بوابة الفجر:
2025-12-14@10:18:28 GMT

مؤمن الجندي يكتب: على صخرة الطمع

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

في الحياة، تنشأ الأحلام كطيور مهاجرة، تبحث عن فضاء أوسع لتحلق فيه، لكنها كثيرًا ما تصطدم بأسوار حب التملك والرغبة في السيطرة.. نرى من يتمسك بكل شيء بين يديه، يخشى أن يفقده حتى وإن كان ذلك على حساب طموح الآخرين أو تطورهم! وكأن العالم ساحة صراع بين رغبة الإنسان في الامتلاك وحق الحياة في أن تمضي بانسيابية.

. في خضم هذه المعركة وعلى صخرة الطمع، تضيع فرص عظيمة، وينطفئ بريق أحلام كان يمكن لها أن تضيء العالم لو أُطلق لها العنان.

مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية مؤمن الجندي يكتب: مراد الانفراد مؤمن الجندي يكتب: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟ مؤمن الجندي يكتب: بين يديك لكنك أضعتها

حب التملك ليس في ذاته شرًا مطلقًا؛ إنه نزعة فطرية تُمكننا من الحفاظ على ما نحب، وتدفعنا للسعي خلف أحلامنا.. لكنه حينما يتجاوز الحد، يصبح كالطوفان الذي يُغرق كل شيء.

في مشهد كرة القدم المصرية، تُظهر الأندية تمسكًا شديدًا بمواهبها التي تنضج مبكرًا، خاصة حينما تصل تلك المواهب إلى مرحلة تُغريها العروض الاحترافية الأوروبية.. هذا التمسك قد يبدو منطقيًا في سياق الحفاظ على قوة الفريق وتدعيم خزينة النادي، لكنه يتحول في كثير من الأحيان إلى صورة من صور حب التملك المفرط، الذي يُغفل المصالح الأوسع، فاللاعب الذي تُحرم موهبته من الاحتراف الخارجي لا يخسر تطوره الشخصي فحسب، بل تحرم الكرة المصرية نفسها من فرصة أن تُصدر صورة مشرقة عالميًا.. ولنا في صلاح ومرموش الآن خير مثال! الأندية قد تنظر إلى مكاسبها المالية القريبة، لكنها تُضيع فرصة بناء سمعة رياضية دائمة تصب في مصلحة الوطن، فما قيمة الطمع حين يُعطل طموح المواهب ويُطفئ شغفها؟

هنا تبرز السماحة كضوء في نفق مظلم.. السماحة ليست ضعفًا، بل قوة ناعمة تُعيد الأمور إلى نصابها، إنها التذكير بأننا لسنا في سباق دائم نحو الاستحواذ، وأن الحياة أكبر من حدود الأشياء التي نملكها.. السماحة تُعلمنا أن الطموح الحقيقي ليس في الاستحواذ، بل في البناء.

في مواقف الحياة، قد نجد أنفسنا أمام خيارين، أن نتشبث بما نريد بأي ثمن، أو أن نختار السماحة وندع الحياة تسير بانسيابية.. السماحة هي الحكمة التي تذكرنا بأننا لسنا خالقي هذا العالم، بل ضيوف فيه، وأن التملك الدائم وهم، وأننا حين نترك شيئًا برضا، فإننا نكسب لا محالة.

تخيل إنسانًا أحب وردة، وأصر أن يقطفها ليحتفظ بجمالها.. في لحظة، سيموت الجمال الذي أسره، وستتحول الوردة إلى ذكرى باهتة! لكن، إن أحب الوردة وتركها تنمو، سيظل جمالها حاضرًا، وربما تُزهر ورودًا جديدة تزيد من بهائها.. هكذا هي السماحة، لا تُضعف الإنسان، بل تجعله أكثر استفادة ونبلًا وعمقًا.

وفي النهاية، الحياة ليست في مقدار ما نملك، بل في كيف نعيش.. السماحة هي المفتاح الذي يفتح لنا أبواب الحرية الداخلية، ويذكرنا أن الأهم ليس فيما نحتفظ به، بل في القلوب التي نترك فيها أثرًا طيبًا لا يُنسى.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عمر مرموش محمد صلاح ليفربول مانشستر سيتي الدوري الانجليزي ابراهيم عادل بيراميدز مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: قصة صبر نوح عليه السلام عبر الزمن تحمل عبرة عظيمة

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن قصة سيدنا نوح عليه السلام تكشف جانبًا مهمًا من معاني الصبر والتحمل، موضحًا أن ما تعرّض له من تشويه وتجريح وطعن وتلميح وتقبيح وتطاول وإسفاف طوال تسعمائة وخمسين سنة يُعد حالة إعجازية فريدة، وأن صبره يمثل قدوة لكل إنسان يتعرض للإساءة أو التشويه في سمعته، إذ تحمل كل أساليب التطاول والتجاوز والسباب على مدى فترة زمنية طويلة للغاية.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الخميس، أن القرآن الكريم قصّ هذا الحوار العجيب بين سيدنا نوح وقومه في مواضع متعددة، إلا أن الوقوف عند آيات سورة هود يبيّن حجم الشدة التي واجهها نبي الله نوح، مؤكداً أن تلك السنوات لم تكن سنوات راحة أو سعادة، بل كانت ممتلئة بالصعوبات والإيذاء المستمر من قومه.

وأوضح الجندي أن القرآن الكريم يستخدم كلمة «سنة» للدلالة على الشدة والضيق والقحط وعدم الإيمان، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا»، مبينًا أن سنوات أصحاب الكهف خارج الكهف كانت سنوات كفر وإلحاد وتطاول، بينما كانت فترة بقائهم داخله نجاة ورحمة.

وأشار إلى أن التعبير القرآني يتجلى أيضًا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، حيث قال تعالى: «تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا» عند ذكر سنوات الشدة، ثم قال: «ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ» عند ذكر الرخاء، مؤكدًا أن كلمة «عام» تُستخدم للدلالة على الخير والإيمان والرخاء.

وأكد الشيخ خالد الجندي أن هذا التدقيق القرآني في اختيار الألفاظ يحمل رسائل إيمانية وتربوية بالغة، أبرزها أن الابتلاء قد يطول، لكن الفرج يأتي بعدها، وأن من أراد أن يتأسى بالصبر على التشويه والأذى فله في سيدنا نوح عليه السلام أعظم مثال، داعيًا الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين.

اقرأ أيضاًتوافد المواطنين على اللجان الانتخابية بالبحيرة للإدلاء بأصواتهم في انتخابات النواب

آخر تحديث.. تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم 11-12-2025 في البنوك والصرافة

مقالات مشابهة

  • تم اكتشافها بالصدفة.. قصة صخرة غامضة بداخلها نيزك يحمل أسرارًا قديمة
  • المطربة أنغام البحيري تكشف عن الجندي المجهول في حياتها الفنية دعم غير محدود
  • فجر السعيد: مريم الجندي خليفة منى زكي وقد تتفوق عليها
  • قد نقع فيه.. خالد الجندي يحذر من خطأ شائع في الصلاة على النبي
  • خالد الجندي يوضح حكمة الله في أمر نوح ببناء السفينة
  • مصرع طفل إثر سقوط صخرة في الجزائر وضرورة مراقبة الأطفال
  • تيسمسيلت.. وفاة طفل إثر سقوط صخرة ببرج بونعامة
  • خالد الجندي: قصة صبر النبي نوح عبر الزمن تحمل عبرة عظيمة
  • خالد الجندي: قصة صبر نوح عليه السلام عبر الزمن تحمل عبرة عظيمة
  • خالد الجندي: قصة صبر سيدنا نوح تحمل عبرة عظيمة