موقع 24:
2025-06-07@09:00:18 GMT

البيجر يعود بنسخة إيرانية..فهل الحرب قادمة

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

البيجر يعود بنسخة إيرانية..فهل الحرب قادمة

اتهمت إيران، الثلاثاء 14 يناير الجاري، إٍسرائيل بزرع متفجرات في أجهزة طرد مركزي اشترتها طهران لبرنامجها النووي.
مثل هكذا خبر ليس بجديدا على مسامع المتابعين، لأن هناك نسخة لبنانية، تحديداً مع ما حصل مع حزب الله، حليف إيران، في 17 سبتمبر الماضي، عندما صُدم اللبنانيون والعالم بأشخاص ينتمون إلى حزب الله اللبناني وهم يتساقطون أرضًا بين قتيل وجريح بسبب تفجيرات حصلت مع حاملي أجهزة الاتصالات اللاسلكية “البيجر” في ضاحية بيروت وفي الجنوب وحتى خارج الأراضي اللبنانية.


عملية تفجير أجهزة النداء في لبنان، التي كان الحزب قد استوردها واستخدمها على نطاق واسع بين محاربيه، على اعتبار أنها بعيدة عن الخرق الاستخباراتي الإسرائيلي، شكلت بداية لحرب إسرائيلية كبرى على حزب الله في لبنان. إذ توافقت كافة التقارير على وصف ما حدث في عملية تفجير أجهزة النداء، بأنه يعتبر “أكبر خرق أمني تمهيدًا للحرب الكبرى على لبنان، باعتبار أنها أفقدت حزب الله عامل التواصل، وأدت إلى انكشافه أمنيًا فسقط الحزب بعد 60 يومًا بتوقيع على تسوية كانت أشبه بالاستسلام.”، وإنه كان السبب المباشر لاغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، والقادة في الصف الأول والثاني وحتى الثالث.


لا يمكن الفصل بين اتهامات إيران لإسرائيل بسعيها لتفخيخ ولاحقًا تفجير أجهزة الطرد المركزي المتعلقة ببرنامجها النووي، وبين ما أكده مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، الأربعاء 15 يناير، أن “ضعف إيران يشكل مصدر قلق لنا،” مشيرًا إلى أنّ “ضعفها قد يدفعها إلى إعادة التفكير بموقفها من الأسلحة النووية“.
لم تتوقع الجمهورية الإسلامية أن يتم تحجيم دورها في المنطقة بهذه السرعة والطريقة معًا. فإيران التي بنت مجدها ووسّعت نفوذها من طهران وصولًا إلى بيروت بعد تصدير ثورتها عام 1980 إلى الخارج، أصبحت اليوم لاعبًا يتفرّج على خسائره، ويتمهل في اتخاذ القرارات علّ المنطقة ترسم خطوطها العريضة.
نكسة أصابت سياسة إيران الخارجية، تحديدًا بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على حزب الله حيث قوّضت هذه الحرب أهم أذرعها في المنطقة. ولكن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا كانت كارثة على مشروعها الذي أخذ من سوريا ممرًا لتوريد السلاح إلى حزب الله، كما أن هروب الأسد بتلك الطريقة أسقط ورقة تفاوضية رئيسية من يدها. لهذا وجدت طهران نفسها محاطة بسلسلة من الهزائم، باستثناء الورقة الرئيسية وهي ورقة التفاوض على ملفها النووي مع الدول الغربية المعنية.
ما كشف عنه سوليفان عن ضعف إيران الذي سيدفع بها لامتلاك أسلحة ردعية ليس بغريب، إذ أن إيران على ما يبدو غيرت في “عقيدتها النووية”، وانطلقت لزيادة الطرد في مفاعلاتها النووية، نحو إنتاج القنبلة. لم تترك الأحداث المتلاحقة خيارات كثيرة أمام طهران، ما يجعل من مسؤوليها يقتنعون بأن لا رادع أمام أعدائها إلا في امتلاكها سلاحًا نوويًا. هذا ما زاد من التخوّف عند مراكز القرار في إسرائيل، والتي حثّت على السير قدمًا نحو ضرب المفاعلات النووية من خلال تفجير أجهزتها الطردية المستوردة، أو شلّ قدراتها على الطريقة البيجرية.
كان يتوقّع أن تقوم إسرائيل بتنفيذ ضربات مركزة على منشآت إيران النووية، مستغلةً إطلاق الصواريخ الإيرانية عليها، ولكن هذا ما لم يحصل، استجابة للرغبة الأميركية. وهذه الرغبة قد تكون مبنية على تقارير استخباراتية تؤكّد أن إيران لم تصل بعد إلى مرحلة من التخصيب لليورانيوم تخول لها امتلاك القنبلة. لكنّ اليوم تغيّر الواقع، وإيران اليوم ليست إيران الأمس، فها هي بعدما لم تنفع سياسة “وحدة الساحات” التي فرضتها على المنطقة، وجدت أن عليها أن تعزز قدراتها الردعية لأن الحرب على ما يبدو طويلة مع الغرب.


ليس عبثًا أن تزيح إيران الستار عن مدينة صاروخية جديدة تحت الأرض، تضم صواريخ إستراتيجية تعمل بالوقود السائل. حيث كشف الحرس الثوري الإيراني في مشاهد مصورة عن جزء من هذه المدينة الجديدة التابعة لقوات الجوفضاء في الحرس. وتضمّ مجموعة كبيرة ومتنوعة من الصواريخ التي بعثت من خلالها رسائل إلى أكثر من طرف في المنطقة، على رأسها إسرائيل ومصالح أميركا بأنّ هذه الصواريخ قد تكون موجهة إلى أماكن تواجدكم.
عرض المدينة هذا، الذي لن يكون الأخير، قد يحمل مفاجأة في الأشهر المقبلة وفي مدن جديدة، ولكن هذه المرة قد تكون الصواريخ ذات رؤوس نووية. فطهران أيقنت أنّه لم يعد باستطاعة أي فصيل في المنطقة أن يدافع عنها، فالحرب المقبلة ستكون مباشرة وعلى أرضها إن حصلت. لهذا كان الكشف الردعي من خلال مدينة الصواريخ، لكن في ما بعد قد يكون العرض مكلّلًا بالنووي. وهذا ما يجعل إسرائيل تسرّع وتيرة فرملة الاندفاعية الإيرانية نحو امتلاك السلاح النووي.
كشفت إيران عن تفخيخ أجهزة الطرد قبل تفجيرها، والأكيد أن احتمالية أن توجه إسرائيل ضربة إلى طهران قائمة، إلا أن المؤكد أن الأمريكي لا يسعى للانزلاق نحو حرب مباشرة مع طهران، بقدر ما يعمل على تفجير الوضع داخليًا.
فعلى طريقة انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 بعد فرض عقوبات عليه، وإفلاس هذا النظام عن محاكاة العالم الجديد، تلجأ الولايات المتحدة إلى تطبيق الإستراتيجية ذاتها مع إيران، لهذا منعت إسرائيل من الصدام المباشر، لاعتبار أنّ هكذا نظام وصل إلى مرحلة الإفلاس الاقتصادي والسياسي، فبات سقوطه واردًا على أيدي معارضيه، عندها تدخل الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية مستغلتين الفوضى العارمة التي ستصيب البلاد لتعطيل برنامج إيران النووي، أو لتوجيه ضربات مركزة على المنشآت تمامًا كما كان الحال بعد سقوط بشار الأسد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران فی المنطقة حزب الله

إقرأ أيضاً:

في ظل مفاوضات نووية متوترة.. إيران تهدد أوروبا وتستورد مكونات صاروخية من الصين

حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا)، المعروفة باسم “الترويكا الأوروبية”، من أن طهران سترد بشكل حازم على أي انتهاك لحقوقها، خاصة في ما يتعلق ببرنامجها النووي، في ظل توتر متصاعد مع الغرب ومفاوضات مع الولايات المتحدة لم تصل إلى نتائج واضحة بعد.

وفي منشور نشره على منصة “إكس” اليوم الجمعة، رفض عراقجي الاتهامات الموجهة لإيران بشأن عدم امتثالها للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً: “بعد سنوات من التعاون الجيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي أدى إلى غلق ملف الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجنا النووي السلمي (PMD)، نُتهم مجددًا بعدم الامتثال، في تصعيد غير مبرر ومبني على تقارير ضعيفة ومسيسة”.

وأشار إلى أن الدول الأوروبية اتخذت مؤخرًا موقفًا “منحازًا” ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة، مشبّهًا الوضع بالعام 2005، حينما أدى تصعيد مشابه إلى انطلاقة عملية تخصيب اليورانيوم الإيرانية بشكل غير مسبوق، وأضاف: “هل لم تتعلم الترويكا الأوروبية شيئًا خلال العقدين الماضيين؟”.

كما حذّر عراقجي من أن أوروبا تقترب من ارتكاب “خطأ استراتيجي جسيم جديد”، مؤكدًا أن إيران “لن تتهاون في الرد، وأن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الجهات غير المسؤولة التي تسعى لإثارة الأزمة”.

ترامب: لا تخصيب على الإطلاق في أي اتفاق محتمل

بالتوازي، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أي اتفاق نووي محتمل مع إيران “لن يسمح لها بتخصيب اليورانيوم على الإطلاق”، وكتب عبر حسابه في “تروث سوشال”: “كان ينبغي أن يُمنع التخصيب منذ البداية. في اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم، حتى ولو بمستويات منخفضة”.

إلا أن تقارير أمريكية كشفت عن مقترح يسمح لإيران بالتخصيب بمستويات منخفضة ولفترة غير محددة، ما أثار التباسات جديدة حول موقف الإدارة الأميركية.

وكان عراقجي قد أعلن قبل يومين أن إيران ستعلن قريبًا ردها الرسمي على المقترح الأميركي، مؤكّدًا أن “استمرار التخصيب داخل الأراضي الإيرانية هو خط أحمر لا يمكن التفاوض حوله”، كما وصف المقترح بأنه “غامض ولا يضمن الحقوق الأساسية لإيران”.

هذا وتجري المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة سلطنة عمان منذ منتصف أبريل الماضي، وتوزعت بين مسقط وروما، حيث عقدت خمس جولات تفاوضية حتى الآن، دون الإعلان عن تحقيق اختراق حقيقي.

إيران توسّع قدراتها الصاروخية بالتوازي مع المفاوضات

في تطور لافت، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إيران بصدد شراء آلاف الأطنان من مكونات الصواريخ الباليستية من الصين، تشمل مادة “بيركلورات الأمونيوم”، وهي مكوّن رئيسي في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ.

وبحسب الصحيفة، فإن جزءًا من هذه المواد سيُرسل إلى الميليشيات الموالية لطهران في المنطقة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن، وهو ما يُعد تحركًا استراتيجيًا لتعزيز النفوذ الإقليمي الإيراني في ظل التوتر النووي.

وذكرت الصحيفة أن الطلبات تمت من قبل شركة إيرانية تُدعى “بيشغامان تجارت رفي نوين”، وتم التعاقد مع شركة صينية مقرها هونغ كونغ تدعى “ليون كوموديتيز هولدينغز”، دون رد رسمي من الطرفين حتى الآن.

في سياق آخر، طلب الرئيس ترامب دعم موسكو في الملف النووي الإيراني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين مستعد للمشاركة في المفاوضات بين طهران وواشنطن إذا دعت الحاجة.

هذا وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التهديدات العسكرية والضغوط السياسية المتبادلة بين طهران والغرب، في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الغموض والقلق من احتمال انهيار المسار الدبلوماسي، وبحسب مراقبين، فإن تصعيد إيران على الجبهتين النووية والصاروخية قد يكون رسالة ضغط مزدوجة قبل أي تسوية نهائية أو مواجهة محتملة.

مقالات مشابهة

  • إيران تهدد بالتصعيد قبيل اجتماع "مجلس محافظي الطاقة الذرية"
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران
  • في ظل مفاوضات نووية متوترة.. إيران تهدد أوروبا وتستورد مكونات صاروخية من الصين
  • تصعيد غربي ضد إيران أمام الوكالة الذرية وعراقجي يرد
  • وهم ضعف إيران.. هل يقود التصعيد إلى حرب إقليمية؟
  • وول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • ايران: أي طرف يشارك في عمل عسكري ضد إيران سيدفع الثمن
  • إيران: لا اتفاق ومفاوضات دون تخصيب اليورانيوم
  • لماذا انتصرت إسرائيل في لبنان وفشلت في اليمن؟: السعودية تفتح ملفاً مسكوتاً عنه