بوابة الفجر:
2025-05-14@21:51:17 GMT

مؤمن الجندي يكتب: على صخرة الطمع

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

في الحياة، تنشأ الأحلام كطيور مهاجرة، تبحث عن فضاء أوسع لتحلق فيه، لكنها كثيرًا ما تصطدم بأسوار حب التملك والرغبة في السيطرة.. نرى من يتمسك بكل شيء بين يديه، يخشى أن يفقده حتى وإن كان ذلك على حساب طموح الآخرين أو تطورهم! وكأن العالم ساحة صراع بين رغبة الإنسان في الامتلاك وحق الحياة في أن تمضي بانسيابية.

. في خضم هذه المعركة وعلى صخرة الطمع، تضيع فرص عظيمة، وينطفئ بريق أحلام كان يمكن لها أن تضيء العالم لو أُطلق لها العنان.

مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية مؤمن الجندي يكتب: مراد الانفراد مؤمن الجندي يكتب: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟ مؤمن الجندي يكتب: بين يديك لكنك أضعتها

حب التملك ليس في ذاته شرًا مطلقًا؛ إنه نزعة فطرية تُمكننا من الحفاظ على ما نحب، وتدفعنا للسعي خلف أحلامنا.. لكنه حينما يتجاوز الحد، يصبح كالطوفان الذي يُغرق كل شيء.

في مشهد كرة القدم المصرية، تُظهر الأندية تمسكًا شديدًا بمواهبها التي تنضج مبكرًا، خاصة حينما تصل تلك المواهب إلى مرحلة تُغريها العروض الاحترافية الأوروبية.. هذا التمسك قد يبدو منطقيًا في سياق الحفاظ على قوة الفريق وتدعيم خزينة النادي، لكنه يتحول في كثير من الأحيان إلى صورة من صور حب التملك المفرط، الذي يُغفل المصالح الأوسع، فاللاعب الذي تُحرم موهبته من الاحتراف الخارجي لا يخسر تطوره الشخصي فحسب، بل تحرم الكرة المصرية نفسها من فرصة أن تُصدر صورة مشرقة عالميًا.. ولنا في صلاح ومرموش الآن خير مثال! الأندية قد تنظر إلى مكاسبها المالية القريبة، لكنها تُضيع فرصة بناء سمعة رياضية دائمة تصب في مصلحة الوطن، فما قيمة الطمع حين يُعطل طموح المواهب ويُطفئ شغفها؟

هنا تبرز السماحة كضوء في نفق مظلم.. السماحة ليست ضعفًا، بل قوة ناعمة تُعيد الأمور إلى نصابها، إنها التذكير بأننا لسنا في سباق دائم نحو الاستحواذ، وأن الحياة أكبر من حدود الأشياء التي نملكها.. السماحة تُعلمنا أن الطموح الحقيقي ليس في الاستحواذ، بل في البناء.

في مواقف الحياة، قد نجد أنفسنا أمام خيارين، أن نتشبث بما نريد بأي ثمن، أو أن نختار السماحة وندع الحياة تسير بانسيابية.. السماحة هي الحكمة التي تذكرنا بأننا لسنا خالقي هذا العالم، بل ضيوف فيه، وأن التملك الدائم وهم، وأننا حين نترك شيئًا برضا، فإننا نكسب لا محالة.

تخيل إنسانًا أحب وردة، وأصر أن يقطفها ليحتفظ بجمالها.. في لحظة، سيموت الجمال الذي أسره، وستتحول الوردة إلى ذكرى باهتة! لكن، إن أحب الوردة وتركها تنمو، سيظل جمالها حاضرًا، وربما تُزهر ورودًا جديدة تزيد من بهائها.. هكذا هي السماحة، لا تُضعف الإنسان، بل تجعله أكثر استفادة ونبلًا وعمقًا.

وفي النهاية، الحياة ليست في مقدار ما نملك، بل في كيف نعيش.. السماحة هي المفتاح الذي يفتح لنا أبواب الحرية الداخلية، ويذكرنا أن الأهم ليس فيما نحتفظ به، بل في القلوب التي نترك فيها أثرًا طيبًا لا يُنسى.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عمر مرموش محمد صلاح ليفربول مانشستر سيتي الدوري الانجليزي ابراهيم عادل بيراميدز مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

ترامب والإعلام .. من يكتب الكلمة

لم يخفِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عداءه الصريح لبعض وسائل الإعلام الأمريكية، خصوصًا تلك المعارضة لسياسته، بل اتهمها بأنها كاذبة ومضللة و«فاقدة للمصداقية»، ولا تمثل سلطة رابعة كما كانت عليه فـي السابق. تلك الأوصاف خص بها ترامب وسائل الإعلام التقليدية التي لم تتفق مع رؤيته، والتي يرى أنها تخلّت عن حيادها المهني وتحولت إلى أذرع سياسية تعمل ضده مثلما رأينا مواقفه العدائية عندما رفض إجراء مقابلة مع شبكة ABC بحجة أنهم يكذبون باستمرار وأيضا هجومه الحاد على صحيفة wall street journal والتي قال عنها بأنها خسرت كل مصداقيتها ولم تسلم شبكة CNN الإخبارية من لسان ترامب فقد وصفها بأنها «عدو للشعب».

لكن فـي المقابل، كان لترامب رأي مغاير تمامًا فـي الإعلام الجديد، وتحديدًا فـي منصات التواصل الاجتماعي، فقد امتدح مرارًا تأثير هذه المنصات، ورأى فـيها أداة للتحرر من قبضة الإعلام التقليدي، ومنصة مباشرة للوصول إلى الناس دون وسيط؛ فبالنسبة له «تويتر» (قبل أن يتحول إلى X) لم يكن مجرد تطبيق، بل منبر سياسي يبني من خلاله خطابه، ويحشد أنصاره، ويوجه رسائله. حتى عندما تعرّض للحظر، لم يندم على استخدامه، بل أطلق لاحقًا منصته الخاصة «Truth Social» فـي محاولة لبناء إمبراطورية إعلامية موازية تخرج عن سلطة التحرير والتدقيق. ثم جاء الاستحواذ على «تويتر» من قِبل الملياردير إيلون ماسك -أحد الأصوات المحافظة المقربة من فكر ترامب- ليُعيد المنصة إلى الساحة كمنبر حر يتماهى مع خطابه، بل ويعيد له حضورًا غير مباشر فـيها.

وفـي مشهد آخر، لم يُخفِ ترامب إعجابه بتطبيق «تيك توك»، رغم أنه كان قد لوّح سابقًا بحظره، لكنه أدرك لاحقًا أنه أداة فعالة للتأثير على وعي الشباب وتشكيل المزاج الشعبي بعيدًا عن قوالب الإعلام التقليدي.

هذا التباين فـي مواقف ترامب يمكن أن يثير سؤالًا عميقًا هل لا يزال الإعلام التقليدي يتمسك بقيم مهنية عالية فـي الرقابة والمحاسبة ونقل الأحداث بكثير من الحياد والموضوعية، فـي وقت يتساهل فـي تلك القيود والمعايير كثير من منصات الإعلام الحديث التي تحمل شعار «سلطة بلا قيود» وتغري الجمهور بخطاب سريع الانتشار، لا يتطلب أدلة، ولا يخضع للتحرير أو التحقق. أم أن ذلك على الجانب الآخر لا يتعدى سوى محاولة لرفع معدلات المشاهدة والاستماع والقراءة وهذا هو ديدن الإعلام ككل والأمريكي بصفة خاصة الذي يجد فـي كثير من الفضائح مادة مغرية ودسمة له.

سؤال قد يصعب الإجابة عليه بدقة، فالمشهد الإعلامي لم يعد كما كان، فقد تداخل التقليدي بالحديث، وذابت الحدود بين الصحفـي والمغرد، وبين المذيع وصانع المحتوى، وبين الخبر والرأي. ولم نعد نعرف، على وجه اليقين، أي الأجندات تخدمها هذه المنصات، وأين تقف الحقيقة وسط هذا الضجيج المتسارع. فالإعلام اليوم، بمختلف أشكاله، بات ساحة صراع معقّدة، تتقاطع فـيها المصالح السياسية والاقتصادية والتجارية، وتُدار أحيانًا بذكاء يفوق قدرة الجمهور على التمييز. وهنا تكمن خطورته: ليس فـي ما يقوله، بل فـي ما يخفـيه أو يمرره بسلاسة تحت عباءة الترفـيه أو التحليل.

فـي زمن التحولات الإعلامية المتسارعة، لم يعد السؤال عن تأثير الكلمة، بل عمن يكتبها، ولمَن تُوجَّه، وكيف تُصاغ. فقد بات الكل يتسابق على وسائل الإعلام، كلٌ بطريقته الخاصة: دول تؤسس منصاتها الرسمية، ومنظمات تصنع رؤيتها الخاصة، ومؤسسات تروّج لأجنداتها، وأفراد يسعون لأن يكونوا منصات متنقلة تعبّر عن قناعاتهم، أو توجّه الرأي العام وفقًا لمصالحهم. لقد أصبح امتلاك منبر إعلامي -مهما كان حجمه- أداة لا غنى عنها، وسلاحًا فـي معركة الصوت الأعلى، والتأثير الأوسع.

ترامب، نموذجًا، لم يخرج عن هذا الإطار، بل صار أحد أبرز رموزه؛ فها هو يهاجم الإعلام التقليدي بضراوة، ويحتفـي بمنابر جديدة تتيح له تمرير رسائله، والتضييق فـي الوقت نفسه على الأصوات المناوئة له. وهنا، يبرز سؤال جوهري: من يكتب الكلمة اليوم؟ هل هو من يملك المال والجاه والنفوذ، ويستطيع التحكم بخوارزميات النشر والبث؟ أم هو ذلك المؤمن بحرية التعبير، الذي يدافع عن الرأي والرأي الآخر، حتى وإن كان صوته خافتًا وسط هذا الضجيج؟

ربما لم يعد الجواب واضحًا كما كان، فالمعادلة تغيرت، والمعايير اختلطت، لكن الثابت الوحيد أن الكلمة، رغم كل شيء، لا تزال تمتلك قدرة خارقة على الإقناع والتأثير... إذا ما كُتبت بصدق.

مقالات مشابهة

  • من العمل التطوعي إلى الطمع و التهافت السياسي: الوجه الآخر لفئة كبيرة من الشباب الجمعوي في تمصلوحت”
  • صخرة الجمل في جنوب مدينة الوجه بتبوك.. معلم جيولوجي مميز
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • ترامب والإعلام .. من يكتب الكلمة
  • ترامب: العلاقات الأمريكية السعودية صخرة تدعم الاستقرار والأمن في المنطقة
  • عاجل.. منتخب الشباب يتأهل لكأس العالم بالفوز على غانا بركلات الترجيح
  • منتخب مصر يلجأ للأشواط الإضافية أمام غانا في كأس أفريقيا للشباب
  • من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟
  • كاريكاتير| غزة صخرة ستفلق رأس نتنياهو
  • حماس: قررنا اليوم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المحتجز الذي يحمل الجنسية الأمريكية