يشهد الاقتصاد المصري تحولات إيجابية كبيرة مع تعزيز جهود التنمية وزيادة الاستثمارات في القطاعات الحيوية. 

وتتصدر الطاقة المتجددة قائمة الأولويات، حيث تسعى مصر لتحقيق أهداف طموحة لتعزيز حصتها من الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية. 

وتأتي هذه الخطوات ضمن إطار رؤية شاملة لتطوير البنية التحتية ودعم الاستدامة الاقتصادية.

مشروع طاقة الرياح الأكبر في إفريقيا

أعلن صندوق البنية التحتية الفرنسي "ميريديام" يوم الأربعاء أنه سيستثمر أكثر من مليار يورو (1.04 مليار دولار) في مشروع ضخم لطاقة الرياح في مصر. ووفقًا للصندوق، يُعد هذا المشروع "الأكبر في إفريقيا".

وسيتم إنشاء محطة كهرباء موزعة على موقعين في منطقة صحراوية على طول خليج السويس، بقدرة إجمالية تبلغ 1100 ميغاواط. ومن المتوقع أن يبدأ العمل في المشروع اعتبارًا من يناير الجاري، مع خطط لتشغيل المحطة بحلول عام 2027 واستغلالها لمدة 25 عامًا. 

ويأتي المشروع ضمن خطة مصر لزيادة حصة الطاقة الإنتاجية للكهرباء المتجددة إلى 42% بحلول عام 2030، بعدما بلغت النسبة 11.5% في عام 2023، وفقًا لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.

توسع ملحوظ في الطاقة المتجددة

في خطوة مماثلة لدعم قطاع الطاقة المتجددة، افتتحت مصر محطة للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميغاواط في أسوان نهاية ديسمبر الماضي. 

وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة وتقليل النقص في الكهرباء، لا سيما في ظل العجز الذي عانت منه البلاد خلال الفترات الحارة من العام.

وفي مطلع يناير الجاري، وقعت شركة "إنجي" الفرنسية للطاقة عقدًا جديدًا لتوسيع مشروع توليد الطاقة بالرياح في منطقة خليج السويس. 

وسيُضيف المشروع الجديد 150 ميغاواط إلى القدرة الإجمالية للمحطة، ما يرفعها من 500 ميغاواط إلى 650 ميغاواط. ومن المخطط بدء تشغيل المشروع في الربع الثالث من عام 2025.

استثمارات ضخمة تدعم التنمية المستدامة

تُعد هذه المشاريع استثمارات ضخمة تدعم التنمية المستدامة في مصر. وأعلنت مجموعة "إنجي" أن المشروع سيمثل "الأكبر في إفريقيا"، باستثمار إجمالي يبلغ 130 مليون دولار في المرحلة الجديدة، تضاف إلى المرحلة الأولى التي بلغت 600 مليون دولار. 

وأكد فرنسوا كزافييه بول، المدير العام لمصادر الطاقة المتجددة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الشركة، أهمية هذه المشاريع في تعزيز شراكات التنمية الإقليمية.

ورغم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة عالميًا، بما في ذلك التأثيرات السياسية مثل القرارات التي تعرقل مشاريع طاقة الرياح في بعض الدول، إلا أن مصر تواصل السعي لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء من خلال استثمارات طموحة.

ويمثل التركيز على الطاقة المتجددة وإطلاق مشاريع ضخمة مثل محطة طاقة الرياح في خليج السويس خطوة أساسية في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة. 

وتعكس هذه المشاريع رؤية طويلة المدى لتحقيق تنمية مستدامة ودعم الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع التوجهات العالمية.

المحلل الاقتصادي إسلام الأميناستثمارات فرنسية جديدة

ومن جانبه، يرى المحلل الاقتصادي إسلام الأمين أن الاستثمارات الفرنسية الجديدة، المتمثلة في مشروع طاقة الرياح الضخم الذي أعلن عنه صندوق ميريديام، تُعد خطوة استراتيجية تعكس الثقة المتزايدة في السوق المصري. 

وأضاف الأمين في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذا المشروع ليس فقط الأكبر في إفريقيا، بل يمثل أيضًا دفعة قوية لجهود مصر نحو التحول إلى الطاقة النظيفة وتحقيق أهدافها الطموحة في مجال التنمية المستدامة.

وأشار الأمين إلى أن هذه المشاريع تُظهر قدرة مصر على جذب الاستثمارات الكبرى، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الطاقة المتجددة، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وإفريقيا. كما أوضح أن مثل هذه المشاريع تساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحقيق عوائد اقتصادية طويلة الأمد.

وختم الأمين تعليقه قائلاً: “إن هذا الاستثمار يعكس رؤية مصر الواضحة نحو مستقبل أكثر استدامة، ويمثل نموذجًا للتعاون المثمر بين الدول والشركات العالمية لتحقيق أهداف تنموية تخدم الأجيال القادمة.”

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاستثمارات الطاقة المتجددة محطة كهرباء الاقتصاد المصري المزيد الأکبر فی إفریقیا الطاقة المتجددة هذه المشاریع طاقة الریاح الریاح فی

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة الصين الجنوبية "CSGI" التعاون في دمج الطاقات المتجددة

التقي الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وفداً من شركة شبكة جنوب الصين الدولية للكهرباء (CSGI) العاملة في مجالات نقل وتوزيع الكهرباء وتوليد الطاقة الكهربائية بواسطة ضخ وتخزين المياه وانظمة التحكم في الطاقة وتكامل الطاقات، برئاسة شنجون سون المدير العام لمنطقة أوروبا وافريقيا، بمقر الوزارة بالعاصمة الجديدة.

الرئيس التونسي على دعوات أوروبية لإطلاق سراح موقوفين

وتم عقد اجتماعا، بحضور المهندس عربى مصطفى رئيس الادارة المركزية لشئون مكتب الوزير، لمناقشة ملفات العمل المشترك، والتعاون في مجالات أنظمة تخطيط الطاقة ومشروعات الضخ والتخزين الكهرومائية لدعم استقرار الشبكة الموحدة وتحسين كفاءتها فى ضوء اضافة قدرات كبيرة من الطاقات المتجددة على الشبكة الكهربائية، بالاضافة إلى التوسع فى تطبيق تكنولوجيا خفض الفقد في شبكات التوزيع، وتطوير نماذج عمل مبتكرة فى هذا الاطار

ناقش الاجتماع نتائج المشروع التجريبي لخفض الفقد الذى يجرى تنفيذه بمنطقة ابو رواش فى نطاق عمل شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، واستخدام التكنولوجيا الحديثة وخبرات التشغيل التى تمتلكها الشركة الصينية في وضع حل متكامل ومصمم خصيصًا لظروف الشبكة في منطقة المشروع التجريبي، وما نتج عنه من زيادة كفاءة التشغيل وتقليل الفاقد، وامكانية استخدام النموذج المطبق كمنهج لتطوير شبكات التوزيع فى ضوء النتائج المحققة، وتطرق الاجتماع الى اهمية نقل الخبرات والتكنولوجيا وملائمة خصائص الشبكة للتقنيات الحديثة مثل المراقبة الذكية، وإعادة هيكلة الخطوط، وتحسين الأحمال، بما يسمح ببناء منظومة متكاملة تعتمد على التطوير الفني والتحسين الإداري، وتناول الاجتماع مناقشة خارطة التنفيذ وخطط العائد الاستثماري وأطر الشراكة التجارية للمرحلة المقبلة، وتم مناقشة التعاون في مشروعات الضخ والتخزين الكهرومائية كأحد اهم العناصر لضمان استمرارية واستدامة واستقرار الشبكة القومية فى ظل التوجه نحو الاعتماد على الطاقات المتجددة وخفض استخدام الوقود الأحفوري

قال الدكتور محمود عصمت ان وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة تتبنى خطة عمل لتحسين جودة التغذية وكفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك وخفض الفقد والارتفاع بجودة الخدمات المقدمة، وتعمل على ذلك بالتعاون مع الشركاء من الشركات المحلية والعالمية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، موضحا العمل من خلال العديد من النماذج التجريبية التى تغطي مختلف الاستخدامات، الصناعية والمنزلية والتجارية، مشيرا الى مشروعات ضخ وتخزين المياه واهميتها كمصدر دائم ومستقر لإمدادات الطاقة النظيفة فى ظل الاستراتيجية الوطنية للطاقة والاعتماد على الطاقات المتجددة فى اطار التحول الطاقي واعادة تخطيط الشبكة، مؤكدا تحويل الشبكة الكهربائية من شبكة نمطية الى شبكة ذكية وتنفيذ خطة مستمرة لاعادة بناء وتطوير قدرات الشبكة وبنيتها التحتية لاستيعاب القدرات الجديدة والمتجددة التى يتم إضافتها سنويا، موضحا الاهتمام بمزيج الطاقة وتنويع مصادر التوليد من الطاقات المتجددة والنظيفة وزيادة مساهمتها فى اطار استراتيجية الطاقة التي تستهدف الوصول بنسبة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة إلى ما يزيد على 42% عام 2030 ، وإلى مايزيد على 65% عام 2040، مشيرا إلى خطة استغلال الموارد الطبيعية المتاحة وتحقيق أقصى استفادة منها وحسن إدارتها بالشكل الأمثل وتعظيم عوائدها، مشيدا بالتعاون مع الشركات والمؤسسات الصينية المعنية

مقالات مشابهة

  • لجنة الطاقة النيابية تستعرض خطة تعزيز أمن الطاقة وتطوير قطاع الثروة المعدنية
  • وزير الكهرباء: انتهينا من دراسات إنشاء خط ربط كهربائي مع أوروبا لتصدير 3000 ميجاوات
  • وزير الكهرباء يعلن إنضمام مصر رسميا لبرنامج أفق أوروبا
  • وكالة الطاقة الدولية تتوقع تراجع الطلب العالمي على الفحم
  • الكهرباء : تلقي طلبات إقامة محطات الطاقة الشمسية لنهاية ديسمبر
  • البيئة الاستثمارية في عهد النهضة المتجددة.. تنمية شاملة عززت مكانة عُمان كوجهة للاستثمار المستدام
  • الجهاز الوطني للتنمية يطرح مشروع استراتيجي لإنتاج الأسمنت عبر استثمار مشترك في سرت
  • سلطنة عُمان تحظى بإشادة المستثمرين كمحطة جاذبة للاستثمار الأجنبي
  • التنمية المحلية: تنمية الصعيد أصبحت من الأولويات الرئيسية للدولة منذ تولّي السيسي الحكم
  • وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة الصين الجنوبية "CSGI" التعاون في دمج الطاقات المتجددة