كاتب إسرائيلي ينفي علاقة ترامب بوقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
شدد الكاتب الإسرائيلي ميرون رابوبورت، على أن "الحرب في غزة أصبحت عبئًا على الحكومة والجيش والمجتمع الإسرائيلي ككل"، موضحا أن الموافقة على وقف إطلاق النار لم تكن نتيجة لضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما تم تصويره في وسائل الإعلام الدولية والإسرائيلية، بل كانت نتيجة لتغير التصور داخل إسرائيل بشأن جدوى استمرار الحرب.
وأشار الكاتب في مقال نشره موقع مجلة "+972"، إلى أن "الإجماع الذي ساد في وسائل الإعلام فور إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار كان يشير إلى أن الضغوط من ترامب كانت العامل الأساسي الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق كانت على الطاولة منذ مايو 2024".
وأوضح أن "القصة المتعلقة بقدوم ستيفن ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، إلى القدس وأبلاغه نتنياهو بأن ترامب لن ينتظر حتى نهاية السبت للتحدث معه، وتحولت إلى قصة شائعة وسرعان ما أصبحت جزءًا من الفولكلور الإعلامي".
ورغم هذا، شدد رابوبورت على أن "نظرة فاحصة تكشف أن القرار لا علاقة له بترامب بقدر ما هو مرتبط بتغير الرأي العام الإسرائيلي". ولفت إلى أن "القرار الذي اتخذته إسرائيل بقبول وقف إطلاق النار يعود إلى تحول الرؤية داخل إسرائيل بشأن الحرب نفسها، خاصة مع استمرار الضغط الداخلي والإرهاق الذي بدأ يظهر في الجيش والمجتمع".
وشدد الكاتب الإسرائيلي على أن "حالة الجمود العسكري في غزة وتزايد الخسائر البشرية والاقتصادية في إسرائيل جعلت فكرة مواصلة الحرب أكثر صعوبة سياسيا وعسكريا".
وأضاف رابوبورت أنه "منذ بداية الحرب، تجاهلت إسرائيل التحذيرات الأمريكية، بما في ذلك تحذيرات الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي دعت إلى تجنب إعادة احتلال غزة والتأكد من أن العمليات العسكرية لا تؤدي إلى سقوط مدنيين أبرياء".
وقال إن “بايدن كان قد حذر إسرائيل من أن الولايات المتحدة ستعيد تقييم دعمها إذا استمرت الحرب بأسلوب مشابه للحروب السابقة، ولكنه على الرغم من ذلك، لم يتم التأثير على تصرفات إسرائيل التي كانت قد تجاهلت هذه التحذيرات".
وتابع الكاتب قائلا إن "قرار نتنياهو بمواصلة الحرب، رغم التحذيرات الأمريكية، كان بسبب تباين في الحسابات الإسرائيلية الداخلية"، لافتا إلى أن "هذا التباين بدا أكثر وضوحًا مع تقدم العمليات العسكرية في غزة وزيادة الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "الضغوط التي مارسها وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتامار بن جفير، طوال عام 2024 على نتنياهو كانت عاملا رئيسيا في منع التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في وقت مبكر". وأكد أن "هذه الضغوط ساهمت في عرقلة المفاوضات حول الاتفاق، حيث تم التأجيل إلى حين تغير الوضع العسكري في غزة".
كما أشار إلى أن "الانتصارات التي حققتها إسرائيل في جبهات أخرى، مثل لبنان وسوريا، قد تكون قد عززت من فكرة أن الحرب في غزة هي مسألة هامة تتطلب حسمًا سريعًا، لكن الواقع العسكري على الأرض كان مختلفًا تماما". وشدد على أن "حرب غزة كانت تواجه مقاومة غير متوقعة من قبل حماس، مما جعل الاستمرار في الحرب أمرا مكلفا ومهددا للمجتمع الإسرائيلي بشكل عام".
وأكد الكاتب الإسرائيلي أنه "كما توقعت قبل أقل من شهرين، فقد أدى إنهاء الحرب في لبنان إلى أن يعيد الرأي العام الإسرائيلي الانتباه إلى حرب غزة"، مشيرا إلى أن "الأسئلة حول جدوى الحرب في غزة ظهرت مجددًا بشكل حاد، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد استمرار الحرب".
وأوضح أن "المظاهرات التي قادتها عائلات الرهائن في إسرائيل، بالإضافة إلى تزايد المعارضة الداخلية، كانت من الأسباب التي دفعت نتنياهو إلى التفكير في إنهاء الحرب"، مؤكدا أن "المظاهرات الأسبوعية عكست تحولا في الرأي العام الإسرائيلي، حيث طالب عدد متزايد من الإسرائيليين بإنهاء الحرب، وهو ما كان يمثل ضغطا على الحكومة".
وأشار إلى إلى أن "الجيش الإسرائيلي كان يعاني من الإرهاق، حيث لم تتمكن إسرائيل من تحقيق النصر السريع الذي كانت تأمل فيه"، مؤكدا أن "حماس كانت لا تزال تشكل تهديدًا حقيقيًا، رغم الحملة العسكرية الشديدة التي شنها الجيش الإسرائيلي في شمال غزة".
وأوضح رابوبورت أن "الجيش الإسرائيلي كان يواجه تحديات كبيرة في محاولات إنقاذ الرهائن الذين تم احتجازهم من قبل حماس، وأصبح واضحًا أن الحرب لا تؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة".
وتطرق الكاتب إلى تأثير هذا الوضع على نتنياهو، حيث قال إنه "حتى نتنياهو بدأ في إعادة تقييم الوضع"، موضحا أن "الشعبية المتراجعة لحكومته في استطلاعات الرأي كانت تضعه في موقف حرج".
وأكد رابوبورت أن "استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تراجعا كبيرا في دعم الحكومة، مما جعل نتنياهو يدرك أن استمرار الحرب قد يؤثر سلبًا على فرصه في الفوز في الانتخابات المقبلة"، مضيفا أن "الضغط الشعبي الداخلي كان يزداد، خاصة مع تزايد أعداد الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يفقدون حياتهم في المعارك".
وأوضح أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي قد بدأ في التفكير في أن استمرار الحرب قد لا يعود عليه بمكاسب سياسية، بل على العكس سيؤدي إلى زيادة رفض الشعب الإسرائيلي للحرب"، مبينا أن "نتنياهو أدرك لهذا الواقع ربما كان السبب الذي دفعه إلى اتخاذ قرار بالتوقف عن القتال، حيث بدأت تلوح في الأفق فرص لإنهاء الحرب في المستقبل القريب".
كما أشار المقال إلى أن "الضغوط الأمريكية، على الرغم من كونها قوية، لم تكن العامل الوحيد الذي دفع نتنياهو إلى الموافقة على وقف إطلاق النار".
وأضاف أن "الخوف من ردود فعل العائلات التي فقدت أحباءها في غزة، وكذلك الإرهاق العسكري، كان له تأثير أكبر في اتخاذ القرار"، مؤكدا أن "التقارير الإعلامية التي نقلت عن المحادثة بين نتنياهو وويتكوف، مبعوث ترامب، كانت على الأرجح موجهة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث كانت هناك مصلحة واضحة في تضخيم هذه الرواية لصالح نتنياهو"، مما جعله يظهر وكأنه كان ضحية لضغوط خارجية.
وفي ختام المقال، أشار الكاتب إلى أن "ترامب قد يقدم دعما معنويا لنتنياهو في هذا السياق، لكن الخوف من فقدان الدعم الداخلي، خاصة من عائلات الرهائن، قد يكون أكثر تأثيرا في قرار نتنياهو"، موضحا أن "إسرائيل الآن في مرحلة حرجة، حيث بدأت تتضح ملامح المرحلة الثانية من صفقة وقف إطلاق النار، مع تحركات في الدوائر السياسية والجيش الإسرائيلي تشير إلى أن المفاوضات المقبلة قد تكون حاسمة بالنسبة لمستقبل الحرب في غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة ترامب نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار استمرار الحرب الحرب فی غزة على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
سلام لغزة.. الفنانون العرب يودّعون الحرب برسائل أمل وتضامن
حظي إعلان وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب وتبادل الأسرى بتفاعل واسع بين الفنانين العرب، الذين عبّروا عن مشاعر الفرح والأمل بانتهاء واحدة من أكثر المآسي الإنسانية قسوة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد الفنانون العرب تطلعهم إلى مرحلة من السلام وعودة الحياة بعد نحو عامين من التصعيد والدمار الذي خلّفه الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ابنة النجم الراحل روبن وليامز: مقاطع والدي المولدة بالذكاء الاصطناعي "مقززة"list 2 of 2تركيا.. استدعاء فنانين ومشاهير على خلفية تحقيقات مرتبطة بالمخدراتend of listوتسابق عدد من الفنانين العرب إلى مشاركة متابعيهم عبر منصات التواصل الاجتماعي منشورات عبّروا فيها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ودعوا فيها إلى إنهاء معاناته ووقف نزيف الدم.
ومن بين أبرز المشاركات، وثّقت الفنانة السورية كندة علوش عبر خاصية القصص المصوّرة، على حسابها في إنستغرام، مشاهد احتفالات الفلسطينيين بوقف الحرب، حيث نشرت مقاطع تُظهر فرحة الأطفال والأهالي في جنوب غزة بانتهاء القصف.
وكتبت في أحد منشوراتها: "خلصت الحرب صباح الخميس في غزة.. صباح الفرح الحزين"، مؤكدة امتزاج مشاعر الأمل بالحزن على ما خلّفته الحرب من مآسٍ.
ومن بين ما نشرته، فيديوهات لاحتفالات جنوب قطاع غزة، وأخرى تظهر فرحة أطفال غزة بوقف إطلاق النار، من بينها مقطع لطفل يتحدث بحماس عن سعادته بانتهاء القصف والدمار.
كما نشرت كندة علوش مقطعا من تغطية شبكة الجزيرة يوثق اللحظة المؤثرة التي أبلغ فيها الصحفيون الأهالي بقرار وقف الحرب، وسط مشاعر امتزج فيها التصديق بالدهشة والفرح.
وفي أحد منشوراتها كتبت: "خلصت الحرب صباح الخميس في غزة.. صباح الفرح الحزين"، و"انتهت الحرب.. سلام لغزة". كلماتها عكست مزيجًا من الأمل في بداية مرحلة جديدة، والحزن على ما خلّفته الحرب من ألم وفقدان.
أما الفنان الفلسطيني محمد عساف، فاختار التعبير عن تضامنه بطريقته الخاصة، إذ اكتفى بمشاركة مقطع من أغنيته الشهيرة "لغزة سلام" التي كان قد أصدرها العام الماضي دعمًا لأبناء وطنه، في إشارة رمزية تعبّر عن فخره بصلابة غزة واحتفائه بوقف إطلاق النار.
إعلانبدوره، عبّر المنتج والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي عن ارتياحه لوقف الحرب عبر منشور على حسابه في فيسبوك، حيث كتب أنه يشعر بالراحة لتوقف المجزرة "بأي ثمن"، مؤكدًا أن الحياة تظل أثمن من كل شيء.
ورغم سعادته بوقف إطلاق النار، أبدى مشهراوي قلقه مما هو قادم، مشيرًا إلى أن ما خلّفته الحرب من دمار في الأرواح والمنازل والأحلام يفوق قدرة أي اتفاق على تعويضه، قائلاً إن "وقف القصف لا يعني انتهاء الألم، فآثار الإبادة ستبقى طويلاً في الذاكرة والوجدان".
وفي منشور سابق، كتب مشهراوي: "إنها دموع تختزل مشاعر متناقضة، فرحًا بما يحدث الآن، وحزنًا لما كان، وقلقًا مما سيأتي". كلمات تعبّر عن مزيج من الراحة والحسرة والترقب لمستقبل لا يزال غامضًا.
أما الفنانة الأردنية صبا مبارك، فقد تفاعلت مع الحدث عبر خاصية القصص المصوّرة على إنستغرام، حيث كتبت: "يمكننا الآن أن نستريح قليلا… لنبكي على من فقدناهم، على الأصدقاء والعائلة، ولنلمس أحزاننا"، في رسالة مؤثرة تعبّر عن الحزن العميق والاحتياج الإنساني لالتقاط الأنفاس بعد عامين من الألم المستمر.
أما الفنانة التونسية دُرّة زروق، فاكتفت في البداية بنشر عبارة "انتهت الحرب" عبر خاصية القصص المصوّرة على إنستغرام، ثم أتبعتها برسالة مطوّلة كتبت فيها:
"سلامٌ عليكم يا أبناء الأرض.. سلامٌ لكم بما صبرتم ودفعتم سنتين من الإبادة، من الدم والنار.. سلامٌ لغزة، سلامٌ سلام".
كما شاركت مقطع فيديو مؤثرًا لأطفال غزة وهم يحتفلون بوقف الحرب، يعبّرون بفرحٍ عفوي عن عودة الهدوء بعد شهور طويلة من الخوف والدمار.
في المقابل، نشر الفنان المصري أحمد فهمي، عضو فرقة واما، صورة لعلم فلسطين عبر حسابه في إنستغرام، مرفقة بالآية الكريمة:
"سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" (سورة الرعد/ الآية 24). في تعبير رمزي عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وتقديره لصبره وثباته.
أما الممثل المصري أحمد مالك، فقد اختار نبرة أكثر حذرًا في تفاعله مع الخبر، إذ دعا عبر خاصية القصص المصوّرة على إنستغرام إلى عدم الاحتفال مبكرا.
وأوضح أن الطريق لا يزال طويلا وأن هناك الكثير من الجهود والضغط العربي المطلوب لضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، مؤكدا أن ما حدث ليس نهاية الحرب، بل بداية مرحلة جديدة تتطلب المتابعة والرقابة لتنفيذ الاتفاق فعليا.
وفي السياق ذاته، شارك الممثل البريطاني ذو الأصول المصرية خالد عبد الله مجموعة من المنشورات عبر إنستغرام، تناولت الدور البريطاني في دعم إسرائيل عسكريا من خلال تزويدها بقطع غيار للأسلحة.
وفي منشور آخر، أشار عبد الله إلى أن عدد الضحايا الذين قتلتهم إسرائيل في غزة يفوق ضحايا الولايات المتحدة في سلسلة من حروبها الكبرى، بما في ذلك الحرب الأهلية والحربان العالميتان الأولى والثانية، وحربا فيتنام ويوغوسلافيا.
كما نشر مقطع فيديو يظهر حفيد نيلسون مانديلا أثناء مشاركته في فعالية تضامنية مع فلسطين، في إشارة رمزية إلى امتداد روح المقاومة والعدالة من جنوب أفريقيا إلى غزة.
إعلانوكان فجر اليوم الخميس تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك عقب المفاوضات غير المباشرة التي بدأت يوم الاثنين الماضي في شرم الشيخ بين وفود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل برعاية عدد من الوسطاء.
وتتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق وقفا لإطلاق النار لم يعلن بعد عن موعد دخوله حيز التنفيذ، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة في موعد أقصاه يوم الاثنين المقبل، في انتظار التوقيع الرسمي على الاتفاق لوضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين المتواصلة منذ عامين.