اغتيالات دقيقة واختراقات ذكية.. هل فقدت طهران السيطرة أمام تمدّد الموساد داخل إيران؟
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
تُقدّر صحيفة "جيروزاليم بوست" أن لدى الموساد قدرة شبه غير محدودة على تجنيد عملاء من داخل إيران. اعلان
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تقرير موسع، عن تفاصيل عمليات معقدة نفذها جهاز الموساد خلال شهر يونيو الماضي داخل إيران، أسفرت عن اغتيال تسعة من أصل 13 من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، إلى جانب نحو 12 عالمًا نوويًا، في واحدة من أوسع الحملات الاستخباراتية التي عرفتها الجمهورية الإسلامية في السنوات الأخيرة.
ووفقًا للتقرير، لم تقتصر عمليات الموساد على تنفيذ الاغتيالات، بل امتدت لتشمل مساهمة مباشرة في استهداف منشآت نووية وصاروخية باليستية، رغم أن التنفيذ الميداني لعمليات القصف غالبًا ما يُسند إلى طياري سلاح الجو الإسرائيلي.
Related ضابط سابق في الموساد يكشف: هكذا نجنّد جواسيسنا داخل إيراناغتيال فخري زاده في إيران: كواليس عملية الموساد تكشف تفاصيل "غير مسبوقة"الكوماندوز الإسرائيلي والموساد في قلب إيران: عملية سرّية غيّرت مسار الحرب "نحن هناك وسنظل هناك": رسالة برنيع لطهرانوفي سابقة نادرة، نشر رئيس الموساد دافيد برنيع في 25 يونيو مقطع فيديو موجّهًا لعملاء الجهاز الذين شاركوا في العمليات. وقال في رسالته العلنية التي بدت وكأنها تحدٍ مباشر لطهران: "سنكون هناك، كما كنا هناك". وهي رسالة اعتبرها محللون في الصحيفة تأكيدًا على "استمرار نشاط الموساد داخل إيران رغم حملات المطاردة والتطهير الأمني في طهران بعد حرب 13–24 يونيو".
تفجيرات غامضة واتهامات مبطنةوأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية، عقب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، بدأت تربط بين سلسلة الانفجارات والحرائق الغامضة التي اندلعت مؤخرًا في أنحاء البلاد، وبين عمليات تخريب يُعتقد أن الموساد يقف خلفها. إلا أن السلطات الإيرانية، وبحسب الصحيفة، امتنعت عن توجيه اتهامات مباشرة للموساد، خشية الانجرار إلى مواجهة عسكرية مفتوحة مع إسرائيل.
يُذكر أن أحداثًا مشابهة وقعت في صيف عام 2020، حيث تعرضت منشآت إيرانية لانفجارات متكررة، اتُّهم الموساد حينها بالوقوف خلف بعضها، خاصة بعد استهداف مواقع نووية. وتعتقد مصادر إسرائيلية أن طهران "تتجنب في الوقت الراهن اتهام الموساد علنًا تفاديًا للرد".
اختراق استخباراتي عميق وشهادات دوليةالتقرير نقل عن مسؤول أوروبي – لم يُكشف اسمه – يتولى إدارة الملف الإيراني، تأكيده أن ما جرى خلال يونيو الماضي كان على الأرجح سلسلة من عمليات التخريب التي نفذها الموساد، في واحدة من أكثر الاختراقات الأمنية تعقيدًا في العصر الحديث.
كما نشرت منصة "إيران إنترناشونال"، المحسوبة على المعارضة الإيرانية في الخارج، ما وصفته بأنه تفاصيل “هزيمة أمنية وعسكرية نادرة” لحقت بالنظام، مشيرة إلى أن الهجمات لم تكن ميدانية فحسب، بل شملت هجمات سيبرانية متقدمة تجاوزت 20,000 محاولة خلال فترة الحرب، وفقًا لما أعلنه وزير الاتصالات الإيراني سيد ستار هاشمي.
"اغتيالات باستدراج وتكنولوجيا فائقة"وذكر تقرير "إيران إنترناشونال" أن الموساد تعمّد تسريب تاريخ هجوم إسرائيلي عبر عميل مقرب من قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، لاستدراجه إلى موقع مُحدد تمهيدًا لاغتياله.
كما سقط العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجو-فضائية في الحرس الثوري، والذي وصفته المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية بأنه "أخطر رجل في إيران منذ مقتل قاسم سليماني"، في "فخ محكم" بعد تلقيه مكالمة من مصدر وهمي تدعوه إلى اجتماع مع قادة ميدانيين، ليلقى حتفه هناك.
ولم تقف العمليات عند هذا الحد، إذ زُرعت برامج خبيثة في كاميرات المراقبة التابعة لبلدية طهران، مكّنت الموساد من تعقّب علي شدمني، القائد الجديد لمقر خاتم الأنبياء، ليُستهدف لاحقًا بضربة من طائرة مسيّرة في حي زفرانية.
وبحسب التقرير، جُمعت بياناته عبر عينة حمض نووي تم الحصول عليها رقميًا، ثم جرى استخدام تقنيات متقدمة في التعرف على الوجه والتحليل الجيني باستخدام الذكاء الاصطناعي.
عملاء بشريون وتقنيات هجينةكما اعترف الموساد – وفقًا لـ "جيروزاليم بوست" – باستخدام مزيج من العملاء البشريين على الأرض، وأسلحة يتم التحكم بها عن بُعد على متن سيارات مدنية، وطائرات بدون طيار، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
وتُقدّر الصحيفة أن لدى الموساد قدرة شبه غير محدودة على تجنيد عملاء من داخل إيران، في ظل وجود عشرات الملايين من الإيرانيين غير الشيعة المعارضين للنظام الإيراني، ما يُصعّب على السلطات الإيرانية إغلاق جميع الثغرات المادية والتقنية التي يستخدمها الموساد لاختراق البلاد.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل سوريا فرنسا حركة حماس روسيا بريطانيا إسرائيل سوريا فرنسا حركة حماس روسيا بريطانيا النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي الموساد برنامج الصواريخ الإيراني إسرائيل سوريا فرنسا حركة حماس روسيا بريطانيا إيران أوكرانيا دونالد ترامب غزة إيمانويل ماكرون كير ستارمر داخل إیران
إقرأ أيضاً:
بهلوي يكشف عن شبكة من المنشقين داخل النظام الإيراني: 50 ألفًا يتحرّكون لإسقاط خامنئي
قال رضا بهلوي لـ"بوليتيكو": "الهدف هو إظهار أن هناك تحالفاً متنامياً من أطياف سياسية متنوعة داخل وخارج إيران، يتشاركون رؤية مشتركة للعمل معاً من أجل مستقبل البلاد". اعلان
كشف رضا بهلوي، نجل الشاه الإيراني السابق والمقيم في المنفى، أن نحو 50 ألف مسؤول من داخل الحكومة والقوات المسلحة الإيرانية سجلوا أنفسهم عبر "منصة إلكترونية آمنة" أنشأها تياره بهدف "تنسيق الجهود الرامية إلى الإطاحة بالنظام الحاكم في طهران".
وفي مقابلة مع موقع "بوليتيكو"، أوضح بهلوي أن "هذه المنصة التي أُطلقت قبل شهر، تهدف إلى تسهيل التواصل مع عناصر من الجيش، وقوات الحرس الثوري، وأجهزة الأمن الإيرانية، ممن قد يلعبون دورًا محوريًا في إسقاط المرشد الأعلى علي خامنئي، والمضي نحو إقامة دولة علمانية ديمقراطية".
وقال بهلوي في تصريحاته: "ثمة عشرات الآلاف، والتقديرات الأخيرة تشير إلى أكثر من 50 ألفاً، وربما العدد أكبر. الأرقام تزداد أسبوعياً، ونحن نعمل على تحليل هذه البيانات رغم أن التحقق منها عملية معقدة وتتطلب وقتاً، إلا أن المؤشرات حتى الآن مشجعة للغاية".
وأضاف أن فريقه يعطي أولوية قصوى للتواصل مع "العناصر المفتاحية" داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، في ظل ما وصفه بـ"الاستجابة الكبيرة" التي تلقاها المشروع.
Related قصر نيافاران: الملجأ الأخير لآخر شياه إيران محمد رضا بهلوي"اغتيالات دقيقة واختراقات ذكية".. هل فقدت طهران السيطرة أمام "تمدّد" الموساد داخل إيران؟إيران والترويكا الأوروبية تناقشان البرنامج النووي في اسطنبول.. أي أفق للتسوية والاتفاق؟وإلى جانب هذه المنصة الخاصة بـ "المنشقين من داخل النظام"، أعلن بهلوي عن إطلاق موقع إلكتروني منفصل قريباً لـ "تمكين المواطنين الإيرانيين العاديين من التعبير عن رغبتهم في الانضمام إلى الحملة الوطنية ضد النظام".
وتأتي هذه التصريحات قبيل مؤتمر دعا إليه بهلوي يُعقد يوم السبت في مدينة ميونيخ الألمانية، ويجمع ما لا يقل عن 500 مشارك من المعارضين في الخارج، بينهم ناشطون وفنانون ورياضيون. ووصف بهلوي المؤتمر بأنه "أحد أوسع التجمعات تمثيلاً لمعارضي النظام الإيراني" منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وقال لـ"بوليتيكو": "الهدف هو إظهار أن هناك تحالفاً متنامياً من أطياف سياسية متنوعة داخل وخارج إيران، يتشاركون رؤية مشتركة للعمل معاً من أجل مستقبل البلاد".
وبحسب المنظمين، فإن جميع المشاركين في مؤتمر "اتفاق التعاون الوطني" يدعمون ثلاثة مبادئ أساسية: "الحفاظ على وحدة الأراضي الإيرانية، وضمان الحريات الفردية والمساواة بين جميع المواطنين، والفصل بين الدين والدولة".
في السياق نفسه، حذّر بهلوي من استئناف طهران لمفاوضات نووية مع القوى الأوروبية، والتي انطلقت مجددًا يوم الخميس في تركيا، بعد تعرض مواقع عسكرية ونووية إيرانية لهجمات من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو/حزيران الماضي. وقال إن "إيران لا يُمكن الوثوق بها"، معتبراً أن الدخول في محادثات جديدة "يمنح النظام مزيداً من الوقت للمراوغة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة