يعتبر مشروع تربية البتلو من المشاريع الحيوية التي تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الإنتاج الحيواني وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم في العديد من الدول،  ويهدف هذا المشروع إلى تحسين إنتاج اللحوم من خلال تربية العجول الصغيرة (البتلو) بهدف زيادة وزنها وإنتاجها بكفاءة عالية، مما يساهم في تلبية احتياجات السوق المحلية من اللحوم الحمراء وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

أهمية مشروع البتلو

في ظل التحديات التي يواجهها قطاع الإنتاج الحيواني، مثل تذبذب أسعار الأعلاف والأمراض الوبائية، يوفر مشروع تربية البتلو فرصة كبيرة لتحسين إنتاج اللحوم بشكل مستدام،  فبدلاً من الاعتماد على تربيت الحيوانات البالغة التي قد تأخذ وقتًا أطول للوصول إلى الوزن المثالي، يتم التركيز في هذا المشروع على تربية العجول الصغيرة التي يمكن الوصول بها إلى الوزن المناسب في وقت أقل، ما يزيد من الإنتاجية ويقلل التكاليف.

فوائد مشروع تربية البتلو
تساهم تربية البتلو في زيادة كفاءة الإنتاج الحيواني، حيث يمكن للعجول أن تصل إلى وزنها المثالي بشكل أسرع مقارنة بالحيوانات الكبيرة، و يساهم في رفع الإنتاجية ويعزز من توافر اللحوم في الأسواق، ومن خلال التركيز على تربية العجول من سلالات عالية الإنتاجية، يساهم المشروع في تحسين السلالات المحلية من الأبقار، مما يؤدي إلى تحسين جودة اللحوم وزيادة قيمتها السوقية.
يعد المشروع أحد الوسائل الفعالة في تعزيز الأمن الغذائي من خلال زيادة توافر اللحوم الطازجة في الأسواق المحلية، وهو ما يساهم في تقليل الاعتماد على اللحوم المستوردة وتقليل التكاليف المرتبطة بها.
من خلال استثمار المزيد من الموارد في تربية البتلو، يسهم المشروع في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني،  كما يعزز من نمو الصناعات المتعلقة بتغذية وتربية الحيوانات، مثل صناعة الأعلاف والبيطرة.

بين التكلفة والفائدة.. هل تستطيع الزراعة الذكية تغيير قواعد اللعبة؟

التحديات التي تواجه مشروع البتلو

على الرغم من الفوائد العديدة لمشروع تربية البتلو، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تعرقل نجاحه، أبرزها:

ارتفاع تكاليف الأعلاف: تعد الأعلاف من العناصر الأساسية في تربية البتلو، وقد تواجه المزارعين تحديات في توفير الأعلاف الجيدة بأسعار مناسبة.الأمراض الوبائية: تحتاج العجول إلى رعاية صحية جيدة ومتابعة دقيقة لتجنب الأمراض التي قد تؤثر على صحتها وتقلل من الإنتاجية.التقنيات الحديثة: يتطلب نجاح المشروع استخدام تقنيات حديثة في التغذية والرعاية الصحية، وهو ما قد يتطلب استثمارات مالية كبيرة وقدرة على التكيف مع الابتكارات في هذا المجال.

 

وزير الزراعة النيجيري يتفقد بعض المشروعات والبرامج البحثية في كفر الشيخ والغربية

دور الحكومة في دعم المشروع

تلعب الحكومات دورًا مهمًا في دعم مشاريع تربية البتلو من خلال توفير التسهيلات اللازمة مثل القروض الميسرة للمزارعين، وتقديم الدعم الفني والتدريب على الأساليب الحديثة في تربية العجول، كما يمكن توفير برامج تحفيزية لتعزيز الاستثمارات في هذا المجال، وتوسيع نطاق التغطية الصحية للثروة الحيوانية من خلال تعزيز دور الخدمات البيطرية.

ضمان سير المشروع بنجاح:

تقدم "بوابة الوفد"  بعض الخطوات الأساسية التي يجب مراعاتها لضمان سير المشروع بنجاح:

أولاً، من الضروري توفير كميات كافية من الألبان ذات الجودة العالية، ويجب أن تكون الألبان نقية وعلى درجة حرارة مناسبة لحفاظها على قيمتها الغذائية، و يجب أن يتم إدخال الطعام تدريجيًا للعجول عند بلوغهم العمر المناسب، مع البدء بالأطعمة السهلة الهضم.

ثانيًا، يعد توفير مياه نظيفة أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة العجول، و يجب توفير كمية كافية من الماء لتجنب أي مشاكل صحية مثل النزلات المعوية، بالإضافة إلى تقديم قوالب الملح لتزويدهم بالأملاح المعدنية الضرورية.

ثالثًا، يعد تعقيم المزرعة بشكل دوري أمرًا حيويًا لضمان بيئة صحية. يجب تطهير المزرعة باستخدام المحاليل المطهرة، ويفضل فرش الأرضيات بالقش لتوفير الراحة للعجول،  كما يجب إعطاء العجول الأمصال والتحصينات اللازمة للوقاية من الأمراض.

وأخيرًا، يجب متابعة نمو العجول بشكل دوري من خلال قياس أوزانهم وتسجيلها كل 15 يومًا، مع تقديم العليقة مرتين يوميًا لضمان تغذيتهم بشكل متوازن، كما لا ينبغي إغفال أهمية تهوية المزرعة بشكل مستمر للحد من انتشار الأمراض.

باتباع هذه الخطوات، يمكن ضمان تحسين صحة العجول وزيادة إنتاجيتها، مما يساهم في نجاح مشروع تربية البتلو وتحقيق الأهداف المرجوة منه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإنتاج الحيواني مشروع البتلو قطاع الإنتاج الحيواني یساهم فی من خلال

إقرأ أيضاً:

في سنغافورة.. مشروع جزيرة من صنع الإنسان لمواجهة خطر البحر المتصاعد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حدائق مغمورة بالمياه، وأنفاق غارقة، وشوارع متوارية تحت مياه يصل ارتفاعها إلى الركبة.. هذه ليست مشاهد استثنائية في سنغافورة، الدولة المنخفضة التي اعتادت "الفيضانات المزعجة"، بل ظاهرة تهدد الأرواح أو الممتلكات بشكل مباشر، وتسبّب أيضًا الكثير من التعطيل والإرباك.

لكن في هذا البلد الصغير الذي يفتخر بتخطيطه طويل الأمد، تُعتبر هذه الفيضانات المتكرّرة مؤشرًا مقلقًا لما هو أسوأ في المستقبل.

تُقدّر سنغافورة أنّ مستوى سطح البحر قد يرتفع بمقدار 1.15 متر بحلول نهاية هذا القرن. وفي سيناريو الانبعاثات المرتفعة، قد يصل الارتفاع إلى مترين بحلول العام 2150، بحسب أحدث التقديرات الحكومية.
ومع العواصف القوية والمدّ العالي، قد تتجاوز مستويات المياه الأمتار الخمسة مقارنة بمستويات اليوم، ما يعني أن حوالي 30٪ من أراضي سنغافورة ستكون مهددة.

الحل: جزيرة تحمي وقابلة للسكن

المشروع الطموح الذي تطرحه الحكومة يتمثّل ببناء سلسلة من الجزر الاصطناعية بطول حوالي 13 كيلومترًا، ستُستخدم كمساكن ومساحات حضرية، وفي الوقت ذاته كجدار بحري يحمي الساحل الجنوبي الشرقي بالكامل.

ويحمل المشروع اسمًا مبدئيًا: "لونغ آيلاند". ويُتوقّع أن يستغرق إنجازه عقودًا من الزمن ومليارات الدولارات. ويشمل استصلاح نحو7،77 كيلومترات مربعة من الأراضي، (ما يعادل مرتين ونصف المرة مساحة سنترال بارك في نيويورك) من مضيق سنغافورة.

رغم أن فكرة المشروع تعود إلى مطلع التسعينيات، إلا أنّها بدأت تأخذ زخمًا حقيقيًا في السنوات الأخيرة. ففي العام 2023، كشفت "هيئة إعادة التطوير الحضري" بسنغافورة (URA) عن مخطط أولي يتضمن ثلاث مناطق متصلة عبر بوابات مدّ ومحطات ضخّ، تشكّل البنية الأساسية للجزيرة المستقبلية.

من المقرر أن يُقام مشروع "لونغ آيلاند" قبالة الساحل الجنوبي الشرقي المنخفض لسنغافورة. Credit: URA أكثر من مجرد جدار بحري

ما برحت الدراسات الهندسية والبيئية جارية، ما يعني أنّ شكل الجزر وموقعها قد يتغيّران مع الوقت. لكن هناك قناعة راسخة لدى المسؤولين في سنغافورة بأنّ المشروع سيمضي قدمًا، بشكل أو بآخر، خلال هذا القرن.

ويرى البروفيسور آدم سويتزر، أستاذ علوم السواحل بـ"المدرسة الآسيوية للبيئة" في جامعة نانيانغ التكنولوجية (NTU) أنّه "مشروع طموح للغاية، ويُجسد بوضوح كيف أن سنغافورة تدمج التخطيط طويل الأمد في كل ما تقوم به تقريبًا".

فقد درس المسؤولون إمكانية بناء جدار بحري تقليدي، لكنهم أرادوا الحفاظ على وصول السكان إلى الواجهة البحرية.

ووفقًا لخطة هيئة إعادة التطوير الحضري (URA)، ستُنشأ أكثر من نحو 20 كيلومترًا من الحدائق المطلة على البحر، إلى جانب مساحات مخصصة للاستخدامات السكنية والترفيهية والتجارية.

وقال لي زي تيك، مستشار لدى شركة "هاتونز آسيا" العقارية ومقرها سنغافورة، لـCNN، إن مشروع "لونغ آيلاند" قد يتيح بناء بين 30 ألف و60 ألف وحدة سكنية، سواء في مبانٍ منخفضة أو عالية الارتفاع.

وتُعد الأراضي في سنغافورة بين الأغلى والأندر في العالم، لهذا فإن استحداث مساحة جديدة للإسكان يُعد خدمة مجتمعية استراتيجية، بحسب سويتزر: "توفير مساكن جديدة يجعل المشروع يخدم المجتمع بطرق متعددة".

لكنّ المشروع لا يعالج فقط الفيضانات والتهديدات الساحلية. بل يساهم أيضًا في التخفيف من أحد أكبر التحديات الجغرافية التي تواجه سنغافورة: ندرة المياه. فرغم مناخها الاستوائي واستثمارها الكبير في محطات تحلية المياه، لا تزال الدولة تعتمد بشكل كبير على استيراد المياه من نهر جوهور في ماليزيا لتلبية احتياجاتها.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • رؤية مشروع الجبل العالي
  • في سنغافورة.. مشروع جزيرة من صنع الإنسان لمواجهة خطر البحر المتصاعد
  • أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025.. البتلو بكام؟
  • إطلاق مشروع «تطوير دروس المساجد»
  • مشروع ترفيهي وتجاري جديد متكامل قرب جبل أحد في المدينة المنورة .. صور
  • مبادرة لدعم استثمار المرافق التعليمية في المدارس الخاصة خارج أوقات الدوام
  • البنك الأهلي المصري يقدم حساب توفير المستقبل المجاني بالجنيه والدولار
  • البتلو بكام؟.. أسعار اللحوم اليوم الأحد 27 يوليو 2025
  • متحدث «التنمية الريفية»: مشروع «ريف السعودية» يطلق استدامة لتطوير شتلات البن