حرائق لوس أنجلوس.. خسائر تاريخية وانهيارات أرضية تهدد السكان
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
بعد مرور 11 يومًا على بدء مكافحة حرائق الغابات في لوس أنجلوس الأميركية، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن ما قد يحدث بعد ذلك. ويقول المسؤولون إن هناك تحديات متعددة لا تزال يتعين مواجهتها قبل أن تصبح المناطق التي دمرتها الحرائق آمنة.
وحذَّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن فترة النسمات التي تهب من المحيط والغطاء السحابي ستكون قصيرة، ومن المتوقع أن يعود الطقس الخطير الذي يؤجج الحرائق، الأحد.
ولم تترك حرائق الغابات وراءها مخاطر وممتلكات مدمرة فحسب، بل أدت أيضًا إلى خطر الانهيارات الأرضية المعزولة على طول العديد من المنحدرات في باسيفيك باليساديس.
ونصح المسؤولون في مدينة لوس أنجلوس أغلب النازحين بالابتعاد عن منازلهم لمدة أسبوع آخر على الأقل، بينما ترفع فرق الطوارئ النفايات السامة من الأحياء المحترقة، وتقطع خطوط الكهرباء والغاز التي تشكل خطراً وسط الأنقاض.
وزادت الانهيارات الأرضية من الخطر الذي تتعرض له التلال المدمَّرة، ولم تعد المباني التي سويت بالأرض قادرة على تثبيت التربة في مكانها، كما تشبعت الأرض بمياه خراطيم إطفاء الحرائق والأنابيب المكسورة، مما زاد من ضغوط ومأساة السكان الذين يعانون من أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ لوس أنجلوس.
وعبَّر رجال الإطفاء، الخميس، عن ارتياحهم للصمود في مواجهة الظروف الجوية الأخيرة، المتمثلة في رياح صحراوية عاتية ورطوبة منخفضة، بدون زيادة اشتعال أي من الحريقين الكبيرين في المدينة.
وكشف تحليل أجرته وكالة “أسوشييتد برس”، أن الحرائق التي ما تزال مشتعلة في لوس أنجلوس الأمريكية، أتت على مساحة حضرية أكبر من أي حريق آخر في الولاية منذ منتصف الثمانينيات على الأقل.
وبحسب التحليل، تسببت حرائق “إيتون” و”باليساديس”، التي اندلعت الأسبوع الماضي، في احتراق نحو 4 أميال مربعة من الأجزاء ذات الكثافة العالية في لوس أنجلوس.
ويعتبر ذلك أكثر من ضعف المساحة الحضرية التي التهمها حريق “وولسي” في المنطقة في عام 2018، وفقًا لتحليل “أسوشيتد برس” لبيانات من مختبر سيلفيس في جامعة “ويسكونسن” في “ماديسون”.
ويقول الخبراء إن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى وصول حرائق الغابات إلى المدن بشكل متكرر.
وتسببت حرائق “إيتون” و”باليساديس”، التي اجتاحت لوس أنجلوس، في مقتل 27 شخصًا على الأقل وتدمير أكثر من 12 ألف مبنى وإخلاء أكثر من 80 ألف شخص.
ومن المرجح أن تكون هذه الحرائق من بين أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ كاليفورنيا، وفقًا لوكالة “كالفاير” الحكومية.
واتسع نطاق حريق وولسي إلى ضعف حجم حرائق “إيتون” و”باليساديس” الحالية، لكن معظم المنطقة التي احترقت كانت غير مأهولة بالسكان.
وقالت ألكسندرا سيبرد، عالمة أبحاث بارزة في “معهد علم الأحياء المحافظ”، “إن توقيت الحرائق ومسارها عبر المدينة “قد لا يكون له سابقة في التاريخ”.
ولم تحدد السلطات سبب الحرائق الكبرى في كاليفورنيا، لكن الخبراء لاحظوا أن الطقس المتطرف خلق ظروفًا أكثر ملاءمة: الأمطار الغزيرة التي ساهمت في نمو النباتات، ثم الجفاف الشديد الذي حول الكثير من تلك النباتات إلى وقود جيد للحرائق. ويقول العلماء إن مثل هذه الأحداث الجوية المتطرفة هي السمة المميزة لتغير المناخ.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا حرائق أمريكا حرائق كاليفورنيا حريق كاليفورنيا كوارث طبيعية لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
هزة أرضية بكسلا نتيجة نشاط زلزالي في إثيوبيا وإريتريا صور
أثارت الهزة حالة من القلق والخوف بين المواطنين، رغم عدم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية حتى الآن..
التغيير: كسلا
شهدت ولاية كسلا شرق السودان هزة أرضية مفاجئة شعر بها سكان المدينة، ناجمة عن نشاط زلزالي وقع في منطقة تيغراي شمال شرق ميكيلي بإثيوبيا، بلغت قوته 5.3 درجة على مقياس ريختر.
وأثارت الهزة التي حدثت مساء أمس السبت، حالة من القلق والخوف بين المواطنين، رغم عدم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية حتى الآن.
ووفقًا لشهادات محلية، فإن الاهتزازات الأرضية امتدت إلى أجزاء واسعة من مدينة كسلا وضواحيها، حيث شعر بها السكان بشكل واضح لبضع ثوانٍ. وأكد خبراء جيولوجيون أن كسلا تقع قرب نطاق زلزالي نشط يمتد عبر إثيوبيا وإريتريا، ما يجعل مثل هذه الهزات الخفيفة والمتوسطة متكررة نسبيًا في المنطقة.
وأوضح مختصون في هيئة الأبحاث الجيولوجية السودانية أن هذه الهزة ناتجة عن حركة تكتونية في الصفيحة الإفريقية الشرقية ضمن امتداد الصدع الإفريقي العظيم، مؤكدين أن الهزة لم تتجاوز المستويات الآمنة، وأنها لا تشكل خطرًا على السكان أو البنية التحتية.
ووفقًا لتقارير هيئة المخاطر الجيولوجية العالمية، فإن السودان يُصنف ضمن المناطق ذات المخاطر الزلزالية المنخفضة إلى المتوسطة، حيث لا تشهد البلاد عادة زلازل مدمرة، إلا أن المناطق الشرقية منها تتأثر بالنشاط التكتوني لدول الجوار مثل إثيوبيا وإريتريا، نتيجة قربها من الصدوع النشطة المتفرعة عن الصدع الإفريقي الشرقي.
وتشير دراسات جيولوجية دولية إلى أن السودان شهد في تاريخه بعض الزلازل المتوسطة إلى القوية، أبرزها زلزال عام 1990 بالقرب من جوبا، والذي تراوحت شدته بين 7.1 و7.4 درجة.
كما كشفت تقارير أن النشاط الزلزالي في حوض البحر الأحمر والصدع الإفريقي الشرقي قد ينعكس أحيانًا على المناطق الشرقية مثل كسلا والبحر الأحمر والقضارف.
وفي السياق ذاته، كانت الهيئة الجيولوجية السودانية قد أشارت في وقت سابق إلى وجود نشاط تكتوني محدود في محيط السدود الكبرى مثل سد الروصيرص وسد النهضة الإثيوبي، مشيرة إلى احتمال حدوث ما يُعرف بـ “الزلازل الناجمة عن الخزانات” (Reservoir-Induced Seismicity)، وهي اهتزازات أرضية طفيفة تنتج عن تغيرات الضغط المائي في باطن الأرض حول السدود.
متابعة ورصدودعت السلطات المحلية في كسلا المواطنين إلى عدم القلق أو الانسياق وراء الشائعات، مؤكدة استقرار الأوضاع وعدم وجود أي أضرار، إلى جانب متابعة مستمرة من الجهات المختصة بالتنسيق مع هيئة الأرصاد الجيولوجية لرصد أي نشاط زلزالي محتمل خلال الأيام المقبلة.
وأكدت الهيئة أن السودان لا يُعد من المناطق عالية الخطورة الزلزالية، لكن تأثره العرضي بالنشاط الجيولوجي في دول الجوار أمر وارد من حين لآخر، داعية إلى رفع الوعي المجتمعي بإجراءات السلامة أثناء الزلازل، خاصة في الولايات الشرقية المحاذية للمناطق الجبلية والصدوع النشطة.
الوسومالبحر الأحمر الصدع الأفريقي كسلا هزة أرضية