مع انتشار الحرائق المدمرة في لوس أنجلوس وتضافر جهود الإطفاء في إخمادها كان هناك مخلفات سامة أخطر من الحريق نفسه، حيث أضافت بطاريات الليثيوم في سيارات تسلا المحترقة وغيرها من السيارات الكهربائية مزيجا من المواد السامة الناتجة عن الاحتراق والتي تتطلب تعاملا خاصا مما أدى إلى تأخر عودة السكان لمنازلهم. وفقا لموقع "لوس أنجلوس ديلي نيوز".

وقالت جاكي إروين وهي عضو في الجمعية التشريعية للولاية: "كانت العديد من السيارات في منطقة الإخلاء تحتوي على بطاريات ليثيوم، ولقد سمعنا من رجال الإطفاء أن هذه البطاريات أشعلت حرائق بالقرب من المنازل لفترة أطول بكثير من الحرائق العادية".

وبحسب التقديرات فإن الخسائر التأمينية الناجمة عن الحرائق وصلت إلى 40 مليار دولار، وقد حذر الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك" (BlackRock) لاري فينك من أن الأمر قد يستغرق عقدا من الزمان لإعادة بناء المدينة، وقد خصصت وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية مبلغ 100 مليون دولار لأعمال التنظيف.

وأشارت البيانات أن هناك أكثر من 431 ألف سيارة تسلا كانت موجودة في لوس أنجلوس منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفقا لشركة "إس آند بي غلوبال موبيليتي" (S&P Global Mobility).

إعلان

واستنادا إلى التسجيلات الجديدة كانت حصة تسلا السوقية في الولاية أكبر بـ3 مرات من حصتها في بقية البلاد، وكانت سيارة تسلا نوع "واي" (Y) هي الأكثر مبيعا وفقا لجمعية تجار السيارات الجديدة في كاليفورنيا.

ومن الجدير بالذكر أن حرائق بطاريات الليثيوم تتطلب كميات أكبر من المياه لإخمادها، ولذلك تُصدر شركات السيارات الكهربائية إرشادات لحالات الطوارئ توضح كيفية التعامل معها.

وقد حثّ، سيد تيسورو نائب مدير الأشغال العامة في المقاطعة، سكان المناطق المتضررة على عدم محاولة تنظيف الحطام الذي يمكن أن يحتوي على أجسام حادة ومواد سامة بما في ذلك الأسبستوس والرصاص والزئبق والمواد الكيميائية الأخرى، بحسب موقع "لوس أنجلوس ديلي نيوز".

ومن جهته، قال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم "مازالت الولاية تتكيف مع التقنيات الحديثة مثل بطاريات الليثيوم، والتي يمكن أن تشكل مخاطر استثنائية عند تعرضها لحرارة عالية مثل حرائق".

وقبل عامين وقّع نيوسوم أمرا تنفيذيا ينص على أن تكون جميع المركبات المبيعة في الولاية خالية من الانبعاثات بحلول عام 2035، بينما أصبحت الولاية رائدة في مجال تخزين البطاريات، بحسب "لوس أنجلوس ديلي نيوز".

وقال روبرت ريزيندي وهو رجل إطفاء متخصص في مخاطر بطاريات الليثيوم "إن البروتوكولات التي طورناها في حرائق ماوي عام 2023 استخدمناها في لوس أنجلوس، ولكن الحريق والمخاطر المرتبطة به كانت أكبر بكثير"، بحسب الموقع.

وأضاف "شهدت الولاية حرائق أخرى ولكن ليس بهذا الشكل السام، فمع التقدم التكنولوجي توقعنا انتشار السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة في العديد من الأحياء والمناطق السكنية وبالتالي تجهزنا لتحديات أكبر"

ومن جهة أخرى، أصدرت إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس قرارا يمنع إزالة الحطام الناجم عن الحرائق بطرق غير آمنة، محذرة من مخاطر كبيرة على صحة الإنسان والبيئة حال معالجتها أو تخزينها أو نقلها أو التخلص منها بشكل غير صحيح، كما يُحظر إجراء عمليات إزالة الحطام بشكل مستقل دون فحص من وكالات معتمدة، بما في ذلك وكالة حماية البيئة وإدارة المواد السامة في ولاية كاليفورنيا.

إعلان

وقالت إدارة الصحة "إن احتراق مواد البناء مثل الجدران الجانبية والقرميد والإسمنت يؤدي إلى تشكل رماد خطير يحتوي على الأسبستوس والمعادن الثقيلة وغيرها من المواد الضارة"، وأضافت "قد تكون هناك مواد خطرة مخزنة مثل الدهانات والبنزين والمنظفات والمبيدات الحشرية وأسطوانات الغاز المضغوط والمواد الكيميائية في أماكن العمل أو المنازل أو المرائب والتي قد احترقت بالنيران وانطلقت بالهواء".

وتتضمن المرحلة الأولية من التنظيف إزالة المواد الأكثر خطرا على الصحة العامة مثل المبيدات الحشرية والبطاريات والوقود والمنتجات الأخرى التي تعتبر عادة نفايات منزلية خطرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بطاریات اللیثیوم فی لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

عاصفة المرشح القوي لم تنطلق بعد : السوداني يواجه انقسام الإطار حول الولاية الثانية

9 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: يتصاعد السجال داخل المشهد السياسي العراقي، حيث يشن أعضاء من ائتلاف الإعمار والتنمية سلسلة من الهجمات الممنهجة ضد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بهدف تقويض فرصته في الحصول على ولاية ثانية، فيما يرى خصومه في الإطار التنسيقي أن استقلاليته النسبية تحول دون السيطرة الجماعية على القرارات الحكومية.

وفي سياق هذه المناوشات، أشعل قرار تجميد أموال جماعات لبنانية ويمنية شرارة حملة دعائية واسعة ضد السوداني، حيث يتهمه النقاد بتلقي إشارات خارجية تهدف إلى عزل العراق عن حلفائه الإقليميين، مما أثار جدلاً حاداً حول طبيعة الإجراء الذي وُصف خطأً إدارياً سريع التصحيح، لكنه كشف عن توترات عميقة تتجاوز الخطأ الفني إلى التوازنات الدولية.

من جانب آخر، يُشار إلى أطراف داخل الإطار التنسيقي بـ”الدولة العميقة”، في إشارة إلى محاولاتها الخفية للحد من نفوذ السوداني، الذي يُنظر إليه كقوة مستقلة نسبياً عن التحالفات التقليدية، مما يعكس مخاوف من تحول حكومته إلى مركز قرار يتجاوز الإجماع الشيعي.

وتدافع النائبة عالية نصيف، عن ائتلاف الإعمار والتنمية، عن إجراءات الحكومة، مؤكدة أن أغلب الانتقادات الموجهة إلى السوداني ظالمة وغير منصفة، وان توجهات رئيس الحكومة تستهدف الحفاظ على مصالح العراق العليا في ظل تحديات إقليمية معقدة.

أما الحملة الإعلامية التي تلوح بتسفيه منصب رئيس الحكومة، فترفضها نصيف رفضاً قاطعاً، معتبرة أن التعامل مع رئيس الحكومة كمجرد “موظف” يهدد سمعة العراق دولياً، ويحجّم مساحة القرار الحقيقية تحت ذرائع سياسية، في وقت يحتاج فيه البلد إلى قيادة مرنة تواجه الضغوط الخارجية دون تنازلات.

مع ذلك، يظل السوداني مرشحاً قوياً للولاية الثانية إلى جانب أسماء أخرى، رغم الجدل الداخلي في الإطار التنسيقي الذي يشمل السوداني نفسه، حيث يتجدد الدعوة لتأسيس نظام داخلي عادل يمنع الصراعات العدمية ويحول الإطار إلى مؤسسة منتجة للمسارات والقرارات، بما في ذلك اختيار رؤساء الحكومات المستقبليين.

وبينما يؤكد ائتلاف السوداني قرب تحقيق الولاية الثانية عبر تحالفاته النيابية، يصر خصومه على استحالة ذلك، في معركة تكشف عن هشاشة التوازن الشيعي أمام الانتخابات الأخيرة، حيث حصد الإعمار والتنمية 46 مقعداً، لكن الإطار يمتلك أكثر من 120 مقعداً محتملاً، مما يجعل المفاوضات مع الكتل السنية والكردية حاسمة لصياغة الحكومة المقبلة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إنتاج ١٠ سيارات كهربائية مصرية بالكامل كنموذج مبدئي لإنتاج السيارات محلية الصنع
  • السودان : إحباط أكبر وأخطر عملية تهريب ضخمة والقبض على شبكة مسلحة
  • دراسة تكشف دور «الحب» في الحماية من السمنة
  • روبوت تسلا يحرج إيلون ماسك ويسقط بشكل مفاجئ في إحدى الحفلات
  • اعرف طرق الوقاية من حرائق السيارات أثناء السير
  • أكبر الخاسرين في 2025.. من أوبن إيه آي إلى السيارات الكهربائية وخدمات البث التلفزيوني
  • حرائق بطاريات السفن تهدد المستقبل البحري .. إنذار عاجل للصناعة العالمية
  • عاصفة المرشح القوي لم تنطلق بعد : السوداني يواجه انقسام الإطار حول الولاية الثانية
  • حساب المواطن: احتساب الأبناء الأكبر من سن الولاية المضافين من قبل الأب ضمن مبلغ الدعم  
  • تسارع غامض يقود تسلا لكارثة مروعة تشعل الرعب بأمريكا