الوطن:
2025-05-10@09:26:08 GMT

أزهار شهاب تكتب: 470 يوما غيّرتني.. وللحياة بقية يا غزة

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

أزهار شهاب تكتب: 470 يوما غيّرتني.. وللحياة بقية يا غزة

470 يوماً مرت علىّ كأنها قرون، أيام حملت فى طياتها صرخات لم تسمعها إلا الجدران، ودموعاً لم تجفّفها إلا رياح اليأس.. «يا عالم أغيثونا.. يا شعوب الأرض اسمعونا» صرخات ارتفعت من حناجر أطفال وشيوخ ونساء ورجال، لم تجد سوى صمت مطبق، كأن العالم أصم أو متواطئ، كنت أشعر بالعجز، وأتساءل دائماً ما الذى يجب علىّ فعله؟

فى تلك الأيام، حفظت الشوارع التى كانت يوماً تعج بالحياة، فتحولت إلى خرائب، والحوارى التى كانت تزخر بالضحكات، فأصبحت مسرحاً للدماء.

. «بيت حانون، بيت لاهيا، حى الدرج، حى الزيتون، الشجاعية، مواصى رفح وخان يونس، حى التفاح، دير البلح، النصيرات، المغازى..» أسماء صارت جراحاً تنزف فى الذاكرة كلما ذُكرت.شاب شعر الرأس، وشاخت روحى.

470 يوماً غيّرت حياتى، قلبت نظرتى للكون رأساً على عقب، كنت شخصاً مرحاً، محباً للحياة، مقبلاً عليها بكل تفاصيلها، لكن الواقع صدمنى، فتح عينى على مشاهد لم أكن أتخيلها، هاتفى امتلأ بصور الشهداء وأشلائهم، وأصوات الأمهات الثكالى والوجوه التى شاخت قبل أوانها، ما زالت تُدوى فى أذنى «والولاد اللى ماتوا بدون ما ياكلوا».. «حطى قلبك على قلبى أحس فيكى يا ما».. أصوات تذكّرنا بأننا ما زلنا أحياء، رغم كل شىء.

والأم التى تهرول: «الولاد وين؟»، والشيخ الصامد الذى كان يشد من أزر الآخرين بعد استشهاد أبنائه: «تعيطش يا زلمة، كلنا شهداء».

صورة «يوسف أبوشعر كيرلى» لم تفارقنى، ولا «عم خالد» وحفيدته «ريم»، ولا «الدحدوح» وابنه «حمزة»، ولا «هند» ذات الست سنوات.. الجثث التى نهشتها الكلاب فى الشوارع كانت تؤرق نومى، تلاحقنى فى أحلامى، تذكرنى بأن العالم قد فقد إنسانيته.

كلما جلست لتناول الطعام، أتذكر ذلك الطفل الهزيل الذى كان يمضغ أصابعه من شدة الجوع، وتلوح فى خيالى صورة تلك الأم الباسلة التى كانت تطحن أعلاف الحيوانات لتصنع منها خبزاً، تحاول أن تخدع جوع صغارها الذين يحدقون إليها بعيون واسعة، وذلك الشيخ الباحث عن ورق الشجر ليصنع منه وجبة «مسلوقة» لأطفاله الذين لا يعرفون طعم الشبع إلا فى أحلامهم.

فى تلك اللحظات، تختلط دموعى بـ«لقمة العيش» بين يدى، فأتراجع عنها، وكأنها جمرة تتقد فى كفى، تشمئز نفسى، وتثور معدتى رفضاً لأى طعام يدخلها، والصغار فى خيامهم الباردة يصرخون بصمت، وجوعهم يصرخ فى أعماقى.نصحنى الطبيب ألا أشاهد، أن أغادر مجموعات السوشيال ميديا التى تنقل الواقع الأليم، لكننى شعرت أن الهروب خيانة.

470 يوماً لم أرَ فيها سوى فلسطين.. حساباتى على «تويتر، واتس آب، فيس بوك، تليجرام، إنستجرام..» كلها كانت نوافذ تطل على المأساة لحظة بلحظة.. لم أعتد المشاهد، لكنى لم أستطع أن أغلق عينى، فى كل مرة، الألم نفس، الحسرة نفسها.هذه الحرب غيّرت مفاهيمى تماماً.. الغرب الذى كنت أظنه ملجأ الحقوق والديمقراطيات، كشف عن وجه آخر.. 470 يوماً أغلق عينى على مشاهد المجازر، وأستيقظ على كابوس مجزرة أخرى.

470 يوماً لم أشهد فيها نومة هنيئة، أتصفح هاتفى فى الصباح، أطالع آخر الأخبار، وليلاً أغلق عينى على صور الدمار.. بكاء وصرخات متواصلة، أسئلة لا تجد إجابة: «ما هذا العالم؟ ما كل هذه الخيانة؟ كيف فقد البشر إنسانيتهم؟ كيف تكالبوا جميعاً عليهم؟ أليس فيهم بشر واحد يقول: كفى! 470 يوماً «صحيوا الناس وما ناموا» إلا بهدنة تعلن أن للحياة بقية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة إسرائيل فلسطين مصر

إقرأ أيضاً:

دقنك عجباني.. حورية فرغلي تتغزل في نزار الفارس

قدم الإعلامي العراقي نزار الفارس لقاء مع الفناة حورية فرغلي تحدثا خلاله في الكثير من الأمور وأهمها إنهاء كل خلافاتهم والطريف في اللقاء ما قامت به حورية فرغلي عندما بدأت تتغزل في نزار الفارس 

وقالت حورية فرغلي  لنزار  الفارس: يعجبني كثيرا شكل الرجال الذين يشبهونك سواء في شكل الذقن أو بياض الأسنان فأنت دائما تلمع وفي غاية الأناقة 

وتابعن: أصبحت لك شهرة واسعة بمصر وأعلم أن لك الكثير من المعجبات ولكن هل تقبل الارتباط بمصرية 

وبادرها على الفور بالرد قائلا:  يكون لي عظيم الشرف لو ارتبطت بمصرية فقالت له يجب أن تتزوج قريبا فقبل يدها وشكرها على هذا الإطراء 

عرضت الحلقة على قناة عراق الحدث في برنامج من قريب

View this post on Instagram

A post shared by Nazar Al Fares - نزار الفارس (@nazaralfares)

أعمال حورية فرغلي 

من جهة أخرى، انتهى أبطال مسلسل بنات همام تصوير جميع حلقاته، في عمل درامي مكون من 15 حلقة، يضم نخبة من نجوم الشاشة، على رأسهم وفاء عامر، حورية فرغلي، محمد عبد العظيم، منذر رياحنة، إلى جانب كونه آخر أعمال الفنان الراحل أشرف مصيلحي.

ويشارك في البطولة أحمد عبد الله محمود، حسام شهاب، وائل متولي، وبوسي شاهين، وهو من تأليف أحمد عاشور، وإنتاج حلمي شهاب وبلال صبري، وإخراج كريم رفعت، الذي بدأ تصويره العام الماضي.

يكشف المسلسل عن براءة "ريا وسكينة"، ليغيّر المفهوم الراسخ عنهما عبر التاريخ، ويعيد سرد القصة من منظور غير تقليدي، ما يضع المشاهد أمام تساؤلات غير مسبوقة حول الحقيقة الخفية وراء تلك القضية الشهيرة.

وفي خطوة لافتة، قرر المنتج حلمي شهاب، أحد أبرز صناع الدراما في ليبيا والسعودية، التعاون مع شركة الكينج للمنتج بلال صبري، المعروف بأعماله التي تحقق التريند، لإنتاج جزء ثانٍ من المسلسل، ما يفتح الباب أمام مزيد من الإثارة وكشف الأسرار الغامضة.

طباعة شارك نزار الفارس حورية فرغلي أعمال حورية فرغلي

مقالات مشابهة

  • دقنك عجباني.. حورية فرغلي تتغزل في نزار الفارس
  • ربيع شهاب حالة مستفزة في المشهد الثقافي
  • مشهد نادر.. تساقط أزهار الجاكرندا يرسم لوحة جمالية في أبها
  • أبها تزهو جمالًا مع هطول الأمطار وتساقط أزهار “الجاكرندا”
  • لمياء شرف تكتب: الأمر لم ينتهِ.. انهض.. الفشل جزء من النجاح
  • منال الشرقاوي تكتب: ناصر 56
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!
  • "شوك الجمل".. أزهار جذابة تزيّن منطقة الحدود الشمالية
  • ڤاليو توقع اتفاقية تعاون مع ڤيزيتا وجيديا لتوفير حلول دفع ميسرة على اشتراك شامل من فيزيتا وقريبا على بقية خدمات الرعاية الصحية عبر بوابة الدفع من جيديا
  • رسوم ترامب على الأفلام غير الأميركية.. هل تكتب نهاية هوليود؟