة مليئة بالثراء والمتعة، لكنه لا يشعر بالسعادة ويبقى سجين عزلته الداخلية.

الجمال ليس كافيا

منتصف الفيلم، وبينما يترقب الجمهور اللحظة التي يصل فيها "جاي" إلى الرضا والسعادة، يظهر "آدم بيرسون" في دور "أوزوالد" الذي يعاني من تشوه في الوجه يشبه تمامًا وجه "جاي" القديم. لكنه يعيش حياة طبيعية مليئة بالحيوية والانفتاح، فهو شخصية ساخرة ومحبوبة وموهوبة في العديد من المجالات. وفي هذه اللحظة، يدرك المشاهد أن العزلة والانفصال عن العالم غالبًا ما تنبع من أعماق الإنسان نفسه، لا من مظهره الخارجي. فالمقارنة المستمرة بحياة الآخرين، سواء من حيث الجمال أو المال، تزرع شعورًا دائمًا بعدم الرضا، وتغرق الإنسان في دوامة من المعاناة.

ويرى "جاي" سنواته السابقة قبل أن يصبح وسيماً، وكأنها فترة ضائعة تمامًا من حياته. لكن حين يلاحظ انفتاح "أوزوالد" على العالم رغم اختلافه، يبدأ في استيعاب قيمة قبول الذات. ومن خلال أحداث الفيلم، يواصل المخرج إبراز أهمية التصالح مع الاختلاف، مسلطًا الضوء على العلاقة بين الطريقة التي يرى بها الإنسان نفسه والطريقة التي يراه بها العالم. وتؤكد الحبكة تؤكد أن العالم يعكس نظرتنا لأنفسنا، وأن قبول الذات مفتاح الانفتاح على الحياة.

الإضاءة والتصوير والديكور نجحت في تأكيد صراعات البطل الداخلية (آي إم دي بي) التشوه بين الواقع والسينما

في حوار له مع مجلة "جي كيو" أشار الممثل آدم بيرسون -الذي يعاني بالفعل من الورم العصبي الليفي إلى أنه أجرى حوارات مطولة مع ستان لمساعدته للدخول إلى الحالة الذهنية الملائمة للشخصية، حيث أجاب عن أسئلة ستان المتعلقة بكيفية الحياة الحقيقية مع التشوه والإعاقة.

إعلان

ويقول بيرسون "إن أسهل طريقتين لفقدان هويتك في هذا العالم هما أن تكون مشوهًا أو مشهورًا، لأنك تصبح ملكية عامة، ويظن الجميع أنك مدين لهم بشيء. ويحدقون بك، ويشيرون إليك، ويتحدثون عنك بأمور غير صحيحة." وهذا المفهوم كان ما حاول بيرسون نقله إلى "ستان" ليبني عليه أداءه بالجزء الأول من الفيلم، حيث لعب دور "إدوارد".

وفي الجزء الثاني، يظهر "إدوارد" كنقيض كامل للشخصية التي جسدها ستان. ورغم حصوله على وجه واسم جديدين، لم يتمكن من التحرر من مخاوفه العميقة، وظل عالقًا في ماضيه، وغير قادر على المضي قدمًا حتى بعد التخلص من تشوهه. ووصلت تلك المخاوف إلى حد منعه من الاعتراف بحقيقته لحبيبته الكاتبة المسرحية التي استوحت عملاً مسرحيًا كاملاً من حياته السابقة معتقدةً أنه شخص ميت.

الرؤية البصرية للمخرج

اختار شيمبرغ تصوير الفيلم بكاميرا 16 مليمترا، ليضفي تأثير القدم على الشقق المتهالكة والقديمة بنيويورك، مع كل الأحداث غير المتناقضة التي تحدث بها، والتأكيد على العزلة التي يعيش فيها بطل الفيلم، حيث إن اختيار الكاميرا يجب أن يعكس دائما جماليات القصة، وينقل قدرات الممثل ويتماشى مع الحوار الحاد والفعال واللحظات الحاسمة في الفيلم ليضع الجمهور بالكامل داخل الحكاية.

وقد نجح التصوير بالفعل في مهمته، بالإضافة إلى الديكور المقتضب والإضاءات الخافتة التي تعكس صراعات البطل الداخلية، والانتقال إلى الأماكن الصاخبة التي تعج بالفوضى وتعكس لحظات الفرح العابرة والتي تساهم في إظهار التناقضات والعزلة التي عاشها البطل في كل مراحل حياته بصور مختلفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما

إقرأ أيضاً:

برنامج تدريبي حول صحافة التأثير الإنساني

دبي: «الخليج»
نظم مجلس الشؤون الإنسانية الدولية بالتعاون مع أكاديمية الإعلام الجديد، أمس، برنامجاً تدريبياً حول «صحافة التأثير الإنساني»، ويستمر حتى الخميس المقبل، ضمن مبادرة «صناع الأثر» التي أطلقها المجلس بالتعاون مع الأكاديمية بهدف إنتاج محتوى إعلامي متنوع حول المبادرات والبرامج والمشروعات الإنسانية والتنموية في مختلف قارات العالم.
يهدف البرنامج للتعريف بالصحافة الإنسانية وتمكين المشاركين من فهم وكتابة البيانات الصحفية التي تعكس الجهود الإنسانية والتنموية، وطرق السرد القصصي المختلفة للكتابة الإنسانية والالتزام بأخلاقيات المهنة والتوازن بين الإحساس والمهنية، إضافة إلى تعلم استراتيجيات ومهارات المتابعة الإعلامية، وتقنيات الترجمة الصوتية والصورية لتناسب مختلف القوالب الصحفية والوسائل المستخدمة في النشر.
ويتيح البرنامج للمنتسبين إلقاء نظرة شاملة على المبادرات الإنسانية والتنموية التي تهم مختلف شرائح وفئات المجتمعات والشعوب، ويعمل على تطوير مهارات كتابة البيانات والمحتوى الصحفي بأسلوب مؤثر وفعال، إضافة إلى تعلم قياس تأثير البيانات والمحتوى الصحفي وتعديل الاستراتيجيات بناءً على النتائج. وقال حسين العتولي، مدير أكاديمية الإعلام الجديد، إن البرنامج يتيح للمنتسبين فرصة تطوير مهاراتهم وتمكينهم من أدوات وتقنيات المحتوى الإنساني، وتعزيز مساهمتهم الفاعلة في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والتنموية المختلفة.
وأضاف أن التعاون مع مجلس الشؤون الإنسانية الدولي يعزز دور الإعلام ومساهمته في خدمة القضايا الإنسانية بمهنية واحترافية، ومواكبة التطورات التكنولوجية المرتبطة بالإعلام الجديد، وتوثيق الجهود الإنسانية والتنموية الريادية التي تهم العالم أجمع، من خلال تمكين الإعلاميين وصناع المحتوى والمؤثرين المهتمين بالشأن الإنساني من التعامل مع القضايا الإنسانية والمبادرات التنموية بحس عالٍ من المسؤولية.

مقالات مشابهة

  • أثر الجنون بالترندات: "لا بوبو" نموذجًا
  • مكتبات مساجد الشارقة.. منــارات للعلــم والمعـرفــة
  • برنامج تدريبي حول صحافة التأثير الإنساني
  • محلل الأهلي السابق: ريبيرو مختلف عن كولر.. والاعبون يفقدون الحلول عند بناء الهجمة
  • محافظة البريمي تُكرّم موظفيها المجيدين
  • نجم الهلال السعودي يعد الجمهور: ما سيحدث اليوم مختلف
  • فوائد الكركم: الذهب الأصفر في خدمة الصحة والجمال
  • الموجة 26 تواصل ضرباتها في أسوان: 108 إزالة في مختلف المراكز
  • في ذكرى رحيله.. ألبير قصيري حكيم العدم الذي سخر من العالم ومات ضاحكا
  • الإنفاق السخي على المشاريع الإنمائية