عين ليبيا:
2025-02-15@03:24:07 GMT

وداعا جامع العايب.. وداعا لنا بالتدريج!

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

سيقف القادمون إلى مدينة مصراتة يوما، ينظرون إلى البناء الجديد، ولن يعرفوا أنه كان هنا ذات يوم مسجد، شاهد على حياة بأكملها، لن يشعروا بتلك الفجوة التي ستظل في قلوبنا، نحن الذين عشنا بين جنباته، بين أذانه وصلواته، بين رائحة السجاد العتيقة وصوت المطر وهو يلامس سقفه.

للكثيرين كأنما هو نزع عنيف لقلب نابض، تتهاوى ذكريات عمر بسقوط كل طوبة، حين يقضى على معلم كان يوما ما حكاية متجذرة في اعماقنا.

ذاك المسجد، لم يكن جدرانا صماء، بل كان نبضا لهذه المدينة، وملذا لكل روح عرفته او سجدت بين جنباته.

كيف لمرورنا العابر -وإن لم نطأ باقدامنا عتباته- الا يحمل في طياته لمحات من ذكرى، ونحن نشاهد من يدخل ويخرج من تلك البوابة المحاذية للطريق العام، من ساجد وراكع، كل يحمل همه وامله؟

سيعلن الاذان -بعد فترة التجديد- لكن الصوت سيكون اجنبيا عن روح “جامع العايب”، فهو اكثر من مئذنة تلامس السماء، واكثر من جدران شهدت تسبيحات لا تنفك. كان شاهدا على طفولة بريئة، وعلى خطى صغيرة تسرع الى الصلاة، وعلى ضحكات متوارية بعد التراويح.

هناك، في زواياه الدافئة، كان اهل الحي يلتقون في رمضان، تضاء ارواحهم قبل المصابيح، وفي ساحاته تحكى حكايات الاجيال، كبارا وصغارا، كل يحمل ذكرياته ويترك بصمته. هذا المسجد، لم يكن فقط مكانا للتعبد، بل مرآة عكست حياة وافرة بكل شيء.

واليوم، لغرض التوسع العمراني، سيزال! يا لها من كلمة تثقل الكاهل وتدمي القلب! “سيزال!” كانما تمحى سنوات طويلة انغرست فيها ارواحنا في جدرانه. نعم، سيبنى مكانه مسجد جديد، ربما اوسع واكثر حداثة، لكن هل تعاد الذكريات؟ هل تسترجع تلك اللحظات التي تعيد للروح دفأها؟

لست في وارد معارضة التوسع، ولا ارفض التحديث، لكن من يخبر قلوبنا ان تتقبل هذا الغياب؟ من يقنع الذاكرة ان تسكن بعدما كانت كل زاوية من زواياه قصة حياة؟

وها نحن اليوم كمن يرثي صديقا فقده، او قطعة من روحه غابت. رحم الله مسجدنا الذي سيبقى محفورا فينا، حتى وإن غاب عن اعيننا -بشكل القديم- فلن تمحى ذكرياته، ولن يبهت اثره، لان الجدران تزال، لكن الارواح التي سكنتها لا تزال شاهدة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

ننشر اعترافات المتهم بقتل جامع قمامة بالعجوزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"مكانش قصدى".. بتلك الكلمات بدأ المتهم بإنهاء حياة زميلة بسبب أولوية جمع القمامة اعترافاته أمام جهات التحقيق بالعجوزة.

وقال المتهم إنه لم يكن يقصد قتل المجنى عليه، مضيفاً أنه نشبت مشاجرة بينه وبين المجنى عليه بسبب أولوية جمع القمامة، وقام على إثرها بالدفاع عن نفسه.

وقررت النيابة العامة بشمال الجيزة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات كما أمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المجنى عليه وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية.

تلقى المقدم أحمد فاروق رئيس مباحث قسم شرطة العجوزة بمديرية أمن الجيزة، بلاغاً يفيد بالعثور على جثة شاب مصاب بعدة طعنات بأحد شوارع بدائرة القسم.

وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل البلاغ وبالفحص تبيّن أن الجثة لشاب يدعى "عبدالرحمن محمد" 23 عامًا، يعمل جامع قمامة، ومصاب بطعنة نافذة في الصدر أودت بحياته في الحال.

وبعمل التحريات تبيّن أن وراء ارتكاب الواقعة صديق المجني عليه، ويدعى "عبدالرحمن.ب" 27 عامًا، حيث نشبت بينهما مشادة كلامية حول أولوية جمع القمامة في المنطقة، تطورت إلى مشاجرة استل خلالها المتهم سلاحًا أبيض "سكين" وسدد طعنة نافذة للضحية، ليسقط غارقًا في دمائه ويلفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصول الإسعاف.

عقب تقنين الإجراءات و استصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.

مقالات مشابهة

  • الزلال يحمل الحكم مسؤولية تعادل الهلال
  • من معاني جامع الجزائر.. صمود الأمة بثوابتها المقدسة في الماضي والحاضر
  • وداعاً لانتفاخ الوجه: أداة تجميل تضمن بشرة مشدودة ومتوهجة
  • تجاهل كولر.. كهربا يوجه رسالة لمجلس الأهلي: ليس وداعا
  • الشيخ محمد المأمون:جامع الجزائر شاهد حي على عراقة هذا الوطن
  • الشيخ محمد المأمون:جامع الجزائر الجامع شاهدحي على عراقة هذا الوطن
  • ننشر اعترافات المتهم بقتل جامع قمامة بالعجوزة
  • وداعا سعيد الحلاو
  • مناوي يستنجد بكل من يحمل السلاح
  • وداعا الشيخ احمد عبد الرحمن