الطاهر التوم يكتب: احتفالات بورتسودان… لا تغادروا مواقعكم يرحمكم الله
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
وأنا أشاهد الجموع التي اجتمعت لاستقبال الفريق أول البرهان في بورتسودان، احتفالًا بانتصار مدني، تذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم للرماة يوم غزوة أحد: “إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، وانضحوا عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا، إنا لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم.
في الحقيقة، لست متحمسًا لهذا النوع من الاحتفالات في هذا التوقيت بالذات، وأرى فيها استعجالًا وحرصًا سياسيًا لتحصيل غنائم لم يحن وقتها بعد. وأخطر ما في هذه الاحتفالات أنها ترسل رسائل خاطئة إلى المجتمع، المتعجل بطبعه لنصر سريع، فتُوحي وكأن المعركة قد انتهت أو شارفت على ذلك، بينما العدو ما زال يعربد ويحيك المؤامرات. يرسل طائراته المسيّرة على مروي وعطبرة، ويحشد مرتزقته للهجوم على مدني نفسها، فيما لا تزال المعارك دائرة في الخرطوم والفاشر.
لقد خالف الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وغادروا مواقعهم عندما لاح لهم النصر وداعب بريق الغنائم أعينهم، فكانت النتيجة التفاف جيش قريش على المسلمين، وتحول النصر إلى هزيمة.
ما يجب أن يُقال في هذا المقام هو أن وقت الاحتفالات لم يحن بعد، وأن المطلوب، قياسًا بما تم إنجازه، ما زال كبيرًا. وعلى القيادة أن تشد الجميع نحو الغاية النهائية دون تشاغل بتنافس أو محاولات للاستثمار السياسي.
كل ما هو دون النصر التام وكسر ظهر المؤامرة يمكن إدراكه في وقته وزمانه. فلماذا العجلة والتسرع؟ يجب ألا ننسى أن عدم التحسب الجيد والبطء والتردد هو ما أدخل بلادنا في هذا النفق المظلم. ونحمد الله أننا بتنا نشهد من جوف الظلمة أشعة الفجر، فلا تغادروا مواقعكم. يرحمنا ويرحمكم الله.
الطاهر التوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
"دروب مصر ".. مبادرة جديدة لإعادة قراءة الجمالية في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ
قال طارق الطاهر، المشرف على متحف "نجيب محفوظ"، إن المتحف نظم مجموعة من الورش الفنية والثقافية احتفالاً بالذكرى 114 لميلاد الروائي الكبير، بهدف إعادة توثيق دروب الجمالية المرتبطة بسيرة نجيب محفوظ وأماكنه المميزة.
وأضاف خلال اتصال هاتفي ببرنامج هذا الصباح على شاشة "إكسترا نيوز": "نحن ننظم على مدار الشهر حوالي أربع ورش مرتبطة بسيرة نجيب محفوظ وكتاباته.
وقد نظمنا ورشة حول علاقة السينما بالأدب، طبقناها على فيلمين له، هما 'بين السماء والأرض' و'اللص والكلاب'. أما الورشة الحالية، والتي تستمر لأربعة أيام، فهي بعنوان 'دروب مصر'، وتركز على جولة ميدانية في الأماكن التي كتب عنها محفوظ، بهدف إنتاج معرض يعكس رؤية هذا الجيل لهذه المواقع".
وأضاف الطاهر أن الهدف من هذه الورشة لا يقتصر على الاحتفاء بالأدب فحسب، بل يمتد إلى الحفاظ على الهوية الثقافية للمكان وربطها بالتنمية السياحية والعمرانية. وقال: "الورشة تسعى لإحياء روح هذه الأماكن، مثل حي الجمالية، التي كانت ركنًا أساسيًا في روايات محفوظ، وتسليط الضوء على احتياجاتها للتطوير بشكل يحافظ على هويتها الثقافية والتاريخية".
المشروع يمثل تواصل الأجيال وإحياء تراث حي الجماليةوأكد الطاهر أن المشروع يمثل تواصل الأجيال وإحياء تراث حي الجمالية بشكل يدمج بين الثقافة والفن والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن إعادة اكتشاف هذه الأماكن من خلال ورشة "دروب مصر" تساعد على إبراز قيمتها التاريخية والاجتماعية، وتعزز من العلاقة بين الأدب والمكان، مؤكداً أن الفكرة تكمل الجهود الوطنية والفردية في الحفاظ على الهوية الثقافية للمدن المصرية.