لجريدة عمان:
2025-06-17@17:24:38 GMT

لا .. حسب المنطق الفيزيائي

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

يبدو أن هناك ثمة علاقة بين المنطق الفـيزيائي وبين ما يسمى بـ«السببية» بمعنى حتى يتحقق الفعل الفـيزيائي المجرد من العواطف «فـي حالتنا الإنسانية» لا بد أن يكون هناك سبب ما، لحدوث ذلك، وأن الأمور لا يمكن أن تحدث هكذا بفعل التخيل غير المنطقي للأحداث، ولأننا اجتماعيون حتى الثمالة، فإن المنطق الفـيزيائي، ربما لا يتحقق بمنطقيته المجردة البحتة، بمعنى ليس شرطا أن أتصالح مع فلان من الناس بمقابل مادي ملموس، فـيكفـي أن يشعرني بشيء من الود، وهو أمر معنوي، لكي أقتنع بالتصالح معه، وبالعكس كذلك، فليس شرطا أن أعادي آخر لأنه تهجم علي بالقول أو بالفعل، فـيكفـي أن يشعرني كذلك، بعدم رغبته مآخاتي له، وأنه يرى فـيّ شيئا من عدم الرضا والارتياح، لكي أتوقف عند مستوى معين من عدم التعاطي معه، وبذلك يبدو أننا واقعون فـي مأزق المفارقة النوعية بين منطقي (الفـيزياء، والكيمياء) كيف ذلك؟ يكون ذلك من خلال النتائج المتحصلة من مختلف الممارسات اليومية، ومجموعة السلوكيات المتبادلة بين مختلف الأطراف، ففـي لحظة ما تزهر المحبة والمودة وتُحَوِّلْ الامتداد الأفقي إلى كثير من الرضا، وكثير من السرور، وهذا كله واقع فـي خانة التغير الفـيزيائي، وفـي لحظة مضادة تشيع فـيها الحقد والتنازع، حيث تضرب البعد الرأسي فـي الصميم، فتحوله القلوب والنفوس إلى حلبات للصراعات والتصادمات، وهذا أيضا واقع فـي خانة التحول الكيميائي، ومعنى ذلك فإن للاجتماعية هنا بعدان مهمان بعد أفقي، وبعد رأسي، فالبعد الأفقي: من مميزاته أنه مهما حصل فـيه من تغير سواء إيجابي أو سلبي يظل احتواء تغيره مقدور عليه، حيث تثلم عمليات الصلح والتسامح الكثير الكثير من الثلمات، ومن النتوءات، أما البعد الرأسي: فمن مميزاته أن التحول فـيه يصعب إعادته كما كان عليه الوضع قبل حدوث التحول، ولذلك قيل: «إن القلوب إذا تنافر ودها، مثل الزجاج كسرها لا يجبر» وتنافر الود هذا لن يحدث إلا بعد أن تتوغل فـي مضمونه الكثير من الممارسات القاسية من طرف إلى طرف آخر، وتبقى القدرة «فـي هذه الحالة» عاجزة عن رتق الخروقات التي تحدثها مختلف الممارسات الخاطئة مقصودة كانت أو غير مقصودة، وهذا الأمر الذي يجعل الطرفـين لا يطيق أحدهما الآخر، حيث يحتاجان إلى طرف ثالث يقوم بعمليات من الترويض المنهكة، حتى ربما، قد تعود الأمور إلى سابق عهدها، وربما لن تعود، حيث يصعب جبر كسر الزجاج، وقد أشار القرآن الكريم إلى صورة من صور الممارسات الاجتماعية التي يحدث فـيها الشقاق، وضرورة تدخل طرف ثالث لاحتواء الخلاف: (وإن خفتم شقاق بينهما، فابعثوا حكما من أهله، وحكما من أهلها، إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما، إن الله كان عليما خبيرا» الآية (35) - سورة النساء.

وعلى الرغم من أن كلا البعدين: الفـيزيائي المقرون بتغير الأشكال والأحجام، والكيميائي المقرون بتغيير المكون الأصلي «البنيوي» وتحويله إلى مكون آخر لا يمت إلى المكون الأصلي بصلة، فإن ذلك يعد علامة فارقة فـي المسألة الاجتماعية، وبالتالي فمجموعة التموضعات التي تعيشها هذه المسألة، على وجه الخصوص، فـي السياقات المنطقية للفـيزياء، والتحولات الصعبة للكيمياء، هي بذلك تذهب إلى هذا المحتوى الإنساني العميق والمعقد، والذي على ما يبدو أن يخضع للمفاهيم العلمية عندما تخضع المسألة لمجموعة من المقاربات فـي السلوك الإنساني مع المفاهيم العلمية، وإلا فمن يصدق أو يستوعب أن فـي جسم الإنسان تحدث مجموعة من التفاعلات الكيميائية فتحول هذا الإنسان من حالة إلى حالة؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: خطأ أمني فادح من إيران كلفها الكثير.. تجاهلت نصائح وتحذيرات

أدت الحسابات الخاطئة للقيادة الإيرانية إلى تكبد خسائر فادحة في صفوفها، بعد أن أخلت بالتأهب الأمني معتقدة أن الاحتلال الإسرائيلي لن تشن ضربتها العسكرية قبل انطلاق جولة جديدة من المحادثات النووية الأمريكية-الإيرانية في عمان الأحد.

وفق تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز واستند إلى مقابلات مع ستة مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى واثنين من الحرس الثوري، ارتبط خطأ القرار بتجاهل سلسلة نصائح أمنية وتحذيرات استخبارية، وفقد افترض القادة أن أي ضربة إسرائيلية لن تتم إلا بعد الانتهاء من جولة المحادثات النووية، ما منحهم شعورًا زائفًا بالأمان وجرّهم لارتكاب أخطاء قاتلة.

جاءت الضربة الإسرائيلية صباح الجمعة، مستهدفة نحو 15 موقعًا في إيران، بينها مناطق في طهران، أصفهان، تبريز، وإيلام، وأسفرت بشكل مباشر عن مقتل قادة كبار، من بينهم قائد سلاح الجو الفضائي في الحرس الثوري، اللواء أمير علي حاجي زاده، وأعضاء من كادر قيادة الحرس في اجتماع طارئ داخل قاعدة بالعاصمة، بعد أن تجاهلوا نصيحة بعدم التجمع في مكان واحد .

كما قُتل اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان الإيرانية، بحسب بيانات من ويكيبيديا تدعم النبأ، الضربة لم تستهدف القيادات فحسب، بل دمرت أنظمة الدفاع الجوي والرادارات، وعيّقت قدرة إيران على نقل صواريخ باليستية إلى منصات الإطلاق، إضافة إلى تدمير القطاع السطحي من منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم .


وصف المسؤولون الإيرانيون الموقف بأنه صدمة استخبارية، وقد بدأت الحكومة بالكاد تقدير حجم الخسائر التي لحقتها جراء الضربة، والتي كشفت هشاشة الدفاعات الجوية ومدى ضعف التنسيق في الأجهزة الأمنية .

وقد نشرت "نيويورك تايمز" رسائل نصية عُثر عليها من داخل أجهزة الحرس الثوري، تنتقد: "أين دفاعاتنا الجوية؟!"، و"كيف استطاعت إسرائيل الوصول إلى كل هذه المواقع وتدميرها ونحن غير قادرين على منعها؟" .

ردًا على هذه الضربة، اجتمع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، حيث أقر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بالرد، لكنه أكد في بيان تلفزيوني رغبة بلاده في عدم اتخاذ خطوات مُتهورة قد تؤسس لحرب شاملة، وفي المحصلة، يُعتقد أن إيران أطلقت ما يقارب 100 صاروخ الباليستي في أولى موجات الرد، بعدما كان مخططًا لها أن تشمل 1,000 صاروخ، لكن الضرر الذي لحق بقدرات الإطلاق حال دون ذلك .

النقطة الجوهرية في هذا الحدث السياسي العسكري، أن الخطأ الفردي في الحسابات – والثقة الزائدة فيما يعتقد أنه تأخير الضربة – أتاحت للاحتلال الإسرائيلي اقتلاع القادة العسكريين الإيرانيين من جذورهم، وحطّمت بكفاءة جزءًا كبيرًا من بنية دفاعهم الاستراتيجية، فيما لا تزال طهران تحاول استيعاب حجم الصدمة وتقاطع نتائجها مع استراتيجيتها النووية والعسكرية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الرهوي : العلامة السيد بدرالدين الحوثي كان منارة في العلم وتتلمذ على يديه الكثير
  • "المهندسين" ترصد مخالفات 635 فردًا و22 منشأة خلال شهر مايو
  • مدبولي يتابع مع الوزارات المعنية تطوير منظومة الري لزراعة قصب السكر
  • يبدو أن عبد العزيز الحلو سيحتسي لبن الأبل في يوم الأربع في جمهورية التحالف مع الجنجويد
  • خبير علاقات دولية يصف التصعيد الإيراني الإسرائيلي بـ الخروج عن المنطق
  • ترامب: نقدم الكثير من الدعم لإسرائيل.. وإيران تريد التفاوض لخفض التصعيد
  • وزير التعليم يبحث مع برنامج الأغذية العالمي تطبيق أفضل الممارسات في التغذية المدرسية
  • العبرة مما تفعله إسرائيل في المنطق
  • نيويورك تايمز: خطأ أمني فادح من إيران كلفها الكثير.. تجاهلت نصائح وتحذيرات
  • القادم أفضل .. «ريبيرو»: أخطاء وفرص ضائعة كلّفتنا الكثير أمام إنتر ميامي