ثورة السينما.. نهاية عصر الأبطال الخارقين وظهور حقبة الأفلام العائلية
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
عاشت السينما العالمية ما يزيد على 10 سنوات من ازدهار أفلام الأبطال الخارقين، فقد احتلت هذه الأفلام قوائم الأعلى إيرادا، واستحوذت على شاشات العرض السينمائي حول العالم.
ونافست أفلام الأبطال الخارقين السينما المحلية، وحتى مجبرة إياها على محاولة مضاهاتها في بعض الأحيان، كما شاهدنا في تجربة فيلم "موسى" المصري من إخراج وتأليف بيتر ميمي وعُرض خلال 2021.
غير أن الحال تغير مؤخرا، ففي 2023 اعتلى عرش الأعلى إيرادا حول العالم فيلم "سوبر ماريو بروس، الفيلم" (The Super Mario Bros. Movie)، بينما في 2024 استحوذت 8 أفلام عائلية أو متحركة من أصل 10 على أعلى إيرادات شباك التذاكر العالمي، مع فيلمين فقط ينتميان إلى عالم الأبطال الخارقين، فكيف حصل هذا التحول؟
أحفاد جيل الألفيةأول سؤال يجب علينا طرحه هو: مَن الأطفال الذين يذهبون للسينما الآن؟
إنهم أحفاد أو أبناء أبناء جيل الألفية، أو أطفال الملينيالز (Millennials) بتعبير آخر، لفهم أهمية هذا السؤال، يجب تفهم أن لكل جيل طرقه الخاصة في تربية أبنائه، التي تتفق من ناحية مع أساليب الأجيال السابقة، غير أنها تعمل على تغيير سلبيات هذه الأجيال من ناحية أخرى.
واحدة من أهم سمات جيل الألفية في التعامل مع أطفاله تتمثل في قضائهم أوقاتا أطول معهم، حتى وإن كانت حياتهم تتسم بالانشغال وضيق الوقت أكثر من آبائهم وأجدادهم من أبناء الجيل إكس (X) أو البيبي بومرز (Baby boomers).
إعلانوكذلك الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لصحتهم النفسية والعقلية، الأمر الذي يحيل بالتبعية لاهتمامهم الشديد باتباع التصنيفات الرقابية بشكل دقيق، حتى لا يعرضوا أطفالهم لأعمال فنية لا تناسبهم لمحتواها سواء الجنسي أو العنيف.
يداعب الفيلم رقم 1 لعام 2024 الاهتمام بالصحة النفسية والعقلية للأطفال، وهو فيلم "قلبا وقالبا 2" (Inside Out 2) الذي يتناول صراع المشاعر لدى فتاة تدخل مرحلة المراهقة والبلوغ.
فيبدأ القلق في السيطرة على حياتها، الأمر الذي يستلزم قيام المشاعر الأخرى بثورة لإعادة الأمور لوضع التوازن مرة أخرى، ويركز الفيلم بشكل مباشر على الصورة المثلى للتعامل مع أزمات المراهقة والبلوغ، ويوضح طريقة عمل المخ في هذه الفترة الصعبة.
I’m still here. pic.twitter.com/xUe4mSx3CK
— wicked news hub (@wickednewshub) January 17, 2025
ويقدم فيلم "ويكد" (Wicked) أو "شريرة" قصة فتاة صغيرة سجينة، تكتشف أنها يمكن أن تتحكم في مصيرها عندما تصادق شابة أخرى تبدو من الخارج النسخة المعاكسة لها. الفيلم مقتبس من المسرحية الشهيرة التي عرضت على خشبات برودواي.
بينما تركز أفلام أخرى على أهمية العائلة مثل فيلم "موانا 2" (Moana 2) الذي تقف في خلفية مغامرة البطلة أسرتها وأختها الصغيرة الداعمة، أو "أنا فهلوي" (Despicable Me) الذي يتناول قصة عائلة حوّلت الأطفال فيها الأب من شخص شرير تعتمد حياته على القيام بجرائم مؤذية إلى نسخة أفضل من نفسه.
إلى أين ستأخذنا السينما العائلية؟كما حدث من قبل مع الموجات السينمائية العالمية الأخرى، ستتكرر الأفلام العائلية في السنوات المقبلة لاستغلال نجاح هذه الأفلام العام الماضي، والتي بدأت بالفعل بعرض فيلم "بادنغتون في بيرو" (Paddington in Peru) والذي يتناول قصة الدب بادنغتون الذي يعود سريعا إلى موطنه الأصلي في بيرو للبحث عن أسباب اختفاء عمته التي ربّته طفلا قبل هجرته إلى إنجلترا وبدئه حياة جديدة، ليصطحب معه أسرته البديلة في المغامرة التي تحقق الإيرادات من ظهورها على الشاشة.
إعلانومن المنتظر عرض عدة أفلام عائلية أخرى خلال 2025 مثل "أسطورة أوتشي" (The Legend of Ochi) والذي يدور حول شابة تدعى يوري تكتشف قردًا من نوع "أوتشي" -وهو نوع يخشاه الجميع ويعيش في الغابة القريبة- وتنطلق في رحلة لإعادته إلى القطيع الذي تركه وراءه.
والنسخة الحية من فيلم "سنو وايت" (Snow White)، وفيلم بيكسار "إليو" (Elio) ويقدم قصة مخلوق فضائي انطوائي يبلغ من العمر 11 عامًا، يتم نقله إلى الفضاء الخارجي بعد أن تم الخلط بينه وبين سفير الأرض، وفي "كوميونيفيرس"، وهو نوع من الأمم المتحدة في الفضاء، يجتمع ممثلو الأجناس الفضائية لحل الأزمات في جميع أنحاء الكون ويصبح إليو واحدًا منهم، بالإضافة إلى الجزء الثاني من "ويكد".
لن يغير هذا التحول (من أفلام الأبطال الخارقين إلى الأفلام العائلية) تراتبية الأستوديوهات العالمية، فبينما استحوذت شركة ديزني على "مارفل"، وهي أهم سلسلة أفلام أبطال خارقين، ديزني كذلك هي الشركة المسيطرة على بيكسار صاحبة العلامة الشهيرة "بيسكار ديزني" صانعة فيلم "قلبا وقالبا" وغيره، وبالتالي تضمن ديزني الإيرادات ذاتها، وإن كانت ستأتي من استثمار مختلف هذه المرة.
‘MOANA 2’ crossed $989M globally.
The film had a $150M budget. pic.twitter.com/gkV1yyKetO
— The Hollywood Handle (@HollywoodHandle) January 12, 2025
أين السينما العربية؟على الرغم من عرض مسلسلات تلفزيونية عائلية ناجحة كل عام، جمهورها الأهم يتمثل في الأطفال وأولياء أمورهم، فإن السينما العربية لا تزال تقف في دور المُستَقبِل للأفلام العالمية العائلية ولا تقدمها، وإن صنعتها فهي لا تتبع معايير أخلاقية واضحة، فعلى سبيل المثال تم الترويج لفيلم "من أجل زيكو" على أنه فيلم لكل أفراد الأسرة، غير أنه في الحقيقة يحمل بعض الشخصيات والأفعال غير المناسبة للأطفال.
إعلانيمتد الأمر للتصنيفات العمرية للأفلام، فعلى سبيل المثال يُعرض الآن فيلم "الهنا اللي أنا فيه"، والذي تبعا لموقع السينما حاصل على تصريح "جمهور عام"، بينما تشمل أحداثه الكثير من المحتوى الجنسي غير الصالح للأطفال بأي شكل من الأشكال، بداية من حبكته الأساسية، الأمر الذي يجعله يقع تحت تصنيف للبالغين فقط، أو على الأقل +16.
هذا بالإضافة إلى عدم قيام دور العرض السينمائية بدورها في تطبيق ما يأتي في التصريحات الرقابية، فتسمح بدخول الأطفال أفلام للبالغين فقط، سواء برفقة ذويهم أو وحدهم، وبالتالي يسهل على الأطفال الوصول إلى أفلام ذات محتوى غير ملائم لهم من الناحية العمرية، ما له تأثيراته السلبية الخاصة عليهم نفسيا وعقليا.
وبالتالي لا تزال السينما العربية على الحياد فيما يخص الأفلام العائلية، وبعيدا للغاية عن تحقيق أي تقدم فيما يخص أفلام الرسوم المتحركة، تاركة الساحة فارغة أمام الأفلام العائلية العالمية!
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سينما الأبطال الخارقین الأفلام العائلیة
إقرأ أيضاً:
جاسبيريني: اخترت روما عن قناعة وسننافس على دوري الأبطال بأسلوب واضح وهوية قوية
في أول ظهور له رسميًا كمدير فني لنادي روما، تحدث الإيطالي جيان بييرو جاسبيريني خلال مؤتمر صحفي عُقد في مركز تدريبات "تريجوريا"، كاشفًا عن طموحاته مع الفريق العاصمي، ورؤيته الفنية، وتفاصيل قراره باختيار روما، مؤكدًا أن "المشروع الطموح" لعائلة فريدكين كان دافعًا رئيسيًا في قبوله المهمة.
وأكد جاسبيريني أن أول اتصال تلقاه كان من المدرب المخضرم كلاوديو رانييري، الذي شرح له واقع النادي والتقلبات التي مر بها في السنوات الأخيرة، مضيفًا: "رأيت في عائلة فريدكين شغفًا صادقًا بالنادي، واستعدادًا حقيقيًا لبناء شيء كبير. هم يدركون قيود اللعب المالي النظيف، لكنهم يعملون على الاستثمار بطريقة مستدامة وفعالة، وهذا ما منحني انطباعًا إيجابيًا للغاية".
وحول الضغوط التي تحيط بتدريب نادٍ بحجم روما، قال: "الجميع حذرني من الضغوط، الإعلام، الإذاعة، والمشجعين. لكنني أرى في هذا الحماس قوة يجب توجيهها بالشكل الصحيح. النتائج هي الفيصل، وإذا استطعنا توجيه كل هذه الطاقات نحو هدف موحد، سنصبح فريقًا أقوى وأكثر صلابة".
وفيما يخص طموحات الموسم الجديد، شدد جاسبيريني على أن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا هو "أقصى هدف" ممكن حاليًا، قائلاً: "الدوري الإيطالي أصبح أكثر تنافسية، وهناك فرق صاعدة تستثمر بقوة. لا أحد يستطيع أن يضمن شيئًا، لكن علينا أن نبدأ بقوة، ونمنح هذا الفريق هوية واضحة يتفاعل معها الجمهور".
وتحدث عن تجربته الطويلة في تطوير اللاعبين، قائلًا: "عملت مع مهاجمين كبار ونجحوا لأن طريقة لعبي تتيح لهم الفرصة للتألق. لا أمنحهم ما ليس فيهم، لكنني أساعدهم على إخراج أفضل ما لديهم. هذا ما سأحاول فعله هنا. الفريق يسجل عادة أهدافًا كثيرة، وسأسعى لاستعادة هذه الخاصية".
وفي رده عن إمكانات تغيير أداء لاعبين مثل باولو ديبالا، قال: "ديبالا لاعب كبير، لكن نجاحه مرتبط بحالته البدنية. إذا كان بخير، سيفرق كثيرًا معنا. هدفي هو وضع كل لاعب في البيئة التي تسمح له بالتألق".
كما أشاد بجودة اللاعبين الحاليين، مثل بيليجريني وكريستانتي وباريديس، مؤكدًا أنهم يمثلون "نواة جيدة" للبناء، لكنه ألمح إلى تغييرات متوقعة في سوق الانتقالات بقوله: "روما يحتاج إلى لاعبين قادرين على رفع مستوى الفريق. لن تكون هناك ثورة، بل تعزيزات نوعية. هدفنا بناء قاعدة متينة من اللاعبين الطموحين".
وأضاف: "اللاعبون يجب أن يسعوا لتحقيق أفضل موسم في مسيرتهم، بغض النظر عن أعمارهم. الروح الجماعية ضرورية. نابولي وباريس سان جيرمان حققوا نجاحات بلا نجوم عالميين، لكن بروح الفريق، وهذا هو طريقنا".
وعن التقارير التي ربطته بيوفنتوس، أكد جاسبيريني صحتها لكنه أوضح: "نعم، كانت هناك اتصالات مع يوفنتوس، لكنني اخترت روما بقناعة. رأيت أن هذا هو المكان المناسب لي، وأنا مقتنع تمامًا بأنني اتخذت القرار الصحيح".
وفي ختام حديثه، تطرق المدرب الإيطالي إلى فلسفته في العمل، قائلاً: "أنا لا أؤمن بالتدريب القاسي من أجل الضغط. اللاعبون يجب أن يشعروا بالسعادة. كرة القدم لا تُلعب بوجه عابس. البرازيليون يفهمون هذا جيدًا. إذا ضحك اللاعبون واستمتعوا، ستكون النتائج أفضل، ويكبر الفريق معهم".
جاسبيريني إذًا، يدخل تجربته الجديدة في العاصمة الإيطالية بخليط من الواقعية والطموح، واضعًا نصب عينيه بناء فريق يُنافس بندّية، ويستعيد مكانة روما كأحد كبار الكرة الإيطالية والأوروبية.