مرصد الأزهر: تصاعد الإرهاب في باكستان 2024 يتطلب استراتيجيات شاملة للمواجهة
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
أشار مرصد الأزهر في تقرير أصدرته وحدة رصد اللغة الأردية إلى التصاعد الملحوظ في الهجمات الإرهابية التي شهدتها باكستان خلال عام 2024، مما أعاد البلاد إلى أجواء موجة العنف التي سادت في العقد الماضي.
وأبرز التقرير أن حركة طالبان باكستان تعد من الفاعلين الرئيسيين في تلك الهجمات، التي استهدفت المدنيين والقوات الأمنية بأساليب متنوعة، شملت التفجيرات الانتحارية، الهجمات المسلحة، والاغتيالات.
وغالبًا ما تركزت تلك العمليات على المراكز الأمنية ونقاط التفتيش التابعة للجيش والشرطة، بالإضافة إلى استهداف شخصيات بارزة ومدنيين.
وأوضح التقرير أن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان ساهم في خلق بيئة خصبة لنشاط الجماعات المتطرفة، حيث استغلت طالبان باكستان هذا الفراغ لتوسيع نفوذها.
كما فاقمت معدلات الفقر المرتفعة في المناطق القبلية من إمكانية تجنيد السكان المحليين لصالح تلك الجماعات. وفي الوقت ذاته، أثرت الأزمات السياسية، خاصة ضعف التنسيق بين الحكومة الباكستانية وحركة الإنصاف الباكستانية (PTI)، على كفاءة أجهزة الأمن، لا سيما في المناطق الحدودية.
ووفقًا لمعهد دراسات الصراع والأمن الباكستاني (PICSS)، شهدت باكستان خلال السنوات الخمس الماضية 2400 هجوم إرهابي، منها 645 هجومًا وقع خلال عام 2024 وحده، وأسفرت هذه العمليات عن استشهاد 508 أفراد أمنيين. كما أشار التقرير إلى تعقيد المشهد الأمني نتيجة تصاعد العنف الطائفي في مناطق مثل كرم وأوركزائي، حيث استغلت طالبان الانقسامات الطائفية لتعزيز نفوذها.
وعزز ارتباط حركة طالبان باكستان بحكومة طالبان الأفغانية من خطورة الوضع، حيث وفرت الأخيرة ملاذات آمنة للحركة، مما أدى إلى تصاعد قوتها ونفوذها.
وأضاف المرصد أن الحكومة الباكستانية، رغم التحديات الكبيرة، نفذت نحو 59,775 عملية أمنية خلال عام 2024، أسفرت عن مقتل 925 إرهابيًا واعتقال المئات. كما عززت الحكومة جهودها لمكافحة المحتوى المتطرف عبر الإنترنت وسنت قوانين مشددة لمواجهة انتشار الأخبار الكاذبة.
وأكد المرصد على أهمية وضع إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، تركز على التنسيق بين الجيش، الشرطة، ووكالات الاستخبارات، إلى جانب تعزيز التنمية في المناطق المهمشة من خلال تحسين البنية التحتية وخلق فرص عمل. وشدد التقرير على ضرورة التصدي للخطاب المتطرف عبر حظر المحتويات التحريضية، مع تعزيز خطاب التسامح والاعتدال.
كما لفت إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، خاصة مع أفغانستان والدول المجاورة، لمواجهة الإرهاب العابر للحدود.
وأشار التقرير إلى ضرورة تطوير الأمن السيبراني عبر آليات فعّالة لمراقبة ومنع الأنشطة الإرهابية على الإنترنت، مع إنشاء هيئة مستقلة مختصة بحماية الحقوق الرقمية ومكافحة الجرائم الإلكترونية.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن التحدي الأكبر أمام باكستان يكمن في وضع حلول طويلة الأمد تعالج الأسباب الجذرية للإرهاب، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين للبلاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مرصد الأزهر حركة طالبان باكستان تصاعد الإرهاب المزيد
إقرأ أيضاً:
القدس في يوليو.. تصاعد في عمليات الهدم ومطالبة بمزيد من السيطرة على الأقصى
افتُتِح شهر يوليو/تموز المنصرم في القدس باغتيال أسيرين مقدسيين محررين أُبعدا إلى غزة عام 2011 خلال صفقة "وفاء الأحرار" التي أُبرمت بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهما بسام أبو سنينة ورياض عسيلة وكلاهما يبلغ من العمر 52 عاما.
وخلال الشهر المنصرم توالت الانتهاكات في ساحات المسجد الأقصى، إذ اقتحم المسجد على مدار الشهر 5501 من المتطرفين، وسُجل أعلى رقم للاقتحامات يوم 13 يوليو/تموز بواقع 512 متطرفا اقتحموا الساحات بمناسبة يوم "صيام 17 تموز العبري".
وشهدت الساحات أداء صلوات وطقوس تلمودية أبرزها طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل) جماعيا، وأشهرَ العديد من المتطرفين زواجهم وسط التصفيق والغناء والرقص وحُملوا على الأكتاف احتفالا بهم.
ولم تمارس شرطة الاحتلال دور حماية المتطرفين فقط، بل نشرت الجماعات المتطرفة صورة من الساحات الشرقية تُظهر أحد عناصر الشرطة يتقدم المستوطنين في طقس السجود الملحمي، وأخرى لشرطي وشرطية يؤدون صلاة صامتة.
تستعد جماعات المعبد لاقتحام المسجد الأقصى في ذكرى “خراب الهيكل” الأحد المقبل، وسط دعم سياسي غير مسبوق من الحكومة الإسرائيلية الحالية، وصمت عربي وإسلامي مطبق، فما الذي ينتظر الأقصى خلال هذه المناسبة؟
للمزيد: https://t.co/fWD7gixHdB pic.twitter.com/f8uQCfKguV
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) July 31, 2025
مطالبة بمزيد من التسهيلاتوضمن برنامج منظم اقتحم 12 حاخاما ورئيسا لمعهد ديني يهودي برفقة أتباعهم ساحات الأقصى من أجل "شكر الرب على معجزات الحرب".
ورغم التسهيلات كافة المتاحة أمامهم، نظم متطرفون وقفة أمام باب المغاربة (أحد أبواب المسجد الأقصى) من الخارج احتجاجا على "التمييز ضدهم" خلال الاقتحامات.
ولدى اقتحامه الأقصى، قال عضو الكنيست السابق موشيه فيغلين "قالوا إن صعودنا إلى جبل الهيكل (المسمى التوراتي للمسجد الأقصى) سيشعل الشرق الأوسط.. انظروا ماذا يحدث اليوم"، زاعما سيطرة اليهود على أولى القبلتين.
إعلانومن بين أخطر الانتهاكات التي وثقتها الجزيرة نت خلال الشهر المنصرم بحق أولى القبلتين، كان إعلان جماعة "يشيفات هكوتل" المتطرفة، بالتعاون مع بلدية الاحتلال في القدس، عن عقد مؤتمر "نزداد خشية" الديني قرب حائط البراق غربي الأقصى، في مطلع أغسطس/آب الجاري.
ومن المفترض أن يشارك في هذا المؤتمر مجموعة من الحاخامات الذين عُرفوا بمواقفهم الداعية للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى المبارك.
وفي اليوم الأول من الشهر المنصرم اقتحم السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هوكابي ساحة البراق، وأدى صلاة بمرافقة من حاخامات، وتفاخر خلال مكوثه هناك بالمعجزات التي حدثت خلال العدوان الأميركي الإسرائيلي على إيران، حسب وصفه.
وفي اليوم الأخير من الشهر اقتحم وزير خارجية جنوب السودان سيميا كومبا ساحة البراق أيضا، وأدى صلوات أمام حائط البراق.
تصاعد في عمليات الهدم
أما على صعيد انتهاكات الحريات، فاعتقلت قوات الاحتلال 55 مقدسيا في محافظة القدس، بينهم 8 قاصرين و3 نساء، كما أصدرت محاكم الاحتلال 26 أمر اعتقال إداري بحق أسرى المحافظة.
وفي ما يخص أوامر الإبعاد، سلمت مخابرات الاحتلال 10 أوامر إبعاد لمقدسيين بينهم 6 أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى، وأمرا إبعاد عن البلدة القديمة، كما حُكم على مقدسيين اثنين بالحبس المنزلي بينهما طفل.
وعلى صعيد عمليات الهدم، وثقت الجزيرة نت تنفيذ 37 عملية هدم في محافظة القدس على مدار الشهر المنصرم، بينها 14 عملية هدم ذاتي قسري، في تصاعد كبير مقارنة بالشهر الماضي، حيث وثقت الجزيرة نت تنفيذ 15 عملية خلال يونيو/حزيران المنصرم.
وكان من اللافت خلال شهر يوليو/تموز إخطار 17 أسرة مقدسية بهدم البناية التي يعيشون فيها بشكل نهائي، وقد كان يسكن خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري في الطابق الأرضي من هذه البناية.
أرقام مفزعة⬇️
منذ بداية شهر يوليو/تموز الجاري، هدم الاحتلال 7 عقارات مقدسية بينها 6 سكنية، إلى جانب بناية كاملة قيد الإنشاء. كما أفرغت عائلات مقدسية مجبرة 9 شقق سكنية بانتظار هدمها في أي لحظة. عدا عن ترقب نحو 300 مقدسي إخلاءهم من منازلهم لصالح المستوطنين.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/kKSb5rWjJk
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) July 21, 2025
استهداف العقاراتورفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية الاستئناف الذي قدمته عائلة الباشا المقدسية للحفاظ على عقارها من الاستيلاء عليه لمصلحة المستوطنين، في الوقت الذي استولى فيه المستوطنون على عقار جديد في القدس العتيقة.
وتحت وطأة الاعتداءات المتكررة للمستوطنين، اضطر أهالي أحد تجمعات الخان الأحمر البدوية إلى تفكيك مساكنهم والرحيل، كما أضرب سائقو الحافلات المقدسيون عن العمل بسبب اعتداءات المستوطنين المتكررة عليهم أثناء ساعات العمل.
ولم تُطو آخر صفحات شهر يوليو/تموز قبل أن تبلغ مخابرات الاحتلال نقابة المحامين الفلسطينيين بمنع نشاطاتها النقابية داخل المدينة المحتلة.