عن الحب والحظ والتاريخ.. رموز مدهشة تحملها مجوهرات النساء
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
المجوهرات ليست مجرد زينة، بل تحمل قصصا ومعاني عميقة تمتد عبر العصور. ارتبطت العديد من التصاميم العتيقة بالعواطف والأحداث الهامة في حياة الناس، مثل الأساور والخواتم التي تعبر عن الحب الأبدي، والرموز التي يعتقد البعض أنها تجلب الحظ السعيد.
من بين هذه التصاميم التاريخية، يبرز خاتم الزفاف الملكي الذي يحتوي على حجر سافير داكن، ويُعد رمزًا للوفاء والتفاني.
وفي الثقافة الهندية، تعتبر المجوهرات مثل السوار (كالير) والخاتم (مغالا سوترا) رموزا للزواج والحياة المشتركة. هذه القطع تحمل معاني عميقة في الحياة الزوجية، حيث تعبر عن التزام الشخص تجاه شريكه، كما تستخدم بعض التصاميم لجلب الحظ والنجاح.
ومع تزايد الطلب على تصاميم المجوهرات العالمية، أصبحت هذه القطع أكثر شيوعا، بل طرحت نسخ مقلدة لتلبية احتياجات السوق. ورغم أن هذه النسخ قد لا تضاهي الجودة أو القيمة الأصلية، فإنها تظل تحتفظ بالقصص العاطفية والرمزية التي يعشقها الناس.
إعلاناليوم، أصبحت المجوهرات التي تحمل هذه الرموز أكثر انتشارًا، مما يعكس تأثيرها العميق في عالم الموضة والجمال، سواء كانت أصلية أو مقلدة.
وفقًا لتقارير مالية، قُدِّر حجم سوق المجوهرات المقلدة بحوالي 16.70 مليار دولار في عام 2022، مع توقعات بنموه إلى 27.85 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.50%
فيما يلي قصص مجموعة من أشهر تصميمات المجوهرات التي باتت منتشرة بين النساء بصورة مذهلة في السنوات الأخيرة الماضية.
قصة سوار التنسسوار التنس عبارة عن شريط رفيع ومرن يلتف حول المعصم. عادة ما يكون خفيفا جدا. يتكون السوار من صف من الألماس المتراص بشكل متتابع ومتسق. يمكن أن تكون الأحجار مربعة أو مستديرة أو حتى بيضاوية.
أصبح السوار رمزا للمجوهرات الفاخرة بفضل الحادثة الشهيرة التي وقعت في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس في عام 1987. كانت اللاعبة الأميركية كرستين بون تلعب في هذه البطولة عندما فقدت سوارها، الذي كان يحتوي على ألماس، أثناء المباراة. السوار كان يلتف حول معصمها، وأثناء المباراة كُسر وانفصل حجر الألماس منه، مما جعلها تتوقف عن اللعب مؤقتا لتبحث عن السوار المفقود. هذه اللحظة الدرامية جذبت الانتباه الإعلامي بشكل كبير، وأصبحت الحادثة معروفة في الصحافة الرياضية وفي عالم الموضة.
View this post on InstagramA post shared by Beningluxury (@beningluxury)
بعد هذه الحادثة، أصبح سوار التنس مرتبطا بالأناقة والرياضة في آن واحد. استلهمت العديد من العلامات التجارية تصميمات مماثلة لسوار التنس، الذي يتميز بحجار الألماس المتشابكة والمترابطة بإحكام على طول السوار مما يجعله قطعة يمكن ارتداؤها بشكل يومي وفي المناسبات الفاخرة.
كان السوار من تصميم شوميه، وبعد الحادثة، زاد الطلب على هذا النوع من السوار بشكل ملحوظ. وبدأ العديد من محبي المجوهرات في شراء نسخ مشابهة، مما ساهم في نمو هذه الفئة من المجوهرات في الأسواق العالمية.
إعلان سوار الحب من كارتييرهذا السوار الذي عاد من جديد للظهور بصورة لافتة خلال السنوات العشر الماضية يحمل معاني رومانسية مميزة، فقد تم إطلاق سوار الحب لأول مرة في عام 1969 على يد المصمم الإيطالي سيرافيني.
View this post on InstagramA post shared by Cartier Official (@cartier)
كان الهدف من تصميمه هو التعبير عن الرومانسية الكلاسيكية والحب الأبدي. السوار يعتبر رمزا للارتباط العاطفي بين الأحباء، حيث يتم ربطه بواسطة مسمار لا يمكن لمن ترتديه خلع السوار إلا بمساعدة شخص آخر، مما يعكس التزاما غير قابل للانفصال.
سوار فان كليف أند آربيل (البرسيم الرباعي)تصميم سوار فان كليف مستوحى من شكل زهرة البرسيم الرباعية النادرة، التي تعتبر رمزا للحظ السعيد. تم تصميم السوار بتفاصيل دقيقة لتجسد فكرة السعادة والإيجابية.
كان جاك أرپيل، ابن شقيق المؤسسين يقطف عادة البرسيم ذا الأربع أوراق من حديقته ويقدمه لموظفيه كتمائم للحظ. كانت هذه اللفتة تعبيرا عن تقديره لهم ورغبة في جلب الحظ السعيد لكل من يعمل مع الدار. كان يعتقد أن هذه الرموز البسيطة يمكن أن تحمل القوة لإضفاء الحظ والتوفيق على كل من يحملها. ومع مرور الوقت، أصبح البرسيم ذو الأربع أوراق رمزا أساسيا في تصاميم الدار، مما أدى إلى ظهور مجموعة من القطع الشهيرة التي تضمنت هذه الزخارف، والتي استمرت في جذب الأنظار بسبب جمالها ورمزيتها العميقة.
رغم أن السوار تم إطلاقه قبل عقود، فإن العلامة حافظت على مكانتها في سوق المجوهرات الفاخرة، وأصبح السوار مفضلا بين العديد من عشاق المجوهرات في السنوات الأخيرة.
سوار باندوراأحدث سوار باندورا ثورة في عالم المجوهرات عند إطلاقه في عام 2000. فكرته كانت مبتكرة جدا في ذلك الوقت: سلسلة قابلة للتخصيص يمكن إضافة التعليقات (Charms) إليها. كل تعليقة تحمل فكرة أو ذكرى خاصة، وتسمح للأشخاص بترتيب الذكريات المميزة في شكل أنيق. رغم أن السوار يعود إلى بداية الألفية، فإنه شهد انتعاشا كبيرا في السوق في السنوات الأخيرة بسبب تزايد الاهتمام بالأزياء المخصصة التي توثق ذكريات من يرتديها وتجاربه وأفكاره.
View this post on InstagramA post shared by Pandora (@theofficialpandora)
إعلانتصميم روبرتو كوين
تروج علامة روبرتو كوين لهذا التصميم باعتباره يجلب الحظ السعيد والصحة والحب لمن ترتديه. يشمل التصميم حجر ياقوت أحمر صغيرا مخفيا في القطعة، وهو رمز للطاقة الإيجابية. استلهم روبرتو كوين هذا التصميم من الأساطير الفرعونية، حيث كان يُعتقد أن الياقوت الأحمر يجلب طاقة الحب. رغم أن هذا التصميم قد يكون حديثا نسبيا في عالم المجوهرات، فإنه أصبح من الأكثر شعبية في العقد الأخير بفضل تصميمه الفريد.
View this post on InstagramA post shared by Roberto Coin (@roberto_coin)
خاتم "دولتشي فيتا" من بولغاري
صُمم هذا الخاتم ليحتفل بفكرة "الحياة الحلوة" (Dolce Vita) التي تشتهر بها إيطاليا. يتميز بتصميمه المستوحى من أسلوب فنون الروكوكو الإيطالي مع دمج الماس والياقوت الأحمر والذهب الوردي. يُعتبر هذا الخاتم من أكثر القطع التي تعكس روح الفخامة الإيطالية والعشق للحياة.
View this post on InstagramA post shared by Wagner Eleuteri (@eleuteri)
سوار "بي ماي لوف"
تم إطلاق مجموعة "بي ماي لوف" (Bee My Love) لأول مرة في عام 2011، هذه المجموعة تجمع بين عناصر الأناقة والقصص التاريخية: مثل رمز النحلة، شعار الإمبراطور نابليون بونابرت، الذي كان أول عميل للدار؛ وكذلك اهتمام دار مجوهرات شوميه بالطبيعة الذي يظهر بوضوح في أرشيف تصميماتها؛ إضافة إلى المجوهرات المليئة بالرموز التي تروي قصة العلاقة العاطفية بين نابليون وجوزفين.
View this post on InstagramA post shared by Chaumet (@chaumetofficial)
وفي هذا السياق، وصف تشارلز ليونغ، الرئيس التنفيذي لشوميه، تلك المجموعة بأنها بمثابة تكريم لشوميه كدار متخصصة في المجوهرات الطبيعية، بينما تعتبر الخلية السداسية رمزا للمجتمع وبناء العلاقات والانتماء لمجموعة تشترك في القيم نفسها، وتعبر عن الحب، الصداقة، العائلة، الرومانسية، احترام الذات، وزيادة الوعي بالطبيعة، كما أشار إلى أن "تصميم الخلية السداسية يرتبط بالاعتقاد بأن النحل يمثل المجتمع الفرنسي".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العدید من فی عالم فی عام
إقرأ أيضاً:
الحب في زمن التوباكو (8)
مُزنة المسافر
جوليتا: كانت أضواء المسرح عائدة للسطوع من جديد، وكان همِّي الأكبر أن تعود عمتي للمسرح وتغني أغنياتها الجميلة، وكان على طليعة أفكاري أن أضم فريقًا حيًا يُغني معها، ونجحتُ في إقناع البعض، لكن قبل ليلة الحفل، ارتمتْ عمتي ماتيلدا على السرير وقالتْ إنها لن تُغني مجددًا، وأن عليَّ أن أنسى هذا الوهم الكبير الذي جِئتُ به فجأة إلى روتينها الذي لا تود أن تُبدِّله، من تذكر بضع جوابات قديمة، ومراسيل عتيقة.
ماتيلدا: لن أغني مجددًا، لن أغني يا جولي.
جوليتا: لماذا يا عمتي؟ الجمهور بانتظارك.
ماتيلدا: لم أعد أصدقهم، لم أعد أشعر أنهم يحبونني بصدق، وأن وجودهم هنا لترديد اللحن والمغنى وقضاء وقت فراغ ليس فيه شيء يفعلونه.
جوليتا: لكنهم يهتفون باسمك ويخبرون بصوتك في كل البلاد.
ماتيدا: لقد سئمت منهم يا جولي.
جوليتا: لكننا نجني المال يا عمتي، هذا هو الأهم، هل لك أن تمثلي قليلًا؟
جوليتا: أقنعتها أن الحياة مجرد مسرح دمى، بخيوط غير بائنة للأعين، وأن مسرح الدمى يتطلب منا صوتًا جميلًا، ودمى متحركة بخفة كبيرة، وأن كل شيء سيكون على ما يرام.
ماتيلدا: تعرفين يا جولي، في الماضي كنت أحب دُمى الماريونيت، وكنت أشاهدها بسعادة غامرة، كنت أرى فيها كل شعوري، وكل ما أمر به كطفلة، وكان يسلينا رجل عجوز للغاية كان يطلق عليه فيرناندو، كان هو يقول بالأُحجيات، وبالأمنيات التي يتمناها الأطفال وكنا نهال عليه بالمديح، والبعض كان ينكره بشده ويتهمه أنه نفسه دمية كبيرة الحجم، وأن جسده محشو بالقطن وأضلاعه مربوطة بالخيوط، قربني منه يا جولي ووضعني على كرسي خشبي وسط الأطفال.
ونادى على اسمي، وقال لي: قولي لي يا ماتيلدا ماذا تتمنَّين؟
ماتيلدا: قلت له أود أن أتأكد أنك فعلًا محشو بالقطن، وأنك دمية تدعي أنك إنسان مثلنا.
ضحك الأطفال، وطلب منهم فيرناندو أن يصمتوا، وقدم لي قطعة شوكولاتة أجنبية، كانت محشوة بكريمة ناعمة، وقلبي كان يخفق خفقانًا عظيمًا لتلك القطعة المزدانة بالحب، شكرته لأنني شعرت أن صوتي صار أجمل بعد تلك القطعة اللذيذة.
وصار قلبي مسرح دمى عظيمًا، ترقص فيه الدمى يوميًا، للسحر الذي كنتُ أشاهده حين يخلق فيرناندو العجوز قصة ما للأطفال، وكان بينهم خافيير كان يقف هذا الطفل بجانبي علَّهُ يحصل على قطعة شوكولاتة تُشبه تلك التي حصلتُ أنا عليها من فيرناندو.
وكان خافيير يأتي بالحيل الكثيرة ليتحدث معي، ويخبرني عن طائرة ورقية سريعة قد صنعها، أو عن قوة مقلاع حطم به نافذة شخص ما، وكان يتفنن في الكلام والسلام، كان خافيير أصغر مني بثلاث سنوات، لكنه كان قوي البنية وسريع البديهة وفطنًا للغاية.
وكنتُ أنا ودودة وهادئة، وكنت أرفض الانضمام إلى مغامراته حتى لا ألطخ فستاني الجميل بنقاط البُولْكا أو أن أغير شيئًا من أناقتي؛ لأن خافيير كان يحب صعود الأشجار وتسلقها بخشونة، وكان ينسى أنني فتاة، وكنتُ أُذكِّرُه وأقولُ: خافيير أنا فتاة!
فيضيف خافيير: الفتيات يقدرن على صعود الجذوع، والركض في الربوع مثلنًا تمامًا نحن الصبيان.
ماتيلدا: لكنني فتاة لا يمكنني ذلك، سيتسخ فستاني، إنه فستانٌ بطبعة البُولْكا!
لا يفهم خافيير أن فتاةً بفستان البُولْكا لا يُمكنها أبدًا أن تصعد شجرة، أو أن تُلقي بحجرة ما على شخص عابرٍ للطريق الطويلة، وأنه من المستحيل أن تطوي الطائرات الورقية طيًَّا جيدًا.