في ديسمبر (كانون الأول)، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب والرئيس التنفيذي لشركة سوفت بنك ماسايوشي سون عن خطة استثمارية بقيمة 100 مليار دولار أميركي. تهدف هذه الاستثمارات إلى خلق أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية ذات الصلة.

وفي الأسبوع الماضي، شارك حسين سجواني، رئيس مجلس إدارة شركة داماك للتطوير العقاري، مع ترامب في مار إيه لاغو للإعلان عن استثمار بقيمة 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وصناعة الرقائق.

بالإضافة إلى ذلك، يستثمر مصنعو الرقائق مبلغ 112 مليار دولار في ولاية نيويورك، حيث أصبح مجمع ألباني نانوتك موطناً لمسرع CHIPS for America EUV، وهو مركز وطني لتكنولوجيا أشباه الموصلات، ما يفتح المجال لتلقي 825 مليون دولار من التمويل الفيدرالي المخصص للبحث والتطوير.

فرص جديدة للعقارات والبنية التحتية

وصف تقرير صادر عن "نيويورك بوست" استثمارات الذكاء الاصطناعي بأنها "هبة من السماء" للوسطاء وأصحاب المباني الذين لم يتعافوا بعد من آثار جائحة كورونا.

وأشار التقرير إلى أن نيويورك تحتل المرتبة الثانية بعد كاليفورنيا في عدد شركات الذكاء الاصطناعي.

وأكد راؤول ميواوالا من مجموعة موسون للبنية التحتية أن هذه الشركات تعتمد على مراكز البيانات عالية الطاقة التي تدعم الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.

الأموال المتدفقة

على مدى العقد الماضي، توسعت مساحة شركات الذكاء الاصطناعي في نيويورك من أقل من 450 ألف قدم مربع إلى أكثر من 4.8 مليون قدم مربع، وما زالت في نمو مستمر.

كما أضاف جيمي كاتشر من شركة JLL: "نيويورك تجذب الخريجين وقاعدة موظفين كبيرة، حيث يأتي 40% من المنتقلين إليها من الساحل الغربي. الأموال المتدفقة إلى نيويورك تساهم في هذا الارتفاع". 


شركات شابة

شركات الذكاء الاصطناعي تتجه بشكل متزايد إلى نيويورك بفضل البنية التحتية الرقمية والقوة العاملة الماهرة،

ووفقاً لساشا زاربا من CBRE: "الموظفون يفضلون العمل من المكاتب في نيويورك، مما يزيد الطلب على المساحات". وأبرز الأمثلة: استئجار شركة OpenAI مساحة تبلغ 90 ألف قدم مربع في مبنى Puck بشركة Kushner Companies في سوهو. انتقال شركة Harvey إلى 17 ألف قدم مربع في Park Ave. South. استئجار شركة Captions مساحة 15 ألف قدم مربع في منطقة Flatiron".

وأضاف زاربا أن قدرة الشركات على التوسع في نفس المباني تلعب دوراً حاسماً في قراراتها، مثلاً، نقلت شركة Genius Sports مقرها إلى تشيلسي، حيث ضاعفت حجم مساحتها إلى 22,454 قدم مربع بالقرب من Chelsea Piers. 

دعم حكومي وتوسع دولي

في هدسون سكوير، وسعت شركة التجارة الإلكترونية Roct مساحتها إلى 100 ألف قدم مربع بفضل إعفاءات ضريبية من برنامج وظائف إكسلسيور.

كما افتتحت شركة Cohere.com الكندية مقراً لها في منطقة Meatpacking District.

أما Amazon، فاستثمرت 8 مليارات دولار في شركة Anthropic، مما يشير إلى خطط توسع لهذه الشركة في نيويورك. كما تبحث شركات مثل Grammarly عن مساحات أكبر لاستيعاب التوسع.

هذه التحركات تعكس تأثيراً إيجابياً كبيراً لاستثمارات الذكاء الاصطناعي على قطاع العقارات والبنية التحتية، ما يساهم في تعافي الاقتصاد ودفع عجلة النمو في نيويورك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب نيويورك الذكاء الاصطناعي ترامب نيويورك الذکاء الاصطناعی فی نیویورک

إقرأ أيضاً:

كيف ينبغي للشركات ــ ولا ينبغي لها ــ توظيف الذكاء الاصطناعي

فينسيان بوشين ـ أليسون بيلي

برغم أن ما يقرب من نصف العاملين في المكاتب الآن يستفيدون من الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملهم اليومي، فإن أقل من واحد من كل أربعة رؤساء تنفيذيين يصرحون بأن هذه التكنولوجيا نجحت في تحقيق قيمتها الموعودة على نطاق واسع. تُـرى ما الذي يحدث؟

قد تكمن الإجابة في حقيقة مفادها أن الذكاء الاصطناعي التوليدي جرى تقديمه في البداية كأداة لتعظيم الإنتاجية، الأمر الذي أدى إلى ربطه بقوة بخفض التكاليف وتقليص قوة العمل. في ضوء هذا الخطر، أعرب نحو 42% من الموظفين الذين شملهم استطلاع في عام 2024 عن قلقهم من أن وظائفهم قد لا يكون لها وجود في العقد القادم. في غياب التدريب وصقل المهارات للاستفادة من إمكانات التكنولوجيا، ليس من المستغرب أن تكون المقاومة أعظم من الحماس. فمثل الأجسام المضادة التي تقاوم جسما غريبا، ربما تحدث «استجابة مناعية» داخل المؤسسات، حيث يقاوم الموظفون والمديرون على حد سواء التغيير ويبحثون عن أسباب «عدم نجاح» الذكاء الاصطناعي معهم.

وبالإضافة إلى إبطاء عملية التبني، حالت هذه المقاومة دون الاستكشاف الأكثر اكتمالا لفوائد محتملة أخرى، مثل تحسين عملية اتخاذ القرار، وتعزيز الإبداع، والتخلص من المهام الروتينية، وزيادة الرضا الوظيفي. نتيجة لهذا، كانت دراسة كيفية «إعادة استثمار» الوقت الذي قد يوفره الذكاء الاصطناعي متواضعة. مع ذلك، وجد بحثنا أن الموظفين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بانتظام يمكنهم بالفعل توفير خمس ساعات في الأسبوع، وهذا يسمح لهم بمتابعة مهام جديدة، أو إجراء مزيد من التجريب مع التكنولوجيا، أو التعاون بطرق جديدة مع زملاء العمل، أو ببساطة إنهاء العمل في وقت مبكر.

يتمثل التحدي الذي يواجه قادة الأعمال إذن في التأكيد على هذه الفوائد المحتملة وتقديم التوجيه والإرشاد حول مواضع إعادة تركيز وقت المرء لتعظيم خلق القيمة. لنتأمل هنا مثال إحدى شركات الرعاية الصحية العالمية التي قامت مؤخرا بنشر الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) عبر موظفيها الذين يبلغ عددهم 100 ألف موظف.. أنشأت الشركة برنامجا قابلا للتطوير لتعلم الذكاء الاصطناعي مع ثلاثة أهداف: إلمام عال بالذكاء الاصطناعي في مختلف أقسام المنظمة، حتى يتسنى لجميع الموظفين تحقيق أعظم قدر من الاستفادة من التكنولوجيا؛ ومجموعة واسعة من أدوات الذكاء الاصطناعي لكل سيناريو عمل؛ والاستخدام المتوافق. وبفضل هذا النهج الشامل، سرعان ما نجحت الشركة في تحسين رضا الموظفين وإنتاجيتهم في الوقت ذاته.

لكن تبني الذكاء الاصطناعي لا يتعلق بتوفير الدقائق، إنه يدور حول إعادة اختراع العمل لصالح الموظفين والمنظمة. عندما تتعامل أي شركة مع الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنه مجرد أداة لتوفير الوقت، فسوف تلاحق في الأرجح حالات الاستخدام المجزأة ــ توفير عشر دقائق هنا، و30 دقيقة هناك ــ والتي لن تخلف تأثيرا ملموسا على الأعمال في عموم الأمر. ففي نهاية المطاف، من الصعب إعادة استثمار تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصغيرة النطاق التي تحقق مكاسب إنتاجية مُـوَزَّعة أو تسجيلها في بيان الأرباح والخسائر.

في غياب استراتيجية شاملة لإعادة تصميم عملياتها الأساسية حول الذكاء الاصطناعي، تخاطر المنظمات بتحسين مهام معزولة بدلا من تحسين كيفية إنجاز العمل بشكل جوهري والنتيجة، في كثير من الأحيان، هي ببساطة انتقال الاختناقات إلى أجزاء أخرى من العملية أو سلسلة القيمة، على النحو الذي يحد من مكاسب الإنتاجية الإجمالية. على سبيل المثال، في مجال تطوير البرمجيات، من الممكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي الذي يسرع عملية الترميز إلى مزيد من التأخير الشاق في تصحيح الأخطاء أو غير ذلك من أشكال التأخير، وهذا يلغي أي مكاسب في الكفاءة. إن القيمة الحقيقية تأتي من دمج الذكاء الاصطناعي عبر دورة حياة التطوير بأكملها.

يطرح هذا المثال أيضا مشكلة أكبر: حيث تسعى منظمات عديدة إلى التوسع دون أن تقدم أولا إعادة تصور للهياكل وتدفقات العمل اللازمة للاستفادة من المكاسب التراكمية. والنتيجة المعتادة هي فرصة ضائعة، لأن الوقت الـمُـوَفَّـر الذي لا يُعاد استثماره بشكل استراتيجي يميل إلى التبدد. فبدلا من تبني نهج يسمح بتفتح مائة زهرة، ينبغي للمؤسسات أن تسعى إلى تنفيذ بعض المبادرات التحويلية الكبرى التي تركز على إعادة تصور العمل من طَـرَف إلى الطَـرَف الآخر. يكمن وعد الذكاء الاصطناعي التوليدي الحقيقي في إطلاق ما نسميه المثلث الذهبي للقيمة: الإنتاجية، والجودة، والمشاركة/البهجة. يجب أن تعيد استراتيجية الذكاء الاصطناعي تخيل سير العمل للقضاء على أوجه القصور؛ وتكميل عملية صنع القرار وعمليات تشجيع الابتكار والإبداع؛ وتعزيز العمل وليس ميكنته. يصبح الموظفون أكثر ميلا إلى تبني الذكاء الاصطناعي بحماس عندما يقضي على الكدح، ويغذي الإبداع، ويسرع عملية التعلم. والاهتمام اللائق بترقية المهارات من شأنه أن يضمن عمل التكنولوجيا على زيادة الإمكانات البشرية، على النحو الذي يعزز المشاركة في محل العمل والرضا الوظيفي.

بالتركيز على المشاركة وجودة التجربة إلى جانب الإنتاجية، يصبح بوسع المنظمات تجاوز المنظور القائم على التكلفة إلى منظور يخلق مزيدا من القيمة لصالح الشركة وموظفيها وعملائها، فالذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد آلية للتشغيل الآلي(الأتمتة)، شريطة أن تتبنى الشركات استراتيجية شاملة لنشره وتوظيفه.

ينبغي لقادة الأعمال أن يضعوا خمس حتميات في الاعتبار، الأولى التركيز على أكبر مجمعات القيمة مع أفضل حالات الأعمال تحديدا لدمج الذكاء الاصطناعي. والثانية إعادة تصور العمل، بدلا من الاكتفاء بتحسينه ببساطة، يجب أن يُـسـتَـخـدَم الذكاء الاصطناعي لتحويل سير العمل بالكامل، وليس فقط أتمتة بعض الخطوات. ثالثا، يتعين على المديرين الاستثمار في رفع مستوى المهارات، بحيث يفهم الجميع التكنولوجيا وإمكاناتها. رابعا، يجب أن يكون المثلث الذهبي، بالتوازن الذي يوجده بين الإنتاجية والجودة ومشاركة/بهجة الموظفين، القاعدة الذهبية للشركات.

أخيرا، ينبغي للمنظمات أن تقيس القيمة بما يتجاوز التوفير في التكاليف. فالشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أكثر فاعلية يجب أن تتتبع تأثيراته على تمكين قوة العمل، وخفة الحركة، وتدفقات الإيرادات الجديدة، وليس التكاليف التشغيلية فحسب. وبمراعاة هذه الضرورات، يصبح بوسع الشركات استخدام الذكاء الاصطناعي كقوة لإعادة الاختراع، بدلا من كونه مجرد أداة لزيادة الإنتاجية.

في هذه العملية، تحدد الشركات وتيرة الحقبة القادمة من الأعمال.

فينسيان بوشين المديرة الإدارية والشريكة في BCG، حيث تعمل كقائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي البشري.

أليسون بيلي شريك أول ومدير عام في مجموعة بوسطن الاستشارية، وتشغل منصب نائب الرئيس العالمي لممارسات الأفراد والمنظمات.

خدمة بروجيكت سنديكيت

مقالات مشابهة

  • رادار الذكاء الاصطناعي يرعب السائقين في تركيا
  • الذكاء الاصطناعي في خدمة نبيذ لبنان
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
  • أبرز مبادرات الذكاء الاصطناعي في مخيمات الحجاج بالمشاعر المقدسة
  • مايكروسوفت تستغني عن مئات الموظفين للاستثمار في الذكاء الاصطناعي
  • تطوير البنية التحتية والصحية بالمشاعر لراحة الحجيج
  • كيف ينبغي للشركات ــ ولا ينبغي لها ــ توظيف الذكاء الاصطناعي
  • خبير عقاري: التشريعات والبنية التحتية تضع دبي في صدارة الاستثمار العقاري
  • لا للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأحكام الشرعية بماليزيا
  • تركيا.. نظام يعتمد الذكاء الاصطناعي لضبط سوق العقارات