في ذكراه الـ30.. عاطف الطيب مخرج المهمشين الذي حوّل السينما إلى مرآة للوطن(تقرير)
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
تحل اليوم، الإثنين 23 يونيو 2025، الذكرى الثلاثون لرحيل المخرج الكبير عاطف الطيب (1947 – 1995)، أحد أبرز مخرجي الواقعية في السينما المصرية، الذي رحل عن عالمنا قبل أن يُكمل عامه الـ48، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يُنسى، وسينما تنبض بالصدق والوجع الإنساني، حملت هموم الناس وطرحت قضاياهم على الشاشة بلا تجميل.
وُلد عاطف الطيب في محافظة سوهاج عام 1947، وتخرج من المعهد العالي للسينما عام 1970، قسم الإخراج، وبدأ حياته مساعد مخرج في أفلام مصرية وعربية، كما عمل كمساعد مخرج في أفلام عالمية صُوّرت بمصر، أبرزها فيلم “Death on the Nile”.
قدم الطيب 21 فيلمًا خلال مسيرته، بدأها بفيلم “الغيرة القاتلة” عام 1982، واختتمها بفيلم “جبر الخواطر” الذي عُرض بعد وفاته بعام واحد، وضم نخبة من النجوم منهم شريهان، عبلة كامل، وهالة صدقي.
• سواق الأتوبيس (1982): أحد أعمدة السينما الواقعية، ومصنف ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
• البريء (1986): الذي واجه صدامًا شهيرًا مع الرقابة، وتدخل وزراء لإيقاف مشاهده الأخيرة.
• ناجي العلي (1992): السيرة الذاتية للرسام الفلسطيني، والذي أثار ضجة سياسية وقت عرضه.
• الحب فوق هضبة الهرم، ضد الحكومة، كتيبة الإعدام، التخشيبة، قلب الليل، كشف المستور، الهروب وغيرها من الأفلام التي نقلت نبض الشارع وأصوات المهمشين.
لم يقتصر تأثير الطيب على السينما فقط، بل امتد أيضًا إلى عالم الأغنية المصوّرة، عندما أخرج فيديو كليب أغنية “شنطة سفر” للفنانة أنغام، والتي اعتبرته واحدة من أهم تجاربها الفنية.
حيث قالت أنغام في أحد اللقاءات: “عندما أخبرني مدير التصوير هشام سري أن عاطف الطيب وافق على إخراج الكليب لم أصدق نفسي، كان الأمر أشبه بحلم، خاصة حين قال لي: الأغنية دي فيلم قصير وعايز أعملها كده فعلًا".
ورغم أن مدة الأغنية 8 دقائق، استمر التصوير لأربعة أيام، وأنتجته أنغام بنفسها وباعت سيارتها لتمويله، ليخرج العمل في صورة إنسانية مؤثرة تعكس روح الطيب.
إرث لا يُنسى
بعد 30 عامًا على وفاته، لا تزال أفلام عاطف الطيب تُعرض، ويعاد اكتشافها من أجيال جديدة، كونها وثّقت الزمن بعيون من عايشوه، وصنعت سينما تحكي عن البسطاء، دون شعارات أو خطب، بل بلغة الصورة والبساطة والتأمل.
ترك عاطف الطيب ما يشبه “الوصية السينمائية” المفتوحة: أن تظل السينما حُرة، ناقدة، قادرة على التغيير، ومتجذّرة في قلوب الناس.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المخرج عاطف الطيب
إقرأ أيضاً:
في ذكراه .. قصة رفض نور الشريف لمسلسل لن أعيش في جلباب أبي
يحل اليوم الإثنين 11 أغسطس، ذكرى رحيل الفنان نور الشريف، الذي ولد يوم 28 أبريل عام 1946، في حي الخليفة بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة ، ورحل في مثل هذا اليوم عام 2015، عن عمر يناهز 69 عامًا.
نور الشريف ورفض مسلسل لن أعيش في جلباب أبيمسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، أحد أهم المسلسلات الاجتماعية في تاريخ الدراما، ليس في حقبة التسعينيات فحسب، بل وعلى مر الزمان، فلا زال الجيل الحالي يستعين بشخصياته، ومشاهده في رسم الكوميكسات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع هذه الشهرة التي حظي بها «لن أعيش في جلباب أبي» إلا أن بطل المسلسل، الفنان نور الشريف، رفض في البداية تقديم تلك الشخصية (عبد الغفور البرعي)، فقد رأى أن الوقت لايزال مبكرا لتقديم دور الأب وخاصة لجمهور التليفزيون فكان يؤمن أن جمهور المنازل يصدق الأحداث ويتعايش معها بشكل أكبر وأسرع.
وبعدما قرأ نور الشريف، السيناريو الذي كتبه السيناريست مصطفي محرم غير رأيه تمامًا حيث كان مختلفًا بشكل كبير عن القصة الأصلية التي كتبها الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، فقد تناول السيناريو رحلة صعود (عبد الغفور البرعي) والتي استمرت 15 حلقة أما قصة إحسان فكانت تبدأ بنجاح الأب الأمر الذي جعله يقدم علي المشاركة في المسلسل.
وكان المسلسل يحمل الكثير من المواعظ والحكم التي توجه للشباب، وبقدر هذه المواعظ؛ بقدر تأثيرها علي الفنان الراحل، فقد تعلم منه أشياء كثيرة أفادته في حياته، وغيرت الكثير من قناعاته وأفكاره، حيث كشف في أحد حواراته الصحفية السابقة: (أنه بعد تقديمه لهذه الشخصية شعر بالندم الشديد على حياة البذخ والرفاهية التي كان يعيشها، كما تمنى أن يكون أبا مثله ينشأ أولاده على تلك المبادئ).