تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لاستقبال مراسم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والتي تتضمن إجراءات أمنية مشددة هي الأضخم في تاريخ التنصيب الرئاسي. تشمل هذه الإجراءات إقامة سياج مؤقت أسود بطول 48 كيلومترًا، ونشر نحو 25 ألف ضابط من قوات إنفاذ القانون، بالإضافة إلى نقاط تفتيش لفحص الحضور المتوقع أن يصل إلى مئات الآلاف.

مراسم التنصيب وجدول الأحداث

من المقرر أن يبدأ أداء القسم الرئاسي يوم الاثنين المقبل على درجات مبنى الكونجرس الأمريكي (الكابيتول)، ويتبعه استعراض البيت الأبيض. تأتي هذه المراسم بعد عطلة نهاية أسبوع شهدت مظاهرات من قبل معارضي ترامب وتجمعات من أنصاره الجمهوريين.

أحداث التنصيب الرسميةخطاب التنصيب: يقدم ترامب خطابًا رسميًا بعد أدائه القسم الدستوري.استعراض الفوز: موكب كبير يضم احتفاليات ضخمة تجوب العاصمة.حضور الشخصيات البارزة: يشمل أعضاء الكونجرس، المحكمة العليا، أعضاء الإدارة الجديدة، والآلاف من المتفرجين.واشنطن تتأهب لتنصيب ترامب بتشديدات أمنية غير مسبوقة وسياج ضخم يحيط بالعاصمةاستعدادات أمنية مكثفةسياج أمني غير مسبوق: ارتفاعه 7 أقدام (مترين) وطوله 30 ميلًا (48 كم)، وهو أطول سياج يتم تركيبه في العاصمة الأمريكية.نشر القوات: يشارك 7800 جندي من الحرس الوطني و4000 ضابط من أقسام شرطة متعددة.إغلاق وسط المدينة: منطقة تمتد نحو 3 كيلومترات من البيت الأبيض إلى الكابيتول مغلقة بالكامل، مع نقاط تفتيش وموانع خرسانية وشاحنات قمامة لمنع أي اختراقات أمنية.مخاوف أمنية واستجابة السلطات

على الرغم من تأكيد المسؤولين الأمنيين عدم وجود تهديدات منسقة، تركز السلطات على منع الحوادث الفردية، مثل:

محاولات إدخال أسلحة إلى مبنى الكابيتول.الحوادث الأخيرة، بما فيها محاولات إشعال الحرائق بالقرب من مواقع حساسة.خلفية الأحداث ومخاوف أمنية سابقة

تأتي هذه التشديدات بعد أن شهد مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 اقتحامًا عنيفًا من أنصار ترامب الذين حاولوا منع تصديق الكونجرس على خسارته في انتخابات 2020 أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

التنسيق الأمني ورفض المقاومة لم يمنعا واشنطن معاقبة السلطة الفلسطينية

فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، عقوبات جديدة على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، في خطوة وُصفت بأنها امتداد لسياسات العقاب الجماعي التي تنتهجها واشنطن ضد الفلسطينيين منذ وصول ترامب إلى الحكم، رغم موقف السلطة الرافض للمقاومة المسلحة، والمؤيد للتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، فإن العقوبات تشمل منع منح تأشيرات لمسؤولين في السلطة الفلسطينية وأعضاء من منظمة التحرير، بحجة "تقويضهم فرص السلام" عبر اللجوء إلى محكمتَي العدل والجنائية الدوليتين، في ما اعتبرته واشنطن "انتهاكاً" للاتفاقيات الموقعة و"دعماً للإرهاب".

وقالت الخارجية إنها أبلغت الكونغرس بعدم امتثال السلطة الفلسطينية لقانون الامتثال لعام 1989، ولا لاتفاقيات أوسلو لعام 2002، في حين اعتبر وزير الخارجية أن السلطة والمنظمة تواصلان "التحريض على العنف" و"تقديم دعم مادي للإرهابيين"، في إشارة إلى رواتب الأسرى وعائلات الشهداء، وهي الذريعة التي استخدمتها إدارة ترامب سابقًا لتبرير قطع المساعدات.

دعم الاحتلال... وعقاب للسلطة
ويأتي القرار في سياق متواصل من دعم إدارة ترامب للاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 660 يوماً، والتي خلّفت أكثر من 208 آلاف شهيد وجريح، أغلبهم من الأطفال والنساء، وسط دمار شبه كامل للقطاع ومجاعة كارثية بفعل الحصار.

وفيما تواصل إدارة ترامب تزويد الاحتلال بالغطاء السياسي والدعم العسكري، فإنها تفرض مزيداً من الضغوط على السلطة الفلسطينية، رغم التزامها بالتنسيق الأمني ورفضها العلني والواضح للمقاومة المسلحة.

واستنكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، القرار الأمريكي، واعتبره "انحيازاً فاضحاً للاحتلال ودعماً لحرب الإبادة في غزة"، مضيفاً في تصريحات لوكالة الأناضول أن هذه العقوبات تمثل "محاولة لطمس القضية الفلسطينية بعد مؤتمر نيويورك"، في إشارة إلى التحركات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.


السلطة تدفع ثمن خياراتها
ورغم موقف الرئيس محمود عباس الرافض للمقاومة، فإن إدارة ترامب لم تتوانَ عن معاقبة السلطة الفلسطينية، في ما وصفه مراقبون بأنه "إذلال متواصل"، يطال حتى من يرفض خيار المقاومة ويكرّس التعاون الأمني مع الاحتلال.

فمنذ توليه الرئاسة عام 2017، أطلق ترامب سلسلة من الإجراءات العقابية، شملت نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن عام 2018، ووقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية والأونروا، والتخلي عن سياسة الإدانات الشكلية للاستيطان.

وبعد أن قطع عباس العلاقات مع إدارة ترامب عقب إعلان "صفقة القرن"، حاول لاحقاً إعادة فتح قنوات تواصل خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، إلا أن البيت الأبيض تجاهل ذلك، وواصل نهج العقاب السياسي.

وتشير تقارير أمريكية إلى أن بعض ممولي حملة ترامب طلبوا منه خلال الانتخابات "إطلاق يد إسرائيل" في الضفة الغربية، وهو ما تُرجم في الأيام الأولى لولايته الثانية بقرار إلغاء أمر تنفيذي كان يمنع الاعتداءات الاستيطانية، رغم مقتل مواطنين أمريكيين على يد المستوطنين.

عباس... عداء علني للمقاومة
وتأتي هذه العقوبات رغم أن السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس، باتت تُعرف بموقفها المناهض للمقاومة، وحرصها على استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال.

فمنذ عام 2005، تحوّل خطاب عباس من تبني "المقاومة الشعبية والدبلوماسية" إلى رفض صريح للمقاومة المسلحة، داعياً إلى "الحل السياسي والمفاوضات"، رغم انهيار مسار أوسلو عملياً.

وفي مقابلة مع فضائية "العربية" السعودية، عام 2009، قال عباس: "أنا ضد المقاومة، ولست مع استعمال السلاح لا في الضفة الغربية المحتلة ولا في قطاع غزة؛ لأنني أسير على خطى السلام".

وفي نيسان/أبريل 2020، وخلال تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، هاجم عباس أي عمل مسلح خارج إطار ما أسماه "الشرعية الدولية"، مؤكداً أن الخيار الدبلوماسي هو الوحيد الممكن، مهدداً بإلغاء الاتفاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في حال ضم الضفة، دون تنفيذ ذلك فعلياً.

وفي انتفاضة القدس عام 2021، ومع تصاعد دعم المقاومة في الشارع الفلسطيني، اتُّهم عباس بـ"العداء العلني للمقاومة"، خصوصاً بعد إلغاء الانتخابات وتكثيف الاعتقالات بحق عناصرها في الضفة، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة.

أما خلال حرب الإبادة والتي بدأت أواخر عام 2023 فقد فضّل عباس عدم إصدار أي موقف داعم للمقاومة، وركّز على المطالبة بتقديم مساعدات إنسانية، وتجنّب المطالبة بوقف التنسيق الأمني، ما أثار غضبا واسعا في الأوساط الشعبية والأكاديمية، وصدرت عرائض تطالب باستقالته.

يُذكر أن الكونغرس الأمريكي أدرج منظمة التحرير الفلسطينية كمنظمة "إرهابية" منذ عام 1987، قبل أن ينخرط في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ويوقع على اتفاقات أوسلو ومدريد.

وفي 2019 أُقرّ قانون يسمح لضحايا العمليات الفدائية الفلسطينيين (الذين يحملون الجنسية الأمريكية) بمقاضاة المنظمة والسلطة في المحاكم الأمريكية.

وفي السياق ذاته، استخدمت واشنطن مرارًا مبرر "رواتب الشهداء والأسرى" لتجريم النضال الفلسطيني، رغم أن المستوطنين الذين يهاجمون المدنيين الفلسطينيين لا يُحاكمون، وغالباً ما تتم تبرئتهم أو دعمهم من الحكومة الإسرائيلية.

وتؤكد هذه العقوبات أن دعم الاحتلال الإسرائيلي هو الثابت الأبرز في سياسات ترامب، سواء واجه الفلسطينيون الاحتلال بالمقاومة أو بالمفاوضات والتطبيع والتنسيق الأمني. وفي ظل استمرار حرب الإبادة على غزة، وارتفاع منسوب العنف الاستيطاني في الضفة، يبدو أن السلطة الفلسطينية تدفع اليوم ثمن خياراتها التي لم ترضِ حليفتها واشنطن، ولا شعبها الذي ينزف وتتم إبادته.

مقالات مشابهة

  • التنسيق الأمني ورفض المقاومة لم يمنعا واشنطن معاقبة السلطة الفلسطينية
  • عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع معلومات تفيد بأن الهند أطلقت صاروخ براهموس على باكستان
  • رسوم ترامب على العراق.. فرصة لعقد صفقات طاقة ضخمة مع واشنطن
  • بيان لـ الغرفة التجارية بالعاصمة صنعاء
  • واشنطن: ترامب يريد اتفاق سلام في أوكرانيا قبل 8 أغسطس
  • واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
  • تخصيص محال تجارية وصيدلية بالحي 3 بالعاصمة الإدارية بمقابل الانتفاع
  • واشنطن تفرض أكبر حزمة عقوبات على إيران منذ عام 2018
  • توقيع ملحق اتفاقية استثمار لدعم مشروع سياحي بالعاصمة
  • واشنطن بوست تسأل جمهورها عن قضية إبستين ودور ترامب